الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغنيات الشعبيات في بنغازي

عبد السلام الزغيبي

2016 / 4 / 14
الادب والفن



منذ بداية القرن الماضي، تزايدت مساهمة اليهود الليبين في الشأن الثقافي والاجتماعي والفني ومن المجالات التي خلفوا فيها بصمة ظاهرة، مجال الغناء الشعبي، والذي كان مرتبطاً بالحياة اليومية للمواطن الليبي. فهذا النوع الفني دائم الحضور في المناسبات الدينية والاجتماعية للعائلات الليبة، في الأعراس وحفلات الختان وغيرها..

و تميزت الأغاني الشعبية التي كان يؤديها اليهود في بنغازي بالتحرر من المحرمات والتابوهات، التي كانت سائدة آنذاك في المجتمع الليبي ما يتعلق باغاني الحب والغزل، وكان هذا النوع من الغناء يلقى رواجاً لدى المتلقي الليبي.

ومن بين من كانت له الريادة في مجال الغناء الشعبي الليبي، وفسح المجال من بعده وشجع مطربات شعبيات ليبيات على خوض هذا المجال، كانت مطربة شهيرة من ابناء الاقلية اليهودية التي كانت تعيش في مدينة بنغازي..

اسمها الذي اشتهرت به كان( بطة)، وهي احدى سيدات الاقلية اليهودية التي عاشت في مدينة بنغازي، اما أسمها الحقيقي، فكان ( أستوري خلفون)، وقد سميت بهذا الاسم، شأنها شأن أغلب أبناء الاقلية اليهودية الذين كانو يطلقون على أنفسهم أسماء عربية، أما أسمائهم الحقيقية فكانت في السجلات الرسمية فقط.

ويمكن اعتبار بطة من اوائل من غنى الاغاني الشعبية الليبية، بعد أن كانت حكراً على الرجال، وهي والدة المطرب اليهودي الشيخ العفريت صاحب أغنية ( اﻷ-;-يام كيف الريح في البريمة)،ــ وهو مطرب مشهور في تونس وكان يقيم في جربةــ وتعلم اصول الغناء على يد والدته ( بطة)..قبل ان يسافر الى تونس.

بطة اليهودية من الفنانات الشعبيات في بنغازي، وكانت العائلات تستعين بها لاحياء الافراح، والحفلات الغنائية.. وكانت مطربة ودرباكة مشهورة، و كانت تسكن في حي سوق الحشيش..وكان اكثر من تأثر بها من المغنيين الشعبيين الليبين هو المغني الشعبي" الحاج ابريك"..

وعندما يتم دعوتها لاحياء الافراح في البيوت الليبية، كانت هناك عربة بحصان( عربية )، تنقلها من بيتها الى بيت العرس، بعد ان يتم الاتفاق على الاجر مع زوجها( خاموس)،الذي يقبض الثمن ومعه زجاجة بوخة..

وبانتهاء عصر المغنية بطة وانسحاب المغنيين والمغنيات من الاقلية اليهودية لاسباب مختلفة، كانت الفرصة مواتية للمغنيات الشعبيات الليبيات، لاعتلاء الساحة الغنائية،و بحسب التقاليد الليبية، التي تمنع اختلاط الرجال بالنساء في الافراح والاعراس، كانت نسوة البيت والاقارب والجيران يحيون الفرح بانفسهم ..ثم تطور الامر، الى استدعاء مطربة شعبية لاحياء فرح، جل حضوره من نساء اهل العريس والعروس والمدعوات،هن من نساء العائلة والاقارب والاصدقاء والجيران.

ومن المطربات الشعبيات اللليبيات، خيرية المبروك، وهي من اول الاصوات الليبية التي ظهرت في الاذاعة الليبة، ومن اشهر اغانيها.. ما قدرت نهونه، وخود النصيحه.

وعلى نفس المنوال التي سارت عليه المغنية الشعبية (بطة) في الغناء في الافراح والاعراس، سارت مطربات شعبيات ليبيات من امثال،عيشة بنت بشير وحفصة الطرابلسية، ودرمة الخادم، وفتحية خميس، وفاطمة البرعصية ،ومن بعدههن ظهرت المغنية الشعبية (ماريانا) بصوتا الرخيم القوي، واشتهرت بأغنيات شعبية منها (مانك رخيص علينا، قالولها راجل عدو ويجيكم،دوبه لفى للعقل دوبه دوبه،قالو توب ماتطرى الغالى..مظلومين مايدرو بحالى، والله ما تنعدى..يالعزيز علي..)..وغيرها من الاغاني الشعبية.

والمطربة الشعبية (الفونشة) الشهيرة بالوردة الليبية، التي بدأت مشوارا الفني في اواخر الستينيات والتي غيرت كثيراً في نمط اﻷ-;-غنية الشعبية وأصبحت صاحبة مدرسة فنية في اللحن واﻷ-;-داء، ومن اشهر اغانيها،
"جافي ليش متباعد عليا،عيب يا علم،الرجاء يا عيني،في شان الغيات،ياعمارة يا منكوبة"، وغيرها..

وكان للمطربة الشعبية الكثير من الاسطوانات و الاشرطه الى جانب الكثير من الحفلات مسجلة وتباع في الاسواق، وقد استمر نشاط الوردة الليبية، لسنوات طويلة، وان كان قد قل انتاجها في السنوات الاخيرة لعوامل صحيه واجتماعيه.

وكانت المطربتان، (ماريانا والفونشة)،وكل منهما بالالات موسيقية شعبية مثل الدربوكة والزمارة والبندير ، تتنافسان على سوق الغناء في الافراح الشعبية، وفي نهاية السباق، أنتصرت المغنية ( الفونشه)، وتسيدت سوق الغناء، وأخذت تفرض شروطها، وكانت عائلات بنغازي، لا تعتبر العرس عرساً إن لم تحييه ( الفونشه)، وكانت تتسابق وتتوسط لتتحصّل على حجز وموافقة المغنية الشعبية، لاحياء العرس، ووصل الامر أن تم تغيير موعد ليلة الدخلة المعتادة من يوم الخميس الى يوم الأحد ليكون مناسبا لجدول مطربة الافراح الاولى ذائعة الصيت.

وكسبت المطربة الشعبية الكثير من الأموال، وقامت ببناء عمارة كبيرة، وكانت لها سيارة يابانية فارهة في ذلك الوقت وسمي موديل السيارة باسمها!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلفون غنت.. ولم توافق رئيسة المعارضة تسيبي ليفني
عبد الحليم لعريبي ( 2016 / 4 / 14 - 15:14 )
وفد معمّر القذافي وصل إسرائيل بجوازات سفر أجنبية، على متن طائرة عامة، استقلوها بصحبة رجال أعمال يهود من أصول ليبية يعيشون في إيطاليا وفرنسا لعرض على الإسرائيليين صفقة وقف ضربات الناتو مقابل إرجاع ثروات يهود ليبيا لإسرائيل التي طالبت القذافي بها .
قال موقع (تايمز أوف إسرائيل) لطلب مساعدة بأن تستخدم إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا، لوقف حملة حلف شمال الأطلسي العسكرية خلال معركتها، بقرار من مجلس الأمن الدولي.
في حزيران (يونيو) 2011 التقى عددًا من الشخصيات السياسية الرفيعة في الحكومة الإسرائيلية لنقل رسالة القذافي بهدف تحسين صورته عالميًا. حينذاك، كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن الوفد كان مكونًا من 4 مسؤولين ليبيين دخلوا إسرائيل بعد حصولهم على تأشيرة دخول من السفارة الإسرائيلية في باريس، واستمرت زيارتهم لمدة 4 أيام، التقوا خلالها برئيسة المعارضة (كاديما) ليفني وعضو الكنيست الإسرائيلي عن الحزب مائير شطريت.



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه