الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الأسير الفلسطيني : محطة لاستنهاض المقاومة لدحر الاحتلال وتحرير الأسرى

عليان عليان

2016 / 4 / 19
القضية الفلسطينية


يوم الأسير الفلسطيني : محطة لاستنهاض المقاومة لدحر الاحتلال وتحرير الأسرى
بقلم : عليان عليان
تطل علينا الذكرى السنوية، ليوم الأسير الفلسطيني، في لحظة تاريخية حاسمة تعبر عن نفسها بانتفاضة شعبنا الثالثة التي فتحت آفاقاً رحبة أمام النضال الوطني الفلسطيني، لدحر الإحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب، من السجون والمعتقلات الصهيونية.
لقد شكلت الحركة الأسيرة الفلسطينية والعربية، حالة متقدمة من النضال ضد المشروع الكولونيالي الصهيوني، حيث استطاع الأسرى الفلسطينيون والعرب، أن يحولوا السجون والمعتقلات الى مدارس لتخريج الكوادر المتقدمة ثقافياً وسياسياً وفكرياً ونضالياً، واستطاعوا أن يحققوا العديد من المكتسبات الخاصة بتحسين ظروف الإعتقال، عبر نضالاتهم الدؤوبة وعبر هباتهم وانتفاضاتهم المتتالية، وعبر معاركهم المتصلة التي خاضوها بامعائهم الخاوية، وبقوة شكيمتهم، وصلابة إرادتهم، على امتداد عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
لكن ويا للاسف، جاءت اتفاقات اوسلو ومشتقاتها لتشكل نكسة للحركة الوطنية الأسيرة، مثلما شكلت نكسة لمجمل الحركة الوطنية الفلسطينية، ولنضالات الشعب الفلسطيني منذ انطلاق ثورته في منتصف ستينات القرن الماضي، إذ انه في ظل اوسلو والإنقسام الفلسطيني الأفقي والعمودي الناجم عنها وانعكاس هذا الانقسام على الحركة الأسيرة، وفي ظل التنازل عن أبجديات المشروع الوطني استطاع العدو الصهيوني ان يسلب الحركة الأسيرة العديد من انجازاتها، التي حققتها بصمودها المنقطع النظير وبمعاركها المتصلة، التي قدمت خلالها عشرات الشهداء.
ولم يستكن ألأسرى الأبطال للامر الواقع، وتمكنوا لاحقاً من استعادة الكثير من الحقوق والإنجازات، التي خسروها في مرحلة ما بعد أوسلو، ولا نبالغ إذ نقول ان الإنتفاضة الفلسطينية الثانية" انتفاضة الأقصى"، شكلت رافعة للحركة الوطية الأسيرة، ومنحتها زخماً في التصدي لاساليب العدو واجراءاته.
ووفقاً للتقرير الذي أعدته هيئة شؤون الأسرى بتاريخ 16-4- 2016 فإن أعداد الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1967 وحتى أبريل/نيسان 2016، اقترب من المليون فلسطيني، مشيرا إلى أن أكثر من 15 ألف فلسطينية وعشرات الآلاف من الأطفال كانوا من بين المعتقلين.
وقد جرى تسجيل أكثر من 90 ألف حالة اعتقال منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000 وحتى لحظة صدور التقرير من بينهم أكثر من 11 ألف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، ونحو 1300 امرأة فلسطينية وأكثر من 65 نائبا ووزيرا سابقا، بالإضافة إلى إصدار نحو 25 ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق.
وذكر التقرير أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ لهذا العام 7000 أسير، من بينهم 70 أسيرة وأكثر من 400 طفل.
إن الوفاء للأسرى، لا يكون بالتذكير بقضيتهم في يوم الأسير فقط، وفي سياق موسمي،إنما يكون بما يلي:
أولاً : بدعم الانتفاضة الراهنة من قبل فصائل المقاومة ، والتصدي لمحاولات السلطة الفلسطينية إجهاضها في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني.
اولاً: بالإستمرار في النضال، من أجل القضية التي أسروا وتحملوا ولا يزالوا يتحملون، عذابات الأسر من أجلها وبنبذ خيار المفاوضات مع العدو الصهيوني، لان التوقف عن النضال والإستمرار في دهاليز التسوية، والمفاوضات التي أثبتت الحياة عدم جدواها، يدخل الإحباط واليأس الى نفوسهم.
ثانيا: بالعمل على تحرير الأسرى، من خلال الفعل المقاوم عبر أسر جنود صهاينة، لتجري مبادلتهم بآلأف الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال، كما حصل في عمليات التبادل التي أجرتها فصائل المقاومة الفلسطينية عام 1968، 1985 ، وفي عمليات التبادل التي اجراها حزب الله في الأعوام 1998، 2004، 2008 بعد أسر العديد من جنود الإحتلال.
ثالثاً: عبر التاكيد على خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية المستندة الى العمق العربي، والملتزمة بالثوابت الفلسطينية وفق الميثاق القومي الفلسطيني، وبالآليات التي حددها ممثلة بالمقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها الكفاح المسلح في إطار استراتيجية حرب التحرير الشعبية.
رابعاً: أن تضع فصائل المقاومة، قضية الأسرى على جدول أعمالها اليومي، للبحث في السبل والآليات الكفيلة بتحرير الأسرى،ومن ضمنها مطالبة كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وهيئة الصليب الاحمر الدولي بتحمل مسؤولياتها، في كشف الممارسات البشعة التي يمارسها الإحتلال ضد الأسرى والمعتقلين، والعمل على فرض معايير حقوق الإنسان، الى حين إطلاق سراحهم وكذلك الضغط على حكومة العدو الصهيوني، للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال.
ان استمرار الكيان الصهيوني، في اعتقال الأسرى الفلسطينيين والعرب، وبوصفه كقوة احتلال ينتهك القوانين والمعاهدات وخاصة البنود 76،77،78،94 من معاهدة جنيف الرابعة وكافة نصوص اتفاقية جنيف الثالثة، والبند 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والبند 36 من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل الخاصة بأسرى الحرب، يرتب على المجتمع الدولي، العمل على تحرير جميع الأسرى والمعتقلين من السجون الاسرائيلية.
خامساً: فضح المعايير المزدوجة، لدول الغرب الرأسمالي وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها من اجل جندي صهيوني واحد، جرى أسره في ميدان المعركة ألأ وهو جلعاد شاليط، في حين تتجاهل وجود اكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني وعربي، في سجون الإحتلال محكوم على العديد منهم بعدة مؤبدات.
وأخيراً نقول لكم: يا من تقفون بكل شموخ في المتراس الامامي، دفاعاً عن الامة وقضيتها المركزية، يا من لم تفقدوا البوصلة رغم عتمة السجن وقسوة السجان، يا من لم تفقدوا الإيمان بعدالة قضيتكم.. قضية تحرير الوطن من الماء الى الماء وقضية تحرير الإنسان، نقول لكم ، ستظلون في ضمائر الأمة وقلوبها، وان فجر الحرية سنبلج إن آجلاً أم عاجلاً طالما راية المقاومة مرفوعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران