الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة الرئيسية

جمال رفعت

2016 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الوطن العربي لا فرق بين السياسة و الدين ، فهما وجهان لعملة واحدة لا يعمل أحدهما بمعزل عن الآخر ، السياسة تستخدم الدين كسلاح لها ، و كذلك ايضآ السياسة تستخدم الدين كسلاح لها .
في الوطن العربي كله ( او ما تبقي منه ) تغيب العلمانية عن المشهد بشكل تام ، حيث يحتل الدين و السياسة المكانة الأولي في مناحي الحياة العامة و الخاصة بداخل المجتمع العربي ، فما يشرعه الدين يكون بحاجة لمساندة سياسية و الدور في ذلك يكون علي عاتق السياسيين المنافقين او اصحاب الفكر الديني الراديكالي الذين بطريقة او اخري وصلوا لمكانة سياسية تسمح لهم بتطبيق أفكارهم او أفكار جماعاتهم الدينية ع أرض الواقع و الوطن . و ما تطرحه ايضآ السياسة يكون بحاجة لمساندة الدين و الدور في ذلك يكون مسؤولية رجال الدين المنافقون الذين يكونون بصلة برجال السياسة لتحقيق منافع و مطامع شخصية لهم مقابل تمرير سياسات و قرارات الطبقات الحاكمة للمجتمع من خلال الكنيسة و المسجد بصبغة دينية .
العصور الظلامية ، هي تلك التي تنتج عن امتزاج الدين بالسياسة و تأليه رجال السياسة و عصمة رجال الدين .
عانت جميع المجتمعات العربية و الغربية ع حد سواء من تلك العلاقة التي بين الدين و السياسة في فترات ما علي مر تاريخها ، و لكن المجتمعات الغربية نجحت في الخروج من تلك المعاناة و خلصت السياسة من شوكة الدين ، و في المقابل سقطت الدول العربية نتيجة استمرار المزج بين الدين و السياسة و مازالت في سقوطها نحو اعماق الهاوية .

الثورات التي قامت مؤخرا في الدول العربية هي مؤشر مهم يشير لأشياء عديدة و متباينة . تلك الثورات تشير الي أن المواطن العربي يحاول الانتفاض و الثورة ع ديكتاتورية الحاكم و فساد الساسة و المسؤولين .
كما أنها للأسف تشير الي استمرارية جهل المواطن العربي الذي نجح الدين و اصحابه في ترسيخه داخل وعيه ، حيث كشفت تلك الثورات عن عوار العقول التي أصبحت في عصرنا هذا في طور التعفن و التحلل ، مطالب الثوار في الوطن العربي كانت تتمحور حول مطالب أعتبرها أنا ، مطالب ثانوية ، لن تتحقق في وجود تلك المشكلة الرئيسية التي يغفلها المواطن العربي ، و هي المشكلة التي تتعلق بالعلاقة المستمرة بين الدين و السياسة ، فما حدث في سوريا و تونس و ليبيا و مصر و اليمن و غيرهم كان سببها العلاقة المريبة بين الدين و السياسة و رجال الدين و الساسة .

نجحت الدول الأوربية و صلت لما هي عليه الآن بسبب فهمها للمشكلة الرئيسية تلك و حلها جذريآ ، بعزل الدين عن السياسة و السياسة عن الدين ، أصبحت العلمانية هي الطريق الوحيد للحياة الكريمة للمواطن و لعدم تفكك المجتمع .
فلنثور و لنغضب كما نشاء ، فبدون العلمانية الوطن العربي الي زوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت