الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطورة التلاعب بالوعي

خالد علوكة

2016 / 4 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


( خطورة التلاعب بالوعي )
(الوسائل المتطورة مع الاهداف غير الواضحة هي السمة المميزة لزماننا)- اينشتاين
ورد تعريف التلاعب عند - سيرجي قره - بان ( التلاعب ليس عنفا بل إغراء ، يَبدون وكانهم يرغبون أن يغرر بهم ، وهو وسيلة للهيمنه عبر التأثير الروحي في الناس من خلال برمجة سلوكهم ).
وقد تلعب الحرب النفسية والتلاعب بالوعي الانساني هذه الايام الوجه الاخر للقناعات والتغيرات وخفايا حروب زمان العولمة والتي تُطحن بربيع الناس ليذهب ضحيتها شعوب وقبائل لاذنب لها سوى سيطرة حروب مقاولي الطائفية والاقليات بزرع الخوف وطٌعم الديمقراطية والغام الدعاية حتى جعلتهم اسرى شاشة قنوات التلفزيون التي تعد باللاف تبث يومياً انواع السموم والخدع النفسية وكأنها مُخدر روحي لايعرف من هو مُمول هذه القنوات ومن راعيها وقد تكون حصتها بالدعم من نتائج هذا التلاعب بوعي الناس ، و تعرف لمن توجه وتؤثر من متابعيها في الاصغاء المفرط للاخبار الموجهة والمدمرة للروح البشرية وقد ينحبس ويترقب مثلا المشاهد ساعات امام الشاشة ويعقد الامال على كشف اسرار وفضائح من مصادر سريعة الانتشار مثل (ويليكس ) او وثائق (بنما) لينبهرمن التحسس وقدرة التجسس على الافكار والاموال المكشوفة والمستورة و قد تكون وسيلة وغاية لتمرير صفقة او ترويض النفس البشرية بالصبر والتحمل على امر لايقبله عقل ولاقلب ولادين ولامذهب ولكنه يجني مفعوله بما يريد الاعداء وليس مانريد.
في تجربتنا المريرة والقريبة مع داعش الدولة الاسلامية يبدو تعطيل الارادة مستمر من خلال التلاعب بالوعي ولكي نصل لنقطة البداية في الموضوع نقول بان الحرب النفسية على الاقليات اخطر مما حدث قبل النزوح واكثر المتضررين هو المكون الايزيدي بسبب استهدافه المباشر وعدم تحرير معظم مناطقهم ومواصلة مسلسل استهدافهم بالهجرة ، فلو تم قياس ماحدث للمكون - الشبكي - فانه رغم اختلاف مذهبهم وكون دينهم واحد لكنهم تكيفوا مع ظروف النزوح في العيش المناسب في كرفانات وليس في مخيمات , وكذا الاخوة المسيحيين واكثرهم في كرفانات وشقق ولهم اجندتهم الخاصة التي تعمل جاهدة لتأمين وتجاوز سلبيات النزوح .
ولكن الطامة الكبرى في مصير المكون الايزيدي والذي اصابه خلل واضح يعاني في قيادته الروحية خاصة وتوابع مسؤوليه في غير سلك الدين والتي هي ايضا لها اجندة افرغت محتوى طبيعة وخلفيات النزوح الى امرعادي بينما فيها كثير معاناة وسبايا ويمكن التخفيف عنها ومعالجتها من خلال (زيارة ) مخيمات النازحين باستمرار والاندماج معهم دون حاجة لدعم مادي بل معنوي ولاتزال هذه النقطة الخطيرة لاتعير نظرا واهتمام من اصحاب الشأن ،بينما الزيارات لخارج البلاد حاضره مع هذه القيادات فمنهم من لديه اقامة دائمية ومنهم من ارسل ذويه وعائلته وباقِ على موقعه دون شعور بان الكثير لم يعد يسمعه – من حق الجميع ممارسه حياته كيفما يريد لكن مرتبة الشيخ والبير ليس مثل المريد في كثير واجبات وحقوق ! .
إن مقدار وشراسة التلاعب بالوعي النفسي على المكون الايزيدي للاسف سارية المفعول وقد يكون ناس من نفس المكون طرفا فيها دون ان يدري وقد يختفي بداخلها وقد تاخذ العواطف والانتماءات دافع غير مامون بذلك ، وتمر بمراحل مرتبة لزرع اليأس والخوف من مستقبل العيش الامن والعودة، وكما أن التحصن الثقافي الايزيدي ضعيف وحتى الاعلام الايزيدي لايفي بالغرض لانه محسوب وغير مواكب ومدرك لخطورة الاعلام – اضافة الى عدم وجود (مؤسسة اعلامية ايزيدية موحدة) تعي صيغة الرد المناسب لكل خرق معادِ بل كل فرد يغني على ليلاه - و اصبح الافراد اكثر تاثيرا من رجال المناصب والجهات الاعلامية الرسمية ، وقد لانعرف بوصلة الكثيرين منهم وقد يسكنون ويعيشون في بيت او لون واحد ولكن ينتقدون بعضهم البعض بشدة في المواقع الالكترونية دون وجل او تردد وكانه امر عادي لديهم ، ولايعرفون مدى تاثير ذلك التصرف على موقعهم وعلى مستقبل ومشاعرالشارع الايزيدي الحزين وقد لايعمم هذا الكلام والموقف لكنه موجود ومناطقي .
ونظرة لكيفية التلاعب بالوعي وصناعة التاثير على نفسية المكون الايزيدي من خلال احداث وقعت ومواضيع حصلت منها مثلا ترويج صورة لمظاهرة في دهوك دفعت وهزت عوائل كثيرة للهجرة والتضحية بحياتها ثم ظهر مفبركة ! . ومن ثم ظهر للعيان شرف نيل جائزة نوبل مع الاخوات فيان ونادية ولافرق بينهم وكيف اشتعلت الالوان والاعّلام حول الموضوع – ومن ثم ظهر احتجاج تعليق لوحة من عدة كلمات على مزار شرف دين - والتحق بعدها فرصة اخرى بالتلاعب بالوعي ومقدار رد الفعل من خلفيات زيارة مسؤولين للسفيرالسعودي واعقبه بعد هدوء هذه العواصف ايضا تصريحات في دوامة الماضي من مسؤولين من الوان مدينة السليمانية ولكن هذا اعقبه اعتذار قد يفي بالغرض ويحسب بحسن موقف قيادي اللون الاخضر ( ولكن لايعرف دوافعه واسبابه وتوافق التوقيت معا في ألاثارة رغم ثقافة الملا العلمانية ؟ ) . المهم دخل على لغة التلاعب اكثر من جهة والمتضرر الاكثر هو (نفسية المكون الايزيدي ) وقد يكون الاعتذار مفيد ولكن لانجده وافياً في جعبة اصحاب القرار وماسبب كثيرمن حقوقنا معلقه بالانتظار دون الاقرار ! .
الحلول والمعالجات في مثل هكذا حالات يااخوان يكون في : عدم خلط الاوراق – ومعالجة كل سلبية على حِدى - وترك الموضوع لمن لايزال باستطاعته ان يعالجه وهو يجلس في المقدمة - وعدم اتباع الرد المنفعل – وبالتالي ضرورة ابعاد اليأس والخوف والتعصب من هكذا امر- والتمسك بمقومات واخلاقيات النص الديني الايزيدي الذي ينص على من يَسب ويَلعن أن لاترد عليه ( وقل له ياخودي يصلح بريتك ). وكما ان الوضع الايزيدي الصعب لايتحمل التشهير والرد الغير متزن ويضيع حقوقنا وقضيتناالرئيسة فلم يعد لدينا الكثيرمما بقى ( نخسرة بعد سبي سنجار وكسر الشرف !) لكن الحذر ضروري ، فكلام بعض المسؤولين والجرائد والفيسبوك وعدة مواقع نت هجومية لاتغير واقعنا مهما طبلوا بل تزيد المعانات وكثير كلمات نابية ومقصودة لاتتمكن من طردها والرد عليها ومنه تتذمر في داخلك - و يجب التحلي والتمسك بالصبر والهدوء وعدم التدخل في كل شئ لاعلاقة لنا به – وكما ربط اي نشاط سياسي ودولي بموضوعنا يفقد قيمته بل قد يكون تحريكه سلبيا بالتلاعب ومعرفة مدى ردة فعل المكون الايزيدي على ذلك وبالتالي حسابه نقطة ضعف علينا - . فهناك من يتلاعب بالوعي وهوغير ملحوظ ويوسع الهوة ويزرع بذور تسمم البدن والعقل ويشتغل في زمان ومكان محدد من تواجد الاقليات وعليه وجب الحذر وعدم الانقسام مع الذات ومع الغيرلانها تؤدي الى المزيد من الانقسامات.
واخيرا انقل لكم قصه جميلة وردت في كتاب (قواعد العشق الاربعون) لمؤلفته اليف شافاق عن جلال الدين الرومي وردت حكاية ص 77- باسم شمس الدين التبريزي عن - قصة موسى مع رجل الجبل - تقول (كان راعي يصلي فمر موسى عليه وسمعه يقول : يالهي الحبيب لو تريد اذبح لك اسمن خروف واشويه بالدهن والرز ليصبح لذيذ الطعم ، واقترب موسى اكثر ليسمعه يقول: ثم اغسل قدميك وانظف اذنيك واُفَليك من القمل هذا هو مقدار محبتي لك ) وهنا صاح موسى عليه : - - توقف ايها الرجل الجاهل هل تظن الله ياكل الرز؟ او تظن له قدمين لكي تغسلها هذه ليست صلاة بل كفر محض - .احس الراعي بالخجل والذهول واَتبع صلاة موسى ذلك اليوم ، ولكن موسى سمع صوت الله يناديه : { ماذا تفعل ياموسى لاتعرف محبتي للراعي لم يكن يصلي بالطريقة الصحيحة لكنه مخلص في مايقوله وقلبه صافِ ونياته طيبة واذا كان هذا كفر لك فانه لي كفر حلو } و فهم موسى خطأه وعاد في البحث عن الراعي ليجده يصلي كما اراد موسى لكن اعتذر له وقال له عد الى طريقتك السابقة لان صلاتك ثمينة ونفيسة في عين الله ، وهنا اندهش الراعي وحس بالارتياح ....
خالد علوكة













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي