الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر : هذا ما حذرت منه .. و هذا ما أحذر منه

جمال رفعت

2016 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حذرت مرارآ و تكرارآ من ما يحدث هذه الأيام في مصر ، حذرت من أن يكون البديل لحكم الإخوان في مصر هو الحكم العسكري ، و حذرت من ترشح السيسي كشخصية عسكرية تمثل المجلس العسكري المصري في مثل ذلك الوقت التي تشهده المنطقة بأكملها من ثورات و غضب علي الأنظمة الحاكمة . و حذرت من تلك الكارثة التي بدأت تظهر مؤشراتها* . و حذرت من خطورة انتخاب شخصية ذي شعبية ساحقة في مصر مثل السيسي وقتها .

تحذيرات بدأت من مجرد أن بدأ الإعلام المصري يمهد الطريق للفريق السيسي للترشح للرئاسة عقب تمرير التعليمات بالطبع من المجلس العسكري له . تحذيرات من خطورة ما حدث و ما يحدث و ما سيحدث في مصر !!

كانت " العاطفة " هي سيدة الموقف و كانت الأغلبية الجاهلة و العاطفية من الشعب هي صاحبة الكلمة في نجاح السيسي . كانت الدوافع التي دفعت الشعب لاختيار السيسي أغلبها دوافع أمنية و رغبة في تحقيق الأمن داخليآ و خارجيآ ، و خاصة حماية الجيش ﻷ-;-غلب الشعب من رد فعل جماعة الاخوان عقب سقوطهم من الحكم ، فتنظيم جماعة الإخوان كقوة إرهابية منظمة في مصر لا يمكن الاستهانة بها ، و لا يمكن التصدي لها بأي شكل من أشكال العنف المطلق ، لذلك كانت هناك مصالحات سرية قام بها النظام الجديد مع جماعة الإخوان لتجنب مصر عواقب وخيمة من غضب الإخوان .. مصالحات مؤقتة .

نعم ، نجح السيسي في تحقيق الأمن في مصر و لو بنسبة 50% ( رغم أن المتوقع منه في الملف الأمني كان أكثر من ذلك ) و لكن في المقابل، و لطبيعة الحال كشخصية عسكرية ، فشل السيسي في الملف الإقتصادي الذي كان يأمل في نجاحه محدودي الدخل و فشل فيما يتعلق بالحريات التي كان يأمل في نجاحه شباب ثورة يناير و بعض شخصيات الاعلام و المثقفين، كما أنه فشل في تجديد الخطاب الديني الذي دعي هو بضرورته !!
فشل السيسي كان متوقع ، و هذا ما حذرنا منه ، لكن في النهاية الشعب هو من سيدفع ثمن هذا الفشل قبل اي أحد آخر .

الآن ، كما حذرت ، خرج الشعب ل يثور علي الرئيس المدني الذي انتخبه لعدة أسباب أهمها قضية جزيرتي صنافير و تيران . و هذا ما أجزم أن السيسي لم يكن يتوقعه ، و لن يصدقه !!
و هذا ما سيجعل السيسي يتعامل مع الحراك الثوري كما تعامل من سبقوه معه .. خونة .. عملاء .. أهل شر .. مؤامرة .. مخطط صهيوني .. مؤجرين .. شباب طائش الخ .
تعامل السيسي عمومآ لن يختلف كثيرآ فهذا نظام لا يجيد سوي أن يكرر بغباء .

و برغم ذلك كله . سقوط السيسي الان الذي يعتبر الممثل الحصري للمؤسسة العسكرية سيكون خطير ع الملف الأمني الخارجي لمصر .
فلندعه يستكمل فترته الرئاسية تحت مزيد من المراقبة الشعبية عليه ، و الصغط عليه لوقف بيع الجزيرتين للسعودية .
سقوطه الان سيكون كارثي كما كان مجيئه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست