الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابات العماليه اطر للكفاح من اجل حياة افضل للمجتمع ،وليست واجهات للدعاية والاعلان

محمود خليفه

2016 / 4 / 26
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة


المحوران السادس والسابع من اسئلة الملف ،يشكلان فرصة ومناسبة للحوار العميق بين النقابيين والاكاديميين والمهتمين بالحالة النقابية العمالية العربية عموما ،والفلسطينية على الاخص .لا سيما في ظرف تسعير الحروب الصغيرة وصراع التدمير الذاتي الطائفي والمذهبي ،التكفيري الارهابي ،وما ينتج عنه من تدخل خارجي ومطامع استعماريه جديده .فالسؤالان معا ،حول دور ووظيفة النقابات العمالية وبرنامجها الكفاحي في الدفاع عن مصالح جمهورها الواسع من الطبقه العامله ، وقيادته من اجل انتزاع حقوقه الفردية والجماعيه .ومن اجل تحسين ظروف حياته المعاشية وحل مشكلاته اليومية وتحسين شروط وظروف وبيئة عمله المهنية ،وربط هذا النضال النقابي الاجتماعي ،بالنضال السياسي الوطني لتحقيق الاهداف الابعد والاعلى والاشمل للمجتمع كله ،الاهداف الوطنية العليا بالتقدم وبالتغيير الاجتماعي والسياسي وسعادة ورفاهية وراحة الانسان .وفي حالتنا التحررالوطني الديمقراطي والاستقلال السيسي والاقتصادي الناجز
حوار في المحورين ،يفضي الى اقرار وفهم لبرنامج قادر على تنظيم وربط الجوانب والمهمات المترابطة والمتكاملة .وتحديد اشكال فعل ونضال مختاره بعناية ،ومدققه وفق الظروف المعاشة والملموسه .وابتداع وتنظيم اشكال تنظيميه منسجمه وملائمه للامكانات والقدرات والاستعدادات المتوفرة لدى جمهور النقابة من العمال .بغض النظر عن درجة وعيهم او انتماءاتهم السياسية والفكرية .وبناء وتنظيم لوائح عمل تقوم على علاقات داخليه مرنه وشروط نضاليه وواجبات مخففه ومباشره ،وقابله للتحقيق بجهود بسيطه ،ومستجيبه لظروف ابناء الطبقة العاملة كلها وليس قسما او فئة او فصيلا او مستوى واحدا من مستوياتها .
النقابة العمالية الحقيقية والجديه نقابة ديمقراطيه .تدعو مجموع الاعضاء للحوار حول البرنامج الملائم لها .وتحديد المهمات والنشاطات حسب الاولويات التي يرتايها الاعضاء في مؤتمراتهم الدورية كما يحددها نظام النقابة ودستورها وبرنامج عملها المعلن والمعمم والمحمول من قبل مجموع الاعضاء وحسب احتياجاتهم .كما ان النقابه الحقيقيه القادرة على اداء دورها في تمثيل العمال والدفاع عن مصالحهم وانتزاع حقوقهم ،هي النقابه الجماهيرية ذات العضوية المتسعة دوما ،بضم واكتساب اعضاء جدد من بين ابناء المهنة الواحدة او القطاع العمالي المعين ومن ابناء الطبقة عموما .التوسع من خلال الانخراط والفعل العمالي النقابي بين اوساط العمال بتحسس همومهم والتعرف على احتياجاتهم والحوار معهم حول الحلول الممكنة لحل هذه المشكلات ودعوتهم للانتظام في النقابة من اجل اشراك عموم العاملين في الكفاح والعمل الجماعي المشترك . فالنقابة القابلة للحياة وللتطور ولتحقيق برامجها هي تلك التي تصوغ مهماتها بمشاركة مجموع الاعضاء وتعمل على توسيعها باعضاء جدد ودائما
النقابه بممارسة برنامج عملها وبتوسيع صفوفها وبتقييم نجاحاتها واخفاقاتها وبوحدة عمل وارادة اعضائها .وباختيار اشكال النضال الملائمه والمناسبه لمستوى الاستعداد الكفاحي للفرد وللجماعه وبتقدير الظروف الاقتصادية والسياسية العامه وبالمعرفه الدقيقه لموازين القوى الطبقية والاجتماعية والظروف المحيطه .وتختار الشكل التنظيمي الملائم للمستوى وللمطلب المحدد ،تكسب ثقة العمال وينخرطون بها ومن خلالها يدافعون عن مصالحهم وينتزعون حقوقهم المباشرة والراهنة .ومن خلال هذا الدور المباشر الناجح ،ومن خلال الانجازات يتقدمون بوعيهم واستعداداتهم الكفاحية واشكالهم التنظيمية البسيطة ،الى مستوى اعلى من الوعي الملموس لمصالحهم الاكبر والاعلى ولحقوقهم الارقى ويتقدمون في اختيار الاشكال النضالية والتنظيمية الاعلى وصولا الى دورهم القيادي المنشود على الصعيد الاقتصادي والتنمية والصعيد الوطني بالاستقلال والتحرروالتقدم والتغيير .وبهذه الالية تبنى النقابة الفرعية وتتوسع لتبني نقابات فرعية اخرى تتوحد في النقابة الوطنية العامة فالاتحاد الجهوي او الوطني العام وبذات الالية العامه الا ان العملية البنائية والكفاحية تتم باشكال برنامجيه ونضالية وتنظيمية متعدده ،ومختلفه من فئة عمالية الى اخرى ومن مكان لاخر ومن مهنة لاخرى ،وكما من بلد وقطر لاخر
وتفرز هذه العملية العمالية الكفاحية النقابية المستندة على برنامج المهمات والاحتياجات الخاصة بالفئة العمالية المحدده والفاعلة والنشطة دائما والمستندة على دور العمال انفسهم ،نشطاء وطليعيين اعلى استعدادا وامتلكوا وعيا اعمق لطبيعة الصراع واليات ووسائل العمل الكفاحي لينتقل هؤلاء الى المستوى التنظيمي الارقى ويتسلمون ديمقراطيا وبالانتخاب من ادنى الى اعلى،مواقع قياديه عماليه او يجري انتظامهم بالاستقطاب في الحزب الطليعي القائم او المنشود ،والذي يكتشف العمال بحسهم الخاص وبوعيهم الملموس المكتسب اهمية وضرورة تشكيله لمواصلة وقيادة العمليه الكفاحية العمالية حتى نهاياتها بتحقيق اهداف الحركة السياسية والوطنيه وبهذا تتحقق مقولة ان النقابات العمالية هي مدارس تعليم الثوريين الحقيقيين ويجري ترجمتها على ارض الواقع المعاش
فالنقابات العمالية القادرة على القيام بدورها تجاه مصالح وحقوق العمال هي نقابات ديمقراطيه وجماهيريه وبرنامجيه ومنظمه على البرنامج والنشاطات المحددة تنظيما دقيقا .وهي نقابات تتوجه لتنظيم جميع العمال وتفرز نشطائها الى مواقع متقدمه كفاحيه وحزبيه وتستمر في التقدم والهجوم وصولا الى ما تصبو اليه من تحرر واستقلال .وتحرص دوما على استقلاليتها عن الحكومات وعن اصحاب العمل ،وعلى اتخاذ قراراتها المستقلة والمرتبطة فقط بالمصالح الطبقية للعمال والمصالح الوطنية العليا للمجتمع
تستفيد النقابة العمالية الحقيقية والقابلة للحياة وللانتصار،الى برامج وتجارب المنظمات والحركات والاحزاب العمالية التي انتصرت .وتستخدم برنامج الحوارالاجتماعي الثلاثي بين اطراف الانتاج لبلورة وتظهير مصالح العمال ولتحديد ماهية المصالح والحقوق اللازمة ومحاولة اقناع المشغلين واصحاب العمل للتسليم والايفاء بها .كما تحاول اقناع الحكومة ومن خلال الحوار الاجتماعي بماسسة هذا الحوار والاشراف عليه وقوننته.كما تعمل على استصدار القوانين والتشريعات العمالية المناسبه وتنشط هذه النقابات بالضغط على الحكومات وعلى اصحاب العمل بتعديل وتغيير السياسات الاجتماعية والاقتصادية لصالح العمال والمهمشين والطبقات الاجتماعية الدنيا .وتحرص على سن القوانين العادلة والمنصفة للعمال .وتضغط من اجل قوانين عصريه وديمقراطية للعمل وللتنظيم النقابي وللاجور وللصحة والسلامة المهنية وللتشغيل وللتدريب والتعليم المهني والتقني .كما تعبئ النقابات نفسها وجمهورها لاستخدام اشكال النضال المختلفة بما فيها الاضراب والتوقف عن العمل وبحسابات قانونية ودقيقه ،وبعيدا عن نزعات التطرف والمغامرة ،او التنازل والتفريط
وفي بلادنا العربية وفلسطين جزء منها تعيش غالبية اطراف ومنظمات الحركة العمالية حالة من الانعزال عن جمهور العمال ومرد ذلك الى التخلف او الاحجام والضعف حيال تقدير وتحديد المصالح والاحتياجات المباشرة للطبقة العاملة ،والاستعداد لقيادة العمال للدفاع عنها وتحقيقها .كما تعيش حالة التكلس والبيروقراطية البرنامجية والتنظيمية الداخلية .وشيئا فشيئا تتحول النقابات والاتحادات والحركة العمالية الى واجهات وعناوين فارغه واشكال تنظيميه شكليه وهشه ولا دور عملي وفعلي في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة او انتزاع حقوق العاملين .وتتحول الى عنوان مطالبة واستجداء المساعدات والدعم وتفتح الابواب واسعة للشرذمة والانقسام وغالبا الاندثار والنسيان
عانت النقابات العربية غياب الديمقراطية البرنامجية والداخليه والتحقت غالبيتها رسميا وقانونيا بالحكومات الرسمية او قبلت واقعها برفض الحكومات للتنظيم النقابي .واقتصر بعضها على استخدام وزارة العمل لكشوف العاملين وعلى استقطاع الحكومة للاشتراكات المالية وتحويلها للنقابة المعنية عبر البنك المعني .ومن احتج على هذا الحال وبادر الى تشكيل بديل وجد نفسه عرضة للاتهام والمعاداة واحيانا خلف القضبان والزنازين .وتبارت الاتحادات الرسمية بتقديم الارقام والكشوف المنفوخة والاعلان عن مئات الاف الاعضاء ومئات النقابات الفرعية وعشرات العامة والاتحادات الجهوية والقطاعية والمهنية بلا فاعلية وبلا دور او جدوى
فغالبية النقابات والاتحادات العربية تحولت الى واجهات رسميه ملتحقه بنظام الحكم او متواطئة معه ضد العمال بمصالحهم الفعلية وبحقوقهم ولا تحوز على ثقة العمال ولا استعداداتهم الكفاحيه .هذا ما يفسر لنا بوضوح غياب دور النقابات العمالية بتفاوت خلال الازمة التي تعيشها المنطقه وتعبر عن نفسها بحروب التدمير الذاتي المتدحرجه .وما يفسر لنا ان عدد من القطاعات المهنيه قد تجاوزت اتحاداتها المشكلة منذ عقود والعريقة في السياسة وفي النضال الوطني لكنها تخلفت في الوجه النقابي الاجتماعي للبرنامج .وما جرى من اسقاط واقالة للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين عندما تخلفت قيادته واصطفت مع الحكومة التنفيذية ضد المصالح والمطالب النقابية المحقة والمشروعة والتي وحدت عشرات الاف المعلمين والعاملين خلفها من اجل تحقيقها
النقابات التي تفتقد الديمقراطية والجماهيرية والاستقلالية والربط المحكم بين وجهي البرنامج الكفاحي النقابي الاجتماعي والسياسي الوطني . لا تملك افاقا للتقدم او للحياة وهي المرشحة للفشل وللاندثار والنسيان
وهنا لا بد من دور الحزب الطليعي بهويته العمالية الطبقية وبرنامجه الاقتصادي الاجتماعي المستجيب لهموم الناس واحتياجاتها ومشكلاتها المعاشية .حاجة ليس للاسم وانما للدور وللبرنامج ،وليس للدعاية او الادعاء وانما للدور القيادي التعبوي ولتمليك الناس عمالا ومهمشين وفقراء البلاد الى فكر وبرنامج وارادة الكفاح من اجل التقدم والتغيير .وعندما تمتلك الناس الفكرة والبرنامج ، وهذا دور الحزب ،تصبح قوة مادية لا تقهر ولن تقهر
فالحركه العمالية العربية عرضة ليس للانزلاق فحسب ، وانما للاندثار وللنسيان ، ان لم تخرج من دائرة تخلفها عن صياغة برنامج كفاحها من اجل مصالح وحقوق عمالها وشعبها .وتحدد الاشكال النضالية والتنظيمية الملائمة .وتعلي شان ما وصلت له الحركة العمالية العالمية من دور فاعل في التنمية والنمو الاقتصادي والتقدم والتغيير.وان لم تتوحد على قاعدة المبادئ والمفاهيم الاساسية والمعايير العربية والدولية للتنظيم النقابي ،على صعيد كل قطر وبالاخص فلسطين المحتله .وصولا لوحدة الحركة العمالية العربية على مصالحها الموحده .كجزء من الحركه العماليه العالميه الموحده على اساس مصالحها الموحده ايضا . وتحت شعار "يا عمال العالم وفقراءه وشعوبه المضطهده ،اتحدوا وناضلوا فلن يحرر العمال الا كفاحهم "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة