الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة المصرية السعودية فى الميزان

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2016 / 4 / 29
المجتمع المدني


استيقظ الشعب المصرى يوما فوجد رئيسة يوقع على وثيقة تترك فيها مصر جزيرتين للسعودية وطبقا لكلام الرئيس انه درس الموضوع واقتنع بان الجزيرتين ملك السعودية مما اثار حفيظة نسبة كبيرة من الشعب المصرى حتى من بين المؤيدين له . واضاف فى حديث له فيما بعد انه لا يرغب ان يفتح هذا الموضوع للمناقشة نهائيا .
واذا اردنا استعراض العلاقة المصرية السعودية خلال عشرات السنوات الماضية , فيمكن القول ان اهم شيئين اعطتهما مصر للسعودية هى الايدى العاملة والخبرات الفنية فمن المعروف ان لدى السعودية عدة ملايين من المصريين بين ايادى عاملة فى مختلف التخصصات وكذلك خبرات فنية مختلفة فى معظم التخصصات مثل الطب والهندسة والتعليم والاقتصاد . وبالمقابل اخذت مصر نظير ذلك اهم شيئين اولها اموال كثيرة تعد بمئات المليارات عبر السنوات الماضية وايضا المذهب الوهابى الذى اخترق الثقافة المصرية اختراقا وغير معظم ثقافة المجتمع المصرى خلال عشرات السنوات الماضية . واصبح موجودا فى كل مدينة مصرية وكل شوارع مصر وحواريها وازقتها وقراها .
كما قام معظم القادمين من السعودية بالبناء على الارض الزارعية المحدودة مما ادى الى نقص حاد فى الانتاج الزراعى وهذا لا تسأل فيه السعودية وانما تراخى الحكومات المتعاقبة المصرية . كما ادت هذه الاموال الى ارتفاع كبير لاسعار الشقق والاراضى فى مصر خلال هذه السنوات .
كما شهدت السنوات الماضية تقارب وتباعد كبير بين حكومة الدولتين , كان التقارب الاكبر ايام حرب 73 عندما هددت السعودية بقطع البترول عن الغرب والان ايضا . اما اكثر الايام تباعدا فكانت عقب توقيع السادات لمعاهدة كامب ديفيد مع اسرائيل حيث قطعت السعودية علاقتها مع مصر تماما وتم نقل مقر جامعة الدول العربية من مصر انذاك .كما قامت هذا الشهر اول مظاهرات مصرية ضد تصرف مصرى حكومى كان لصالح السعودية وهى فى تقديرى تحول ملحوظ يحدث لاول مرة فى المجتمع المصرى فى التاريخ المعاصر .
واعتقد ان التصرف الحكومى المصرى الاخير قد جعل فئات عديدة داخل الشعب المصرى تعيد حساباتها الاخيرة مع الدول العربية وتعلوا مصلحة الوطن على المصالح الوهمية الخاصة بالقومية العربية او القائمة على الانتماء الدينى لان رغم ان معظم العاملين المصريين من نفس ديانة الشعب السعودى الاانه خلال السنوات الماضية كان يتطلب وجود الكفيل الذى يعمل لديه المواطن المصرى اسوة بالبلدان الاخرى مثل الهندى والصينى والكورى ولم يشفع للمصرى انه عربى ومسلم مثل السعودى .وبدأ المصرى يفيق من الشعارات الرنانة الزائفة التى كانت تردد لعشرات السنوات الماضية .
لقد ان الاوان لكل مصرى ان يبدأ فى هز جميع الثوابت السابقة لغربلتها والاتفاق على ثوابت جديدة تتمشى مع روح العصر واعلاء مصالح مصر والشعب المصرى فوق اى ثوابت واى طوطم كان كل مصرى يخشى مناقشته من قبل لان الحداثة تتطلب ذلك حتى يكون المجتمع اكثر تحركا واستجابة لمتطلبات العصر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس


.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في




.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا