الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن سوريا و ليس فقط حلب

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2016 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عن سوريا و ليس فقط حلب

من لم يحترق قلبه على رؤية أشلاء الأطفال بين المنازل المهدمة و المحترقة فلا قلب له ...رحم الله شهداء حلب ... شهداء جميع المدن المحترقة .... شهداء المذابح و التفجيرات في كل مكان ....... لكن لماذا حلب فقط ؟ و سوريا بأكملها تحترق منذ خمس سنوات ؟ بعضها يظهر في الإعلام و بعضها يتم التكتم الشديد عليه و يمر مرور الكرام و كأنه لم يحدث ؟ بعد انقضاء أمس و هدوء حالة التباري في نشر أكبر عدد صور للضحايا و التهليل و الدعاء و رفع الصلوات ضد النظام و كأنه هو وحده من يتحرك على أرض سوريا متناسين وجود قوات متحالفة أخرى و جيوش حرة و جبهات طائفية و عرقية ...أرض سوريا - و هي ليست وحدها في هذا - أصبحت أشبه بجراب الحواة تجد فيها من كل صنف و لون ...و بعد خفوت حدة تبادل الاتهمامات بين الجميع و حمى التخوين الملازمة للأحداث ، يبقى أن نقول :

- ليست حلب فقط لكنها سوريا كلها ..القضية اسمها قضية سوريا و ما يحدث على أرضها منذ سنوات و تحت مسمع و مرئ من جميع الأطراف و ليست قضية حلب فلا تجعلوهم يقسمون البلاد كما فعلوا قبلا في فلسطين برفع شعار غزة تحترق و ضرب الستار عن بقية فلسطين و اختزال القضية الفلسطينية كلها في غزة فقط ...

- ليست حلب فقط و بنظرة أبعد جغرافيا قليلا ستجدون تكرارا لهذا المشهد و غيره في اليمن المذبوح منذ سنوات و لا يزال للان و ليبيا التي انتهى نصف سكانها في صراع غير مفهوم و تونس بكل ذرائع الارهاب المعلن و الخفي و قبلهما العراق بين تفجيرات بغداد و مذابح الكورد والايزيدية ثم ابتعدوا تاريخيا قليلا لتجدوا فلسطين تنظر بكل ازدراء سنوات ذبحها السابقة و إلى الأن

- الصراع السوري مثله مثل جميع الصراعات في بلاد الربيع الأسود يقوم بين أطراف قادرة على سحق بعضها لكنها تتلذذ باستعراض قوتها من يدفع فاتورته سوى الابرياء ؟ لكن لحظة يجب أن نسأل فيها من هم الأبرياء ؟ اذا كانوا هم الشعب فهناك انقسام كبير و هناك طائفية مؤججة و صراعات دينية الهدف منها التخلص من الجميع و تفريغ الأرض ؟ من يدفع الثمن هم الأطفال وحدهم و هم الساتر الذي يتستر خلفه الجميع و هذه الحالة ليست تخص سوريا فقط لكنها متلازمة الربيع العربي في كل البلاد التي اجتاحها و على إثرها اندلعت الحروب التي لم يوقفها شيء حتى يومنا هذا

- الصور المصاحبة لتدعيم الأحداث أمس فتحت أبواب الذكرى القريبة فنفس هذه الصور رأيناها بنفس شكل ترتيب جثث الشهداء و لا أعلم متى و أين و كيف يتم تكفين أشلاء أغلبها لازال تحت الأنقاض لكنهم استطاعوا أن يستخرجوها كاملة و يكفنوها بالابيض و يتم ترصيصها و عرضها للتصوير الذي يكون دائما رهن اشارات القنوات الفضائية وقت الكوارث و خاصة قناة الجزيرة المشكورة التي تنقل الحدث قبل أن يحدث ، بنفس صور الأطفال الرضع الذين تجدهم يرفعون اصبع الشهادة و نفس النساء المنكوبات الحريصات على أن يمتن لكن لا يخلعن حجابهن تم نقلها على أنها مما جرى في حلب !!!!!

- لماذا أقول أنها ليست حلب فقط و لا سوريا فقط و هذا ليس تقليلا مما يحدث من كوارث هناك لكن لأن الأهداف الخفية أو التي يُظن أنها خفية تظهر بتسليط الضوء على أحداث معينة ، فبناء على ما حدث أمس و قبله في حلب المنكوبة منذ سنوات خمس قررت تركيا التحرك بجيشها لدخول حلب لانقاذ المسلمين السنة هناك ... هذا نفس منطق القوات الموجودة على أرض سوريا الان فالجميع يتحرك وفقا لمصالحه و ادعاء حماية كما يقولون لاطراف يعينها لو تركوهم و شأنهم في صراعههم الداخلي لتجنبنا كل هذه الدماء ...لكن و رغم أننا نفهم و ندرك أن نفخ كير الصراع و اشعال الموقف ليكون هناك ذريعة للدخول لأرض ليست أرضهم و إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد تبعا لموازين القوى المختلفة الأن ..اذا كانت الارض هناك تم تقسيمها بين جميع الاطراف فكيف اذن نحمل طرف واحد نتائج ما يحدث ؟ النظام يرد على القوات المتحالفة ضده أو هم يردون عليه و يتبادلون القصف و انتهاك حرمة استخدام اسلحة فوق مناطق مدنية فالنتيجة واحدة و هي الدمار و القتل و التشريد ..ألا نرى أن هناك مستفيدون في ظل الاحداث الحاصلة و أن هناك تحركات سواء معلنة كتحرك تركيا أو خفية كتحرك إسرائيل للضغط على النظام السوري و تقسيم الأرض و تمرير كامل الجولان خاصة أن استهداف حلب جاء بعد تصريحات إسرائيل بأحقيتها لأرض الجولان ؟

- إذا كنت غير قادر على القيام بثورة حقيقية فلا تقم بها أفضل لأن الفتنة بعد الثورة هي أشد و أخطر من الحكم الذي تهرب منه و تثور عليه و لأن لصوص الثورات يقفون خلف أبواب بلادك ما إن تفتحها يتلقفونها بكل ترحاب ... الدفاع ليس عن أنظمة فأنظمة الحكم في الشرق الأوسط تحتاج الى معجزة سماوية لن تحدث و لو حدثت فلن تغير فيها شيء ..... لكن ملخص حالات ثورات الربيع العربي أنها فاشلة و كانت نتائجها الانقسام اللاسلمي للشعوب و تحريك ضغائن و فتن ضد بعضهم البعض و انتعاش ممول للحركات الجهادية التي تتحدث باسم الاسلام السياسي وهي سبب مباشر و قوي و فعال في ما نعانيه حتى الان ......

ادعموا سوريا لتخرج من أزمتها شامخة كما هي دائما .... الرحمة و المغفرة للأبرياء ...للأطفال الذين برعنا في غرس الموت في طريقهم فمن لم يمت على الأرض مات في البحر أو هطلت عليه السماء بنيرانها

30-4-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر