الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة تللسقف من الناحية العسكرية

خالد علوكة

2016 / 5 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


معركة تللسقف من الناحية العسكرية
كثيرا ماتكون الثقافة العسكرية حاضرة في كل معارك الحياة العراقية نتيجة عسكرة الشعب منذ قرون مضت مليئة بويلات حروب وادي الرافدين التي لاتتوقف سوى لفترات الاستراحة الجبرية او القسرية ثم ماتلبث ان يبدأ الكر والفر في بلاد موجود على خارطة العالم الاكثر صراعا ودموية .
تعني كلمة تل اسقف (تلا زقيبا ) اي التل المنتصب او تل الصليب حسب كتاب (من تراثنا الشعبي في قرى نينوى )
هاجم في يوم 3/5 / 2016 م اقزام داعش قرية تلسقف المسيحية / قضاء تلكيف ب 150 ارهابي وقتل منهم 60 داعشيا واحدث خرق ثم عولج بسرعة وتم السيطرة على البلدة ....ومن العلوم العسكرية المعروفة العبارة الشهير لنابليون وهي ( الهجوم خير وسيلة للدفاع ) لاتبقى ساكنا في حالة دفاع بل ان اردت النصر وبخسارة محددة فالهجوم افضل وحسم المعركة وبناء خطوط دفاعية محكمة من ( مشاعل عثرة والغام واسلاك شائكة وخنادق كاذبة وحقيقية ) . وحتى نكون في الصورة اضرب أمثلة واقعية حصلت منها كيف ان البيشمركة الابطال في حروبهم الطويلة مع الحكومات العراقية كانوا في موضع هجوم على مواقع جيش النظم العراقية بحيث هجوم اثنان من افراد البيشمركة كان يشغل ويربك فوج كامل هو في حالة استقرار او موضع دفاعي في موقعه . وكذلك جنون هتلر في الحرب العالمية الثانية وهنا حدث خلل من توسيع جبهة الحرب ضد الحلفاء وانكسر الالمان من ذلك وخاصة في معركة ( ستالينغراد) ، ويظهر ابان قذارة اي حرب ومنها الحرب العراقية الايرانية التي دمرت العراق ولامنتصر فيها تقدم العراق بالهجوم على ايران واستحل مساحات واسعة من ايران ومن ثم توقف ليتخذ مواقع دفاعية محصنة جدا ولكن مع هذا لم تجدي نفعا واُخترق الجيش العراقي وانسحب الى الحدود الدولية وتحصن ولكن اتخاذه الموقف الدفاعي ايضا اصبح مكلفا جدا ومن مساوئه هو الهجوم الايراني واحتلال مدينة الفاو وكسر الخطوط الدفاعية .
يفترض في الخطوط الدفاعية مع داعش تقسيم العمليات الى قواطع محددة توضع امامها معرقلات للعدو من الغام واسلاك شائكة وخنادق ومع وجود نقطة مهمة وهي وضع كمائن متقدمة امام الخطوط الدفاعية للعدو خاصة في الليل وتنسحب قبل الفجر وتكون فاعلة ومٌربكة ومفاجئة للعدو وتضربه وتعرقله قبل الوصول الى الخطوط الدفاعية الثابتة اوالخلفية مما يشغل ويعرقل تقدمه لحين وصول قوات اضافية اكثر عند الحاجة .
وكما يكون من الضروري جدا تسلح المقاتلين التي تواجه العدو مباشرة باحدث الاسلحة وتوفر كميات كافية للعتاد في صد الهجوم وعدم الاعتماد في حالة حدوث خرق وصول قوات تكون مهمة لكن وقوع الخسائر الكبيرة في الارواح لاتعوض بعملية ادامة ونجدة وبدء معركة ثانية في استعادة الارض . وحتى الاعتماد على طيران التحالف في ضرب عجلات العدو المدرعة والمفخخة قد تكون متاخرة وتوقف المعركة بعد ان يذهب من الشهداء مايدمي القلب .
إن قوة داعش تكمن في الانتحارية والسرعة في قيادة عجلات مدرعة يمكن مواجهتها بحفر خنادق وزرع الغام الدبابات او ممكن التصدي لهم بقاذفة ار بي جي 7 حيث في حرب ايران قذيفة واحدة منها كانت تعرقل تقدم دبابة بقطع السرفة على اقل فعل ، وقبل فترة استطاع احد ابطال مقاتلي جبل سنجار من توقيف وحرق تريلة مفخخة متجه صوب مزار شرف الدين بقاذفة ار بي جي7 ، وكما ان الخطوط الدفاعية وجب توفر عتاد متطور ويكون لديها احادية او ثنائية من مدفع رشاش عيار 23ملم تتميز بسرعة رميها وعرقلة تقدم العدو .
وكثيرا مايخسر داعش معاركه وهو ليس بتلك القوة الخارقة التي جاء بها اول امره .وضروري جدا زرع الغام امام طول الجبهة مع العدو وقد يقال بان القناص من جهة داعش يعرقل ذلك ولكن يمكن استغلال الليل واتمام العملية او حتى تغيير الاماكن الدفاعية بالتراجع للخلف وزرع الالغام في الاماكن السابقة التي تم الانسحاب منها لغرض تحصين الموقع الدفاعي وان الاعتماد على البيشمركة والعشائر واهالي المنطقة عندما تتهيأ لها اسلحة كافية افضل من الانتظار بقوات وطيران التحالف اوغيرها ويجب الاستفادة من كل معركة وهجوم وضرورة تركيز السلاح الجيد والفعال بيد الخطوط الدفاعية المتقدمة وكذلك التركيز والتوكد من امر اخر هو لماذا يهاجم داعش مناطق معينة دون غيرها ويبدو انه يعرف نقاط الضعف فيها دون غيرها فمثلا لماذا لم يتعرض الى مناطق في زمار وعين زاله وربيعة والقوات التركية في بعشيقة وبحزاني بينما تراه يتجه صوب مناطق يقدر على مايبدو مقدار القوة وطبيعة المنطقة وعائديتها في احداث البلبلة او يثبت للعالم بانه موجود من خلال عملية هنا واخرى هناك او يهاجم كرد فعل لفشله وخسارته مساحات واسعة على طول الجبهة.
المجد والخلود لكل من استشهد في كل المعارك وضحى من اجل الاخرين ونخفض رؤوسنا احتراما لكل من هرع للجبهة من كافة الاطياف لوجود تلاحم حقيقي بحضور كافة اهالي المنطقة وقت المحن مما يعطي اشارة انسانية كبيرة لاطائفية ولاتمييز فيها خاصة عندما تحين ساعة الدفاع على المنطقة بشكل عام ورفع راية الدفاع عن الوطن من الايمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254