الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تازة: عبد الرحمان بنعمرو...في لقاء تواصلي...اليسار لايزال وسيظل لأنه قضية...

عبد السلام انويكًة
باحث

2016 / 5 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عندما يذكر التاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي، في مواجهته لاستعمارين اسباني وفرنسي، زمن الحماية على المغرب. يذكر الريف ويذكر معه تازة في الجوار، التي كانت في تماس مع جبهة القتال. هذه المدينة التي ناضلت وقاومت الاستعمار، ولا تزال تناضل في عهد الاستقلال ضد التسلط بكل أنواعه. بهذه العبارات من ذاكرة مكان وانسان وزمان، افتتح الكاتب الوطني لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، ذ. النقيب عبدالرحمن بنعمرو، لقاءه وعرضه السياسي، حول راهن المغرب السياسي ومهام اليسار الديمقراطي. بمقر فرع الاتحاد المغربي للشغل بتازة مساء 8 ماي2016.
يسار قال عنه أنه لايزال وسيظل لأنه قضية، ولأن الوضع الحالي ما هو إلا امتداد لوضع سابق، وأنه لا شك سيكون سببا في انتاج أوضاع مقبلة. مؤكدا أن المسألة الديمقراطية، هي من أهم المشاكل التي لا تزال مطروحة على المغرب والمغاربة، والتي تتطلب مزيدا من التضحيات. وأن قضية لديمقراطية مسألة جوهرية في العمل السياسي، كانت قد طرحتها القوى التقدمية منذ استقلال البلاد لبناء مشروع مجتمع. ومنها الدستور كوثيقة محددة لاختيارات الدولة، وممثليها وحكومتها وبرلمانها ومحددة للحقوق والواجبات....مشيرا الى أن المخزن عقب فترة الحماية، لم يستجب لهذا المطمح الجوهري. بدعوى أن المرحلة كانت تتطلب تأخير المسألة الديمقراطية. وبما أنه كان يخشى هذه الطموحات السياسية، تأخرت الديمقراطية وتأخرت معها كل الطموحات.
وبعد حوالي ستين سنة عن استقلال البلاد، وحوالي خمسين سنة عن أول دستور لها. تساءل الكاتب الوطني لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي بالمغرب، تساؤلا عريضا حول هل حُل المشكل الديمقراطي في البلاد، وهل الشعب هو من يمارس السلطة. وهل انتهى الانتقال الديمقراطي أم لايزال مستمرا، وهل كل السلط لا تزال في يد المخزن أم أن السلطة تتقاسمها قوى أخرى. مؤكدا أن مشروع دستور لا يزال قائما، وأنه هو عمق الديمقراطية. وأن الجديد فيه لم يغير منهجية تدبير الحكم، وأن اما حصل هو تغير شكلي فقط، بينما عمق الأمور لا يزال نفسه. وأن الجديد هو لجنة فقط استشارية تكلفت وتكونت من أعضاء معينين، طُلب منها أن تسمع لجميع القوى والحساسيات السياسية، وقيل أن ما جاءت به كان جوهريا لكنه حدف. مشيرا في حديثه عن راهن البلاد السياسي، أن دستور2011 جاء باضافات تحت ضغط حركة 20 فبراير. وأن ما تقدم به حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي من مقترح في هذا المجال، للجنة إعداد الوثيقة الدستورية لم يتم ادراجه. ومنه الفصل بين السلطات واختصاصات الملك.....
وفي حديثه عن معالم الديمقراطية أشار ذ.عبد الرحمن بنعمرو، لموقع وأهمية المؤسسات التشريعية/ البرلمان، الذي من مهامه ممارسة الرقابة على الحكومة. وبعد تساؤله حول درجة تمثيلية هذه المؤسسة لإرادة الشعب، وحول علاقة البرلمان بخيار المجتمع المغربي، وحول المسألة الديمقراطية في البلاد، انتهى الى القول بأن كل التجارب التشريعية عاشت خروقات. وأنه لم يكن هناك تزوير مباشر في انتخابات ما بعد 20 فبراير، لكن ظهرت أساليب جديدة في التزوير. مشيرا الى أن تيئيس الشعب من الديمقراطية، يجعله يميل الى العنف والى العزوف عن التصويت، خاصة منه الفئة المثقفة التي لا تبيع أصواتها.
وعن برلمان حالي أفرز حكومة حالية، قال أنه لا يختلف عن سابقيه وأنه لا يمثل ارادة الشعب. وأن 395 مقعدا فيه لم تحقق للشعب المغربي مطالبه الأساسية، في الصحة والتعليم والعدالة والمساواة أمام القضاء، ولم تضع حدا للفساد الاقتصادي والاجتماعي، وللافلات من العقاب... وتهريب الأموال وخرق القانون من قبل الكبار الذين لا تصلهم يد العدالة. في عرضه دائما أشار ذ. عب الرحمن بنعمرو، الى أن الديمقراطية لا تزال مطروحة. وأن السؤال هو ما مهام اليسار الحقيقي، من أجل دستور ديمقراطي ومؤسسات نزيهة...وما مهامه لوقف ما هو كائن من انجراف بتعبيره. وما الفرق بين يسار حقيقي ويسار مزيف، وبين ديمقراطية حقيقية وديمقراطية أوراق. هذا قبل أن يخلص الى أن من مهام اليسار الحقيقي، تعبئة الشعب ليعرف أعداءه وأصدقاءه، وكيف هو وضع أصدقاءه في البرلمان وفي معارك الانتخابات. من أجل أن يعرف ناهبي ثروات البلاد والمضللين...وأن مائة درهم لإرشاء المواطن تتحول الى ملايير، عند من يتاجرون بالانتخابات. لينتهي الى القول بأنه آن الأوان ليخرج الشعب من اللامبالاة ومن الخوف والذل.
نقاط سياسية وغيرها أثارتها هذه الذاكرة السياسية اليسارية المغربية، التي عاشت وعايشت زمن الرصاص، وعايشت أحداثا فاصلة ومتغيرات، ووقائع حقوقية وسياسية على امتداد عقود من الزمن. عبد الرحمن بنعمرو الذي يعد علامة من علامات يسار مغربي جماهيري، اختارت البقاء قريبا من الشعب، وفية لعقيدة نضال من أجل مؤسسات ديمقراطية وعدالة اجتماعية. عبد الرحمن بنعمرو الذي قدم عرضا سياسيا بإشارات عميقة عدة، تنم عن مسيرة حياة يسارية غنية بالرأي والمقترح والتحليل والتدافع... أبان أن البلاد هي في حاجة الى يسار حقيقي، كمعادلة أساسية في الفعل السياسي. وأن اليسار المغربي الذي ليس كله يسارا مشتتا، هو من أدى ثمن الاعتقالات والاختطافات. وأن اليسار هو من كان له فضل مكاسب جديدة بالمغرب، قبل أن يتعرض لضربات وانشقاقات.. وأن اليسار هو في فترة مراجعة، بعضه قدم نقدا ذاتيا مقابل آخر هو بتصرفات يمينية. ما قال عنه ذ. النقيب عبد الرحمن بنعمرو، أنه لا ينطبق على حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي الذي لا يزال معارضا. مؤكدا في حديثه أنه لا مانع في التعامل لا مع الأصوليين ولا مع اليساريين، وأن الايمان بالديمقراطية هو شرط وحيد فقط. عرض بطعم يسار مغربي زمن السبعينات والثمانينات، حضرت نقاشه حساسيات سياسية وفكرية ونقابية وجمعوية محلية. من نهج ديمقراطي وعدالة وتنمية وعدل وإحسان، وجمعية مغربية لحقوق الانسان...ويساريين غاضبين..... وفاعلين حقوقيين...، الى جانب حضور عن هيئة المحاماة والاعلام.....ليكون ختام لقاء الكاتب الوطني مع أعضاء ومناضلي، حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي بتازة، حفل توقيع كتاب له بعنوان "من أجل ذاكرة عادلة".
عبد السلام انويكًة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة