الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيمة للمياه معقوله عامل مهم لتجاوز ازمة المياه بالعراق

عبد الكريم حسن سلومي

2016 / 5 / 12
الصناعة والزراعة


قيمة للمياه معقوله عامل مهم لتجاوز ازمة المياه في العراق

يعتبر الماء هو عصب الحياة وهو من الحاجات الاساسيه التي لايمكن الاستغناء عنها في التنميه الاقتصاديه لاي بلد حيث(تعد المياه من اهم المشكلات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه التي تواجه غالبية الاقطار العربيه اسوة بالكثير من الدول الناميه الاخرى في القرن الواحد والعشرين الحالي وسوف تفوق اهميتها الطاقه في العقود القادمه)(1)
ان المياه كانت وستبقى لأبد الدهر ثروة مهمه لكن يجب ان لاتكون هذه الثروه ملكا لأحد او تصبح سلعة قابله للبيع والشراء على الاقل في بلاد المسلمين كما ترغب بذلك الدول الغربيه بجعل المياه سلعه تجاريه ولكن اصبح من الضروري ترشيد استخدام المياه في كل مجالات الاستخدام وهو ماشجع عليه ديننا الحنيف الاسلامي منذ بداية ظهوره في الجزيره العربيه
ان قلة المياه التي تعيشها الكثير من دول العالم وفي منطقتنا (الشرق الاوسط) قد دفعت الكثير من دول العالم الى تسعيرة المياه في اغلب المجالات لغرض الحد من استهلاكها وقد اصبحت تسعيرة المياه وسيلة ناجحه لزيادة ترشيد استهلاك المياه ولكننا نرى ان لاتكون هذه التسعيره تعمل على جعل المياه سلعه لان للمياه ابعاد اجتماعيه خطيره اكثر مما هي اقتصاديه كما انه يجب ان لايكون للمياه بعد سياسي سيؤدي حتما لحروب مستقبليه على مستوى عال من الخطوره للمجتمعات في منطقتنا.
فالعراق اليوم يعاني من نقص كبير في موارده المائيه لاسباب عديده وسيؤدي حتما هذا النقص في المستقبل القريب لتهديد امنه المائي والغذائي وقد بدأت فعلا بوادر ذلك تظهر على ساحته ففي بلدنا كانت الدوله على مر التاريخ هي التي تتحمل تكاليف انشاء وادامة وتشغيل وصيانة مشاريع استخدامات المياه عموما وان ذلك يكلفها مبالغ كبيره جدا وللأسف كان غياب تسعيرة المياه في كافة مجالات الاستخدام عامل كبير ادى لقلة كفاءة استخدامات المياه حيث لازالت الزراعه الاروائيه قليلة الكفاءه بأستخدام المياه فقد تصل نسبة الهدر في المياه بالزراعه الاروائيه لاكثر من 40% من المياه المستخدمه فيها فواقع حال مشاريعنا المائيه عموما يؤكد الاهمال الواسع في صيانة وتطوير اغلبها والذي ادى لضياع الكثير من الثروه المائيه للبلاد سابقا ولحد الأن لذا فأن تقدير قيمة معقوله للمياه سيؤدي حتما لزيادة كفاءة استخدامها كما ان ذلك سيؤدي لتوفير موارد ماليه كبيره تساعد على ادامة وتشغيل وصيانة المشاريع المائيه وتطويرها بكل المجالات حيث ان الكثير من دول العالم التي وضعت تسعيره معقوله للمياه قد تمكنت من توفير الاموال اللازمه لأدارة مشاريع المياه وبنسب كبيره.
ان ادارة مشاريع المياه في بلادنا بحاجه ماسه لموارد ماليه كبيره من اجل تطوير البنى التحتيه لهذه المشاريع التي تعاني من التخلف ومن اجل تطوير البنى التحتيه لها وادامتها لذلك فأن ايجاد قيمة معقوله لوحدة المياه ستجعل المستفيد منها يشارك في ادامة المشاريع ويقوم بترشيد استخدامات المياه
اننا على يقين تام من ان قيمة معقوله للمياه في بلدنا ستزيد من كفاءة ادارة مشاريع المياه مع توفير مبالغ لتطويرها ولكن مما يؤسف له حقا ان الكثير من السياسات الحكوميه في عموم المنطقه وبلادنا خاصة لاتهتم لحد الان بالناحيه الاقتصاديه في الكثير من المجالات وخاصة مجالات استخدام الثروه المائيه مما ادى ذلك ولازال الى ضياع الكثير من هذه الثروه الحيويه حيث كانت ولازالت اسعار الوحده المائيه قليله جدا حتى ان الدوله لاتستطيع استرداد قيمة وحدة المياه او حتى جزء منها وان قيمة المياه الحاليه قد شجعت على هدرها وحتى ان الكثير من الدراسات العالميه في المنظمات الخاصه بالمياه قد اشارت الى ان ماتسترده الحكومات في الدول الناميه بشأن المياه لايتجاوز 35% من قيمة وحدة المياه ولكننا مع هذا نحن لانؤيد مطلقا تسعيره للمياه تجعل منها سلاح بيد الاقوياء والمحتكرين لها لفرض سياساتهم الامبرياليه على المنطقه فالغايه من التسعيره كما نريد هي جعل تسعيرة المياه المعقوله اداة فعاله لتقليل وترشيد استخدامه مع توفير جزء من الموارد الماليه لادامة وتشغيل وتطوير مشاريع المياه
فالكثير من دول العالم بدأ الاهتمام بتسعيرة المياه لغرض ترشيد استخدامها لان المياه اصبحت اليوم من العوامل المهمه التي ستؤدي لاشعال الحروب في مناطق بعينها من العالم تسعى الدول الامبرياليه العالميه الى اشعالها من اجل تمرير سياساتها مما يدعوا ذلك بكثير من الدول الى وضع قيمة معقوله للمياه تتناسب مع ظروف كل بلد مقارنة بوفرة المياه لديه ونحن نعلم انه قد يكون لفكرة تسعيرة المياه صعوبات لتنفيذها بداية وخاصة على المستوى الاجتماعي والتعاليم الدينيه في بلاد المسلمين ولكن يجب ان تكون الغايه الحقيقيه من التسعيره هو تقليل الهدر وترشيد الاستخدام لغرض مواجهة ازمة المياه التي تعصف بالكثير من دول المنطقه الاسلاميه ونؤكد على اننا لانسعى لجعل المياه سلعه قابله للبيع تتحكم بها عوامل السوق ولا ندعوا لجعل الزراعه الاروائيه غير اقتصاديه ولانريد جعل المياه سلعة استراتيجيه تتحكم بها الدول الامبرياليه التي تسعى منذ فتره لخلق توترات في كثير من بقاع العالم وخاصة ان المنظمات العالميه لحد الان لم تشرع القوانين الدوليه لقسمة المياه بين الدول المتشاركه والعابره للموارد المائيه
اننا كعراقيين ومسلمين لايمكننا من قبول تحكم رأس المال بالمياه لان جعل المياه سلعه سيؤدي حتما لانتشار صراعات عديده وخاصة بمنطقتنا
اننا اليوم بحاجة ماسه لثقافة مائيه تكون مسؤولية الجميع كما يجب ان يكون لمنظمات المجتمع المدني دور كبير في شيوع ثقافة المياه تستلهم تعليمات ديننا بأستعمال الثروه المائيه ويجب ان تساهم بصوره فعاله للسيطره على استخدامات المياه لتجاوز ازمة المياه التي تعاني منها بلادنا اليوم ولكي يتحرر العراق من استخدام البعض لورقة المياه لابتزازه.
الهوامش:1-الدكتور محمود الاشرم –المياه الحقيقيه


المهندس عبد الكريم حسن سلومي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل