الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصيام الجنسي

محمد الدحاني

2016 / 5 / 12
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الصيام الجنسي

"الدين يحرم الجنس عند العزاب، والقانون يجرمه والمجتمع يمنعه"، رغم هذا التحريم والتجريم والمنع لا يفلح في الوقوف كسد منيعا أمام هذه الرغبة الجارفة عند العزاب، لأن "الأفراد يقاومون، ولا يستسلمون، فهم يقاومون بطرقهم الخاصة؛ كما الحيلة؛ فلا يخضعون بل يمارسون شغبهم بطرقهم الخاصة. والانسان لا يقبل ما يفرض عليه، ولا يخضع لكل ما يملى عليه، بل لكل جماعة بشرية طرقها الخاصة في تجاوز المحظور"{1}. انطلاقا من هذه الملاحظة نفجر الأسئلة التالية:
لماذا الدين الاسلامي يحرم الجنس خارج مؤسسة الزواج؟
لماذا القانون المغربي يجرم السلوك الجنسي عند العزاب؟
لماذا المجتمع المغربي يمنع العزاب من ممارسة حقهم الطبيعي في الجنس؟
كيف يدبر العزاب أمورهم الجنسية؟
هذه الأسئلة سنحاول مقارباتها من خلال ثلاث مقالات مترابطة ومتممة لبعضها أولها الصيام الجنسي، والمقال الثاني سيكون تحت عنوان السرقة الجنسية والأخير الاباحة الجنسية...،فإذا اعتمدنا على الملاحظة التي تلخص ما أقترح تسميته ب" الثالوث الحيوي"؛"الدين، القانون والمجتمع"،يمكن أن نقول أنه لم يبقى للعزاب سوى حلين احلهما مر لتدبير أمورهم الجنسية، وهما كما يلي:
أولا: الصيام الجنسي.
إذا كان الصيام عن شهوة البطن والفرج وسائر الجوارح في شهر رمضان ، والذي يتكرر مرة في كل سنة، ويكون ذلك من طلوع الفجر الى وقت آذان المغرب، ومع ذلك هذا الصيام يرهق الناس وخاصة إذا صادف شهر رمضان فصل الصيف كما يحدث في السنوات الثلاثة الأخيرة. فالصيام الجنسي يلزم أن يكون العازب/ة صائم جنسيا طول السنة، ونقصد بالصيام الجنسي كبح جماح النفس عن شهوة الفرج الى حين ولوج مؤسسة الزواج. نفترض جدلا أن الصيام الجنسي حل أنجع، لكن هذا يدفعنا أن نتساءل عن الآلية التي يمكن اتباعها في تحقيق الصيام الجنسي؟. لا يتردد الأصوليون في الجواب عن هذا السؤال المقلق ويلخصوا قولهم في نصائح مجانية لا تسمن ولا تغني من جوع، أمام هذه الرغبة القوية، فكما يعلم الجميع أن الرغبة الجنسية قوية بدون مهيجات فما بالك حينما تهيج. وللحد أو القضاء على هذا الهيجان ينصحوا هؤلاء المحافظون العزاب بالابتعاد عن فتنة النساء وغض البصر...، وذلك في اتباع شريعة الله وسنة رسوله ويدعمون نصائحهم بنصوص مقدسة من الكتاب والسنة كهذه الآية:" ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا"{ الاسراء الآية 32}، أو الحديث المشهور الذي يرويه عبد الله بن مسعود فيقول قال لنا الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". هذه النصوص وغيرها التي يعتمدوها الوعاظ للعزاب لا تليق سوى أن نسميها نصائح مجانية لأن الكل يعلمها، ويتلوها على مسامعنا متناسين أو متجاهلين الشروط التاريخية التي نزلت فيها هذه النصوص المقدسة وهذا التجاهل أكاد أجزم أنه مقصود حتى لا يكلفون أنفسهم ألم الاجتهاد ومعانات المعرفة في تطوير الفهم للنص الديني، كما أظن أن مسألة الصيام التي أوصي بها الرسول أصبحت مهجورة، وذلك انطلاقا من احصائيات أنجزتها وزارة الصحة التي أخبرتنا أن 54% من الشباب يتراوح عمرهم من 15 الى 24 سنة كانت لهم علاقة عاطفية بدون إلاج، و25% من نفس العينة كانت لهم علاقات كامة أي بالاج و12% نتج عنها حمل، وحسب معطيات هذه الدراسة؛ فإن شبابنا تمرد على النصيحة المحمدية. هل هذه النصيحة غير صالحة ولا تتماشى مع الإكراهات المجتمعية الجديدة؟ أم ماذا؟ ببساطة لأننا نحن أمام جيل جديد وفي مجتمع جديد يقتضي فهم جديد للنصوص الدينية من أجل تكيفها مع الظروف المجتمعية الجديدة وإلا سيستمر التمرد على النصوص المقدسة وقد يستمر هذا التمرد حتى يتم هجر الدين بصفة مطلقة وحينها سيندثر كما اندثرت قبله الأديان الجامدة سواء كان ذلك عاجلا أو أجلا، وما حملات الالحاد الذي بدأت تنتشر في مجتمعنا العربي الاسلامي إلا مؤشر قوي ودال على هذا الاندثار والفناء للدين، وفي هذا الصدد يقول الدكتور عدنان ابراهيم: كل فهم ديني لا يخدم الانسان سيكون وقودا للالحاد، فعلا الاسلام صالح لكل زمان ومكان إذا تكيف مع التحولات التي تطرأ على المجتمعات، وفي الحقيقة هكذا فهم السلف الدين الاسلامي، فالخليفة عمر ابن الخطاب عطل حد السرقة في عام الجوع/الجفاف، كما عطل إعطاء الزكاة للمؤلفات قلبوبهم بعدما تقوى الاسلام وبعده عطل الخليفة علي بن ابي طالب الحد في قتلة عثمان وهلم جر من الاجتهادات التي عطل فيها السلف وعارضوا فيها النص القرآني مباشرة نظرا للظروف والشروط الذي يعيشوا فيها. نغمض أعيننا على الافتراض الواقعي التي جاءت به نتائج الدراسة، وننساق في القول أن عزابنا سيتبعنا الحلول المقترحة دينيا. والمتمثلة في الصيام الجنسي، من جديد نطرح السؤال كم هي المدة التي سنصومها جنسيا؟، نعتمد لغة الأرقام كجواب، وذلك من خلال نتائج الدراسة التي انجزتها المندوبية السامية للتخطيط، والتي أكدت أن سن الزواج ارتفع عند البنات من 16 الى 26 سنة، وعند الذكور من 26 الى 36 سنة؛ أي حظ العازبات من الصيام الجنسي هو عقد من الزمان، في حين حظ الذكور مضاعف اذا اعتبرنا سن 16 سنة كقاعدة توجب على العزاب الصيام الجنسي، كما هي بعض الشروط في الصيام التعبدي الرمضاني والتي تستوجب البلوغ والقدرة والإقامة. علما أن المراهق/ة؛ يكتشف أعضاءه الجنسية في سن أقل من 16 سنة بكثير، ومن الأشخاص من يبدأ في مرحلة المراهقة في السن العاشرة من عمره،وحينها يبدأ بمداعبة أعضاؤه الجنسية ويتلذذ بهذه المداعبة، كما يحصل له الانجذاب للجنس الآخر لكن الثالوث الحيوي"الدين والقانون والجنس" يفرض على المراهقين الصوم جنسيا لمدة تتراوح بين عشر ة وعشرين سنة كما ذكرت نتائج الدراسة. وإذا لم تتحقق الشروط المادية التي تؤهل العزاب للزواج وجب عليهم الصيام الجنسي مدى الحياة.


هوامش.

1- عبد الله هرهار، الجنس والمراهق، مجلة اضافات، العدد6 سنة 2009. ص67








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان