الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استنزاف دول العرب

طاهر مسلم البكاء

2016 / 5 / 14
العولمة وتطورات العالم المعاصر


اصبح واضحا ً ان داعش هي وسيلة لأستنزاف دول العرب وخاصة تلك التي ظهرت فيها ونمت وتوسعت كغول يؤكل الأخضر واليابس ،ان هدف القضاء على قدرات البلدان سواء تلك التي رفضت الصلح مع اسرائيل او تلك التي صالحت وهادنت، قائم كلما توفرت الفرصة للحلف الصهيوني الأمريكي المعلن للجميع ،فليس هناك شئ يحصل في الخفاء ،فتصريحات رؤساء الطرفان تشير بوضوح الى ان أمريكا تساند اسرائيل ولن تتخلى عنها ،وقد أثبتت الحروب العربية الأسرائيلية السابقة وضوح أهداف هذا الحلف المصيري ،يقول الصهيوني الأمريكي هنري كيسنجر:
ان من اعظم المنجزات التي حققتها اسرائيل هي ربط المصالح الأستراتيجية الأسرائيلية بالمصالح الأمريكية .
كان استولاد داعش وبثها في حساسيات العرب القومية والمذهبية قد أشعل صراع من الداخل جاء على البنى التحتية والمؤسسات المهمة للدول المستهدفة ومنها العراق وسوريا وليبيا والى حد ما مصر الذي أفلح الحلف في جعلها مشغولة بنفسها وتراوح مكانها .
ان فرسان الصهاينة من الدواعش حققوا مالم يتمكن الكيان الغاصب ولا راعيته أمريكا من تحقيقه وفي ظرف قياسي ،فهم يحطمون كل شئ عند سيطرتهم على الأرض ،يحطمون المعنويات ،الأبنية ، الثقافة ،الدين ،الهوية ،التاريخ ،التراث والأثار ،انهم اشبه بالفيروسات المدمرة التي تأتي على كل شئ .
لقد فعلوا فعلتهم على الأرض السورية ووصلوا على اعتاب دمشق وبمساندة متنوعة من الدول الداعمة ومنها دول عربية ولولا المؤازرة والتدخل الروسي لسقطت سوريا منذ سنوات ،اما في العراق فكادت بغداد تسقط بسهولة لولا فتوى الجهاد التي اطلقها السيد السيستاني وفاجئت المخططين للشرق الأوسط الجديد ،الذي تبرز فيه دويلة الصهاينة كدولة رائدة في المنطقة .
أمريكا تناور :
واليوم وبعد ان اكتسح الجيش العراقي الناشئ ومتطوعوا الحشد الشعبي فلول داعش وحرروا بابل و ديالى وصلاح الدين والرمادي ،سارع الأمريكان بالتدخل للحد من انهيار سريع لداعش ،وكانوا يظهرون بمظهر الذي يقود حلف لمواجهة الأرهاب ولكنه يتناغم مع خطوات داعش ويكر في جولات غير مؤذية تشبه مداعبة وغزل الأحباب ،كما منع الأمريكان استمرار تقدم متطوعوا الحشد الشعبي الذين كانوا يتمتعون بمعنويات عالية مقابل انكسار افراد الدواعش ،عقب الأنتصارات الكبيرة والمتلاحقة لهم على الدواعش في جميع الجبهات ،وافلح الأمريكان في امتصاص زخم الهجوم العراقي بحجج طائفية وترديد ماكان يردده المرجفون من دواعش العراق ،وحجموا امكانيات الحشد ،حماية للدواعش وتأخير لهزيمتهم النهائية ،ومن اغرب ماقام به الأمريكان هو تأخير ازاحة الدواعش واخراجهم من الفلوجة فيما اصبح الجيش والحشد على مشارف الموصل ،وليس هناك أي تفسير سوى الرغبة الأمريكية في الأستمرار بأستنزاف طاقات العراق البشرية والمادية ،ومنع شعوره بالأنتصار ،وقد نجح الأمريكان الى حد كبير في السيطرة على القرار العراقي ،وبدى ان الأمريكان هم من يضعون وقت الهجوم وتحديد من يشترك فيه ومن لايشترك ،في اغفال كبير لدماء الشهداء العراقيين ،ولكون العراق في حقيقة الأمر لايحتاج مقاتلين اجانب ، وفي هذا السجال تم توريد جنود امريكان للعراق يعدون بالآلاف بحجة مقاومة داعش ، كما دخلت قوات تركية عنوة وبدون موافقة الحكومة العراقية التي ظهرت بمظهر العاجز رغم انها تمتلك كل مقومات القوة ،حيث بلد مثل العراق يمتلك موارد هائلة تتقاتل للأستحواذ عليها الدول الكبرى ، كما بدت تظهر مخاوف من دخول قوات أخرى كالخليجية في تسويات تبرز ضعف الحكومة الحالية ومن يدري فقد يكون خطر تقسيم العراق قد أصبح أكبر من اي وقت مضى .
ان الرجال الذين اقتحموا مبنى البرلمان لقادرة ،لو توفرت لها الفرصة ، على هزيمة داعش وفي كل الجبهات وهذا مثال يضرب لأيضاح ان العراق ليس بحاجة لقوات خارجية ابدا ً ،غير ام مايعوزه اليوم هو القيادة الصلبة ذات القرار المستقل عن التأثيرات الخارجية ،وفي الموصل يجري الأعلان ولأكثر من مرة عن بدء الهجوم لتحرير الموصل ولكن لافعل واضح في هذا الأتجاه ،وهذا يعطي داعش فرص التقاط الأنفاس واعادة التنظيم للكرة على القوات العراقية ،كما ان هذا الوضع يزيد من مأساة الموصليين الذين لايعرفون هل يتركون منازلهم ويلتحقون بأفواج النازحين أم لا ،ان خروجهم سيزيد أعداد النازحين بالملايين وسيزيد من مآسيهم جميعا ً .
وتبرز اليوم اهمية كبيرة لوجود قرار عراقي مستقل ،يضع اهداف واضحة لتحرير المدن المحتلة من الدواعش وغير الدواعش ،والأستخدام الأمثل لقطعات الجيش العراقي وقوى الداخلية ومتطوعوا الحشد الشعبي وابناء العشائر ،والحد من جميع التدخلات الخارجية في القرار العراقي والتي تبغي تحقيق مصالحها وليس مصالح العراق ،ودعم الجانب الأقتصادي بتقوية القطاعات المختلفة والأستغلال الأمثل لموارد العراق الهائلة والتي تستنزف اليوم بيد الآخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير