الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميثاق العمل الوطني في العراق 1971

ابراهيم خليل العلاف

2016 / 5 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ميثاق العمل الوطني في العراق 1971
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموضل
سألني الصديق الاستاذ صفاء ابو زهرة ، وهو طالب دراسات عليا عن " ميثاق العمل الوطني في العراق 1971" ، والذي تولى اعلانه في 15 تشرين الثاني سنة 1971 الرئيس العراقي الاسبق المهيب أحمد حسن البكر 1968-1979 من خلال تلفزيون العراق ..وقبل ان اجيب لابد أن اعرب عن أسفي لما يحصل للوثائق التي تعود للفترة السابقة 1958-2003 في بغداد وبعض المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية والوسطى من حرق وإتلاف وتدمير وسرقة وأدعو الى وجوب الحرص على تراث العراق ، ووثائقه عن الفترات كافة سواء أحببنا من كان يحكم خلالها أم كرهنا ؛ فهي تراث الاجيال ، ومن حقها علينا ان نحافظ عليها .
مهما يكن من أمر ؛ فإن (ميثاق العمل الوطني ) في العراق ، جاء حصيلة لما كان موجودا من علاقات بين القوى السياسية القومية والقوى السياسية الشيوعية والاشتراكية واليسارية عموما .وكانت مهمة اقامة الجبهة بين هذه القوى ، مهمة تاريخية خاصة وأن تاريخ العراق السياسي المعاصر ، قد شهد الكثير من المراحل التي شهدت فيها الحياة السياسية العربية عامة والعراقية خاصة حالات من الصراع بل والاحتراب والتي كانت سببا في ماحصل من هزائم ، ونكسات ومنها هزيمة حزيران –يونيو سنة 1967 أمام العدوين التقليديين وهما : الاستعمار والصهيونية .
ان اقامة نوع من التعاون بين القوى السياسية في العراق وفي اطار جبهة تستند الى ميثاق عمل وطني تقدمي ، كان مؤطرا بأطر عديدة منها ان العراق كان يمتلك ارثا جبهويا ثرا ، واقصد تجربة الجبهة الوطنية 1954 وتجربة جبهة الاتحاد الوطني 1957 . كما ان موازين القوى السياسية داخل العراق كانت بحاجة الى معرفة ما يجب ان تكون عليه تركيبة الجبهة وأهمية الحفاظ عليها ، وديمومتها والاهم من كل ذلك تحديد برنامجها ومهماتها على الصعيدين القطري والعربي ، وتحديد برنامج يتم الاتفاق عليه لحل ابرز ما كان يواجه العراق، وهو البحث عن حل القضية الكردية ووضع برنامج واضح لذلك .
ولايمكن نكران حقيقة اساسية ، وهي ان العلاقات بين الاحزاب السياسية الرئيسية في العراق قبل 1968 كانت تتسم بالسلبية ، وبتراكمات كثيفة ، وثقيلة الوطأة من صرعات الماضي .وكان لابد ان تبذل الجهود لاذابة الجليد المتراكم من احداث 1959 و1963 ومابعدها وحتى 1968 .
ومما ينبغي على المؤرخ الحصيف تأشيره ، أن التجربة الواقعية اثبتت ان اقامة علاقات تفاهم وثيقة وتعاون ايجابية بين الاحزاب القومية والشيوعية ليست امرا سهلا ؛ فلقد جرت دماء كثيرة بين الطرفين خاصة في سنتي 1959 و1963 . ويقينا ان وطأة تلك الاحداث والصراعات كانت ثقيلة ليس على القيادات والزعامات ، بل على القواعد كثيرة وجماهير الشعب عموما .وكثيرا ما كانت تلك التراكمات تميل الى رجحان كفة المشاعر والمواقف السلبية في ميزان العلاقات .وقد لاقت الاحزاب السياسية كافة صعوبات كثيفة لخلق أجواء نفسية ايجابية تجاه العمل الجبهوي ، ولم تكن المشكلة مقتصرة على الجانب النظري بل كانت لها ابعادها العملية النفسية والسلوكية الاجتماعية ؛ فالمزاج الشعبي العام ، والثقل الاستثنائي لعلاقات التناحر والاحتراب السابقة كل ذلك كان يلقي بظلاله على العلاقات السياسية بين الاحزاب العراقية وكان لابد من مضي وقت طويل على تحسين الحال وزرع بذور التفاهم والتعاون الايجابية .
وهنا لابد ان نقول انه كان على السلطة الجديدة التي جاءت بعد الانقضاض على نظام حكم الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية 1966-1968 واسقاطه ان تثبت حسن نيتها ، وان تقدم سلسلة من الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكي تقنع الاطراف السياسية الاخرى بقدراتها على اتخاذ قرار التعاون والعمل الجبهوي .
ومما ينبغي ذكره ، ان انجازات مهمة قد حصلت في مجالات تأميم النفط ، وبيان اذار لحل القضية الكردية ، وتعديل قانون الاصلاح الزراعي ، ووضع خطط التنمية الاقتصادية ، والمعاهدة العراقية –السوفيتية والمشاركة في النضال ضد الامبريالية والصهيونية . وعلى هذا الاساس كان على السلطة الجديدة ان تظهر هويتها لتستطيع القوى السياسية الاخرى قبولها وهكذا اعتبرت اقامة الجبهة بين البعث والشيوعيين في 16 تموز –يوليو 1973 خطوة على الطريق الصحيح . وقد استغرقت مناقشة ميثاق العمل الوطني بين البعث والاطراف الاخرى وبخاصة الحزب الشيوعي وقتا طويلا واحتاج الامر جهدا ايديولوجيا وسياسيا مكثفا ، خاصة على صعيد معرفة الموقف من مسألتي الوحدة العربية وقضية فلسطين .واستنادا الى ما كان قد تم الاتفاق عليه اصبح الاتفاق على ميثاق العمل الوطني أمرا ممكنا وهذا ماعبرت عنه نصوص ميثاق العمل الوطني نفسها كما سنرى . وقد قامت الجبهة الوطنية والقومية التقدمية في الوقت المناسب ، وبالصيغة المناسبة .ويعد ذلك –بحق – في حينه انجازا تاريخيا عزز التعاون بين القوى السياسية العراقية الفاعلة آنذاك .
كان اعلان ميثاق العمل الوطني من أبرز الاحداث التي شهدها العراق في السبعينات من القرن الماضي .. وكان الميثاق حصيلة لنضال ايديولجي وسياسي إمتد سنوات طويلة فالدعوة الى اتحاد القوى الوطنية والتقدمية في كل بلد عربي هي دعوة قديمة اكتنفتها الكثير من الملابسات والمشاكل وكانت امنية لكل انسان عراقي .
لقد مهدت السلطة الجديدة في العراق بعد التغيير السياسي الذي حدث في 17 تموز 1968 الطريق لاقامة هذه الجبهة . ومن ذلك انها اتخذت قرارات مهمة من قبيل اغلاق السجون السياسية ، واطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين واعادتهم الى وظائفهم واحتساب مدة الفصل السياسي خدمة كاملة لكافة الاغراض الوظيفية .كما ان المنجزات السياسية والاجتماعية والاققتصادية والثقافية التي وردت في مقدمة ميثاق العمل الوطني كانت في الواقع عملية اعداد وتهيئة وإنضاج للشروط الموضوعية لاقامة الجبهة الوطنية والتقدمية .
وخلال السنوات الثلاث اي منذ اعلان ميثاق العمل الوطني في 15 تشرين الثاني –نوفمبر سنة 1971 ، حتى اقامة الجبهة في 16 تموز-يوليو سنة 1973 ، خاضت القوى السياسية العراقية التقدمية والوطنية اشكالا متنوعة من الحوار والمناقشات الصعبة ، وكانت عملية بناء الثقة صعبة ، ومعقدة ولكن هذه القوى نظرت الى ان ما سوف ينجز سيصب في صالح الشعب والوطن ويعمل على ان يرسي اسسا علمية حقيقية للتعاون الاستراتيجي الجاد .ومن المؤكد ان الدوائر الامبريالية والصهيونية لم تكن مرتاحة لما تحقق ؛ فكانت تثير بين الحين والاخر ما يشير الى مرحلية الجبهة لكن روح الصبر والمرونة، وسعة الصدر كانت متوفرة لدى كل اطراف العمل الجبهوي التي حرصت – كما يظهر ذلك من خلال ادبيات البعثيين والشيوعيين المنشورة - على توفير كل سبل النقاش والحوار وتشجيع الجميع على خوض هذه التجربة وفي كل مكان في الجامعات ، وفي الحقل، والمصنع ،والصحافة ودوائر الاحزاب ومنتدياتها . وقد لاحظنا جو الحماسة والتأييد للميثاق ، ولمسنا لمس اليد تأييد الناس والمثقفين منهم خاصة لما كان يجري بحيث كنا نشاهد التزاحم على اقتناء نسخ الميثاق ، ودراسته ، وشرحه في الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة بروح ايجابية تفاؤلية .. وكان كل ذلك دليل على حيوية العراقيين ، وحرص قواهم السياسية الفاعلة على صياغة برامج محددة وناضجة لمستقبلهم ، ومستقبل اولادهم، واحفادهم .
سأعتمد على نصوص "ميثاق العمل الوطني " كما ظهرت في الكتاب الذي نشرته وزارة الثقافة والاعلام – السلسلة الاعلامية (16 ) 1971 ، وعلى النص الذي أذاعه رئيس الجمهورية انذاك المهيب احمد حسن البكر(1968-1979 ) في الاذاعة والتلفزيون .وعلى الكتاب الموسوم " مناقشات الميثاق " الذي اصدرته جريدة الثورة ، وعلى كتاب الاستاذ جواد عبد الزهرة الركابي الموسوم :" فلسفة الميثاق " الذي اصدرته مكتبة النهضة ببيروت –بغداد 1972 ، وعلى ما نشرته مجلتي "الثقافة الجديدة " و"الثقافة " ، وما نشر في ادبيات وتقارير حزبي البعث والشيوعي ، وكذلك على ما كتبه الاستاذ عزيز السيد جاسم المفكر العراقي المعروف وخاصة في كتابه :" موضوعات الجبهة الوطنية التقدمية " .
وسوف لن اذهب بعيدا في ذكر اسماء من كان وراء صدور الميثاق وحتى صياغته، لكن اقول ان القائمين على ما كان يتصل بشؤون التفكير الاستراتيجي من الحزبين : البعث والشيوعي هم من كانوا وراء ليس صدور الميثاق، بل مناقشته ومن ثم وضعه موضع التطبيق ومن المؤكد ان القارئ الحصيف يعرف من كان يتسيد حركة الفكر والثقافة في العراق ابان السنوات الاولى من سبعينات القرن الماضي .لكن لابد ان اقول ان ميثاق العمل الوطني استقبل من الجماهير ، ومن القوى السياسية العاملة في الساحة العراقية في العراق بإندفاع وحماس كبيرين وواسعين . وتؤكد ذلك الكثير من المصادر التي بإيدينا .
ابتدأ الميثاق بالتأكيد على ان الحزب الذي تولى السلطة بعد 17 تموز 1968 وهو حزب البعث العربي الاشتراكي "ينظر الى مسألة التحالف بين القوى الوطنية والقومية التقدمية في القطر العراقي والوطن العربي نظرة مبدأية واستراتيجية "ص 10" لذلك فإن اعلان الميثاق يأتي استجابة حقيقية للشعور الكامل بالمسؤولية التاريخية والوعي الشامل لابعاده : ص 15 " .. وان امام القوى الوطنية في هذا القطر فرصة تاريخية تفرضها الظروف الموضوعية التي تضعها في صف واحد وتتطلبها شروط نماء هذه الثورة والطاقات والامكانيات الزاخرة المستعدة للتضحية وللعطاء " ص 15 .
اشار الميثاق الى ان " مهمات الكفاح ضد العدو الامبريالي والصهيوني وضد حلفائه من العملاء الرجعيين المحليين تتطلب تضافر جهود وطاقات كل القوى الوطنية والقومية والتقدمية في اطار عمل جبهوي تحدده اوضاع كل قطر " .ص.15 وان امام هذه القوى "الشيء الكثير الذي تستطيع ان تقدمه لهذا الشعب الابي بالمساهمة المسؤولة التي تلبي حاجات المرحلة " ص.10 . و"انطلاقا من هذه النظرة المبدئية والاستراتيجية كان لابد من اعداد المناخ الملائم لقيام وحدة حقيقية ومتينة لكل القوى ...عن طريق تحقيق الشروط الموضوعية والضرورية لذلك " ص.10 .
كل هذا جاء في المقدمة وبعدها تناول الميثاق جوانب عديدة من العمل الجبهوي وفلسفته في الصعيد النظري والميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية .
فعلى الصعيد النظري ناقش الميثاق المناهج والاساليب الثورية التي لابد من انتهاجها ويقول : " لقد انبثق التغيير الثوري في ظروف دولية تميزت بإشتداد الهجوم الشرس الذي تشنه الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ضد شعوب العالم " ص 8 . و" ليس من شك في ان الاتجاه الى العمل المشترك ، والتعاون بين اطراف الحركة الوطنية والتقدمية العربية ، كان محصلة طبيعية للارتفاع بالمستوى السياسي والايدلوجية لتلك الاطراف " ص 4 .
وجاء في الميثاق ان حزب البعث العربي الاشتراكي ، إذ يطرح ميثاق العمل الوطني على الجماهير والقوى الوطنية ... بعد ان استكملت الثورة شروط انطلاقتها ، والدخول في مرحلة جديدة تعبئ فيها قوى الشعب كافة بمواجهة المخطط الاستعماري الصهيوني والمد الرجعي ..." .ص15 . وطلبت السلطة من القوى الاخرى ان تعرب عن " استعدادها لفتح صفحة جديدة مشرقة من تاريخ نضالها الطموح من اجل اهدافها الوطنية والقومية " ص 15.
واشار الميثاق الى ان هذا يتم وسط " ظروف داخلية وعربية ودولية بالغة الخطورة والدقة " ص8 . وعرج الميثاق على ان من اسباب هزائم ونكسات الامة "نزوع فصائلها الى تغليب التناقضات الثانوية فيما بينها على التناقض الرئيسي القائم بينها من جهة وبين الاستعمار والصهيونية من جهة اخرى " .ص 3 .. وعلق الميثاق على ذلك بالقول ان الحالات التي تميزت " بإرتفاع هيبة الافكار والشعارات والتطبيقات الثورية والتقدمية هي ذاتها الفترات التي اتسمت بإتجاه مختلف القوى الوطنية والتقدمية الى التعاون فيما بينها في اطارات وصيغ معينة " ص 3.
لذلك كله ، ذهب الميثاق الى الطلب من كل القوى "العمل بإخلاص على توفير اجواء جديدة وايجابية للعلائق بين القوى الوطنية والقومية " . ص12.
وحدد الميثاق النهج الصحيح للتقدم " وان من اول الشروط والعمل الاقتصادي الوطني توسيع القطاع العام وتدعيمه بكل الامكانيات التي تزيد من فعاليته وقدرته على تحقيق مهمات المرحل الراهنة ، ومهمات الانتقال الى الاشتراكية " . ص 20 لكن الميثاق عاد فقال :"ان القطاع الخاص لايزال قادرا على ان يؤدي مهمات ايجابية في بناء الاقتصاد الوطني ومن الضروري دعم هذا القطاع بتوجيه من القطاع العام وبالتعاون معه وفقا للشروط والبرامج والقوانين التي تستوعبها الدولة على أسس من مبادئ هذا الميثاق " . ص30
وحول النظام السياسي الذي أراده الميثاق ان يسود هو : " النظام الدمقراطي الاشتراكي العربي الموحد " . ص 16 .
وعن النضال القومي أكد الميثاق " على ان هناك شرطا اساسيا لوضع قضية النضال العربي على مستوى يجنبه مخاطر الهزيمة من جديد ، ويضعه على طريق النصر ذلك هو ان تحتل الجماهير ومؤسساتها الثورية مواقع القيادة والتوجيه بعد ان فشلت الانظمة الدكتاتورية والاقطاعية في وقف العدوان الاستعماري والصهيوني على الامة العربية وفي تحقيق اهدافها في التحرر والوحدة والتقدم " ص 5 .
اكد الميثاق على "ان يضمن النظام السياسي كافة الحريات الدمقراطية لجماهير الشعب وقواها الوطنية والتقدمية بما فيها حرية الاحزاب السياسية والجمعيات الاجتماعية والمهنية ، والنقابات وحرية الصحافة والرأي والمعتقد ، وغيرها من الحريات الاساسية وفقا للقوانين التي تشرعها الدولة " .ص17 .
يقينا ان الميثاق اراد ان يثبت حقيقة مهمة وهي ، ان العراق يستند في كل مرة يستجمع فيها قواه لينطلق ، الى ما لديه من ارث تاريخي ويقول :"ان ثمة ارتباط حي ، وواعي ، ومتطور ، وعميق بالتاريخ والتراث " .ص41
على الصعيد السياسي يتناول الميثاق النظام السياسي، وما يجب ان يكون عليه في ظل الجبهة الوطنية والقومية التقدمية فيقول :" ان النظام السياسي هو التعبير القانوني عن مصالح ، ومطامح الطبقات والفئات الاجتماعية التي يمثلها ... لذلك فالنظام [ المطلوب ] هو النظام الدمقراطي الثوري الوحدوي " ص 16.
ويستند الميثاق الى مبررات قيام هكذا نظام الى ان " الانظمة البرجوازية ، والدكتاتورية التي قادت مرحلة ماقبل الهزيمة [يقصد هزيمة 1967 ] قد اكدت عجزها ، وفشلها بالهزيمة نفسها ولم يعد من المنطقي والمعقول ان تحتكر هذه الانظمة قيادة النضال العربي في مرحلة أشد خطورة ودقة ، وتتطلب امكانيات فكرية وتعبوية وسياسية واقتصادية وعسكرية أقوى وأشد " .ص 6.
ويقينا ان الجماهير لاتستطيع ان تؤدي دورها الذي " عطلته انظمة ماقبل الهزيمة ، وباعدت ما بينها وبين قضاياها المصيرية بإسلوب القهر والاضطهاد حينا ، وبالخداع حينا آخر ذلك لان الجماهير هي وحدها القوة التي لاتقهر والمستعدة لمجابهة الهجمة الامبريالية والصهيونية مجابهة حازمة لاتلين " .ص5
وجاء في الميثاق :" ان تحقيق هذه المهمات الثورية الكبيرة ، يتطلب حشد الجماهير العربية ضمن صيغ كفاحية فعالة " .ص45
ويقف الميثاق ليوضح من هي هذه الجماهير فيقول : " انهم الفلاحون والعمال والطلبة والمثقفون والنساء ...في الجمعيات والنقابات والاتحادات وفي عموم البلاد ، وعلى اوسع نطاق ".ص 18 ويضيف ان الحالات التي شهدت انحسار دور هذه القوى كانت " الفترات التي اتسمت بالصراعات الحادة ، اللاموضوعية بين الاطراف الوطنية والتقدمية العربية " .ص4
ونجد ان الميثاق ، وقف طويلا عند الجانب الاجتماعي واكد بدقة ان " الجانب الاجتماعي الطبقي لنضال الامة العربية المعاصرة رافق النضال القومي [السياسي ] التحرري ، وكان يشكل معه مظهرين لحقيقة واحدة هي الثورة العربية المعاصرة " .ص 19 .
" كان شعار القضاء على الفقر ، والجهل ، والمرض أحد الشعارات الاساسية في الكفاح على الصعيدين القطري والقومي ، وان هذا الشعار ما يزال يحتل مكانته الرئيسية بين اهداف الثورة التي تطمح الى تحقيق التغيير الجذري ، والشامل للاوضاع الاجتماعية ضمن نظرة وحدوية اشتراكية دمقراطية " . ص37
وهكذا " فالثورة الوطنية الحقيقية لابد ان تكون ثورة اجتماعية تقضي على التخلف " .ص 39 ، وتعتبر "العمل حقا واجبا على كل مواطن قادر عليه ، والقضاء التام على البطالة بكل اشكالها " .ص 37 .كما يجب على الدولة العمل على توفير السكن اللائق والذي " تتوفر فيه شروط الصحة والمواصلات والثقافة والامن " . ص 39
كما لابد من "تشجيع المؤسسات الاجتماعية التعاونية التي توفر السكن لمنتسبيها وتتحمل الدولة مسؤولية اساسية في بناء وحدات سكنية كبيرة في كافة انحاء القطر " .ص39
وعلى الدولة ايضا تطبيق الضمان الصحي بشكل يجعله شاملا لكل العمال والمستخدمين في المدينة والريف ، ولجميع ذوي الدخل المحدود وكل افراد اسرته دون مقابل. " وتأمين العناية الصحية والدواء والوقاية من الامراض واعتبار حياة الانسان قيمة اساسية يجب الحفاظ عليها بكل الوسائل وذلك ضمن خطة متصاعدة تنسجم مع امكانيات الدولة في كل مرحلة " . ص38 .
كما لابد من تطبيق التعليم الابتدائي الثانوي المجاني والالزامي ، وتحقيق دمقراطية التعليم في كل معانيها من خيث تطوير الامكانيات وتوحيد البرامج وتطويرها وربطها بالحياة وبحاجات التطور اللاحق للقطر والوطن العربي وتأمين إشراف الدولة على التعليم بمختلف مراحله .
واكد الميثاق على :" نشر التعليم بكل فروعه بين المواطنين كافة ، وربطه بشكل مخطط بأهداف التطور والتنمية وبالقضايا الوطنية والقومية ، ووضعه على اسس تؤمن تنشئة الجيل وفق متطلبات اهداف الثورة ومطامح الجماهير الشعبية ضمن العلائق والقيم الدمقراطية الاشتراكية الوحدوية وتستهدف الثورة في مرحلتها الراهنة تطبيق خطتها في الزامية التعليم على صعيد المرحلة الابتدائية وصولا الى المرحلتين التاليتين المتوسطة والثانوية " . ص 38
وفيما يتعلق بالمرأة وقف الميثاق طويلا واكد ان المرأة عانت من ظروف الاستعباد والاستغلال والتخلف التي عاشها شعبنا لذلك لابد "من العناية الخاصة بالمرأة للانتقال بها الى اوضاع جديدة هي هدف اساسي من اهداف عملية التغيير الاجتماعي " .ص 39
وقال الميثاق حول الشباب انه " لابد من مسألة تنظيم الشباب من الذكور والاناث في منظمات شبيبة واسعة النطاق " .ص38
كما لابد من خلق المناخ الصحي لكي تعمل الاحزاب في مجال الشباب ووضع شعار اجهزة الدولة في خدمة الجماهير موضع التطبيق وتشجيع الجمعيات الفلاحية ونقابات العمال ومنظمات الطلبة والشباب والنساء لتمارس دورها بكل حرية ، و" النضال الحازم والواعي ضد الافكار والنظريات والتيارات والاساليب التي تروج للطائفية والشوفينية والعنصرية والشعوبية والاقليمية وروح الانهزام واللبرالية والتي تخدم الامبرياليين وركائزهم من اقطاعيين وبرجوازيين وكل اعداء الثورة وما يتفرع عنها وما تفرزه في كل مرحلة وتنقية المؤسسات الاعلامية والثقافية والفنية منها ومن العناصر التي تؤمن بها وتروج لها بأشكال مباشرة او غير مباشرة " . ص 42
واكد الميثاق ان كل طرف سياسي في العراق معني بذلك ولايمكن "لأي طرف وطني ان يعفي نفسه منها " .ص 26. واشار الميثاق الى وجوب "تصفية اجهزة الدولة والقطاع العام من مظاهر الانحراف والفساد وصوره خاصة الرشوة والمحسوبية وتنقيتها من العناصر الفاسدة والعاجزة وامدادها بالعناصر الوطنية والتقدمية وبالعناصر الشابة المؤمنة بالثورة واهدافها " . ص 23
" كما ان من الضروري ان تواكب اجهزة الدولة جميع التحولات الثورية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية " .ص23
وتأكيدا للدور القيادي للجبهة فإنه "لابد من استكمال التغييرات الجذرية في بنية جهاز الدولة وفي علاقاته الداخلية مع الجماهير " ص21
على الصعيد الاقتصادي قال الميثاق :" ان الخط الاقتصادي الذي تلتزم به الثورة ، هو ذلك الذي تحتمه منطلقات وضرورات مرحلة الدمقراطية الشعبية ومقتضيات الانتقال الى الاشتراكية وحاجات المعركة القومية المصيرية " .ص 29.كما ان التصنيع هو الوسيلة الوحيدة لاقامة النظام الثوري الجديد و" تعتبر الصناعة قاعدة اساسية من قواعد التقدم الحضاري في العصر الحديث ، وهي شرط اساس من شروط الانتقال الى الاشتراكية " .ص 23كما ان هذه القاعدة يجب ان تكون مرتكزا مهما "لتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية للرأسمالية ... ولمصالح الطبقات الاقطاعية والبرجوازية المستغلة على حساب مصالح الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب " .ص28.
كما ان مهمة بناء الاقتصاد الوطني يجب ان يرافقها "حرص شديد على زيادة معدلات النمو وعدم الانحراف في منزلقات الاقتصاد الاستهلاكي " . ص34
ويقينا " ان الانسان وهو الاداة الاولى والاساسية في عملية التحول نحو الاشتراكية فإن العمال والفلاحين وهو الاكثرية الساحقة من المواطنين هم الارض الخصبة لتبني هذا التوجه ولابد من مساهمة رأس المال العربي في كل المشاريع وتهيئة الاجواء له وفق مقتضيات التنمية الشاملة .كما ان من الضروري إكمال وانجاح وتطوير وتوسيع الصناعات القائمة وبناء قاعدة صناعية واسعة ومتنوعة تكون سندا للاستقلال الوطني وقاعدة للتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتجه نحو الاشتراكية " . ص 23
ولم يغفل الميثاق ، أهمية تطوير البحث العلمي، وتوسيع نطاق الدراسات ، و"تكوين اجهزة اقتصادية متخصصة ، وكفوءة نشيطة تؤمن بالاهداف الوطنية والثورية ، وتعمل بحرص واتقان على تطبيقها " . ص 29
وهكذا طرح الميثاق برنامجا اقتصاديا طموحا يقوم على مبادئ متلازمة ومتكاملة هدفها تحرير الاقتصاد الوطني من قيود التبعية الاجنبية ، وإعادة بنائه من جديد ، ووفق تخطيط اقتصادي يقوم على حصر الموارد الاقتصادية المالية والبشرية في المجتمع ، وتحديد الاهداف المستقبلية للتخطيط ، وتحريك الموارد المالية والبشرية المتاحة في اتجاه تحقيق الاهداف الاقتصادية المرسومة و" السير بثبات ووفق خطة علمية مدروسة " .ص34
ومن المؤكد ان هذا كله يحتاج الى مستلزمات ، ومنها تعديل مفهوم التربية ، وجعل هدف التربية انتاجي ، واعداد النشء لعالم سريع التغير ، وتطوير المعرفة العلمية والتقنية ، وتأهيل القوى البشرية تأهيلا عاليا ومتخصصا دقيقا والاهتمام بالتدريب اثناء العمل .ص33
وعن الصعيد الحضاري جاء في الميثاق : " ان الثقافة والفنون هي أرقى ثمار الحضارة الانسانية ومن اكثر الوسائل التي ابتكرها الانسان قوة وتأثيرا في التعبير عن اوضاعه الاجتماعية ، وعن مشاعره ومطامعه وتطلعاته " . ص 40 .وقد اشار الميثاق الى الثمار الراقية في مجال الثقافة والفنون والاداب والاعلام وضرورة ربطها بمجمل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية .
واضاف الميثاق ان " لكل مرحلة من مراحل تطور الانسان ثقافتها واعلامها وفنونها الخاصة بحكم الارتباط الجدلي بين هذه الفروع وبين النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي " . ص40 .
لذلك " فمن الطبيعي ان تكون للنظام الجديد ثقافته وفنونه واعلامه التي تعبر عن مبادئه واوضاعه وعن تطلعاته ومطامحه " ص40 .ومن هنا لابد من تطويع اجهزة الاعلام من اذاعة وتلفزيون وصحف ووكالات انباء لمقتضيات التطور الجديد .و" الاعلام الجديد هو الذي ينطلق من النظرة القومية الدمقراطية الاشتراكية المتفاعلة مع الثقافة الانسانية عامة والتقدمية خاصة " .ص24
كما ان من الضروري النضال الحازم والواعي ضد الافكار والنظريات والتيارات والاساليب التي تروج للطائفية والشوفينية والعنصرية والشعوبية والاقليمية واللبرالية وتخدم الامبرياليين وركائزهم " .ص43
وقد ركز الميثاق على الفنون ، والاداب وبرامج التعليم ووضع لها رسالة فكرية سامية ذات مضامين اجتماعية وفلسفية . واكد ان الفكر والادب مسؤولية والتزام ، ودعا الى تشجيع الحركة الادبية والفنية وانشاء معاهد الموسيقى والتمثيل وتطوير الفنون التشكيلية وتدعيم معاهدها واكاديمياتها ، وتوفر الاجواء المريحة للكتاب والادباء والفنانين ، وتأسيس دور النشر ، و"الحرص على احترام اختيار التعبير واساليبه والحفاظ على مقومات عملية الخلق والابداع " .ص42
كما اكد على تسجيل وتطوير الاداب والفنون الشعبية وانشاء معاهد ومراكز متخصصة لها وخلق صور مشرفة من جديد لتراث وواقع الانسان في العراق من خلال " الحفاظ على التراث العربي ، واستكشاف كل المعاني الانسانية والتقدمية فيه والاهتمام بنشره بين الجماهير وفي العالم وكذلك الاهتمام بالتراث الانساني لحضارة وادي الرافدين ، وبالتراث القومي الكردي ، وبالخصائص الفولكلورية لجميع القوميات والاقليات في العراق " . ص43
وفي ميدان الاعلام يجب احداث تغيير جذري ..." والطموح الى تكوين اعلام ، وثقافة وفنون جديدة تعبر تعبيرا كاملا عن اوضاع المجتمع الجديد وحاجاته ومشاعره وتطلعاته " . ص41
واخيرا وقف الميثاق عند نقطة غاية في الاهمية وهي احترام الرأي الآخر ، والايمان بالحوار ، وممارسة النقد والنقد الذاتي . وهذا كفيل بمنح العمل الوطني دائما فرصة تصحيح اوضاعه، وملاءمتها مع الاهداف الكبيرة للعمل على ان يكون ذلك بشجاعة واعية بعيدة عن التهور والحماقة ، عملا بالميثاق وتطبيقا له بهدف "استكمال جوانب الثورة الوطنية التي بدأت في الرابع عشر من تموز سنة 1958 واستئناف مسيرتها وتصحيح ما وقعت فيه من اخطاء ، وانحرافات ، وازالة ما اصابها من تشويهات " . ص 9
حتى تتكامل الصورة حول "ميثاق العمل الوطني " للقراء الاعزاء ، ولمن يود ان يتابعني في هكذا موضوعات ، سأحاول ان اقف عند بعض الاراء التي ظهرت حول الميثاق في "مجلة الثقافة " البغدادية وكان رئيس تحريرها الدكتور صلاح خالص ، وهو اكاديمي ومفكر يساري تقدمي قريب انذاك من الحزب الشيوعي؛ فقد كتبت المجلة في العدد 11 الصاد في كانون الاول 1971 وفي زاوية " آراء صريحة " مقالا بعنوان :"حول ميثاق العمل الوطني " .
وقد ابتدأ المقال بالاشارة الى ان الثقافة تعتبر نفسها ، سلاحا فكريا في ايدي الكادحين عمالا وفلاحين وحلفائهم من المثقفين والبرجوازية الصغيرة الذين ربطوا مصيرهم بمصير الطبقة العاملة ، ومجلة الثقافة تنطلق في مناقشة الميثاق في اطار الظروف الموضوعية المحيطة به خاصة وانها تؤمن بالعمل الجبهوي بين القوى والعناصر والاحزاب الوطنية والتقدمية.
ويتساءل المقال :"من هم اطراف الجبهة المقترحة ؟ " ويجيب انهم : الاحزاب والكتل الوطنية وعلى وجه التحديد حزب البعث العربي الاشتراكي ، والحزب الشيوعي العراقي ، والحزب الديموقراطي الكردستاني ، والحركة الاشتراكية العربية. بالاضافة الى الاجنحة اليسارية في الحزب الوطني الدمقراطي ، والتنظيمات القومية الاخرى .وبغض النظر عن مدى استيعاب هذه الاحزاب تنظيميا لقوى تعكس مصالحها ؛ فإنها تمثل في رأينا – أي في رأي كاتب المقال - تيارات اساسية يمكن ان تمثل قسم كبير من الطبقات والفئات ذات المصلحة الحقيقية في الجبهة الوطنية والتقدمية .
وقد سبق لكل من الحزب الشيوعي ، والحركة الاشتراكية العربية ان طرحا مشروعا لميثاق عمل وطني لجبهة وطنية تقدمية .كما عبر الحزب الديمو قراطي الكردستاني في جريدته (التآخي ) عن تعلقه بمثل هذه الجبهة ، وايمانه بضرورتها ، وسعيه الى تحقيقها .ولاشك ان هذه المشروعات تمثل الى حد كبير الآراء السياسية للقوى والعناصر التقدمية في ميثاق عمل الجبهة ، واسلوب عملها ؛ لذا فإن مناقشته تعني مناقشة أهم ما هو مطروح من الآراء حول هذا الموضوع .
يتساءل كاتب المقال :"اين تلتقي هذه المشروعات واين تختلف ؟
ويجيب - بعد ذكر تفاصيل كثيرة - فيقول :"من هذه المناقشة العامة لاتجاهات الرأي العام التقدمي في العراق ، وموقف التيارات السياسية الوطنية نتوصل الى الحقائق التالية :
اولا : ان تشخيص الوضع السياسي، وتقدير الموقف الذي جاء به ميثاق العمل الوطني الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي للمناقشة يكاد يتفق اتفاقا تاما مع رأي القوى السياسية التقدمية في العراق .
ثانيا :ان المهام الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية التي طرحها الميثاق لاتتناقض مع المهام التي طرحتها القوى السياسية التقدمية الاخرى بل تتفق معها الى حد بعيد ، هذا اذا لم نقل انها تجاوزتها بإتجاه السير نحو المجتمع الدمقراطي الشعبي تمهيدا لتكوين المجتمع الاشتراكي .
ثالثا : ان السياسة الخارجية العربية والدولية التي طرحها الميثاق تسير تماما في الاتجاه نفسه الذي تسير فيه الاتجاهات السياسية الاخرى وان نقاط الاختلاف في بعض القضايا كالقضية الفلسطينية قد تقلصت الى حد أصبح من الممكن الاتفاق حولها
رابعا :ان النظام السياسي الذي ينعقد حوله اجماع القوى الوطنية التقدمية ، هو النظام الدمقراطي الشعبي الذي يضع مستقبل البلاد في ايدي ممثلي الطبقات الكادحة والفئات التقدمية من البرجوازية المتحالفة مع العمال والفلاحين ،والذي تتحقق فيه الحريات الكاملة لهذه الطبقات والفئات .
خامسا : إن الوصول الى النظام السياسي القائم على دستور دائم عبر عبر فترة انتقالية ، تفترض المشاركة في تحمل المسؤولية على الاساس الذي تفرضه الظروف الموضوعية للبلاد والتي سيكون هدفها الاساسي تهيئة الظروف الملائمة للجماهير الشعبية لتتحمل مسؤولياتها كاملة في ظل دستور دائم ووضع مستقر .
كما أصدر الحزب الشيوعي العراقي ، بيانا في بغداد يوم 27 تشرين الثاني –نوفمبر سنة 1971 حول " ميثاق العمل الوطني " تناول فيه بإهتمام مشروع الميثاق وقال :" ان هيئات الحزب القيادية ، باشرت بدراسته ومناقشته .وقد ثمن البيان خطوة عرض الميثاق في هذا الظرف الذي يشعر فيه كل الوطنيين ان التعاون بين الاحزاب والقوى الوطنية واقامة جبهة موحدة بينها قد بات ضرورة لاتحتمل التأجيل ، وذلك لمجابهة العدوان الاسرائيلي والمخططات الامبريالية والصهيونية والرجعية التي تفاقمت مخاطرها مؤخرا –سواء على صعيد حركة التحرر الوطني العربية ككل ام حركتنا الوطنية ، وبلادنا ولانجاز المهمات الصعبة والمعقدة التي تواجه شعبنا العراقي وامتنا العربية " .
ومما جاء في البيان :" ان الحزب الشيوعي يرى مشروع الميثاق اساسا صالحا للتعاون الوطني وانه من حيث مضامينه واتجاهاته الرئيسية معاد للامبريالية وهو يحدد اهدافا ملموسة للكفاح الوطني التحرري وانه يؤكد على أهمية الاستمرار في توثيق علاقات التعاون مع الدول الاشتراكية واعلان الانحياز الكامل والحازم الى معسكر الشعوب المناضلة ضد الامبريالية والعدوان .كما انه يرسم برنامجا تقدميا للتحولات الاقتصادية –الاجتماعية ويعتبر طريق التطور الرأسمالي طريقا مرفوضا من الناحية المبدأية .
وهو يؤكد على الحل السلمي الدمقراطي للمسألة الكردية وهو يستخلص بعض الاستنتاجات المهمة من تجارب الاخطاء والاخفاقات التي منيت بها الحركة الثورية في العراق .لذلك فالحزب الشيوعي يؤيد فتح صفحة جديدة من التعاون او العلاقات الايجابية ويريد ان يرى خاتمة نهائية وحاسمة لكل مظاهر الاضطهاد ضده وضد اية قوة وطنية " .
علقت وكالة "نوفستي " السوفيتية على مسودة الميثاق التي اعلنها الرئيس احمد حسن البكر وعدته " حدثا مهما في تاريخ العراق المعاصر " وقالت :" ان صداه كان واسعا في داخل العراق وبين اصدقاء الشعب العراقي في الخارج وانه يعد وثيقة سياسية مهمة تحدد برنامج العمل الثابت في مجال السياسة الداخلية والخارجية للعراق "
وختاما اقول ان اعلان "ميثاق العمل الوطني " سنة 1971 كان –بحق –حدثا تاريخيا مهما .وهو من الاحداث التي شهدها العراق في تاريخع المعاصر ، واهميته تنطلق من انه كان فرصة كبيرة التقت من خلالها القوى السياسية العراقية على نحو لم يحصل من قبل بهذا الاتساع، وهذه الروحية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة