الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر

شريف مانجستو

2016 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


كنت من السُعداء جداً بإسقاط حُكم جماعة الإخوان المُسلمين فى الثالث من تموز - يولية 2013 ، وذلك بعد تحرك جماهيرى هو الأعظم فى تقديرى فى تاريخ مصر .حيث التكاتف من أجل تحقيق الهدف الأسمى ،وهو إسقاط فهم رجعى ومُتخلف يُريد أن يُعيدنا إلى الماضى السحيق . حيث السبى والاحتلال باسم الدين و القتل على الهوية والمُتاجرة بالمُقدسات ومُحاربة الافكار المُخالفة للخليفة وكهنته . هذا ما أرادته جماعة الإخوان المسلمين بنا جميعاً ، لقد أرادت أن تحكُم باسم الإله ، لكى تستبد على الجميع بهذا الإسم .وهذا ما استشعرته الجماهير من هذه الجماعة . فالشعب المصرى_ رغم ما يُعانية من إحباط وبؤس،ومن تراكمات من الظُلم والقمع _استطاع أن ينتفض كالوحوش الكاسرة ، قام بالنزول إلى الشوارع من أجل تطهيير البلاد سلمياً من التطرف الدينى والإرهاب الفكرى والبدنى . و لكن قوى الإرهاب لم يعجبها هكذا انتفاض ، بل قامت بالاعتصام فى بؤرة ( رابعة العدوية ) وبؤرة ( النهضة ) بالقاهرة ، وانضمت إليها جحافل التطرف الدينى والتنطع الفكرى ، وقاموا بنشر التحريض على الدولة المصرية وعلى المجتمع بأكمله ، بل قاموا بتوظيف ( الرسول و جبريل ) عندهم ، وقالوا أن اعتصامنا من أجل إعادة الشرعية مدعوم من عند المولى تبارك و تعالى .و استغلوا الأيتام و ألبسوهم أكفنة بيضاء ، وقدموهم للرأى العام على أساس أنهم مشاريع مُحتملة للاستشهاد فى سبيل الله سبحانه وتعالى وفى سبيل الشرعية السياسية للمعزول - محمد مُرسى . وجاء الفض ويومه المشئوم ، حيث قامت الشُرطة باستخدام العُنف المُفرط ، و ردّت الجماعة بأعمال عُنفية و إرهابية ضد الكنائس وأقسام الشُرطة و أبراج الكهرباء ومبانى الحكومة . ثم قامت قوى إقليمية بدعم هكذا إرهاب بشكل فَجّ أزكم الأنوف بشدة . فهرب البعض إلى قطر وإلى تُركيا ، وبدأت المناوشات والدعاية السلبية والتحريضية ضد مصر . وبالتأكيد قام التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المُسلمين بحشد كُل القوى الدُولية لمُقاطعة الدولة المصرية ، واتهام تحرك الجماهير فى الثلاثين من حُزيران - يونية بالانقلاب على الديمقراطية .فكانت تلك الفترة صعبة جداً على المجتمع المصرى . وتدّخلت دول خليجية بزعامة السعودية ( المصدر الرئيس للفكر الوهابى الصحراوى المُتطرف المُعادى للحُرية والعدل الاجتماعى )بإعطاء الدولة المصرية العديد من المُساعدات . فكانت تلك المُساعدات بمثابة القشة التى أنقذت السُلطة المصرية من إشهار إفلاسها أمام المجتمع المصرى . ثم ازدادت شراسة الإرهاب فى سيناء ، وعندما تُحدثنى عن سيناء ، أُشير بأصابع الاتهام يقيناً لحركة حماس و أنفاقها ، لاسيما وأن حركة حماس الفلسطينية قد أعلنت موقفها المؤيد لموقف جماعة الإخوان المُسلمين بعد ثورة 30 حُزيران - يونية . فظهرت الكربلائيات الإخوانية فى كُل مكان ، فكان الهاربون فى قطر وتركيا من جحيم الملاحقات الأمنية والشعبية ، يقومون بالتحريض العلنى على الجيش والشُرطة والقضاء وعلى الجماهير وأسموهم ( عبيد البيادة العسكرية ) . واستمر هذا الأمر حتى يومنا هذا . فهذه الجماعة لا تُريد الخير لمصر أبداً ، بل تُريد العودة إلى صولجان الحُكم ولو باستخدام القتل والقمع والتنكيل والتكفير . ولكن فى المُقابل نجد سُلطة السيسى _رغم ما تقوم به من مشروعات وإنجازات على الأرض ، وذلك من تحسين وتطوير شبكات الطُرق و الشبكات الكهربائية و إنشاء محور تنمية قناة السويس وتطوير ميناء العين السُخنة وإنشاء مزارع سمكية بمساحة 20 ألف فدان ، وغيرها من المشروعات الواعدة_ تُحارب بشراسة حُرية الرأى الحُر والتنويرى بمُنتهى القسوة ، ولا تسمح بأى مُعارضة لها ، بل وتقوم بدعم تيارات وهابية ، وتترك الجمعيات السلفية بدون مُتابعة لها ولأنشطتها الخيرية ، وخير دليل على ما أقوله هو وجود حزب النور السلفى بكوادره و الدعوة السلفية فى العديد من مساجد الأوقاف المصرية . فهذا يُثبت للقاصى والدانى أن السُلطة المصرية لا تُريد أى تجديد للخطاب الدينى أو أى تجديد للوضع المُزرى للمؤسسات الثقافية ، والتى لا تلقى أى تشجيع حكومى و إعلامى ، وحتى الإجراءات الدعائية التى تتخذها الحكومة بخصوص الأنشطة الثقافية تتسم بالتقليدية الشديدة وعدم التجديد .وهذا يأتى فى سياق من التغوّل الكهنوتى لمؤسسة الأزهر وتدخلاتها المُتكررة فى أمور سياسية إنحيازاً للسيسى ولنظامه .فهذه الأمور تسير بالتوازى مع هجمة شرسة تقودها السُلطة ضد النقابات العُمالية والمهنية ، من اقتحام و تعنت فى مواجهة أى مطلب إصلاحى تقوده تلك النقابات .فالسيسى فى تقديرى نجح فى اختبار الإنجاز على الأرض بنسبة ليست بالقليلة أمامه الكثير لكى يُقدمه على المستوى الاقتصادى والاجتماعى ، لتفادى التضخم والتصحر السياسى . لكنه فى حالة إخفاق فى قضية الإنحياز ، والانحياز كمفهوم يعنى الميل لطرف دون طرف . والمطلوب من السيسى أن ينحاز لقضية التنوير ولا ينحاز للرجعية والتطرف الدينى والكهنوت . وأن ينحاز للفقراء ، ولا ينحاز لتيار الليبرالية الجديدة الجاثمة على أعناق شعوب الجنوب ( استناداً لتوصيف الماركسى الماوى -د: سمير أمين ).وعليه أن ينحاز للتصنيع الشامل ، وأن يستغل المشروعات الواعدة الموجودة فى النهوض بالعامل المصرى وبالمنظومة التعليمية والصحية ، لا أن يترك هكذا مشروعات فى أيدى عبثية وفاسدة . وكُل هذا يحدُث والعالم فى صراع متوتر بسبب أزمة الليبرالية الجديدة . فلقد انتهت الرأسمالية من بناء ضريحها ،وهى فى حالة هياج وتخبّط . فالتيارات الإرهابية قد تستغل كُل هذه الأخطاء الكارثية التى ترتكبها السُلطة ، وستلقى الدعم اللازم من جهات ومؤسسات خارجية ، لإثارة النعرات و التحريض ضد الدولة ، وستتطفل على أى تحرك احتجاجى لكى تستغله بمنتهى الوضاعة والحقارة . فيجب أن يُدرك الجميع اللحظة التاريخية الصعبة . فالسُلطة يجب ان تتخلى عن السبيل القمعى ، وألا تتحالف مع الوهابية الخليجية فى صراعات إقليمية لا طائل منها إلا استيراد الخطر . والمعارضة يجب ان تُحدد موقفها من الجماعات الإرهابية ، وعليها أن تفضح تحركات تلك الجماعات الخبيثة . فالإرهاب لا يُعبر عن الثورة أو السياسة أبداً . لأن الإرهاب وخصوصاً الباحث عن ملكوت السماء الأبدى ، لا يُريد إلا القتل والسيطرة على مقدرات الشعوب لصالح مشروعه الخيالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل