الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد حملة ضَم الآثار وألأهوار العراقية إلى لائحة التراث العالمي ... وقفة!

عبد علي عوض

2016 / 5 / 15
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


ولو إنَّ تلك الحملة جاءت متأخرة، إلاّ أنها خير من عدم وجودها. وهنا يجب علينا أن نلقي ألأضواء، كل على حِدة، لكون واقع الآثار وما مرّت به من ظروف الإهمال والتخريب والسرقات، تختلف عن ألظروف البيئية والسياسية ألتي أثرّت في وجود ألأهوار من عدمه.
ألآثار ألعراقية:
من المعلوم للجميع، أنّ الآثار العراقية تعرّضتْ إلى السرقات من قِبَل حملات التنقيب الألمانية والبريطانية والفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وها هيّ شاخصة في متاحف لندن واللوفر وبرلين... وبألعودة إلى الماضي القريب، وأعني هنا، الحقبة السوداء لنظام أوباش البعث وما قاموا به مِن عملية مَسخ للقيمة التاريخية للآثار (عملية ترميم وتجديد آثار بابل)، ألتي أدّتْ إلى إخراجها من لائحة التراث العالمي. فحينما تتعدى نسبة ألترميم ألـ 70% فلن تعترف بها ولن تعتبرها منظمة اليونسكو كجزء من إرثها الحضاري، ولم يتوقف الحال عند ذلك، بَل أصبحـت سرقة الآثار محمية من قِبل رأس النظام، وألمتمثلة بألمدعو أرشد ياسين (صِهر الدكتاتور)، ألذي كان يمارس شراء الآثار من السرّاق وتهريبها إلى الخاج!. وبعد عام 2003، تعرضّت الآثار إلى ألتدمير والسرقات /الوحدة القتالية البولونية، كانت تسير بدباباتها ومدرعاتها فوق آثار بابل وتطحنها/... والطامّة الكبرى، أنّ بعض الإسلامويين العراقيين من ذوي الفكر الطالباني، حللوا فكرة سرقة الآثار، إذ أفتى في حينه مقتدى الصدر بفتواه: إذا كانت الآثار لا علاقة لها بألإسلام، فيمكن أخذها!... يعني سرقتها وبيعها، ثمّ أصبح وزير السياحة والآثار من كتلته، أي كما يقول المثل الشعبي /ودَّع البزون شحمة/.
وإليكم بعض الملاحظات ألتي يجب الأخذ بها:
1- وضع برنامج من أجل رفع درجة الوعي لدى شريحة واسعة من سكان القرى والأرياف للحفاظ على المواقع الأثرية، وأن تتضمن المناهج المدرسية ذلك البرنامج، بحيث تشترك في وضعه وزارتا التربية والسياحة والآثار.
2- زيادة عدد شرطة الآثار، بعد إدخالهم دورات تدريبية، إذ يبلغ العدد الحالي 1200 شرطي، في حين يتجاوز عدد المواقع الأثرية ألـعشرة آلاف موقع، وكمقارنة ساخرة، فإنّ عدد حمايات المسؤولين يتكوّن من عدة آلاف.
3- تشريع قوانين صارمة وقاسية بحق سارقي ووسطاء ومهربي ومقتنيي الآثار.
الأهوار:
بعدما تعرضّت الأهوار لعمليات تجفيف متعمَّدة من قِبَل أوباش البعث، وإثر إنتفاضة آذار من عام 1991، حصَل إختلال بيئي في مجال الجفاف وإرتفاع درجات الحرارة وموت الآلاف من الماشية وإنعدام الثروة السمكية وعزوف وصول الطيور المهاجرة من أوربا. ولغرض النهوض بواقع الأهوار، من الضروري الأخذ بالملاحظات التالية:
1- تشجيع سكان الأهوار للعودة إليهاب بتوفير مستلزمات نشاطهم اليومي المعيشي، بعد أن هجروها في عام 1991.
2- إزالة ما هو موجود من بناء إسمنتي، فقد لاحظتُ في أحد الأهوار وجود مسجد من الإسمنت والطابوق... فلا أدري، هل أنّ الصلاة في الكوخ المتواضع غير مقبولة!؟... وإذا كان لابد من وجود المسجد، فيمكن إزالة ذلك البناء النشاز وبناء غيره من مواد البناء المتوافرة في الهور – القصب.
3- النهوض بالبُنى التحتية للأهوار، وأعني، مَد أنابيب شبكة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، بدفنها تحت مياه الأهوار، كي تبقى مياه الأهوار خالية من التلوّث، وتأمين إيصال الكهرباء لها.
4- يجب أن تكون مادة البناء الأساسية والوحيدة الخاصة بألبيوت والمدارس والمستوصفات، هي القصب والخشب المضغوط فقط.
5- بناء المنتجعات السياحية بكل مرافقها الترفيهية وألإستجمامية، يكون مستمَد من ألطبيعة الأهوارية، أي من الخشب المضغوط والقصب، كما هو حاصل في دولة الإمارات، إذ توجد في قلب الصحراء منتجعات سياحية بهيئة خيام، وفي داخل تلك الخيام كل مستلزمات الراحة.
إنّ ألآثار والأهوار، يمكن أن تجعل العراق في مقدمة الدول الرائدة في مجال السياحة ألإستجمامية، وليس من الصحيح تنشيط السياحة الدينية فقط، ألتي لم تُنعش الإقتصاد الوطني، ولم تشارك في تكوين الناتج المحلي السنوي، لكون زائر العتبات المقدسة المحلي والأجنبي، لا ينفق أي شيء من جيبه، الأكل والشرب مجاناً بثواب الحسين، وألإقامة في الحسنيات والجوامع وأرصفة الشوارع!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو