الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناحية الحسينية تودع أشهر رجالاتها

اسماعيل موسى حميدي

2016 / 5 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نخيلها ينحني تأسيا برحيله
ناحية الحسينية تودع أشهر رجالاتها
د.اسماعيل موسى حميدي ..................................الحوار المتمدن

أحمد العلاوي، هكذا عُرف، وهكذا ذاع صيته بين عامة الناس في المكان،فعندما تقول احمد العلاوي كأنك تقول عشيرة المسعود التي اقترن اسمها بناحية الحسينية ،نعم هو احمد العلاوي ذلك الرجل الذي ترجل من على ظهر مدينة اسمها الحسينية ،فوقف ملوحا بيده "من على مقاطعة الصلامية" يمنا ويسارا لكل أبناء قرى ومناطق هذه الناحية العطرة بالخير (ناحية الحسينية التي تغفو على رائحة الارطاب، وتتكحل جوانبها بسلال العنجاص وتفوح شوارعها بعبير الرمان)، لينصب نفسه ،بعدما ارتدى "عباءة الحسجة وعكال النوماس"،فـ(دنا فتدلى فكان قاب زعيم او ادنى ) شيخا عتيدا ووليا شهما لكل من ضعفت به شكيمته وألمت به المدلهمات عاملا بعرفانه في جمع الشتات وانتزاع الحقوق لاصحابها وتأصيل الاصول ، فكان بحق ابا وراعيا وغيورا لكل من سكن هذا الناحية، ومدافعا شهما عن كل من احتمى تحت عباءته.
عرفته الاوساط الادبية في سنة 1973 عندما القى قصيدة بمناسبة ولادة الامام الحسين "ع: بحضور محافظ كربلاء وقتذاك :شبيب لازم المالكي" والتي كان مطلعها
ولى الضلال فيا دنيا الهدى ابتسمي فالمرتضى قبس قد لاح في الحرمِ
وهكذا عاش منافسا قويا للادباء والمثقفين ورجال الدولة وهو يستقرئ اهواء السياسة وأمزجة السياسيين على طول خط رجال السياسة ( كي لا يداس على طرف لابناء ناحيته) وقد عاصر الكثير من الرؤساء الذين توالوا على العراق منذ عهد عبد الكريم قاسم وحتى وفاته رحمه الله.. اعطى الشيخ العلاوي درسا منشودا من التواضع لكل ابناء الناحية ،فهو كان يلقي التحية على كل من يلاقيه كبيرا وصغيرا وهذه صفة نادرة لا نجدها عند غيره، وكان رجلا آخرويا ودينيا معتدلا وكان يسمع لكل الاطراف ولايتسرع بحكم مخالف للشريعة، وكان يعمل على الصلح والتسامح بين المتخاصمين ولايرضى بغير الحق،ولا يتفاخر بنفسه ابدا ..وهكذا اكتسب هذه الرمزية منقطعة النظير فعرفه القاصي والداني بذلك فكان بمثابة هوية للناحية، ومن لم يعرف ناحية الحسينية فانه سيعرفك بمجرد السماع باسم الشيخ العلاوي.
وهكذا شيع المئات من ابناء ناحية الحسينية في محافظة كربلاء هذه الشخصية التي لا تتكرر وهم مطرقو الرؤوس وكأنهم يتساءلون من سيحل مكانه او يكتسب رمزيته التي بناها على التواضع واحترام الاخرين .رحم الله الشيخ العلاوي واسكنه فسيح جناته وصّبر اهله وعشيرته ومحبيه على الفراق... وانا لله وانا اليه راجعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى