الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة

مروان صباح

2016 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مروان صباح / أثناء حرب أكتوبر 1973 م ، تحولت أكبر وأهم مؤسسة استخباراتية في العالم إلى غبار بأس يأس ، عندما تلقت صفعة تلو الأخرى ، بالطبع ، لا تقل بالأهمية أو التأثير عن تلك التى تلقتها إسرائيل ، فقد أثبتت في حينها ، مخابرات دول المواجهة ، مصر وسوريا ، أنهما على مستوى من المهنية والسرية ، عندما استطاعوا اخفاء استعدادات الحرب حتى اللحظة الأخيرة ، لكن ، الملفت والذي فاجأ الإسرائيليين والأمريكان معاً أثناء المعركة ، هو ، امتلاك العرب صواريخ سام 6 ، حيث ، اعتبرتها وكالة المخابرات المركزية ، صفعة أخرى خلال الحرب ، كيف لا ، طالما ، كانت الامتياز الذي منحه الروسي للعرب قبل المعركة ، فأحدث التفوق ، وتبين لاحقاً ، أن الوكالة كانت غافلة عن تحركات وصفقات السلاح التى تنطلق من الاتحاد السوفيتي إلى مصر وسوريا ، تباعاً لمسلسل الصفعات ، يختمها الملك فيصل بن عبدالعزيز ، ملك السعودية ، بصفعة الصفعات ، أسموها المراقبين الأمريكان ، لاحقاً ، باتفاق المصالح ، بين دول المواجهة ودولة البترول الأولى في العالم ، السعودية ، أصدر فيصل من الرياض ، أمر بقطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي جعل الحياة تتوقف تماماً ، فكان المشهد اليومي ، أشبه بفيلم هوليودي ، قوافل من السيارات تنتظر حكومة واشنطن العاجزة عن توفير بديل ، حيث ، طالبتها الجموع من داخل محطات البنزين ، الإسراع على الأقل ، طالما البديل مستحيل ، إقناع الرياض بالعودة عن قرار إيقاف التصدير .

سؤال ليس غافلاً ، تماماً بالطبع ، إن كانت الإجابة عليه أقرب إلى المجازفة ، لماذا اغتيل الرجل ، هل سنَسّلم من تهمة الرجم بالغيب ، إذاً ، نضطر الوقوف عند مقولته الشهيرة ، عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن ، وسنعود لهما ، أو تلك الأخطر والأشد ، الذي حذر بها رئيس شركة تلابلاين ، إن أي نقطة بترول ستذهب إلى إسرائيل ، ستجعلني أقطع البترول عنكم ، أو نذهب إلى أبعد بقليل ، هل رحيله ، وفرّ للسادات والأسد الأب أرضية مرنة للانطلاق بعملية سلام منقوصة وأخرى سرية أو أن جميعها أسباب ، جعلت من اغتياله واجب قومي للولايات المتحدة ، بالتأكيد ، مع مرور الوقت ، سيشهد الحاضر أو المستقبل انشقاق أخر من وكالة المخابرات المركزية على طريقة إدوارد سنودن ، ليكشف عن السبب الحقيقي وراء اغتيل الملك فيصل ، أيّا كانت الإجابة ، تبقى الخلاصة ، دائماً ، أن جميع محاولات العرب الاستنهاضية أو الوحدوية أو حتى مجرد إتحاد مصالح ، باءت في نهاية المطاف ، بالفشل ، وتعرض أصحابها إلى الاغتيال أو الإقصاء .

لم يعد النفط كما كان في السابق ، سلاح نافع في تهديد المستهلك ، بل ، عوائد النفط ، أصبحت ركيزة أساسية للمُصدر وهي بطريقة أو بأخرى ، تُعتبر عمود الفقري للموازنة وعدم انتظام التصدير يعرض المُصدر إلى ويلات تضاف إلى العجز القائم في الموازنة ، لكن ، هناك فرصة سانحة للدول المصدرة للبترول وعلى رأس هذه القائمة ، المملكة العربية السعودية ، إذا ما قررت أن تستثمر فائض المالي الاحتياطي في مكنة الانتاج الحربي والمدني ، وهذا إن قدر له وأنجز ، سيتحول إلى سلاح أكبر وأهم من سلاح النفط ، لأن ، البدء فيه ، يعني ، بحد ذاته تهديد للدول الصناعية الكبرى ، فالاعتماد على الذات سيوقف شراء السلع من الخارج وسيسمح للأعداد الكبيرة من المستهلكين أن يتحولوا إلى ثروة بشرية في عملية التنمية الشاملة ، فهؤلاء حسب الأنماط المتبعة ، عبئاً على الاقتصاديات ، فهناك فرصة مؤاتية ، تحويلهم من عبء إلى عناصر فاعلة في النمو الأشمل ، ليس فقط الخليجيون ، بل العرب أيضاً ، فبدل من هجرة الكفاءات ونزيف الأدمغة إلى الخارج ، من الأجدر استيعابهم في ذات البرامج ، التى من المفترض ، أن تعتمد خطوط إنتاج ، يراعى فيها السلع الأكثر استهلاكاً ، وأخرى ، تكون ركائز لدولة تسعى إلى التحصين والتحضر ، وبين ذاك الاستهلال وهذه الخاتمة ، أن يفعلها العرب متأخرين ، أفضل ، من أن لا يفعلوها ، أبداً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفة أمام القنصلية الألمانية في إسطنبول رفضا للحرب الإسرائيل


.. نشرة إيجاز – أبو عبيدة يقول إن الاحتلال لم يحقق سوى المجازر




.. مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت


.. شركة أميركية تعرض للبيع كلبا آليا يقذف النار واللهب




.. في مصر.. 52 شخصاً ثروتهم تتجاوز 100 مليون دولار