الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائرة المصرية المنكوبة، والخطة (ب) للجبير!

ضياء رحيم محسن

2016 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


دأب النظام السعودي منذ مدة طويلة على إستغلال شعوب المنطقة، خاصة تلك التي تواجه مشاكل إقتصادية، حيث يقوم بمنح هذه الدول مساعدات مالية وعسكرية، في مقابل أن يكون قرارها السياسي رهنا بما تريده المملكة، بغض النظر عن توافق هذه القرارات عن المصلحة الحقيقية لأبناء ذلك البلد.
مثال ذلك لبنان الذي دأب النظام السعودي على منحه مساعدات متنوعة، بالإضافة الى توجيه مواطنيه بقضاء العطل في ربوع لبنان، في مقابل أن يكون القرار اللبناني طوعا لإرادة الخارجية السعودية، وهو ما حصل فعلا؛ الى أن جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، عندما وجد وزير الخارجية اللبنانية نفسه بين نارين، عند تصويت وزراء الخارجية على إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية، وهو الأمر الذي إمتنع عنه الوزير اللبناني، ما حدا بالسعودية الى قطع مساعداتها للبنان، بالإضافة الى منع مواطنيها من السفر الى هذا البلد.
المثال الأخر هو مصر، والتي بدأنا نشهد تقاربها من سوريا وإيران، وأنه لا مصلحة لها في معاداة هاتين الدولتين، حيث سارعت المملكة لمنح مصر قروض ومنح تجاوزت الـ 25مليار دولار، كما اوصت مواطنيها بقضاء عطلهم في مصر، كل هذا لإبعاد مصر عن أداء الدور الحقيقي لها في التقريب في وجات النظر.
تسارع الأحداث في سورية، وإقتراب مقاتلي الحشد الشعبي من تحرير الفلوجة، والتي تعد بؤرة الوهابية في الأنبار كلها، جعل السعودية تتخبط في مواقفها وإتخاذها القرارات، كما أن فرض الأمر الواقع من قبل الحوثيين على الرئيس المستقيل عبد ربه، كل هذه الأمور ساهمت في خروج الجبير بتصريح ناري، يشير بإصبع الإتهام الى المملكة فيما يجري من أحداث في منطقة الشرق الأوسط، عندما أشار الى إنطلاق الخطة ((ب)) والمتضمنة إمداد ما تسمى المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات والدبابات، وهو الأمر الذي قد يشير بالمؤامرة الى السعودية؛ بأن لها يد في إسقاط الطائرة المصرية، بما يجعل القيادات المصرية تعيد النظر في حساباتها بوقوفها الى جانب السعودية ضد محور إيران سوريا ورسيا.
فرضية العمل التخريبي للطائرة المصرية وارد جدا، مع إزدياد حركة عصابات داعش في مصر وليبيا، وهذه العصابات من يمولها السعودية وقطر، الأمر الذي يؤشر بأن هاتين الدولتين قد أحرقا كل أوراقهما في المنطقة، وباتت رياح التغيير تقترب من حدودهما شيئا فشيئا، وما إقرار قانون العدالة من قبل الكونجرس الأمريكي قبل أيام، والذي يتيح للمواطنين الأمريكان بمقاضاة السعودية حول جرائم سبتمبر 2001، إلا بداية إنهيار العرش السعودي وتحويله الى دويلات، كما أنه سيطال شخصيات سعودية كبيرة، بما يؤدي الى دفع السعودية لمئات المليارات من الدولارات كتعويض عن الأضرار التي حدثت نتيجة الإنفجارات التي قام بها سعوديين بإشراف من قبل مسؤولين سعوديين؛ بما يؤشر لسايكس بيكو جديدة في الشرق الأوسط، تكون السعودية محور التقسيم فيها.
الحرب السعودية القطرية ضد سوريا والعراق، هي ليست مذهبية كما تدعي، أو لإحلال السلام والديمقراطية في هذين البلدين، فالمعروف أن السعودية ليس لديها دستور يحكم المملكة ولا يمكن لأي مواطن أن يدلي برأيه فيما يتعلق بشكل الحكم الموجود، ولا حتى تداول سلمي للسلطة، فما نراه أنه في حالة وفاة الملك، تجتمع العائلة وتقوم بتنصيب ولي العهد ملكا خافا للسابق، وهكذا، ومع إيجاد منصب ولي ولي العهد فإن التوارث في المناصب يبقى هو السائد في المملكة الى أن يأتي التغيير الذي لا مناص منه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي