الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثانية ؟نوافذ دائرة الطباشير

ذياب فهد الطائي

2016 / 5 / 21
الادب والفن


نوافذ دائرة الطباشير
رواية
2/8
ذياب فهد الطائي

خشي الكلب ان يتقدم عند حافة البستان ، فالصحراء تفتح افقا لاحدود له وقد تأكله حبات الرمل قبل ان يجد الماء ، وقالت الغزالة انها تفضل ان تموت عند جذور شجرة الصفصاف , التي تحوّل لونها الى الصفرة , على ان يأكلها دود الصحراء الشرس .
قال الرجل : الشمس اليوم ساطعة وكأنها تتحدى من يستطيع أن يجد ملجأ بعد ان أكل الظل اشعتها.

قالت المرأة : ولكنك ملزم بالخروج ،إحمل مظلة بيضاء ولكن احرص أن تكون العصى طويلة فقد يلزمك ان تضرب الكلب ، كان( الكلي المعرفة) يقول ان الكلاب ليست من سكان الجنة ولهذا فهي تعمل دائما مع الشياطين ، هل تصدق ذلك ؟!

قال الرجل: ياسيدتي مايقوله ( هو) يبدو في معظم الأحيان غير قابل للتصديق ولكن لأنه الحقيقة المطلقة فقد صدقته الكلاب واعلنت صراحة انها لاتفكر بالذهاب الى الجنة !

لم يخرج الرجل فقد تقدمت الصحراء لتقف عند الباب المطل على الحديقة حيث لم يزرع اية اصص للورد ، حتى ولا فسيلا صغيرا لنخلة وفكر ثانية ب (الكلي المعرفة ) الذي كان يجلس القرفصاء مركزا انتباهه على مجموعة من (النمل ) الذي يعود في نسبه الى المجموعة نفسها التي هربت من نبي الله (سليمان ) في فلسطين ولكنها بسبب عوامل بيئية بالغة التعقيد تغير لونها في الشمال الأوسط الى لون هو اقرب الى الأبيض , كان التتابع في مسيرها المنتظم قد عطل لديه معرفة الذكور من ألإناث وكان هذا ألأمر يشغله بحيث لم يعد يفكر بأمر آخر لأنه ان لم يعرف ذلك فكيف يستطيع الجزم بأن العدالة ستتحقق في قضية تتعلق بالتكوينات الجينية لتواصل الأنجاب ؟

لقد تزوج رسميا ثلاث مرات ولكن زيجاته غير الرسمية لايتذكرها وكان لديه من ألبنات عددا لم يكلف نفسه باحصائهن ولكنه على الرغم من ذلك توقف عن الأنجاب لأن عرافة غجرية دفع لها اعداؤه لتعمل على اخصائه وهكذا كان يستمتع بأناثه وهو ينظر اليهن يتجولن في الحديقة التي لاتدخلها الشمس وهن عاريات , ولكن القناة الفضائية كانت تنشر كل ليلة قصصا مشوقة عن مغامراته كما انها وبتوجيه مباشر من خبير جاء خصيصا من( باريس ) تعّد برامج مسابقات لحسناوات قد يحالفهن الحظ ليصبحن من المتجولات ليلا في حديقة( الكلي المعرفة ), وكانت الفكرة العبقرية التي جاء بها الخبير القادم من فرنسا هي ألإعلان عن اكتشاف مؤامرة يدبرها أعداء( الكلي المعرفة) لنشر خبرألأخصاء في محطات ألإذاعة وفي المحطات الفضائية ولكن الخبير الذي عرف فيما بعد ان سكان قريتنا والقرى المجاورة لايستمعون الى المحطات ألإذاعية ألأجنبية ولايشاهدون المحطات الفضائية لأنهم بكل بساطة لايمتلكون أجهزة راديو يمكن ان تتلقى ارسال تلك المحطات ولا أجهزة استقبال للتلفزيون, لهذا قرر ان يوصل المعلومات بواسطة منشورات توزع في المقاهي ,هذا الأمر هو الذي جعل رواد مقهى ( ألشابندر ) يناقشون الموضوع بجدية.

قال الدكتور الناقد ألأدبي الذي يكتب مقالا اسبوعيا مدفوع الأجر بالكامل وعلى أساس عدد الكلمات في السطر الواحد .

: لاعلاقة للخبر بالقضية البنيوية و ...

قاطعه سكرتير تحرير المجلة ألأدبية التي لم يقرأ منها( الكلي المعرفة) سطرا واحدا رغم انها صدرت بتوجيه مباشر منه

: كيف هذا يادكتور ، انتبه الى كلامك فانت تنفي علاقة الموضوع بأبنائه الذين يتناسلون بسبب الذكورة المتميزه ، البنيوية هي عكس ألأبوية التي كانت سائدة كسياسة في مجتمع الزراعة ألأول أما البنيوية فهي سياسة ألأبناء ,اي سياسة ألإنجاب وهذا متعلق اصلا( به ) ومن هنا تتوالى المكائد لحرمان المجتمع الجديد من أسس رصينة للتوسع وللديمومة .

أسقط بيد الدكتور الناقد ألأدبي فقد أفحم على نحو لم يترك له مجالا للأستمرار بالحديث .

قالت المرأة : يارجل ، (الكلي المعرفة) لن يعود والسر الذي كان يحرص عليه قد كشف ، ضع قدمك على عتبة الباب وستتراجع الصحراء ، نحن بحاجة الى الطحين وإلا لن تذوق الخبز !
قال الرجل : ولكن كيف عرفت ذلك ؟!

قالت المرأة : ان تعرف ، ليس هذا هو المهم ولكن ان تتحدث بما تعرفه , تلك هي المخاطرة ،وأنا كإمرأة أقدر تماما المشاكل النفسية لأي خصي في العالم لاسيما بعد أن اصبح لدى الجميع اجهزة استقبال للمحطات الفضائية التي تكشف أدق التفاصيل في بيوت الحاكمين ، لقد استمتعت حقا بقضية (مونيكا ) ولكن الذي ادهشني هو كمية البراءة في عيون صديقها وهو يقسم انه لم يفعل معها شيئا , هل تعتقد ان الغجرية قد اخصته هو ألآخر ؟!

قال الرجل وقد بدا متضايقا : لا أدري ، سأذهب الى السوق ولكن اذا جاء الكلب لاتدخليه! حسنا انه نجس من الوجهة الشرعية !

كان السوق خاليا من المشترين ، والباعة مسترخون على الرصيف الطويل الذي القت عليه العاصفة ليلة امس بانواع الحجارة واوراق الشجر وطبقة خفيفة من الغرين الأحمر جاءت مع رذاذ الماء الذي رفعته من النهر، وعلى الرغم من ان العديد لم يعودوا الى منازلهم منذ العام الماضي وان أعدادا أكبر قد ماتوا في غرف ضيقة ومظلمة وبأيدي وكلاء غير شرعيين لآلهة الموت الرسمية فانه لازال هناك مايكفي من الوقت للأسترخاء والكسل .

كان الباعة يضعون تحتهم حصرانا من النايلون ذات الوان متباينه ولكنها كانت على العموم داكنة، وحيث ان لا مشترين الان فانهم يناقشون الشؤون السياسية ويتبادلون نكاتا لم تكن تبتعد عن حكايات (الكلي المعرفة ) وعلى وجه الخصوص البيانات التي كانت تصاغ بلهجة قطعية صارمة ومهددة عن
( وسائل منع الحمل )
كانوا سابقا يناقشون السياسة الدولية التي يعرفون تفاصيلها وعن الطرق البربرية لأبادة الهنود الحمر في الجنوب الأمريكي ويعيدون باستمرار الموقف الهزلي الذي افتعله السيد خروشوف في الأمم المتحدة ويضربون بأحذيتهم على الحواجز الخشبية لمحلاتهم التي تكاد تفرغ من البضاعة مستبدلين ضجيج المشترين بصوت الطرق المستمر، فقد كانت عيون (الكلي المعرفة ) في كل مكان ، وكان ينتابهم شك ممض كلما رأو غريبا يدخل الى السوق من المداخل الفرعية الضيقة فيصمتون متطلعين ببلاهة الى بعضهم البعض .

ولكن ربما يجد لهم العذر فالوهم لابد من فضحه في التقارير اليومية المرفوعة وفق هيكلية التسلسل ألإداري , وهذا الوهم هو (( الشك كما يقول (الطوسي ) ))وهو حقيقي لأنه مزروع في الذاكرة بوساطة حالات قد تحقق حصولها بدلالة آثارها , فقد اختفى الحلاق لأنه اجتهد في طرح سؤال عن طبيعة عيني (الكلي المعرفة ) على أحد زبائنه من طلاب كلية العلوم , كان الحلاق الذي جاء من الجنوب لايحمل معه غير مقص صغير أسود اللون ومشط من البلاستك لونه احمر وكان يرتدي (دشداشة ) زرقاء وسترة كان يلبسها على مدار السنة والتي جاءت على متن باخرة الى الميناء الوحيد في الجنوب والتي ربما كانت تعود لشاب انيق في امريكا اشتراها بمناسبة أعياد الكرسمس ورأس السنة ، وقد توصل الحلاق الى هذا الاستنتاج من حجمها وطريقة تصميمها ولأنه كان هو صغير الحجم ولا يمتلك اية كمية فائضة من الشحوم بسبب مقادير الطعام الذي يتناوله فقد كانت السترة على مقاسه بالضبط .

في أول مجيئه الى سوق الفلاحين الوافدين من الغرب ومن الجنوب الغربي ، كان الحلاق يجلس زبونه على صفيحة فارغة ويلف رقبته بقطعة قماش كانت في يوم ما بيضاء وكان معروفا بانه قليل الكلام وبالطبع تعرض لأن يشك به الجميع ولكن بعد ان استأجر دكانا صغيرا واشترى كرسيا متحركا ومرآة كبيرة بدأ يكتسب ثقة الناس وتنوع زبائنه بحيث دخل دكانه بعضا من طلبة الجامعة ممن يسكنون في غرف في الطابق العلوي لبيوت يسكن فيها خليط من العوائل والعزاب .

كما اختفى الحمال الوحيد الذي كان يعمل في السوق سبعة أيام في ألاسبوع , لأنه شك في قدرة ( الكلي المعرفة ) على الإنجاب , وحين سأله مراقب البلدية كيف عرف ذلك
قال بصراحة اقرب(لحد ما ) الى الطيش أو الحماقة( على وجه التحديد ) لمراهق اكتشف انه يعبر الى مداخل رجولته

: الكل يعرف ان الغجرية قد أخصته بعد ان دفع لها الشيخ حمدان الثمن !.

لم يجد الطحين الذي طلبته زوجته وبهذا فان حالة من التوتر ستسود البيت عند عودته ، كان الطحين قد تكرراختفاؤه على نحو بالغ الغرابة ، في البداية قالوا ان (ألكلي المعرفة ) قد استولى عليه لوليمة عرس ابنته ولكن العرس انتهى وانجبت ابنته ثلاثة أحفاد دفعة واحدة وقد فرح هو واجلس زوجها الى جانبه معلنا انه قد اثبت انه من العائلة ويتمتع بكل المواصفات الصلبة التي تنحصر في الجينات الوراثية لأجداده ، رغم انه في الحقيقة لم يعرف احد أي من اجداده وحتى أبوه كان ظلا باهتا لحسه الكلب في احدى ليالي الشتاء القاسية فأصابه الصرع , أعني الكلب , يقول ( أبو الفحم عطوان ) انه شاهد رجال (الكلي المعرفة ) يشحنون الطحين الى (ليبيا ) فالعقيد كان يريد ان يوزع الخبز على صحراء المغرب كلها , على الرغم ان هذا الخبر نفته ( جبهة البوليساريو) واعلنت انه عار من الصحة .

قالت المرأة : سأطهو الرز اليوم فأنا لااعرف ان اعمل الخبز من الرز , كانت امي تفعل ذلك احيانا ولكن بعد طحنه ولكن أبي كان يرفض أن يتناول خبز الرز ذاك ولكنه لم يكن ليغضب ، كان دائما بريئا وهو ينظر اليها بعينية اللتين كانتا تترقرقان بكمية من الدمع ألأزلي الذي يسكنهما لأن عليه ان يظل مستيقظا طوال الليل بحكم عمله كحارس ليلي في الجانب الغربي من النهر.

قال الرجل : لابأس , ولكن ما افكر به هو إن عليّ الذهاب غدا الى المدرسة ، سابقا كنت لا أذهب في مثل هذا اليوم ، وحتى ان ذهبت فاننا نقضي الوقت بالحديث ونستمع الى نكات المدرس المصري التي لاتنتهي تماما كخسائرنا في حروب تبدأ ليلا وتنتهي عند شروق الشمس حتى انها اصبحت مألوفة الى الحد الذي لا تستدعي اية تساؤلات واصبحت التنظيرات بشأنها عديمة القيمة لأنها مكتوبة بمزاجية لعينة وببراعة الرجل الذي كان يمشي على الحبل في السيرك اليوغسلافي الذي زار القرية قبل خمس سنوات ومنحه( الكلي المعرفة) وساما عسكريا ، كان المدرس المصري يتواصل مع الجميع ولم يكن يبدو عليه انه عدواني برغم ان الانطباع الذي يتولد عند مشاهدة نظراته الدائرية غير المستقرة يشي بانه يبحث عن شييء ما ربما تمت توصيته بالبحث عنه ، وما يقلقه هو انه يعتقد انه قد أرسل الى المكان ا لخطأ .

قالت المرأة : مساء كنا نتسلى بالألعاب النارية , كان عيد ميلاده مظاهر فرح مدعومة بكل مظاهر القوة المسندة بالنفاق وبأحلام ألانتهازيين بكتابة تقارير اكثر خطورة عن أحلام لم تولد بعد ولكنها تترائى لمحات في عيون توقفت سهوا عن أن تطرف .

قال الرجل : هذا العام كل شيء فيه هادئ , ولكن هل تعتقدين ان عيد ميلاده فعلا هو يوم غد الذي يأتي عادة في مثل هذا الوقت من كل عام حيث تتفتح كل زهور ((الشقيق )) القاني الحمرة وزهور (البابونك )البيضاء بقلبها ألأصفر البريء؟!

قالت ألمرأة : لا , فهو لم يفكر أن يهدي اي من نسائة باقة ورد ليلة زفافها !أو ان يكف عن اعتبارهن كائنات صغيرة حمقاء عادة ، افضل طريقة (لضبطهن) هو ألإهمال أو ضربهن على مؤخراتهن بعصا ما تزال طرية شريطة ان تكون من شجرة سفرجل وان تكون ناعمة تحدث أزيزا خاطفا وهي تهبط على اللحم الطري .

قال الرجل : بحسب تحليلات الشيوعي الوحيد في مدرستنا المتبقي من الجبهة الوطنية , فان من المستحيل ان يكون مولده في الربيع , فالروح العدوانية المستبيحة تكاد تنطبق مواصفاتها على يوم من آب في الشمال الأوسط المفتوح على الصحراء القاسية !

قالت المرأة : لن تجد من يعرف عنه كل شيئ لأن عمق التزوير قد طال امتداد التاريخ !

قالت البدوية التي تشبه الرجال القادمين من عمق الصحراء وقد يبست وجوههم من لهيب الحر والعطش والتي تحمل طبعا يميل للنكد

: سأحكي !

كانت البدوية العجوز هي التي ولدته فقد كانت الوحيدة في القرية التي يستدعيها الرجال لتوليد نسائهم وقد اعطاها ( الكلي المعرفة ) بيتا ولكنه رفض أن يعطي ابنها اربع نجوم واصر على انه لايستحق غير نجمة يتيمه لن تلد فهي ايضا عقيمة وقال لها

: ابنك لم يكمل المتوسطة .

ولكنها لم تقتنع وكظمت في نفسها غيضا عليه

قالت : سأحكي : لقد ولد ظهرا وكان الصيف شديد الوطأة والنهر ينساب الماء فيه كخيط متصل وفي دارهم لم يكونوا يملكون حطبا لغلي الماء ، حين اقبلت على الدار سمعت بكاء شديدا صاخبا وقد حسبت ان احد الصبية الذين اهملتهم الأمهات يبكي ولكن تبين انه كان هو الذي يبكي في بطن امه المتورمة ، طلبت من خالته ان تذهب الى النهر وان تحفر في الطين ليتجمع الماء ولكنها قبل ان تعود خرج بعينين يحملان بغضا شديدا وله شوارب سوداء وفي يده قطعة لحم شدها وهو يندفع خارجا

قال خاله : هذا الطفل سيأكل مال اليتامى !

قالت امه : فعلا لأن الموتى لاحقوق لهم !

تابعت البدوية العجوز : كان في الثانية حينما قلب (الطشت ) الذي تغتسل فيه امه ثلاث مرات في السنة وتغسل فيه ايضا ملابس العائلة مرتين في الشهر ، قلبه على ابن الجيران الذي كانت أمه تبحث عنه بجنون , كان جالسا على( الطشت ) يتشاغل بالنظر الى عصفور يتفلى على الحائط الطيني , وحين سألته المرأة

قال لها : باح ...( عواجة) باح .

قال مدرس التاريخ : يجب النظر دائما الى بطن التاريخ كما يراه ابن خلدون , والذي هو (نظر وتحقيق , وتحليل عميق للكائنات ). ومن هنا فلابد من دراسة ماتقوله (القابلة ) ومقارنته مع الوقائع الموضوعية .

كان مدرس التاريخ يعاني من مشكلة مزمنة تتلخص في مطالبته المستمرة بأن ينقل من القرية الى بلدته وهذا ماكان يعارضه المدير العام ليس بسبب الحاجة الى خدمات مدرس التاريخ , لأن المدرسة فيها ثلاثة مدرسين لهذه المادة وهي لاتحتوي الا على (فصل ) واحد و كل الطلبة من الصف الثاني متوسط فما فوق قد تم ارسالهم الى كليتي الشرطة والكلية العسكرية ليصبحوا مسؤولين عن ضبط الأمن , ان موقف المدير العام مبني على قضية نفسية تتعلق بسلوك شائع في القرية وهي ( لاتنفذ مايطلبه الآخرون بل نفذ ما لايطلبوه ) لأن في هذا تشخيص للعقلية ألإدارية الحازمة ولجعل الآخرين يشعرون بأستمرار بحاجتهم اليك .

قال الرجل : مدرس التاريخ مجنون أو على ألأقل أحمق !

قال مدرس التاريخ : الجنون حالة وراثية بين النهر والصحراء اما الحماقة فهي صفة شخصية تنشأ بسبب الجهل , الليلة سأنهي كل شيئ .

:- سيادة المحافظ , انا مدرس التاريخ الفائض عن الملاك في مدرسة القرية والذي قدمت خمسة وعشرين طلبا للنقل ولكن زوج اختك المدير العام رفضها كلها , حسنا انت تعرفني اذا , من اين اتكلم ؟!, آه من نادي المعلمين , نعم الخربة المحاذية للنهر والتي يعرش في زواياها العوسج , لقد شربت نصف قنينة من عرق زحلاوي مغشوش لأحدثك , لاياسيدي انا لست مجنونا بعد , لماذا اذا أطلبك في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا ؟ نعم لأن لدي ما أريد قوله لك , انت ياسيدي رجل احمق , اسمعني ياسيدي فأن ما أقوله غاية في ألأهمية، انت أمرت بتغيير اسماء الشوارع في القرية وبدلا من كلكامش اخترت اسم الراقصة العباسية وبدلا من الفراهيدي اخترت ألأسم الثالث لخال ( الكلي المعرفة ) كما ابدلت اسم حي العرب الغربي باسم حي الطرب لأن المغنية كانت تغمز لك حينما سكرت في الليلة التي سبقت اعدام ضابط الشرطة الذي قبض على ابنك في موضوع سرقة دراجة زميله في المدرسة واتهمته بانه يتصل بقوى اجنبية خارج الحدود وان ابنك كان يحاول تسليم أداة الجرم .

ظل مدرس التاريخ اسبوعين في البناية الغربية تحت التأديب وكان يتناول رغيف الخبز اليومي مع جرذان شديدة السمنة ووقحة قال له رجل بدا متعفنا من الوساخة ان هذه الجرذان تتعامل مباشرة مع الحكومة وان عليه أن يتعلم كيفية التعامل معها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في