الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصدر و دعاة اليوم(5)

عزيز الخزرجي

2016 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ألصّدر و دُعاة آليوم(5)
قبل عرض البيانات ألألهية التي سمعناها مباشرةً من الصّدر الأوّل في آخر لقاء لنا معه بداية 1980م؛ لا بد من الأشارة إلى مسألة هامّة تخصّ التقليد في حزب الدعوة الأسلامية و حالة الأزدواجية التي رافقت الدُّعاة في التعامل مع آلمرجعيّة الدّينية بشقّيه (التقليدي) و (الحقيقي)!

أنّ جلّ الدّعاة – إنْ لم أقل كلّهم – كانوا رغم إدّعائهم آلأنتماء لمدرسة و نهج الصّدر الأوّل كفقيه فيلسوف و مصلح كبير و أحد أبرز المؤسسين للحزب(1)؛ إلا أنّ معظمهم و لا يزال يُقلّدون غيرهُ من المراجع التقليديين كآلسيد الخوئي خلال السبعينات و ما بعده ثم السيد فضل الله و غيرهم من الذين كانوا يقفون بآلضّد أو الحياد من منهج و مرجعية الصّدر الأول بشأن الدولة الأسلامية و القضايا السياسية و الأقتصادية المعاصرة!

و هنا تبرز المظلومية الكبرى للسيد الشهيد الصدر الأول الذي ضحى بكلّ شيئ لنصرة السّيد الخوئي بعد وفاة السيد الحكيم حين تعهد بإجراء إصلاحات جذرية في منهج الحوزة التقليدية بآلأضافة إلى تغيير جميع الوكلاء الذين كان بعضهم يرتبط بآلنظام البعثي, و قد بيّنا و أشرنا تفصيلاً لأسباب ذلك سابقاً(2), و هذا التناقض الفاضح و الصّارخ في تقليد الدُّعاة؛ أثبت بشكلٍ واضح غباء و إزدواجية المنهج الحركي و الثقافي الدعوي و في أعقد و أهم مفصل من مفاصل حياته الجهادية ..

إن تلك الأزدواجية كانت تنم عن جهل فاضح بأحكام و فلسفة العقائد في الدين الأسلامي و في مسألة الولاية بآلذات؛ و قد كلفهم هذا التخبط و العشوائية الفكرية الكثير الكثير في الواقع خصوصا بعد سقوط النظام العراقي عام2003م .. و لعل هذا الأمر كان السبب الرئيس في سرعة تقلبهم و تبدل ولاية بعضهم من الأسلام إلى غيره من الولاآت حتى (التعرب بعد الهجرة) .. مما عرّض أكثر الدُّعاة إلى نكسات و منعطفات خطيرة سبّبت في نهاية المطاف مآسي و إنشقاقات كثيرة تعدّت الخمسة!

ففي الوقت الذي كانوا يدّعون إتباع نهج الصدر الأول و تقليده؛ نراهم كانوا يعطون الأموال و الخمس و الزكاة و الدّعم و آلأعلام لغيره من الفقهاء الذين بعضهم خانوا الصّدر بكلّ وضوح لأجل المقام و المال!

و هكذا يُمكننا القول: بأنّ "دعاة اليوم" قد (أشعلوا ناراً كان ضياؤه لغيرهم و لهبه على صدرهم), لجهلهم بفلسفة الأسلام و مبادئه و عقائده و غايته في الوجود .. و يدلل على إجحافهم بحق آلمرجع الحقيقي الذي كان يمثل الأسلام الحقيقي في عصرهم و إلى يومنا هذا عبر إمتداد نهج الولي الفقيه, و بآلتالي فقد أثّر كثيرأً في مواقفهم و تشبثهم في إتخاذ القرارات الكثيرة قبل و بعد إنتصار الثورة الأسلامية المباركة التي غيّرت كلّ المعادلات ليس في العراق فقط .. بل في العالم كلّه!

هذا التبني ألمزدوج الخطير شهدته بنفسي في مواقف عديدة .. قد أتطرق إليها في حلقات قادمة بآلتفصيل, بعد عرضي لوصايا و كلام الأمام الفيلسوف المظلوم محمد باقر الصدر و التي سمعتها في آخر لقاء جمعنا به شهر كانون الثاني من عام 1980م و الذي لم ينشر من قبل.

كان من طبعي و بعض الأخوة الذين كانوا يرافقوني أثناء زياراتي للنجف و كربلاء نهاية كل شهر تقريباً : هو زيارة السّيد الشّهيد المظلوم محمد باقر الصّدر(قدس) بعد إنتهائنا من زيارة الأمام(ع), رغم أنها كانت مجازفة و قد كلّفتنا الكثير من الضّرائب و المخاطر بسبب تحملنا أعباء التنظيم الحركي في قلب بغداد و المحافظات الأخرى و قتها و لقلة الحركيين كُنا نسمّي كلّ من ينتمي لصفوفنا بـ (آلعملة النادرة) التي يبحث عنها الناس خصوصا النظام العراقي المجرم, و لذلك كنا ندرك بأنّ تعرّضنا للأعتقال يعني كارثة كبيرة لأنها نهايتنا؛ و بآلنتيجة توجيه ضربة كبيرة داخلية لشريان و رأس التحرك الأسلامي في العراق و شلّ العمل الحركي الذي لم يبق من أعضائه في الميادين الحقيقية سوى بعدد أصابع اليد خصوصا في بغداد, و لكن شوق اللقاء كان يجذبنا بقوة و بغير إختيار لرؤيته, وعادة ما كان حبنا له يغلب على الخوف, بل نتناساه لمجرد رؤيتنا ذلك الوجه الملائكي المعصوم الذي كان يذكرنا بوجوه الأئمة(ع)!

دخلنا في زيارتنا الأخيرة لداره الذي كان في نفس الوقت مكتبةً متواضعة و صالة إستقبال صغيرة مفروشة ببعض الحصران القديمة المتآكلة, و هو في الحقيقة لم يكن سوى مقبرة صغيرة بآلأساس سمح أهل قبورها بسكنه فيها ثواباً لله و لروح الأموات فيها .. و يا للمأساة و المفارقة الكبرى بين هذا البيت و بيوت و قصور و مركبات المراجع الآخرين الذين أعدوها من أموال الشيعة لبناتهم و أولادهم في قم و لندن و بيروت و غيرها و بأسماء مستعارة!

لقد كان بابه (رض) مفتوحاً في النهار و ربّما في الليل لكلّ ملهوف و عابر سبيل و ولهان بحبه و فكره و عظمته التي كسبها لعلمه و لتواضعه الحقيقي و أمانته العظمى التي لم يرتقى لها أي من مراجع الشيعة على طول التأريخ!

بل و كان يستقبل زائريه بوجه رحب و بقلب مفتوح مفعم بآلأمل و كأنّهُ يعرفهم من قبل .. بل قبل هذه الدنيا .. و من عالم الذّر, فيحتضنهم بحرارة و يمسح على أيديهم و أكتافهم و رؤسهم أحياناً ثم يرافقهم أثناء الوداع حتى باب الدار و كأنه صديق حميم!

بل كان يُحاول التّعرف على ضيفه بمقدار إنفتاحه معه .. قدر الأمكان .. ليبدأ معه أحاديث الرّوح و القلب و الفكر .. احاديث لا أعتقد جازماً بأنه كان يُكرّرها مع غيره أو كان تحدث بها من قبل مع جُلسائه, لأنه كان بحقّ مُمتلأً بآلعلم و مجدّداً مجتهداً و في كلّ المجالات تقريباً خصوصا في علوم الدّين التي تختزل العلوم الأجتماعية و الأنسانية و النفسية و التأريخية و الفكرية و السياسية و الأخلاقية و الأقتصادية و الفلسفية و الفلكية و غيرها من المجالات الأنسانية و الأجتماعية و النفسية التي تخصص في أكثرها رغم قصر عمره و قلّة الوقت و إنشغاله الدؤوب بآلتدريس من جهة و بلقاء الناس و بمتابعة احداث العالم من جهة أخرى بجانب التفكر و العبادة التي شهد له بها كل المقربين من طلابه!

في لقائنا الأخير معه .. قال لنا سلام الله عليه كلاماً عجيباً و كأنه كان يعيش معنا في داخل بغداد الملتهبة و يدرك همومنا بكل تفصيل .. حيث قال:
[للعمل في سبيل الله درجات و أصول و مستويات يتحدّد ثوابهُ بقدرِ المتاعب و المشقات التي يلاقيها العامل الفطن, و يكون حجم و أبعاد تأثيره في المجتمع و العالم بمقدار وعيه و ثقافته و آلمستوى العلمي لصاحبه, و مدى إدراكه لحقائق الواقع من جهة و لمبادئ الأسلام المحمدي الأصيل من جهة ثانية و للثقافات الأخرى من جهة ثالثة.

و ذروة العمل الصالح و أهميته يكون .. حين يعيش الدّاعية في وسط مجتمعٍ منحلّ مُتفسخٍ ملتهب بأنواع المغريات تحيط به المخاطر و البلاء من كلّ جانب و مكان!

إنّ مقياس الأيمان ليس بآلعمامة و الألقاب و اللباس و المظهر أبداً, فأنا (محمد باقر الصدر) الذي أعيش في مدينة النجف الدينية الصغيرة و في وسط الحوزة, تحيط بي الحسينيات و المساجد و العلماء و القبب و مظاهر الدين التي كلها تذكرني بآلأسلام و تمنعني بشكل طبيعي و قسري من إرتكاب المعاصي, بل و تجرّني بقوة لحفظ الظاهر على الأقل.

ففي الصباح حين أفتح عيني أرى أمامي قبة الأمام عليّ(ع) و عند خروجي من البيت أرى اللافتات و الأعلام الأسلامية , و عندما أسير في الشارع أرى المعممين و آلمحجبات, و حين ألتفت يمينأً أو يساراً أرى عمائم سود و بيض و حمر و محجّبات و هكذا بسبب طبيعة هذه المدينة المعروفة التي تخلو من الفساد و الظواهر الغير الأسلامية تقريباً .. بعكس مدينة بغداد العاصمة الكبيرة أو غيرها من المدن التي ينتشر فيها الفساد و الدعارة و حتى المخاطر الأمنية .. كما تخلوا من ظواهر الدِّين والتدين و الأيمان بعكس مدينة النجف أو كربلاء المقدستين, لذلك يختلف إيمان المؤمن العامل في المدينتين تبعاً لمدى تحمله للأذى في سبيل آلله!

فالمؤمن المجاهد الآمر بآلمعروف و الناهي عن المنكر في بغداد قد يصل درجة إيمانه بآلغيب مثلاً إلى 90 أو 95% بل و أكثر من ذلك, بسبب تلك الشروط و الظروف, بينما الأمر يختلف مع العامل المؤمن أو العالم ألذي يعيش و يعمل في هذه المدينة الدينية, فأنا السّاكن في النجف قد لا يصل إيماني في أحسن الأحوال إلى 50 أو 55% أو أكثر أو أقل من ذلك بقليل بسبب سهولة الحياة و التطبع على الدين و أداء التكاليف الدّينية بدون مخاطر أو ضغوط مادية أو شهوانية و حتى أمنية!

و هكذا تختلف درجات المؤمن العامل عند الله تعالى تبعاً للأجواء و الظروف و الأمكانات التي تحيط به, حيث لا يمكن أنْ يتساوى درجتي أنا المعمم في وسط مدينة الدين و الحوزة عند الله مع ذلك الشّخص المؤمن الصّابر ألذي يجاهد وسط الظلم و الفساد والقهر و الضغوط القاهرة و هو يدعو لله و يتحمل انواع البلاء, و الأجر على قدر المشقة كما يقول الحديث الشريف.

و لذلك أشدُّ و أُقبّل أيدي المؤمنين العاملين خصوصا في مدينة بغداد التي يكثر فيها المظاهر الفاسدة و آلعوامل الخطيرة ألمؤثرة على سير العمل في سبيل الله بجانب الضغوط الأخرى المعروفة, و أتمنى لجميع العاملين فيه التوفيق و النصر لإقامة حدود الله].
إنتهى كلام الفيلسوف الفقيه ..

هذا الكلام الكبير يكفي للتعبير عن قضية جوهرية ربّما كانت و ما زالت غائبة و يجهلها الناس و حتى المُدّعين للعلم و المرجعية, بكون مقام المؤمن يختلف من مكان إلى مكان آخر, فحين تكون الشّهوات و الأموال معروضة أمامه أو قريبة منه لكنه يمتنع عنها؛ فإن مثل هذا الموقف له قيمة عظمى عند الله تعالى الذي جعل لمن يمتنع التصرف بها بآلحرام .. خير الدّنيا و آلآخرة!

بل إن إيمان ذلك المؤمن الصّامد رغم كل المغريات التي تعرض عليه يعادل إيمان جميع الذين يلبسون العمائم و يدّعون التقوى و آلدّين بلا مصداقية عملية, بل بعضهم و أنا الشاهد عليهم لا يتقون الله بمال الناس و أعراضهم و حقوقهم للأسف الشديد!

لقد أوصل الصّدر الأول العظيم هذه الرسالة السّماوية الصّافية التي أبلغنا بها, ليُحطم الجهل المقدس الذي تربى عليه أكثر أهل العراق بلا وعي, و لينهي أوهام الكثيرين من السذج بجانب دعوات التقليديين وسط موجات الجهل العاتية التي غطّتْ أجواء العراق خصوصا بغداد العاصمة التي أتذكر وقتها كانت مقفلة يتحكم بها المخابرات و الأمن و غيرهم بحيث وضع صدام سرايا و سيارات خاصة على رأس كلّ شارع و حي و زقاق و هم يراقبون حركات الناس و يرصدون كل صغيرة و كبيرة حتى أنفاس آلماريين و المتسوقين فيها!

إن تلك الرسالة – المحمدية .. الصّدرية – أراها اليوم حيّة فاعلة و كأنها موجهة لجميع السياسيين الذين ضلّوا الطريق مع من يحيط بهم, بعد ما خانوا مبادئ و فكر الصّدر الأوّل الذي أتخذوه رايةً و ذريعة لصعودهم متسترين بآلمرجعية التقليدية و على اكتاف الناس البسطاء السُّذج من دون العمل بميادئه و وصاياه الألهية, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أربعة شخصيات أسلامية حوزوية كانت لها الريادة في تأسيس البذرة الأولى لحزب الدعوة الأسلامية في شهر تشرين الأول من عام 1957م و هم؛ السيد مرتضى العسكري و السّيد محمد مهدي الحكيم و آلسيد محمد باقر الصدر و السيد طالب الرفاعي.
كان الهدف من تأسيس الحزب يتلخص بأربعة مراحل؛
[(التكوينية) و (السياسية) ثم (إستلام الحكم) و (نشر الأسلام للعالم). و لذلك ركّز الدُّعاة على تغيير المفاهيم و السّلوكيات و الأعراف العراقية التي ما تزال سائدة و إستبدالها بالتعاليم الإسلامية و إحلال القوانين الشرعية الإسلامية محل العشائرية و القومية و الوضعية التي تعمقت و للأسف الشديد حتى بعد زوال النظام الصدامي.
إستخدم (حزب الدعوة الإسلامية) نظام الحلقات العمودية في التنظيم بسبب تعقد الظروف الأمنية و صعوبة العمل في أجواء العراق المقفلة بسبب الأرهاب و الوحشية الصدامية لتلافي إختراق خطوط التنظيم, و من مساوئ هذا الشكل التنظيمي بآلمقابل, هو بطء إنتشاره بين الناس الذي عادة ما يتحقق – أي الأنتشار - من خلال تمدّد الخلايا الأفقية التي كانت محذورة بسبب النظام العمودي.
و قد سبب هذا الأشكال ضعفاً كبيراً بل فشلاً في إنشاء قاعدة شعبية كبيرة للحزب الذي كان يمتلك ثلّة مؤمنة و مثقفة لكنها لم تكن مبسوطة اليد للتحرك و الكسب أو الأنفتاح على الناس و حتى المؤمنين لبث الوعي في صفوفهم إلا بشكل محدود جداً, و بعد إختبارات معقدة!

مشكلة حزب الدّعوة الأساسية لم تتوقف على ذلك .. بل تعاظمت بعد إنتصار الثورة الأسلامية في إيران بقيادة الأمام الخميني(قدس), حيث حدث إرباك كبير في وسط الدّعاة بل و في فكر الدعوة و المراحل الأربعة بحيث لو كنت تسال حينها أيّة داعية في أيّة مرحلة أنتم اليوم؟
لما كان بإستطاعته أن يُجيبك بدقة, و إن كان الحزب قد دخل قسرأً و من باب تحصيل حاصل في المرحلة الثانية(السياسية) و لكن بلا إختيار منه و كما كان مخططاً, كما أن الأرباك الآخر حدث يوم دخلت قوات التحالف في العراق و قضت على نظام الحكم في بغداد, ممّا أدخلت الدعوة بلا أختيار للمرة الثانية في المرحلة الثالثة(إستلام الحكم).
يضاف لتلك الهزات القوية التي أربكت حركة الدعوة الأنشقاقات العديدة التي حدثت في صفوف الدعوة و التي شلّت حركتها خصوصا و إن جناح السيد عز الدين سليم إتهم الدّعاة الآخرين بقيادة السيد إبراهيم الجعفري بكونهم أصحاب سلطة بعد ما برز نجمه في إيران بشكل يشوبه الشك و الريبة, لأسباب كثيرة سنبينها في الحلقات القادمة!
و كذلك إنخراط معظم مجاهدي الدعوة في الخط الجهادي الذي تشكل بعد الثورة الأسلامية في صفوف حرس الثورة الأسلامية بعد ما شكل المجلس الأعلى العراقي قوات 9 بدر, الذي إستقر في معسكر غيور أصلي الذي أسسه الدّعاة من قبل.
و قد شغل ابراهيم الجعفري رئاسة أول مجلس للحكم بإشراف الحاكم الأمريكي بريمر عام 2003م ثم أصبح رئيسا للوزراء سنة 2005م بعد إنتخاب المجلس التشريعي, و في 2006م فاز الأئتلاف الوطني العراقي الذي كان يضم أغلب الأحزاب الشيعية و أصبح أميناً عاماً له خلفاً للسيد عبد العزيز الحكيم بسبب إغتياله في ظروف غامضة أتهموا بها المخابرات الأردنية, بعد فشل الجعفري في رئاسة الوزراء أستلم السيد نوري المالكي رئاسة الوزراء ليصبح أميناً لحزب الدعوة الأسلامية لفترتين رئاسيتين, و في سنة 2014م تولى السيد حيدر العبادي رئاسة الوزراء بعد مؤآمرة كبيرة للأئتلاف الشيعي العراقي على جناح المالكي للفوز برئاسة الوزراء و بعد الوزارات الأخرى.
ألشخصيات القيادية التي مرت على الدعوة منذ فترة التأسيس و إلى يومنا هذا:
أهم الشخصيات القيادية التي كان لها الدور الأكبر على جانب التنظير و التنظيم في الحزب على أساس المراحل التالية:
المرحلة التأسيسية و ما بعدها (1957- 1961): السيد محمد باقر الصدر ثم عبد الصاحب دخيل ثم السيد مهدي الحكيم.
المرحلة الثانية (1961- 1963): عبد الصّاحب دخيل ثم السيد مرتضى العسكري (بالرغم من أن العسكري كان رسميا هو مسؤول اللجنة القيادية), إلا أنه ترك المسؤولية بعد عام 1963م, و لكنه بقي على إرتباطه مع الحزب.
المرحلة الثالثة (1963-1971): عبد الصاحب دخيل ثم محمد هادي السبيتي.
المرحلة الرابعة (1971- 1974): محمد هادي السبيتي ثم الشيخ عارف البصري (قتل عبد الصاحب دخيل على يد نظام النظام العراقي بين أواخر عام 1971 و عام 1972 حيث إستشهد في معتقلات البعث العراقي، و هجر محمد هادي السبيتي العراق في عام 1971 الى لبنان ثم الكويت), لتصبح القيادة موزعة بين لبنان و الكويت عام 1974 و ما بعده بسبب وجود السيد العسكري و آلشيخ محمد مهدي الآصفي و الشيخ الكوراني فيهما.
المرحلة الخامسة (1974- 1979): محمد هادي السبيتي بعد أعدام (الشيخ عارف البصري).
المرحلة السادسة (1979 – 1989): الشيخ محمد مهدي الآصفي؛ بالرغم من أن هذه المرحلة شهدت تذويب واقع القيادات الفردية و العمل بمبدإ القيادة الجماعية المنتخبة تحت إشراف مجلس الفقهاء الذي تم حذفه هو الآخر من قبل القيادة العامة, و ربما الأشكال الوحيد و الكبير و المصيري ألآخر في نهج الدعاة بدأ من هذا المنطلق الخطير حين خليت الدعوة من المجتهدين و الفقهاء , مبررين السبب بكون الداعية يرتبط و يقلد مرجع من المراجع الأحياء بشكل طبيعي و لذلك لا حاجة لمجلس الفقهاء أو رئيسه الذي كان يتمثل أخيراً بآلسيد كاظم الحائري الذي تم حذفه بقرار مجحف من القيادة الجديدة.
و الملاحظ في هذه المرحلة أنه و لأول مرّة في تاريخ الحزب؛ وجود معظم قيادات الدعوة في بلد واحد؛ هو ايران و التي معها ذابت القيادة الفردية و الخلايا الأفقية, لتأخذ شكلا آخر يجمع بين التنظيم العمودي و الأفقي.
المرحلة السابعة (1989 – 2002): تشتت مركزية القيادة في هذه المرحلة بعد إنسحاب الشيخ محمد مهدي الآصفي من التنظيم بالتدريج و كما فعل الشيخ الكوراني مباشرة بعد إنتصار الثورة الأسلامية بدعوى أن أي تنظيم بدون مباركة الولي الفقيه يعتبر باطلاً و غير شرعياً، تلت تلك الأنسحابات بآلمقابل صعود نجم الدكتور إبراهيم الجعفري و علي الأديب؛ فأصبحا من أبرز شخصيات الدّعوة, بعد ما إدعوا تجميد عمل الشيخ الآصفي في قيادة حزب الدعوة عام 1997. ثم أفرزت المرحلة اللاحقة بروز الثلاثي: الدكتورابراهيم الجعفري ثم علي الاديب ثم نوري المالكي بعد 2003م.
المرحلة التاسعة (2002 – 2007): الدكتور ابراهيم الجعفري (وهي المرة الاولى التي تجتمع فيها قيادة حزب الدعوة في بلد واحد؛ هو العراق. و فيها يتسلم ممثل حزب الدعوة و القيادي الأبرز فيه ابراهيم الجعفري منصب رئيس مجلس الحكم الانتقالي ثم نيابة رئاسة الجمهورية ثم رئاسة الوزراء, ثم رئيس الأئتلاف الوطني الشيعي.
المرحلة العاشرة (2007): تفرد نوري المالكي وهي المرة الاولى التي يتم فيها انتخاب قيادة للحزب في مؤتمر علني، و يستحدث فيه منصب الامين العام, و إثر انتخاب رئيس وزراء العراق نوري المالكي أميناً عاماً للحزب؛ انسحب ابراهيم الجعفري من الدعوة و أسس حركة مستقلة بإسم التيار الأصلاحي بعد فشله في إدارة الحكومة عام 2005م.
و ما زال السيد نوري المالكي يتصدر زعامة الأمانة العامة للحزب, مع وجود خلافات داخل الدعوة بشأن ذلك من قبل بعض الدعاة الذين يرون أن رئيس الوزراء الحالي هو الأمين العام بشكل طبيعي, هذا مع وجود تنظيمين آخرين لحزب الدعوة بإسم تنظيم العراق و تنظيم آخر يحمل إسم (حزب الدعوة) يترأسه جماعة السيد عزي الدين سليم, و يتركزون في جنوب و وسط العراق و بعض المحافظات الأخرى..
(2) لمعرفة أسباب تنازل و تأييد محمد باقر الصدر لزعامة المرجعية للسيد الخوئي بعد وفاة السيد الحكيم: يرجى مراجعة بحثنا الموسوم بـ [الشهيد الصدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك