الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟

طلعت رضوان

2016 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا كرّستْ الأحاديث للعبودية ؟
طلعت رضوان
هل الإسلام ألغى العبودية ؟
وهل صحيح ما كتبه العقاد ؟
توجد كتيبة من المُـتعلمين (المصريين) المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة ، مهمتها الدفاع عن التراث العربى/ الإسلامى ويقولون أنّ الإسلام ألغى العبودية ، وبينما القرآن تعرّض لمسائل بديهية لا تحتاج لتعليمات (سماوية) مثل ماذا يفعل الإنسان عندما يكون على سفر وجاءه الغائط أو لمس النساء ولم يجد الماء (سورة النساء/43) ومع ذلك لم ترد فيه آية واحدة تــُـحرّم العبودية ، وآيات عديدة شرّعتْ لمنظومة (ما ملكت أيمانكم) مثل حق (الرجل المتزوج) فى الجمع بين زوجاته وبين أى عدد من النساء بدون عقد زواج (سورة النساء/3) ورغم ذلك فإنّ مُــتعلمًا كبيرًا مثل العقاد (مثله مثل د. جمال حمدان ومحمد حسنين هيكل) استخدم أسلوب اللعب بالألفاظ لينفى عن الإسلام أنه شرّع للعبودية ، فكتب ((شرّع الإسلام العتق ولم يُـشرّع الرق)) (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه – المؤتمر الإسلامى عام 1957- ص215)
أما البخارى فكان أمينــًا عندما نقل ماسمعه من الرواة ، مع التأكيد على أننى لا أهتم بمسألة (اسم قائل الحديث) سواء كان النبى أو أى شخص آخر، لأنّ العبرة – من وجهة نظرى – أنّ قائل الحديث شخص (عربى) وكلامه تعبير عن المجتمع العربى ، من ذلك حديث ((ثلاثة لهم أجران : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مـواليه ، ورجل كانت عنده أمة (= عبدة) يطؤها فأدّبها فأحسن تأديبها..إلخ)) (حديث97) وهذا الحديث يؤكد أنّ العقاد كان يكتب (مؤلفاته الإسلامية) وقد سجن عقله فى (زنزانة ذلك التراث العربى/ الإسلامى) والمُـتعلمين (المصريين) لم يتوقفوا عند جملة (رجل كانت عنده أمة يطؤها)
وقال ابن عمر: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء فى المسجد ، فقيل لها : لمَ تخرجين وتعلمين أنّ عمر يكره ذلك ويغار؟ فقالت وما يمنعه أنْ ينهانى ؟ قال : يمنعه قول رسول الله ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)) (حديث900)) والأمة فى قواميس اللغة العربية ((ضد الحرة)) (مختار الصحاح– المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص38)
وقال أبوهريرة أنّ النبى قال ((ليس على المسلم صدقة فى عبده ولا فرسه)) (1464) وهذا الحديث لم يـُــكرّس للعبودية فقط وإنما ساوى بين الإنسان والفرس.
وفى واقعة شرحها البخارى فى نصف صفحة ، مُـلخــّــصها أنّ حمزة بن عبد المطلب شرب خمرة فعاتبته فاطمة (بنت النبى) وتدخل رجلان من الأنصار، وأيـّـدا كلام فاطمة ، فثار حمزة وأخرج سيفه و(جبّ) الرجليْن (أى أجرى عملية خصى للرجليْن – والجــَـب فى اللغة العربية يشمل الخصيتيْن وعضو الذكورة) كما بقر ((خواصر الرجليْن وأخذ أكبادهما)) فقال على بن أبى طالب ((فنظرتُ إلى منظر أفظعنى ، فأتيتُ نبى الله وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر، فدخل على حمزة.. فتغيظ عليه (أى على زيد) فرفع حمزة بصره وقال : هل أنتم إلاّ عبيد لآبائى)) (رقم2375)

وقال عبد الله بن عمر أنّ رسول الله قال ((من أعتق شـِـركــًا له فى عبد ، فكان له مال يبلغ ثمن العبد قـوّم العبد قيمة عدل ، فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه ، وإلاّ فقد عـُـتق منه ما عتق)) (الأحديث أرقام2522، 2523، 2524، 2526، 2527)
وهذه الأحاديث تؤكد مايلى 1- أنّ الإنسان (العبد) كان فى ذلك المجتمع العربى مملوكــًـا (فى بعض الأحيان) لأكثر من (مالك) وهذا هو معنى ((من أعتق شـِـركــًـا له فى عبد)) 2- التأكيد على (التقويم) مثل أى سلعة 3- أنّ الإنسان (العبد/ السلعة) توزّع على شركاء عديدين ، وهذا معنى النص الذى جاء فى الحديث ((فأعطى شركاءه حصصهم))
وقال ابن عمر أنّ رسول الله قال ((العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه ، كان له أجره مرتيْن)) (2546) فهذا الحديث – أيضًا – فيه تكريس لمنظومة العبودية ، فلو أنّ الإسلام لم يـُـشرّع للعبودية كما قال العقاد ، فلماذا استمرّتْ تلك المنظومة طوال عهد النبى وعهود الخلفاء المُسلمين ، الذين (اقتنوا العبيد) لأنفسهم ، سواء الخلفاء (الراشدين) أو غير الراشدين ، وكان الأجدر- بدلا من النص على (الأجر مرتيْن) للعبد إذا نصح سيده ، النص على إلغاء العبودية كما نصـّـتْ التشريعات التى وضعها البشر، ومع ملاحظة أنّ الحديث الأخير تكرّر فى الأحاديث أرقام 2547، 2548، 2549، 2550، 2551.
ووصل الأمر لدرجة بيع (الزانية) بعد جلدها : 2555، 2556.
وحتى المرأة (الثرية) فى ذلك المجتمع العربى/ الإسلامى كان لها حق شراء الإنسان (العبد) (الأحاديث أرقام 2560، 2561، 2563، 2564، 2565، 2578) وهذه الأحاديث جاءتْ فى مُـناسبات لتشجيع (العتق) ولكن قبل العتق كان (شراء العبد) وهذا معناه أنّ (العتق) لم يلغ منظومة العبودية.
وفى حديث لم يقله النبى ، وإنما ذكره البخارى تحت باب (شهادة القاذف والسارق) نقلا عن (الثورى) الذى قال : إذا جــُـلد العبدُ ثم أعتق ، جازتْ شهادته. وقال البعض لا تجوز شهادة القاذف وإنْ تاب ، ولا يجوز نكاح (أى زواج) بغير شاهديْن ، فإنْ تزوّج بشهادة (عبديْن) محدوديْن جاز (ذلك) وإنْ تزوّج بشهادة (عبديْن) لم يجز، وأجاز شهادة المحدود والعبد والأمة لرؤية هلال رمضان)) وهذا الحديث – أيضًا – أحد الأحاديث العديدة رديئة الصياغة ، الأمر الذى يتطلب إعادة القراءة أكثر من مرة للفهم ، المهم أنّ (سفيان الثورى- 716- 778) الذى اعتبره الإمام الذهبى (شيخ الإسلام) وأحد (أئمة الإسلام) تكلــّـم كلامًا غامضـًا عن (عبديْن محدوديْن) ولم يشرح لا هو ولا البخارى - الذى نقل كلامه – معنى كلمة (محدوديْن) فهل يقصد محدودىْ العقل ؟ ولكن هذا الاحتمال نفاه قوله أنّ شهادتهما جائزة ، ثم تصاعد الارتباك فى (الفهم) عندما قال أنه لا تجوز شهادة (عبديْن) المهم أنّ كلام شيخ الإسلام (سفيان الثورى) هو استمرار لتكريس (منظومة العبودية) التى تنشغل بما يجوز أو لا يجوز من حقوق للإنسان (العبد) مثل حقه فى أنْ يشهد على عقود الزواج ، بل إنّ الأمر وصل لدرجة رؤية هلال شهر رمضان.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راجعوا الحديث في مراجعه وتأكدو من تحريفه
عبد الله اغونان ( 2016 / 5 / 26 - 02:25 )
الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب
وبدايته بهذه العبارات
كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر ------------الخ
اكتبوا هذه العبارة بأنفسكم على كوكل وتأكدوا
وقارنوه بما كتبه الكاتب طلعت رضوان في مقاله هذا بالضبط الفقرة التي تبدأ ب
-- وفي واقعة شرحها البخاري

حديث علي بن أبي طالب يتحدث عن شارف جمل
بينما الكاتب يحول ذلك أن حمزة قد قطع خصيتي وذكر رجل

لا أفهم هذه النزعة التحريفية المتعمدة

اخر الافلام

.. أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم


.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح