الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معنى الأورجازم

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2016 / 5 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


متى ما نشأ الوعي البشري الجاهز لتعلم النطق خلال بضع سنوات، يبدأ شعوره بالأنا، ويستعد لاستقبال "أنت" من الآخرين باعتبارها تستهدفه وتشير إليه، وهذا الوعي ينشأ من اشتعال جمرة الذكورة الحار اليابس في كهف الأنوثة البارد الرطب.

ولمّا كان ذلك الوعي ينشأ عن الجنس، فإنه يحمل معه منذ نشأته معاني لحظة توهّج اجتماع الذكورة والأنوثة، انفجار الذكورة الذي تصاحبه نشوة بالضرورة، واستقبال الأنوثة لذلك الانفجار، استقبالاً "قد" تصاحبه نشوة الارتعاش والحفاوة الشديدة بانفجار الذكر.

ومع أن النشوة ليست مرتبطة بالضرورة بالتخصيب، خاصة في حالة المرأة، التي قد لا تصل إلى النشوة في حالات كثيرة. ومع أن الأغلبية الساحقة من الانفجارات والانسحاقات والارتعاشات الذكرية والأنثوية لا تنتج وعياً بشرياً جديداً، إلا أن الوعي الوليد حين ينشأ يحمل معاني النشوة الذكرية والنشوة الأنثوية منذ نشأته إلى تحلله، كأقطاب تتنازع دوافعه ورغباته ومخاوفه.

فالنشوة الذكرية، أو الأورجازم الذكري هي صيحة "أنا"... شعور شرس بالأنا من قبل الذكر، واندفاع شديد نحو الولوج في جمال ذات الأنثى

أما النشوة الأنثوية، أو الأورجازم الأنثوي فهو صيحة "أنت"، شعور بنكران الذات من قبل الأنثى، وشوق شديد لدخول جميل فعل الذكر في ذاتها.

ونشوة الأنثى المقصودة هنا هي النشوة المهبلية التي تتبع الولوج والانسحاب المتتابع، وهذا جوهر الانوثة من حيث انها استقبال لجميع فعل الذكر، وليس المقصود النشوة البظرية التي تمثّل جانباً ذكوريا يشبه نشوة الذكر المندفع نحو إيلاج جميل فعله في جميل ذات الأنثى.

واندماج نشوة الذكر ونشوة الأنثى هو اجتماع "الأنا" و"الأنت"، اجتماع "موت مشتاق إلى الحياة" مع "حياة مشتاقة إلى الموت". وهي لحظة خلق وعي شاهد جديد.

الجنس ساحة اختبار الضمائر والذوات في اندفاعها نحو أشد أطراف القطبيات إثارة، وذروته هي غاية التفاعل بين الأقطاب (لا النقائض) التي تنتج اللذة وتنتج الألم، وبالتالي تخلق الشعور بالحياة، الذي يزداد كلما توسع الوجود، أي كلما توسعت المسافة بين قطبي الفعل والانفعال، حيث يلج الفعل في الذات، الفعل الميت المشاق إلى الحياة يلج في الذات الحية المشتاقة إلى الموت.

الوجود كله متذبذب بين الفعل والانفعال، فهو عملية دخول وخروج مستمرة، عملية إيلاج وانسحاب دائمة، بل إن الوعي هو في حد ذاته عملية تغذية راجعة دائمة، حيث يستقبل الوعي المستشعر للأنا شعورا ويعاود إرساله، كمرايا داخل مرايا...

وهذه هي ذبذبة الوجود المستمرة، وإيقاع الكون الدائم....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت