الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصور القانون و القيم نحو الاقليات في الشرق

ماري مارديني

2016 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


امثلة : كان يسكن في ذات العمارة التي تسكن بها تلك الشابة التي تم قتلها بذريعة الشرف،" تلك الجريمة القانونية" و كأن القانون يكذب على نفسه حيث ان القاتل مجرم لكنه بحالات معينة" مجرم قانوني " يحق له القتل حتى لو كان مخططا له و مدبر. فالقانون بدلا من ان يُعاقب القاتل فإنه يُعاقب الضحية ، و بذات الاهمية ان القانون بدلا من يُعاقب الُمسبب فإنه يُعاقب ايضا الضحية و يحمي قاتل الضحية.
هو ينتمي لديانة مغايرة و هو المسبب ، و هي تنتمي لغير ديانة، فتقوم اسرة الفتاة بمعاقبة ابنتهم التي هي ضحية و تترك الاسرة ذلك الشاب الذي كان يعبث بمشاعر تلك الفتاة . لعل القانون يتملص من قصوره في مثل تلك الامور و القوانين التي لا يمكنه ان يعدلها ،و سوف لا يمكنه ذلك لاسباب معروفة هو ان القانون نفسه ليس حر انما تابع، فيلف القانون على نفسه و يخفف عقوبة القاتل و يترك المسبب حرا و كأن القتيلة ليست انسان.

مثال : فتاة لم تستجيب لمحاولات رجل مسلم ينتمي الى ديانة تختلف عن ديانتها و يبقى يحاول ملاحقتها الى ان اختطفها مع اخرين اثناء عودتها من عملها الى بيتها. فتمكنت بعد فترة من الفرار و العودة لبيتها . ذلك الذي اختطفها كان يسعى الى اذيتها و الاساءة لها لا غير .

مثال : امرأة تتزوج من ديانة غير ديانتها و يصبح لديها فتاة و بعد ذلك تختلف مع زوجها و تطلقه فيسمح له القانون بأخذ ابنته لان امها من ديانة تختلف عن ديانته و لا يحق لها تربيتها! فالرجل يحق له زوجة من غير ديانته لكن لا يحق لتلك الزوجة ان تربي ابنتها! و القانون يقر و يسمح بذلك.

مثال : رجل يتزوج من امرأة مسلمة و لكن كان يجب عليه ان يتبع ديانتها بالقانون "اي الاجبار بالدين " لكي يتزوجها لان الرجل من اقلية و المرأة من اكثرية ، و القانون يخضع لديانة الاكثرية!.

الحالات السابقة اتية من الواقع و هي جزء من امثلة كثيرة ، الحالات السابقة تمثل قانون له احكام متناقضة في ذات المكان.


مثال : دخلت معلمة الديانة الاسلامية لتعطي درس الدين للطالبات المسلمات في فصل فيه طالبات من اديان مختلفة، وقفت عند باب الفصل و ضربت بيدها على الباب المفتوح قبل ان تدخل و هي تردد مع ضربات يدها على الباب و بطريقة و نظرة لا توصف الا بلؤم " مسيحية طلعي لبرا " تطلب من الطالبات المسيحيات بتلك الطريقة الخروج من الفصل و قبل ان تدخل هي اليه ، فبدلا من ان تدخل كباقي المدرسات مبتسمة و قبل ان تلقي التحية و تقول بذوق من يريد ان يذهب لدرس اخر ليذهب ..

مثال : طالبة مسلمة تريد ان تبدي لطفها مع طالبة مسيحية فتتكلم عنها "مادحة اياها" و تقول كم هي جيدة و لطيفة، مع انها مسيحية!

مثال : شاب مسلم اتى الى زيارة صديفة المسيحي و قبل ان يدخل الى بيت صديفه طلب منه ان يأتي معه لكي يمشي معه بشوارع المنطقة التي يسكن بها صديقه المسيحي لان ذلك الشاب المسلم قال انه سمع ان البنات في تلك المنطقة متحررات!و يريد ان يذهب لكي يرى و" يتفرج!" و الغريب و السييء كيف يفهم ذلك الشاب المسلم التحرر و صفة متحررات ! فما كان من الشاب المسيحي الا ان قال لذلك الشاب الذي لم يفهم معنى التحرر و لا يحترم نفسه ان لا يأتي مرة ثانية لزيارته ، و لا الى تلك المنطقة .

مثال : طفلة مسلمة لم تذهب الى المدرسة بعد عمرها بضعة سنوات تلتقي فتاة مسيحية اكبر منها بعدة سنوات و تتعرف عليها لاول مرة و تقوم تلك الطفلة المسلمة بسؤال الطفلة المسيحية مباشرة هل انتم شيعة ام سنة!؟ الطفلة المسيحية لم تكن قد تربت على ذلك النمط من التربية الحشرية و التفرقية و لم تعرف عن الاديان و تعصبات تربية البعض منذ الطفولة او التفرقة بين الناس، و لم تكن تعرف اصلا ما السنة و ما الشيعة ،و ان الدين بتعصباته هو ما يحشو رؤوس نسبة من المسلمين الشرقيين منذ الصغر في بيوتهم و بيئتهم ا و ان الانسان يتصنف حسب الدين ، و بذات الوقت هي من تربية سامية الفكر و الروح لا تتعرف على الناس و لا تتعامل معهم على ذلك الاساس لانها تربت على ان الناس كلهم ناس و الفرق بينهم بالاخلاق و العقل و التعامل و العمل.

الحالات المذكورة سابقا ترجع الى التربية التي تلقاها اولئك الامثلة و غيرهم ، و يوجد بالمجتمع الكثير المشابه لها و على كل المستويات و المجالات .

المجتمع يبدأ من الفرد، و الفرد يؤثر على المجتمع، و المجتمع يؤثر على الافراد، و عندما يكون الافراد سليمين التربية و العقل و النفس يكون المجتمع سليم و معافى. الفرد يبدأ في بيته و يتربى في اسرة و الطفل يرى و يقلد فهو يرى و يسمع كيف يتصرف و كيف يتعامل و كيف يسلك الراشدين في محيطه مع غيرهم و بدوره يتعلم منهم بالملاحظة و السمع اكثر مما هم يعلموه بشكل مباشر. فما يراه ينغرس بفكره و يؤثر على سلوكه و يخرج معه سلوكه و افكاره نحو الاخرين في المجتمع. و المجتمع فيه العلاقات و فيه القوانين التي يجب ان تنظم تلك العلاقات بعقلانية و موضوعية و تساوي و عدل . فذلك الشاب المسلم في المثال في السابق الذي يريد ان يمشي بمنطقة معظم سكانها مسيحيين ليرى متحررات! كما قال بكل جهل بفهمه للتحرر ! فإنه عندما كان طفل و كان يسمع عبارات في بيته حول اتباع غير دين ان ما تربى عليه و سمعه في بيئته من افكار سلبية غير موضوعية عن المسيحيين ترك اثره بتلك الافكار التي انطبعت بفكره . و يشبهه في ذلك الذي اختطف تلك الفتاة المسيحية ، او ذلك الذي تسبب في مقتل اخرى .. او تلك المدرسة او غيرهم من بقية الامثلة السابقة او الغير مذكورة انما توجد في المجتمع الشرقي و هي ظاهرة
و تلك الطالبة التي ارادت المديح لمسيحية فقامت بالتعبير عن عمق سوء افكارها التي تشربتها خلال تربيتها ، و سوء احكامها التي تربت عليها في بيتها نحو المسيحات اذ قالت انها لطيفة و جيدة " مع انها! مسيحية !" فما هي صورة المسيحية التي كانت بذهنها اذن! و هي خريجة جامعة! فماذا بدل بعقلها العلم و الجامعة ! مما يدل على ان الدراسة التي درستها لم تطور بعقلها شيء و لم تمحي شيء من جهل تربيتها نحو اتباع غير ديانات! ان الاحكام المسبقة جاهزة دوما عند البعض و متوارثة دون استيعاب او محاولة تفكير.

القانون عادة يوجد كي ينظم المجتمع. الافراد هم من يضعون القوانين،و الشرط بالقانون ان يكون مساوي و عادل بين جميع الناس و غير قائم على التفرقة ، و غير قائم على اكثرية او اقلية، لانه يجب ان يقوم على اساس الانسان و الموضوعية و التساوي و العقل بعيدا عن التعصبات . فكان اجدر بالقانون ان يعاقب ذلك المسبب لقتل الفتاة في المثال الذي سبق ،و ليس ترك المسبب بلا مسائلة و كما انه لم يفعل شيء، لكن اسرة الضحية تعرف ان القانون ليس مع الفتاة لانها ليست من اكثرية فبدل ان تحمي الفتاة من المسبب و من القانون قاموا بقتل الفتاة. و المسبب استغل الفتاة و القانون، اما القانون فقد ترك المسبب و تجاهل الضحية و خفف حكم القاتل. و القانون حمى المسبب و تركه!... يا سلام على الانصاف!

عندما تكون تربية الافراد بالمجتمع خالية من التعصب ،و عندما تكون ايجابية و بعيدة عن الافكار السلبية، و كذلك عندما يستقل القانون عن التعصبات و التبعيات و المحسوبيات، و بإختصار عندما يستقل عن الدين . فإن تلك الحالات لا توجد بعد و لا تتكرر.

بعض الاسر المتعصبة التي تهاجر للغرب لا تستطيع ان تخرج عن تلك التربية المتعصبة وتلك النظرة للغربي مع ان بلاد الغرب لا تقودها الاديان و لا التربية المتعصبة انما يقودها العقل و القانون و الانسانية فالعقل هو عصب المجتمع و الناس . و ان كانت تلك الاسر لا تسعى الى تطوير عقولها و نفسها و نظرتها فلا ادري لماذا لم تهاجر من الاساس الى بلاد تشبه نمط البلاد التي تربوا بها و تعلموا بها التعصب وكره الاخر واغلاق العقل .. لانهم يندمجون بمثل تلك البلاد و ليس بالبلاد الغربية التي تسامت عن ذلك بعقل و انسانية و حضارة.

تلك الامثلة جزء من غيرها من الامثلة المتشابهة جمعتها خلال وقت طويل بدأ منذ الطفولة ، و جمعتها من احداث اجتماعية واقعية، و تللك القصص كانت تشير الى ظلم اجتماعي برعاية القانون و برعاية التخلف و التعصب و الجهل التربوي عند نسبة كبيرة من الناس في المجتمع ككل. هي امثلة طرحتها في نقاش مع احد الافراد | لا يهم ان كان واحد او واحدة انما فرد| لانها امثلة تمثل صورة مجتمع فيه الجاهل و فيه المتعصب و فيه المتخلف و فيه الاستغلالي و فيه البريء. هي حالات تتكرر و السبب لا يحتاج الى ذكاء و هو ان نمط التربية و نسق المجتمع اولا والقانون ثانيا فكلاهما معا يحتويان على الخطأ، و يصنعان تلك النماذج السلبية مثل تلك المدرسة، او الطالبة، او الشاب، او القانون الذي لم يحاسب من يختطف فتاة بالقوة ، و القانون الذي يفرض على غير المسلم ان يصبح مسلم اذا تزوج مسلمة، و العكس ليس صحيح! ، و الذي يسمح لاب بأخذ ابنته من امها لان امها تتبع غير دين الاب المسلم و لا يعتبر ان لها حق بتربية ابتنها .. ، هذا جهل و تخلف و ظلم للابنة و الام و المرأة بشكل عام، و كذلك للرجل و للاقليات، و ايضا عدم احترام، و تفرقة، و تعصب،و فكر غير ايجابي قائم على تعصب واحكام و افكار و اهداف مسبقة نحو الاخر، و اعاقة للوطن.

الفرد الذي طرحت تلك الامثلة عليه لنقاشها قد بدا بدوره متعصبا لانه يؤيد ذلك القانون بغباء و خوف و يدافع عنه دون فكر! عند سؤاله لماذا اتى الجواب منه ان الدين يقول ذلك ! الدين يقول ذلك لكن ما هو رأي ذلك الفرد !وماذا يقول ذلك الفرد! ان ذلك الفرد ليس له رأي بما بقول الدين او افراد يتغلفون بالدين ، لان ذلك الفرد اوقف عقله و سكره و لغاه عندما وصل الكلام الى الدين.

ان استعمال العقل اثناء الكلام عن الدين لا يعني ان الانسان يستهين بالدين،فالعقل موجود عند الانسان للاستخدام و ليس للتخزين ليأكله الصدأ ، و الخوف من استعماله. لكن يجب ان لا يستهين الانسان بعقل الانسان ، و لا ان يستهين القانون بحقوق الناس و عقولهم ، و ان لا يسمح القانون بإستغلال الناس لبعض .. ان مثل ذلك القانون يسهم بالجريمة و الاستغلال من حيث لا يدري او ربما يدري . و ان مثل تلك التربية اللاغية لعقل الفرد تؤدي الى الاحكام المسبقة و العقل المغلق و تجعل شاب يستغل فتاة، او تصنع شاب حشري و متطفل على مجتمع غيره بطريقة غير سليمة و لا صحيحة و لا عقلانية.

فالتربية و القانون عندما يتجهان للسلب بالمجتمع يختلفان عن حال اتجاههما نحو الايجاب من حيث الاثر و الدور، و حتى المجتمع الواحد فيه انواع تربيات متعددة احيانا. من المعروف مثلا ان الغرب لا ينطلق من الدين و هذا لا يعني ان الغرب لا يحترم الدين لكن الدين له اماكنه الخاصة به و من يريد الدين عليه بتلك الاماكن و عليه من نفسه و ليس له علاقة بغيره لان الدين مسألة شخصية و احترامه يكون بتخصيص اماكن له لا يتعداها. اما القانون فهو يجب ان يكون فوق كل الاعتبارات و الانتماءات و الافراد، و هذا ما يمييز الغرب بمساواته بين الناس و هذا طبعا معروف عن الغرب و ليس جديد . اما في الشرق فقبل الناس و قبل القانون و قبل السياسة و قبل كل شيء و اخر كل شيء و اثناء كل شيء يظهر الدين في كل المجالات لذلك تقف العقول عن العمل عندما يصل النقاش او الحوار الى الدين عند نسبة كبيرة من الناس في الشرق، و تنهض العصبية الدينية و التكتلات و العداوة، لان النسبة الاكبر من الذين يقمع عقولهم الدين تترجم كل شيء من ناحية دينية بحتة. حتى لو لم يكن شيء له علاقة بالدين ،و حتى لو كان جدال او نقاش او موقف عابر او مشكل يكون فيه الصح واضح و الخطأ واضح. التعصب الديني نتاج التربية و القانون معا و بهما يتعامل المتعصب و ينطلق لاغيا عقله مما يجعل المجتمع المتسم بذلك يتراجع اكثر و اكثر.

نقاش ذلك الفرد اتي من تعصبه المحض، و اظهر تدني مستوى عقله و نفسه و قيمته كمدعي فكر و يريد النقاش. ان ذلك الفرد عبر عن جهل كبير به و عبر عن محاولة منه الى الاساءة لاصحاب اديان تخالف دينه مما اشار الى تعصبه الاعمى، وعقله الاعجر عندما عجز عن استخدام العقل ، تربيته التي جعلته يترك العقل جانبا عندما يتكلم بالدين ليتجه كلامه بالنقاش الى مستوى غير دال على عقل و لا على ادب حوار و لا على اسلوب سليم به و لا على هدف فكري او اجتماعي او عام لانه كان يتكلم بشكل يبدو معبر عن شخصيته بين الحين و الاخر و بكل تعصب . ذلك الفرد يرى كما قال ان الاقليات يخافون ان ينقص عددهم ، و يرى ان الاقليات يخافون على مشاعر بعض لذلك يعارضون الاختلاط بالاكثرية . لكن ما بدا ان ذلك الفرد هدفه التقليل من عدد الاقلية اولا و هدفه جرح مشاعر الاقلية ثانيا، فقد عكس ما في نفسه من خلال حديثه و ان ذلك اسلوبه بالتعامل و التعبير، و تلك هي تربيته التي لغت العقل عنده عند الكلام بالدين مع احد من غير دين ، و عند تفسير و ربط اي شيء بالدين .. ذكرت لذلك الفرد ان الاقليات ليسوا متعصبين انما الاكثرية بالشرق هي المتعصبة و القانون هو المتعصب، و الاقليات يحترمون حريتهم الشخصية و حدودها، و لا يزعجون احد ، و ان الاقليات لا يحترمون الا من يحترم حريتهم و عقلهم و كرامتهم، و من لا يفعل ذلك فلا يعادوه لكن يتجنبوه لان ليس تربيتهم المعاداة و لا اساليب تعاملهم لانهم يستعملون العقل بكل الامور . و عندما لا يحترم القانون حرية الاقليات، و حقوق الاقليات الذين يقومون بواجباتهم على اكمل وجه فيعني ان القانون غير عادل معهم ،و منحاز ضدهم. لذلك لا يتعاملون و لا يقبلون لابنائهم و بناتهم قلة الاحترام او عدم المساواة ، و هم بذلك لا يتجنون على احد ،و لا يضايقون احد، و لا يتطفلون على احد. فهم كافين الناس شرهم لانهم ا صلا لا يعرفون الشر و لا يتعاملون به لان لهم عقل و قيم و مبادئ لا يلعبون بها و لا يقبلون لها هوان و هذا عقل و قيم و اخلاق و تربية سليمة ايجابية ، و اثبت لذلك الفرد ان الاقليات بشكل عام يستخدمون شر الاخر و سلبياته بطريقة ايجابية، عندما يسعى الاخر ليلعب او يراهق. و يجعلون من الاخر امثلة قابلة للنقاش بهدف تطوير الفكر بالمجتمع لانهم امثلة سلبية ، و من طرحهم كأمثلة يمكن تحليل سلوكهم و توجيهه نحو الفكر و العقل و الضمير.

المجتمع المعافى ليس مجتمع متعصب او استغلالي او متسلط، و الفرد السليم لا يتطفل على غيره و لا يستغل و يلجأ الى طرق غير سليمة، و القانون العادل لا يظلم الاقليات او يستغبيهم او يهمشهم من بعض القوانين.
المجتمع العادل هو ذلك المجتمع الذي لا يفرق بين افراده بلون او جنس او قومية او دين او اي انتماء و هو المجتمع الذي لا يهضم حقوق اي فرد و فكر و قدرة اي فرد فيه. و هو الذي يرى على المدى البعيد و ينطلق من مبدأ و فكر سليم و اضح نحو هدف سليم واضح و عام دون ظلم الافراد و يعتمد اساليب سليمة نحو ذلك.و الافراد السليمين التربية و النفس و الروح و العقل هم من يصنعون مجتمع سليم، اما المرضى المتعصبين و المتخلفين يصنعون مجتمع متخلف يغص بالمتعصبين و المتخلفين. و هذا لا يحتاج لامثلة لانها حية و يومية و واضحة و منتشرة و بصور مختلفة .
و من المُلاحظ في الشرق ان المتعصب يتهم غيره بالتعصب ليبعد الصفة عن نفسه في حين انه يثبتها على نفسه اكثر ، و الطائفي يتهم الاخرين بالطائفية ايضا ليبعد الصفة تلك عن نفسه في حين انه هو الطائفي . و الفاسد الساعي الى تخريب الوطن يتهم غيره بتلك الصفة و يلطشه ظلما بضعا من تلك السطور الجميلة الخطوط لكي يبعد صفة الفساد عن نفسه و يكتسب من اذى الغير ..لانه يتصرف حقدا و مرضا.

مثال واقعي على مستوى اساتذة جامعيين مسلمين يسعون للتحرش بطالبة مسيحية و بطرق مريضة و جبانة سواء بمحاضرة او عبر هاتف او عبر الاجراءات الروتيينة الادارية الرسمية! او يرسلون من يضايقها بالطرقات اثناء العودة للبيت! و هم متفقين على ذلك لان نفوسهم مريضة و لان اوهامهم اكبر منهم، او يضايقوها عبر هاتف بشخصية كاذبة و في الواقع يتظاهرون بصورة اخرى ، او يضايقوها هم و اخرون عبر البريد الالكتروني بشخصات كاذبة ، او بذات الطريقة عبر كتابات نقدتهم بها و اثبتت بها قلة عقولهم و جهلهم. فالرجل المريض المتعصب و الذي يعرف انه صغير القدر بقيمه و تصرفاته و افكاره يتصرف بتلك الطريقة الصبيانية البذيئة التي تصرفوا بها. و الذي يرى نفسه قليل امام غيره يتصرف كذلك و يسعى لتفريغ تعصبه و افكاره البشعة عن اتباع غير اديان بتلك الطرق المعبرة عن صغر عقل و قلة احترام للنفس و الاخر. و الذي يتضايق من الرجال المسيحيين ذوي الفكر يسعى الى مضايقة نسائهم. و الذي يتضايق من عقل المرأة المتفتح و قيمها الاصيلة خاصة اذا كانت مسيحية يتصرف بتلك الاساليب. اولئك مثال عن افراد لا يملكون لا عقل و لا قيم و لا نزاهة بالعمل و لا ضمائر.

الامثلة لا تحمل التعميم على دين و جميع افراده لكن هي واضحة و كثيرة جدا و ملحوظة جدا بالشرق. و كل مجتمع فيه السليم و فيه المريض. فيه المتحرر و فيه المتعصب ، فيه الشريف و فيه القبيح. المهم هو التربية السليمة، و ان يكون القانون اسمى من كل محاور المجتمع، فكما ان السياسة يجب ان تنفصل عن الدين كذلك يجب ان ينفصل القانون عن الدين و المحسوبيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - sami simo
ماري مارديني ( 2016 / 5 / 31 - 08:34 )
اتحدث عن حالات اجتماعية تحصل في المجتمعات التي اكثريتها مسلمين، اعمال تصدر من افراد مسلمين تحديدا هم الذين تسيطر عليهم الثقافة المتعصبة و الطائفية و يعملون بكل جهل و تسيب و تخلف و نفوس غير سليمة تجعل الاكثرية تتمادى و تتجاوز حدود الاخلاق و القانون و الادب و اللباقة و تتسم في سوء فهم للعلاقات الاجتماعية و للاخر و ثقافة الاخر. اتحدث عن اشخاص و احداث لانقاشها بشكل حضاري متمدن تربوي و اجتماعي و نفسي و قانوني يتعلق بالانسان و بشكل حضاري و لا اقبل في صفحتي شتائم و اهانات للالهة . ارحب بنقاش حضاري متمدن و موضوعي و مفيد فقط

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص