الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يمكن أن تكونَ خائنا

دينا سليم حنحن

2016 / 6 / 3
الادب والفن


يوميات أنثى عازبة
لا يمكن أن تكونَ خائنا
دينا سليم - أستراليا

أدعى سعاد،
بعد شهرين سأحتفل بيوم ميلادي، عزباء منذ أربعين سنة، بدأت أفكر بنفسي عندما وجدت أن الزمان قد أخذ من عمري الكثير في الدراسة والعمل، وضمن ما فعلته هو أنني تعرفت على رجل يكبرني عشر سنوات، وذلك عبر النت، تحدثنا وتواعدنا على الزواج، فأصرّ أن يحجز لي طائرة وفندقا لنلتقي في إحدى الدول العربية، والتقينا.
اسمي بينيتا،
انتظرت يوم الجمعة بفارغ الصبر، اليوم الذي يبقى فيه سيدي في البيت ويتأخر فيه بالنوم، يعجبني أن أراه نائما، أتأمله جيدا من قمة رأسه وحتى أخمص قدمية، نفسه ثقيل لأنها ينام والسيجارة في فمه، منكباه عريضان فأبدو أمامه بحجم القطة، تدلى كرشه جانبا واحتل مكان شخص آخر، وإن حصل واستلقى على ظهره ألاحظ الانتفاخ الواضح بين ساقيه، هذا ما أنتظره من سيدي، أن أؤدي رغباته بحب، هو الذي نشلني من الفقر عندما أتى بي من إحدى الدول الآسيوية لكي أعتني ببيته وبمأكله وملبسه وبـهِ.
لكنه تعرف على فتاة تدعى سعاد، وطلب مني أن أبتعد عنه وألا أقترب من غرفته عدة أيام لكي يتفرغ لها، أزعجني طلبه، لكني رغم كل شيء سأبقى قريبة وسأراقبه جيدا حتى لو غضب مني.
استيقظ صباحا فوجدني أمامه صرخ بي زاجرا وهددني بأنه سوف يتخلص مني بأقرب فرصة سانحة، لذلك التجأت إلى بواب الفيلا، رجل في الثلاثين، قوي البنية ويطمح في مجامعتي، سأجامعه لكي يلبي لي جميع طلباتي وأهمها هي أن نتخلص من المدعوة سعاد، وبأسهل الطرق لكي أفوز أنا وحدي بسيدي.
نعود إلى سعاد:
لماذا التقط شفتي من أول لقاء بيننا، هل هذا الرجل يحبني حقا، لكننا لم نتفق أن يفعل إلا بعد عقد القران، ولماذا أتى بي الآن إلى منزله وقد أخبرني أنه حجز لي غرفة في فندق محترم، هل يظنني فتاة سهلة؟ ثم هذه الخادمة المدعوة بينيتا، تخيفني نظراتها، وكأنها تدبر لي شيئا، أخرجني السيد من بنات أفكاري عندما وضع يده على بطني قائلا (ستخففين هذا البطن قليلا يا عزيزتي فأنا أعشق النحيفات)!
نعود إلى بينيتا:
المدعوة سعاد مع سيدي في الطابق العلوي، بحجة أن يريها الفيلا التي أنشأها خصيصا لها، كم هو كاذب، جيد أنه وبخها بسبب بطنها البارز، جسدي أجمل من جسدها، فلا بطن بارزة لي رغم أنها أجمل مني، إنها تتمتع بشخصية قوية، تستطيع أن تقول له كلا وواثقة من نفسها، لم تكترث له لأنها تدرك أنها تملك أشياء كثيرة تعوضها عن عيبها.
لقد تأخر البواب المجيء، أتمنى ألا يكون قد تراجع من جلب السمّ القاتل الذي وعدني به، لقد منحته ما يريده لكي يلبي لي طلباتي، لكن الفتاة تصرخ في وجه سيدي، يا لهذه القوة، إنها لا تخشى منه، إنها تنزل السلالم بسرعة فائقة، أتمنى أن تقع وتنكسر رقبتها، أتمنى ذلك، هكذا أكون قد تخلصت منها وبأسهل الطرق الممكنة.
صرخت سعاد في وجه السيد قائلة:
- لن تحوّلني إلى عاهرة، لقد اتفقنا على الزواج وقد أتيتُ من لندن خصيصا لكي أتعرف عليك جيدا قبل أن نرتبط، فما الذي حدث، بطني تؤلمك؟ يا لها من حجة واهية، ألا ترى كرشك المتدلي أمامك، ألا ينكشف عليك وجهك القبيح في المرآة كل صباح، ألم تكتشف قبح أسنانك بعد؟ لا يا سيدي الثري، لن أشتري هلاكي لكي أتخلص من عذريتي بهذا الشكل، سأظل كما أنا طالما يوجد أمثالك آلاف الرجال...تافهون... عن إذنك، أعرف طريقي جيدا، أرسل لي تفاصيلك لكي أرسل لك النفقات التي أنفقتها علي، لن يذهب مالك سدى.
بينيتا:
خرجت سعاد من الباب دون أن تلتفت خلفها، ووقفت أنا حائرة لا ألوي على شيء، تغمرني فرحة عارمة، سأبقى أنا وحدي ملكا لسيدي، كم أنا محظوظة، لكن صوته اخترق جدران القصر مثل الصاعقة، اهتزت الأركان وتخيلت أن السقف قد سقط على رأسي، هو انهال فعلا على رأسي، ضربني ضربا مبرحا وقال لي:
- بينيتا، هل تتفقين مع البواب ضدي، بينيتا، لقد جامعت البواب لكي تحققي مآربكِ، بينيتا، أنتِ أحقر وأرخص إنسان رأيته في حياتي، هذه الفتاة التي اسمها سعاد أشرف منكِ، عيبها لم يكن في بطنها بل ما يوجد داخل رأسها، لقد فتحت عيني على أمور كثيرة في الحياة لكنها أخافتني، لتذهب من حيث أتت، فأمثالنا لا يبحث عن امرأة ذكية واعية، نحن نبحث عن أمثالك، تهيئي، سوف أسلمك إلى شريكي، فقد وجدنا لكِ عملا آخر يناسبنا أكثر وسوف يدر علينا المزيد من المال، جيد أن سعاد غادرت قبل أن تكتشف الحقيقة، انهضي من مكانك ولملمي حاجياتك، هيا، زبائن حقيرون كثيرون بانتظاركِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا