الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن محمد علي كلاي – نعي ٌ و قراءة إنسانية.

نضال الربضي

2016 / 6 / 5
المجتمع المدني


عن محمد علي كلاي – نعي ٌ و قراءة إنسانية.

انتهت دورة الحياة في جسد بطل الملاكمة للوزن الثقيل و الحائز على جائزتها لثلاث مرات، المولود باسم: كاسيوس كلاي، و المعروف بحسب اختياره باسم: محمد علي كلاي يوم الجمعة الثالث من يونيو (شهر 6) للعام 2016 عن 74 عاما ً عانى منذ أكثر من نصفها مع مرض باركنسون الرعاشي. موت هذه البطل الرياضي و الرجل العظيم إنسانيا ً لا يجب ُ أن يمرَّ مرور الكرام، فقصَّتُه تحد ٍّ جرئ للعبودية و الظلم و مثال ٌ لكل ِّ من يرفض الذل و الاستعباد، من كل الأمم و الملل.

المُمـيــّــَـز في حياة كلاي هو: إحساسُه الصادق، و حساسيته العميقة تجاه الأنظمة الاجتماعية و السياسية ِ و الدينية، و التي بواسطتها أدرك الظلم الشديد تجاه الموطانين السود، و إرادتُه الفولاذية التي تحدَّت هذا الظلم لتنطلق إلى الحُريَّة. تجلت هذه الإرادة في تغيره لدينه إلى الإسلام و هي الخُطوة التي يجب علينا أن نتأملها مليَّا ً لنفهم النفس البشرية، و كيف تعمل، و علاقات الحاجات النفسية بالتصور الديني، و بالتالي موقف النفس من الدين.

وُلد كاسيوس كلاي في العام 1942 في لويسفيل، كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية، في مُجتمع ٍ كان ما يزال وقتها و على الرغم من تدينة المسيحي، عُنصري الطابع، ليجد َ نفسه يتعرض و السود َ من إخوته للإهانات و سوء المعاملة. تورد الأنباء عنه قوله أنه كان يبكي كل ليلة ٍ في فراشه قبل النوم.

تاق كاسيوس إلى العدل، الحب، الرحمة و القبول، و لم يستطيع أن يجدها في المجتمع، و لا في المسيحية، و هذه نقطة أخرى يجب أن ننظر إليها بعناية. فعلى الرغم أن الإنجيل واضح في المساواة ما بين الناس، إلَّا أن النص يبقى حبيس التطبيق و العُرف و المؤسسات المتوارثة. فبينما نقرأ ُ نص َّ الرسالة إلى غلاطية (أول رسالة كُتبها بولس) في الفصل الثالث الآية 28: "لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." نجد ُ عكس ذلك تماما ً في الممارسات العنصرية للمجتمع الأمريكي في ذلك الوقت، و هي الوارثة لقيم تجارة العبيد,

هذا الشوق نحو المساواة و القبول الإنساني وجدها كاسيوس في الإسلام فتحوَّل إليه ليغير اسمه إلى "محمد علي"، حيث تبدَّى له الدين الإسلامي تمثيلا ً للعدالة التي كان يتوق إليها. في الطرف الآخر من العالم كانت بعض البلاد الإسلامية ما زالت تمارس تجارة العبيد، و إخوة آخرون لمحمد علي كانوا عبيدا ً لم يستطيعوا أن يروا في الإسلام ما رآه هو، بينما كان مسيحيو تلك البلدان يعمِّقون في قلوب أبنائهم قيم المحبة و العدالة و الروحانية.

لاحظ عزيزي القارئ أننا أمام ممارستين متناقضتين لأفراد ينتمون إلى نفس الديانة:
- ممارسة: الحب، العدالة: مسيحيون في الشرق، مسلمون في أمريكا.
- ممارسة: الظلم، العبودية: مسيحيون في أمريكا، مسلمون في الشرق.

لاحظ أيضا ً أن الاحتياج النفسي لمحمد علي و تناقضه مع الممارسة الفعلية لأفراد الديانة التي ولد فيها جعلتُه يراها بالمظهر السلبي، ليبحث َ عن ديانة ٍ أخرى تُشبع توقه الإنساني نحو الحب و القبول و العدالة و الحرِّية.

لم يسأل محمد علي عن النص المسيحي، و لم يحفل بالرأي الرسمي للمسيحية، إنَّما شكَّل قناعـتــَــه بحتمية تغير دينية إلى الإسلام: ممارسة ُ الأفراد المسيحين، و هو ما يصح ُّ أن يكون قانونا ً عامَّا ً لنا لفهم موقف البشر بشكل ٍ عام من دين الآخر. هذه القاعدة هي المدخل لتحليل كل الحوارات التي تدور بين أتباع الديانتين: المسيحية و الإسلامية، فكلُّهم: محمد علي، الذي يرى قصور الآخر و تفوُّق ما عنده.

أعتقد ُ أن الشجاعة َ الأدبية َ التي تحلى بها محمد علي كلاي لتغير دينه و اسمه، كمؤشر على هويَّة ٍ جديدة تفصلهُ عما سبق، و تُجِّذره في الجديد الذي يُشبع توقه الإنساني و حاجته الفطرية، و رفضه للخدمة ِ في الجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام على الرغم من كل المشاكل التي جرَّها عليها هذا الرفض، لهما حدثان إنسانيان ِ عظيمان يخبراننا بكل وضوح أننا كبشر نبحث ُ دوما ً عن إنسانيتنا، ثم نجد ُ لها الدين الذي نظنُّه مُتَّفقا ً معها،،،

،،، من هنا أعتقد ُ أن إدراكنا لهذه الحقيقة ِ البسيطة هو الطريق ُ نحو اقترابنا من بعضنا البعض: دينين و لا دينين، طالما أننا نُدرك أننا في النهاية: بشر، و أن الكرامة َ الإنسانية هدفُنا و سعادتنا.

ارقد بسلام يا صديقي، ستبقى ذكراك الطيبة لكل ِّ من أحب َّ العدالة و الحُريِّة نبراسا ً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ارقد بسلام يا محب السلام
فهد العنزي ـ السعودية ( 2016 / 6 / 5 - 14:06 )
المجد والخلود لروحك الطيبة ولكن عتبي عليك سيبقى ما بقيت لانك طلبت العدالة ووجدتها في الاسلام الامريكي لانك بقيت في موطنك والاسلام في امريكا هو اسلام امريكي ولو كنت صادقا مع نفسك لهاجرت الى بلاد الاسلام الاسلامي في الجزيرة العربية لتنعم في ظل العدالة الاسلامية السعودية سيما لو بعت نفسك الى الوليد بن طلال لنكون ديتك نصف دية ابن عثيمين ولو ابقت لحلت عليك اللعنة الى يوم الدين ولم يقبل منك عمل صالح .لكن دعنا نقف وقفة منصف قبل الحكم بالايجاب او السلب على اسلامك . نقول ايمانك بالاسلام لم يكن اعتباطيا ولم يكن عن قناعة ـ والله اعلم ـ الا ان الغاية تبرر الوسيلة وغايتك هو الرفض في الاشتراك في الحرب الفيتنامية لانك وجدتها غير اتسانية وحيث ان الاسلام يحرم على المسلم ان يقاتل تحت لواء المغضوب عليهم ولا الظالين الا كان الربح عائد لصالح المسلمين كما حدث في تحرير الكويت من غزو صدام حسين.نم هادئا يا بطل ونحن على يقين ان تحولك للاسلام لا يغير في الامر شيء وانا شخصيا اعتقد ان رفضك للحرب في فيتنام هو سيكون سبب نجاتك سوى آمنت بالاسلام عن صدق او عن مجاملة.
الرحمة والرضوان لروحك يا بطل.


2 - الأخ الكريم فهد العنزي
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 5 - 14:30 )
تحية طيبة أخي الكريم فهد،

شكرا ً لتعليقك الذي يُبرز إنسانيتك الصادقة المحبَّة لكل ما هو خير و عدالة، و اسمح لي بتعقيب.

أهدف ُ من خلال هذا النعي الإنساني أن أُبرز أن الإنسان: كإنسان، لا كأبيض أو أسود أو كمنتمي لأي دين، يبحث ُ عمَّا يُرضي إنسانيته بالدرجة الأولى، و بحسب حدود معارِفه و ضمن إطاره الخبرتي التــَّـعرُّضي (أي الإطار الإجتماعي، الثقافي، الإثني، الديني، السياسي)

تفاعل المعرفة مع الخبرة يُشكِّل ُ القناعة، و يستمدُّ الوعي البشري منه: الأحكام، و بالتالي يصوغ ُ الرؤية للحياة و المسلك.

يقول ُ نيتشه في تعليقه على من قرأوا كتابه -هكذا تكلم زرداشت- أنهم فهموا ما كانوا يعرفونه سابقا ً أي أن ما قدَّمه ُ لم يصل إنَّما تعزَّزت معرفتهم القديمة بواسطة جدلية المقروء مع المعروف، و هذا ما حدث مع الراحل الكبير محمد علي، و مع جميع من يرى في دين الآخر إمَّا أفضلية على دينه، أو دونية لدينه.
من هنا أخي الكريم لا يمكن أن نعتب على شخص ٍ لأنَّه ُ لم يدرك ما ندركه نحن، و لم يتَّخذ السلوك المتوقع من قبلنا بحسب معرفتنا و خبراتنا.

يبقى محمد علي مثالا ً على صدق التوق البشري للحب و العدالة!

أرحب ُ بكَ!


3 - رائع أخي نضال
عدلي جندي ( 2016 / 6 / 5 - 23:56 )
في بداية إسلام كلاي كنّا صغار نعاي من إضطهاد الأغلبية في وطننا ولذا لم نتقبل إختيار كلاي دين عنصري تجاهنا وبالطبع هو كان في جانب مماثل كما وضحت حضرتك في مادتك
ما يهمني في كفاح كلاي هو موقفه الإنساني تجاه الحروب الإستعمارية وإذلال الشعوب من منطق القوة وشجاعته أن يُسجَن ويحرم من مصدر رزق ثلاث سنوات ( ثروة هائلة في مجاله) ولكنه فضل الكفاح علي الثروة رحمة وسلام لروحه وليظل أيقونة ورمز لقدرة الإنسان علي التغيير رغم كل الظروف والمحن.. فقط الإصرار والإيمان بالمبادئ الإنسانية والمساواة و بعدالة القضية
شكرًا لك فقد عبرت عما جال بخاطري نحو شخص ساهم في إرساء قواعد لعالم أفضل
تحياتي


4 - كلاي أسطورة لكنه لم يقنعني مثالي الرياضي بيليه
ليندا كبرييل ( 2016 / 6 / 6 - 05:42 )
تحياتي أستاذ

كنا صغارا نرى الرجال حولنا يشاهدون مباريات كلاي بحماس فتنتقل الحماسة إلى قلوبنا فنصفق فرحا مع كل انتصار له

ثم كبرت أنا الرياضية المتواضعة،لكني شعوري لم يعد متواضعا أمام الرياضات الخطيرة العنيفة
كالملاكمة والمصارعة والكاراتيه وأضفتُ إليها سباق الموتوسيكلات والسيارات بعد موت البطل البرازيلي سينا قبل 22 عاما

أنا التي كنت أقلّد في طفولتي حركات أبطال المصارعة،فاجأت نفسي بسؤال
كيف يقبل إنسان أن(يضرب)إنسانا؟

كرهت عقلياتهم العنيفة التي تقبل(إيذاء)الناس تحت مسمى :رياضة

وكرهت أكثر مباريات صراع الديكة والثيران الإسبانية

يعذبني جدا أن أتصور ما يؤذي الكائن الحي ولو في الرياضة

فكيف لو كانت مشاهد تعذيب في السجون؟!

الملاكمة والمصارعة عندي هي صورة مصغرة للتعذيب

وأعلم أن تطلعي إلى عالم خال من الضرب والتعذيب والسحق أمنية ساذجة

لكني أتطلع إلى إصدار قانون يمنع الرياضات العنيفة

الرياضة بلا الحضور(الأسود)العملاق لا معنى لها أبدا

محبة بحجم الكون للأسود باعث الفرح والسعادة في قلوبناغناءً ورقصا ورياضة وعلما

كلاي طلب العدالة في الإسلام وهو يرى اللاعدالة في بلاد الإسلام

إسلام مصالح!!


5 - دعاية بعد الموت
nasha ( 2016 / 6 / 6 - 06:40 )
الاستاذ نضال المحترم
لا اعرف ما هي انجازات محمد علي كلاي التي نزلت عليه بعد موته.
عقله كان في عضلاته وليس في رأسه .
اما بطولاته المزعومة من معارضة حرب فيتنام ، واسلامه احتجاجا على مجتمعه فلم تكن الا لتحقيق مزيد من الشهرة من باب خالف تعرف لجمع المزيد من المال .
لقد تم استغلال هذا الشخص كآلة لجمع المال لانه لم يكن فيلسوفا او فنانا معبرا عن قيم اومثل عليا ولاعلاقة له بالثقافة والشؤون الثقافية.
تحياتي


6 - مثالي الرياضي البرازيلي بيليه وليس كلاي
ليندا كبرييل ( 2016 / 6 / 6 - 07:38 )
ملاحظة على تعليقي 4

جاء العنوان على الشكل التالي
كلاي أسطورة لكنه لم يقنعني مثالي الرياضي بيليه

أرسل لي صديق معجب جداً بلاعب كرة القدم الأسطورة البرازيلي بيليه، يعاتبني أنه (لم يقنعني)
وأرسل لي روابط تتحدث عن المعجزة البرازيلي وووو

صححت له فوراً ما فهمه بالخطأ وأبادر هنا أيضا لتصحيح الالتباس

كان هناك (شرطة ) بين جملة : كلاي أسطورة لكنه لم يقنعني ، وبين جملة مثالي الرياضي بيليه

وكما يبدو أن الشرطة لم تظهر في العنوان مما قد يؤدي إلى التباس المعنى
أكرر

كلاي أسطورة لكنه لم يقنعني مثالي الرياضي بيليه

نحاول قدر الإمكان التقيد بالحروف المتاحة لنا في العنوان والتعليق مما قد يؤدي فعلا إلى التباس المعنى

أرجو أن أكون قد بينت هدفي وشكراً لكم


7 - الأخ العزيز عدلي جندي
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 6 - 07:52 )
يوماً طيبا ً أتمناه لك أخي عدلي،

أسعدني حضورك و تعليقك الثري!

الظلم ُ بشع، و المظلوم يجب عليه أن ينضج لكي يكافح ضده و يزيله، بل و أن يتسامى فيقدر َ أن يتعاطف مع كل مظلوم ٍ من أي مجموعة ٍ أُخرى على الرغم من ألمه الشديد.

طالما استوقفني المثال الإسرائيلي و أجَّج َ حيرتي، فالمعاناة الشديدة التي عانوها في أوروبا و التي بلغت ذروة وحشيتها الإبادة النازية، كان يجب أن تكون كفيلة بتدفق ينابيع الرحمة و الحب في قلوبهم، لكنهم على النقيض من ذلك تماما ً، يظلمون الفلسطينين و يذيقونهم أشد أنواع القهر و الظلم، و هذا ما لا أفهمه إلا إذا استنتجت ُ أنهم انفصلوا عن ماضيهم و لم يعد يُجذي فيهم شُعلة َ العدالة.

على مسيحي الشرق بشكل ٍ خاص أن يتعاطفوا مع كل القضايا الإنسانية بحكم الاضطهادات المُعلنة و الخفية التي تعرضوا و يتعرضون لها، و عسى أن يكون ألمهم نبع رحمة ٍ لكل البشر، هكذا أفهم المسيحية كرسالة ِ سلام و محبة، لا كمُعتقد و طقوس.

أهلا ً بك دوماً!


8 - الأستاذة العزيزة ليندا كبرييل
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 6 - 08:04 )
تحية طيبة أيتها العزيزة ليندا،

اسمحي لي أن أشاطرك ِ عدم استساغة الملاكمة كرياضة عدوانية جداً، لا يجب أن يتم َّ استعراضُها.

لكني أعشقها كفن دفاع عن النفس، بما فيها من تكنيك الهجوم و الدفاع، المراوغة، الدخول في حيز الخصم، الانسحاب من الحيز، الالتفاف، الضرب، الالتحام، الدقة و السرعة.

العنصر الأسود في هذه الرياضة العنيفة مهم جدا ً، لكنِّي أراه انتقاصا ً منهم لا تكريماً، فهو تكريس لقيمة الأسود كقوَّة عضلية فقط، محرِّك إنتاجي يُديره صاحبه الأبيض ليدرَّ عليه المرابح، إنَّه ُ العبد الذي يعمل لكن تحت غطاء الرياضة و القانون و الحضارة، لا أكثر.

المشكلة أن السود ما زالوا أسرى هذه العقلية، و قلَّما تجد ُ منهم من كسرها مثل عالم الفيزياء الفلكية: نيل تايسون، هذا الرجل نابغة بحق، عالم، خفيف الظل، مُتحدِّث و صاحب رؤيا، هكذا على أحفاد العبيد، الأحرار اليوم، أن يكونوا، لا أن يضعوا أنفسهم حيث يريد أن يضعهم السيد الأبيض، إنها مشكلة وعي ٍ سيدتي الكريمة!

مثالُك ِ بيليه في الرياضة، ليتني أحب ُّ الرياضة لكنني لست ُ من عشاقها.

يشدُّني نيتشه بقوة، فهو مجنون ٌ مثلي :-)))

دمت ِ بود!


9 - الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 6 - 08:15 )
أخي العزيز ناشا،

قوَّة ُ محمد علي كلاي في تحدِّيه للظلم، في رفضه ِ للعبودية، في التَّمرُّد ِ على مُجتمع ٍ لم يرى فيه إلا لون بشرته.

لم يكن إسلامُه ُ مصلحة ً فلقد حرمه من الاستفادة ِ من فوزه، و تسبَّب بخسارته لملاين من مُعجبيه، و أثَّر على نمو ثروته المادية، إنَّما كان: إعلان َ رفض: للعبودية، للظلم، للتميز، و لكل ِّ ما ينتهك الإنسانية.

لم يكن محمد علي كلاي مُتعصِّبا ً أبداً، فلم يفرض الحجاب على بناته، و إحداهن َّ ملاكمة متقاعدة، إنَّما يمُيِّزه ُ اندفاعُه بكبرياء ٍ في وجِه أي شئ ٍ ينتقص ُ منه.

أخي ناشا، أعلم أن مسيحين كثيرين يُغضبهم تركه لدينه لكن ألا يجب ُ أن يجعلهم هذا التحوُّل يراجعون جذور الممارسات التي أدَّت إلى هذا الترك؟ أليست ِ العنصرية ُ بالذات و لا شئ غيرها هو ما دفعه للإسلام؟

بالمقابل ألا يُحسب ُ للمجتمع الأمريكي أنَّه الآن مُجتمع ٌ حضاري يُعلي من شأن الإنسانية و يضع الإنسان َ في قوانينه فوق الجميع و لا يمُيِّز بين المواطنين أبيضهم و أسودهم؟

إن محمد علي كلاي قصة نجاح رجل، و نجاح مجتمع، إنها قصَّة ُ تحوُّل ٍ لأمَّة ٍ عظيمة، هي الأمة الأمريكية.

دمت َ بودٍّ!


10 - الأستاذ عمرو بن ظالم الطلحي - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 6 - 08:20 )
أرحب ُ بك َ أخي العزيز عمرو بن ظالم الطلحي و يُسعدني تعليقكَ!

أشكرك َ لكلماتك َ الطيبة، و أهدف ُ من هذا المقال أن أُقدِّم مادَّة سهلة الهضم لكن غنيَّة ً بالفائدة للقارئ الكريم، من خلال التقاط موقف ٍ ما في الحياة، له ُ أثر، أو يجب ُ أن يكون َ له أثر، على وعي القارئ من حيث ُ تضمُّنِه ِ لمعاني إنسانية قادرة على تطوير الوعي البشري و الارتقاء به لمستوى أعلى.

أشكرك َ لأنَّك قارنتي بالأستاذ جعفر المظفر و هذا كرم ٌ لا أستحقُّه، أوجِّه ُ التحية َ للأستاذ الكبير و لكم.

دمت َ بودٍّ!


11 - تعقيب
nasha ( 2016 / 6 / 6 - 09:25 )
الأستاذ نضال المحترم
حيرتونا يا استاذ من جهة الرأسمالية والاستغلال والاستعمار ........الخ ومن جهة ثانية الرأسمالية حضارة .
محتوى تعليقي كان استخدام الموهوبين مثل الرياضيين والفنانين للدعاية وجمع المال ولم أكن أقصد اطلاقا توجهه الديني وبما انك اعتقدت أنني أقصد توجهه الديني فدعني أخالفك الرأي حتى في ذلك.
هل تعتقد أن كلاي كان يفهم ما هو الاسلام؟
إذا كانت الإجابة نعم فهو نفعي متمرد ناقم على مجتمعه لأن الإسلام هو العبودية والعنصرية والشواهد أمامك اليوم في كل مكان.
أما إذا كانت الإجابة لا لم يكن يفهم الإسلام فهو جاهل واعتناقه للإسلام للعرض فقط وهو كان اصلا منقاد بدون استعمال عقله . وكما قلت عقله في عضلاته وتم تدريبه طول حياته على العنف والوحشية.
تحياتي


12 - الرأسمالية
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 6 - 09:53 )
تحية طيبة أخي ناشا،

قامت الحضارة على أساسات رأسمالية، فالتعليم و الطب و الأبحاث و القوى العاملة و الموارد كلها تخدم الاقتصاد أولا ً و أخيرا ً، و سوق العمل، و دورة المال.

الرأسمالية تضمن لك المورد لسد الحاجات الأساسية من مأكل و مشرب، و تخلق لك تمويلا ً بنكيا ً لتأمين حاجات أخرى: شراء مسكن أو سيارة أو دفع رسوم تعليم، و تزوِّدك بآليات مشاركة مجتمعية: نت، وسائل تواصل اجتماعي، و تقيم لك مؤسسات أخرى للترفيه.

لها جانب آخر هو جانب استغلالي بشع، يضمن سيادة المالك و دونية الموظف أو العامل بدرجات تتناسب مع تحضر المجتمع و قوة نقاباته العمالية.

لذلك لا يمكن أبدا ً النظر للرأسمالية من منطلق أخلاقي كخير أو كشر، فلا مكان لهذه المعاير في العالم الديناميكي المتفاعل، إنَّما يتم التعامل مع شموليتها و أجزائها بحسب تأثيرها و نتائجها.

أما عن موضوع إسلام محمد علي ففي مقالي شرح ٌ كاف ٍ لرؤيتي للموضوع، و كذلك في ردي للأستاذ فهد العنزي.

أرحب بك!


13 - إلى الأخ إبراهيم الثلجي - قناة الفيسبوك
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 6 - 13:31 )
أخي إبراهيم،

كان يمكنك أن تعرض وجهة نظرك بطريقة أفضل، تملك ُ فيها غضبك، و تختار فيها كلماتك.

لو فكرت َ قليلا ً بما يحدث حولك و كيف تتم ُّ إبادة و تهجير مسيحي العرب لكنت فهمت ردود فعل بعض الكتاب و المعلقين المسيحين، و لكنت أنصفت و تعاطفت و صغت ردودك بطريقة مختلفة توصل فيها وجهة نظرك بدون إساءة لأختنا الكريمة و لكتاب المسيحين، تذكر أن هذه اللعبة يستطيع خصمك أن يلعبها أيضاً و بما يؤذيك، و هذا لا أقبله لها و لا أقبله لك.

لا أحب أن تتحول مقالاتي لساحات سجال، و لا أقبل التعرض لأحد الكتاب أو المعلقين بالأذى، أنا هنا من أجل أن أقرِّب الناس من بعضها، نحن بشر أولا ً و أخيرا ً.

أرجو مراعاة هذا الأمر في المستقبل.

شكرا ً لك.


14 - تم اختياركم ممثلاً لمؤسسة قوس قزح
أفنان القاسم ( 2017 / 9 / 18 - 10:19 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=572460

اخر الافلام

.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د