الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير الفلوجة ومظاهرات التحرير..لمن ستقرع الاجراس.؟

علي عرمش شوكت

2016 / 6 / 5
المجتمع المدني


غدت اصوات المتظاهرين في العراق تهز فرائص الفاسدين، لكونها تشكل رعداً مدوياً ينذر بوقوع الصاعقة على رؤوسهم التي اسكرها طعم السحت الحرام. وافقدها حاسة الشعور بالمسؤولية وبالذنب، مهما كبرت خطاياهم، التي غالباً ما تتوازى طردياً مع عمق توغلهم بوحل الفساد والطائفية. ان هتافات الحراك الجماهيري المتظاهر في الشوارع، تجاوزت الجدران الكونكريتية والابواب المغلقة وايقضت حتى الذين في اذانهم صمم. فهي اجراس قُرعت تدعو الناس كل الناس لمقارعت "الظلم الساكن" – اذا جاز هذا التعبير- والمتمثل في الفساد والفشل وفقدان الشعور الوطني لدى الاوساط الحاكمة.
ان قوى التيار المدني ومن تحالف معها يقودون اليوم جبهة "قتال" داخلية ساخنة، ضد دواعش السياسة، التي لا تقل اهميتها عن جبهة قتال داعش الارهابي، وهنالك ترابط جدلي بين الجبهتين، وليس ثمة مبرر للفصل او التفضيل بين موجبات الدعم والتعضيد والمساندة، لاية واحدة على حساب الاخرى. فذلك اذا ما حصل سيشكل عملية خلع لحجر الزاوية في بنية الجهد الوطني المتراص والمكافح في سبيل انقاذ العراق من براثن الارهاب ووجهه الاخر الفساد والتخريب والتقسيم الطائفي والاثني وحاضنتهما المحاصصة المفخخة حقاً. ومن الفقه العسكري نفهم بان الجبهة الداخلية هي بمثابة الداينمو المنتج للطاقة القتالية ضد العدو. لذا تحسب الهبّة الجماهيرية والتظاهر والمطالبة بالاصلاح والتغيير، الداعم والضامن الاساسي للحفاظ على كيان الدولة ووحدة الشعب بما فيها القوات المسلحة.
تصور المتهمون بالفساد من المتنفذين وحاشيتهم، بانهم فازوا بـ " نعمة الافلات" من طائلة القانون عندما تفجرت حرب تحرير الفلوجة، وظنوا بانهم قد حظوا بعذر يبعد عنهم ملاحقة الحراك الجماهيري وصداه في ساحة التحرير. فتصاعدت اصواتهم بالتتابع ليكيلوا النعوت للمتظاهرين . حيث انبرى رئيس الوزراء" حيدر العبادي" ليوصف المتظاهرين بالمندسين والمتأمرين لكي يبرر رميهم بالرصاص الحي. ولكن الاكثر سخرية وتفاهة هو ما تفوه به ابرز المطلوبين للعدالة رئيس الوزراء السابق" نوري المالكي" بتصريحه الذي اسفر به عن صفاقته وحقده على الجماهير المتظاهرة، حينما قال: وهو متمظهر بفرح لا اصل له. { ان اعداد المتظاهرين اخذت تتناقص من التيارين المدني والصدري.. وهذا يدل على وعي الجماهير !!!} هكذا يفكر مختار العصر حول الحراك الجماهيري الذي كان في ذات الوقت يتظاهر في ساحة التحرير تأيداً للجيش العراقي في حربه ضد قوى الارهاب والدواعش الاوغاد.
لقد توصلت حملة اللاتفاف على خطوة الاصلاح التي اطلقها وتسمر امامها السيد العبادي، الى مرحلة تعطيل البرلمان، وبصرف النظر عن قانونية ذلك او عدمه، فان الاقدام عليه كشف عن ابعاد نوايا غاية في الخطورة، فاذا ما اغلق باب التشريع والرقابة في ظرف تحتدم فيه الصراعات السياسية بين الكتل الحاكمة، وتسخن فيه المعارك الحربية ضد اعداء العراق، فمعناه اطلاق العنان الى التصرف السلطوي الفردي، هذا من ناحية، كما انه سيضع البلد تحت رحمة مراكز القوة المنفلتة من ناحية اخرى، ومما لاريب فيه ان ذوات الاجندات الخارجية سترجّح كفتهم. ولا يخفى على عاقل من هي القوى التي ستفرض حكمها غير المدني وغير الديمقراطي على الناس .
بعد هذه الحالة الملتبسة في الدولة العراقية، اخذت تنتشر بين الناس هواجس من القادم في صيغة الحكم عقب تحرير الفلوجة، ومحاربة الارهاب عموماً، وعلى وجه التعيين موقف الكتل الحاكمة الفاسدة من الحراك الجماهيري وهدفه الاصلاح والتغير، فيما يخص ادارة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية. و محاسبة الذين نهبوا البلاد واجرموا بحق ابنائه. هذا التساؤل الذي يصيب كبد الحقيقة، ويبحث عن سبل تفكيك الاشكال الذي ينتظر العراقيين الوطنيين في نهاية المطاف. فلمن ستقرع الاجراس.؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب


.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا




.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن المقابر الجماعية في غزة وإسرا