الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمشون مشروع فوضى

أياد الزهيري

2016 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


المهمشون مشروع فوضى
المهمشون ظاهره أجتماعيه وتاريخيه بأمتياز , حتى يكاد لا يخلوا منها مجتمع سواء كان قديمآ أو حديثآ , فتاريخنا العربي يزخر بهم , بل ويعج بالكثير منهم فأصحاب ثورة الزنج بالبصره خير من يعبر عن هذه الفئه ولكنها ليست بالوحيده, وعبيد روما وأثنا على نفس الشاكله , وفي وقتنا الحاضر زنوج أمريكا وما تمخض من تهميشهم من حركات هزت المجتمع الأمريكي بقيادة مالكوم أكس ومارتن لوثر , وشرقآ طبقة المنبوذن في الهند والذين يعيشون على هامش الحياة وهم طبقه كبيره, وفي عالمنا العربي الطائفه الشيعيه في مناطق تواجدها تعرضت ما تعرضت له من التهميش والأقصاء وخاصه في العراق حتى حلل عليناعام 2003م حيث تنفست الصعداء , كذلك لا يمكنني الا أن أذكر طبقة الحرافيش في مصر والأخدام في اليمن . طبعآ هذا فيض من غيض التهميش الذي عانى من وطئته الكثير .
ما هو المهمش : المهمش هو ذلك الأنسان المهمل أجتماعيآ وأقتصاديآ والغير مندمج في مجتمعه. والمهمش قد يكون فرد, وقد يكون جماعه أو طائفه . التهميش ظاهره خطره لما لها من أنعكاسا ت خطيره على المجتمع , نفسيآ وأجتماعيآ وأقتصاديآ وحتى أمنيآ , وهو الموضوع الأخطر والأكثر حساسيه الأن .المهمشون هم المنطقه الهشه في النسيج الأجتماعي والتي منها يفقس الأرهاب والمجاميع المجرمه , وهذا بدوره يسبب الكثير من الأرتجاجات والتداعيات الأجتماعيه والسياسيه , وهذا ما تنبه له الأمام علي (ع) عندما قال (لو تمثل لي الفقر برجل لقتلته) لأن الفقر واحد من أهم ركائز التهميش. طبعآ من المفيد أن نشير الى أوربا بسبب ظهور فئه مهمشه ذات جذور مهاجره , لم تندمج بالمجتمع مما جعلها تعيش على هامشه , وتنتابهم مشاعر الدونيه وخاصه فئة الشباب وهذا ما أنعكس على سلوكياتهم الشاذه ومسلكهم الغرائبي ولجوءهم للجريمه ,مما جعلهم لقمه سائغه للمجموعات المتشدده ك(داعش والقاعده) لكي ينفسوا عما في نفوسهم من حالة الأحتقان والرغبه بالأنتقام من المجتمع, كما أن هذه الحركات العنفيه توفر للمهمشين من الشباب أجواء الأنتقال ولو وجدانيآ من مشاعر التهميش والشعور بالدونيه الى مشاعر الفخر والأعتزاز بالذات , مما يغريهم بالأنتقال من حدود الدوله القاطنين فيها الى دولة التمكين التي تسد فراغ الدوله الحقيقيه , وهذا ما شاهدنا من تمزيق البعض ممن أنتمى لداعش لجوازات سفرهم والكيل بالوعيد لبلدانهم الأصليه بالويل والثبور . كل هذه الأمور شاهدناها بالصوت والصوره ,شباب مشحونون برغبة الأنتقام والبحث عن هويه واللهث وراء حلم يقشع من ذاكرتهم ونفوسهم عقد ومعاناة تراكمت عبر الزمن بسبب التهميش والأقصاء والأستبداد ولا نستبعد منها التعليم والتثقيف المنحرف والذي يتخذ من نفوس تشعر بأحتقار الذات موطآ تعشعش فيه.
من المفيد الأشاره لما يحدث في العراق من جرائم أقترفتها داعش هي ما كان لها أن تكون لولا ذلك الخطاب الداعشي الذي يحتوي على كثير من عناصر الجاذبيه والتي تتناغم ونفوس هؤلاء الفوضويون والذين يمثل المهمشون فيهم نسبه لا بأس بها وخاصه الأجانب . وأما القسم الأخر هم ممن خدعوا بخطاب متطرف يقوده البعث الصدامي مصورآ لمن يخدعهم من شذاذ الآفاق على أنهم مهمشون من قبل دوله يحكمها سياسيون من الطائفه الأخرى , وهذا سر أستماتة الكثير منهم , والذي يصل به الشحن الطائفي الى حد تفجير نفسه , وهي تمثل أقصى حالات اليأس في نفوس هؤلاء الحمقى أملآ بالتغير الموعود.
أن ما أشرت اليه أعلاه تؤشر الى ما يحدث في بلدنا من جرائم هؤلاء المجرمين , كذلك أسعى للتحذير عما يمكن حدوثه من ردود فعل لشباب ممن وقع عليهم الأجرام , ولكي نكون أكثر وضوحآ هم شباب الجنوب والوسط , والذي يمثل غاليتهم الطبقه المهمشه في المجتمع والتي توقعت ومنذ زمن بعيد بأنها سوف تقذف بحمم براكينها على الواقع وتدمر كل من يقف أمامها ولكن ما أستجد من أحداث وما وجد من متنفس هو من أخمد رؤوس الفتنه والغضب فيها, ولكن هذا لا يعني أن الأمر أنتهى وأن الخطر قد زال ما دام الأمر لا يعالج وتوضع له الأستراتيجيات لمعالجته . أنا أقرع ناقوس خطر المهمشون بقوه لأنه مشروع فوضى خطر , تتهاوى فيه عروش وتضيع بلدان وتزهق أرواح , لذا يكون من المهم وضع حد لهذه الدوامه اللعينه والتي لم تعالج في الكثير من بقاع العالم , وذلك بالمشاركه الواسعه لأفراد المجتمع وبالتوزيع العادل للمال والسلطه , بالأضافه الى توفير برامج خدماتيه تشمل الجميع في محاوله لرفع الحيف عمن يشعر بالتهميش والأهمال , حتى لا يكون أمامهم مخرج واحد الا وهو حمل السلاح بمحاوله لرفع الحيف عنهم , وهذ ما يذكرني بمقولة الصحابي الجليل أبا ذر عندما قال ( عجبت لمن لا يجد قوة يومه , ولا يخرج للناس شاهرآ سيفه) . طبعآ أن مقولة الصحابي الجليل هو مبدآ يمكن أن يسرى لكل من يشعر بالحيف والتهميش , وأن هناك من يستأثر , وهناك من يشعر بالحيف تحت وطأة الحرمان.
أنها ملاحظات يمكن أن تكون تحت باب أستشراف الحدث وأمكانية التنبأ به على أساس معطيات واقع وتجليات حبلى بالأحداث , وليس لي كلمات أجمع فيها ماقدمت الا ما قاله علي بن أبي طالب (ع) حيث يقول محذرآ (أتقوا الله في عباده وبلاده فأنكم مسؤلون حتى عن البقاع والبهائم).
أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير