الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب المصرى و الثقافة الاستهلاكية

شريف مانجستو

2016 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لقد ظللنا أيام وليالى ننتقد الانظمة بانحيازها ضد الفقراء وأن الرأسمالية تقتل الشعب المصرى . وركزنا فى العديد من مقالاتنا عن مدى القمع النفسى الذى يواجهه الشعب المصرى من عدم وجود سياسة اقتصادية واضحة ، وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار الجنونى والقضاء على حالة التضخم السائدة فى المجتمع المصرى . وتحدثنا كثيراً عن المناطق العشولئية وما يحدث بها من انقطاع للكهرباء وتواجد جماعات من اللصوص مع غياب تام للرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية ، وتحدثنا أيضاً عن معاناة الفقراء فى الريف وفى المناطق الساحلية والمناطق الصحراوية . ولكن دعونا نتحدث اليوم عن الثقافة الاستهلاكية التى يتحلى بها الشعب المصرى . فالشعب المصرى للأسف مُصاب بداء الاستهلاك وخصوصاً السلع الغير هامة . ويظهر هذا جلياً فى المناسبات الدينية وغيرها ، وهذا تحديداً ما نراه فى هذه الأيام ونحن فى شهر رمضان الفضيل . فالجماهير تهرول خلف المحال التجارية لشراء اللحوم والأسماك والحلوى والياميش ، وترى أعينهم وهى مُتطلعة لتلك السلع ، وكأنهم يأكلون لأول مرة .ترى ظاهرة الألعاب النارية مُتفشية فى شوارعنا ، وكأن هذه الألعاب النارية ( البمب والصواريخ ) يحصل عليها الناس بدون مقابل مالى . فالأمر فعلاً يحتاج إلى تحليل دقيق للشخصية المصرية ، ومدى انفصامها عن الواقع ، فهم يشتكون من ارتفاع الأسعار الجنونى ، ثم يذهبون لشراء سلع ترفيهية و مُستفزة !!. ولا داعى للحديث عن مدى التبزير الموجود داخل البيوت المصرية من دعوات للأفطار يتم تكلفتها بآلاف الجنيهات ، ولا يأكل الناس إلا القليل ، والباقى من هذا الطعام يهب للقطط والكلاب غالباً . وظاهرة الفوانيس التى يضعها الناس على بيوتهم وهى مُكلّفة جداً ، فهذا الأامر أيضاً يُشكّل عبأ على كاهل المواطن وعلى الدولة . فلماذا لا يتعاون المواطن مع نفسه ويقوم بالترشيد ؟. ومن هو المسئول عن هكذا حال ؟.من هو المسئول عن إهدار الماء داخل المساجد وداخل المؤسسات العامة والخاصة ؟.يبدوا أن الأمر فى تقديرى يعود إلى عهد الرئيس جمال عبدالناصر ، والذى قدّم منظومة الدعم للجمهور وتركهم بدون تأكييد على ثقافة الترشيد والاهتمام بالوسطية فى تناول أى شىء . فتعود الجمهور على فكرة " الحاكمية للحكومة " أى أن الحكومة هى التى تُدير وتحكُم و تلعب دور الأب و الأم . وتتطور الأمر إلى أن وصلنا بعد الانفتاح فى عهد السادات إلى الرغبة فى الاستهلاك من أجل الاستهلاك ، ولاداعى للإنتاج .فظهرت السلع المُستفزة والصناعات المُستفزة ، واعتاد الجمهور على فكرة النزوع لما يُسمى الرفاهية الغير مُبررة . حتى تطور الأمر وأصبح خطيراً جداً . حيث الفقير لا يسعلا لتطوير ذاته أو حتى الضغط على الحكومة لتغيير وضعه للأفضل ، بل لجأ للتماهى مع الأغنياء ، وقام بتقليدهم وفقاً لوضعه ، وبالتأكيد ظهرت سلع تخلق تقارب ما بين الأغنياء والفقراء ، فالهاتف المحمول أصبح فى أيدى الفقراء أكثر من الاغنياء ، ولا يُفهم من كلامى أننى ضد الثورة التكنولوجية ، ولكننى ضد الاستخدام الكوميدى والهزلى لتلك الثورة . فعندما نجد متوسط دخل أسرة فقيرة لايسمح لها بإدارة شئون تلك الأسرة لمدة 15يوم فى الشهر ، ونجد رب الأسرة لديه هاتف محمول ولزوجته ولأبنائه الصغار ، بل أجهزة مُتقدمة ويخصص لها ميزانية شهرية كبيرة جداً . فأين ترتيب الأولويات لدى الشعب المصرى ؟. فمنذ فترة قابلت أحد الأشخاص القادمين من برلين الالمانية ، وسألته عن نمط الاستهلاك لديهم ، فأكد لى أن الشعب الألمانى يتسم بعشقه للعمل والثقافة ولا يرغب فى الاستهلاك إلا قليلا . فعلينا ان نتحلى بالترشيد قدر المُستطاع . لأن رغبتنا فى التملك والتسوّق ، هى التى دفعت المُحتكرين بابتزاز مشاعر الجماهير و استغلالها لصالح مكاسب ربحية مسمومة . فالحذر من غياب الرُشد لأنه سيقود إلى عواقب وخيمة جداً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس