الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البناء القصصي في شعر حبيب الصايغ

ذياب فهد الطائي

2016 / 6 / 8
الادب والفن


البناء القصصي ..........في شعر حبيب الصايغ

ذياب فهد الطائي

لقد كانت القصيدة الطويلة التي ابتدأ فيها حبيب الصائغ مشواره الشعري تتناول حكاية عنترة بن شداد

تشاغبني البيد في ذروة الوحدة العاقلة
وزوادتي فوق ظهري
وعمري نفق
ظلام تمدد في الوقت ثم احترق
ولا شيء حولي سواي
وظلي ..... يراودني عن نقائي الجريح
ويلفظ باقي الرمق

*****
وحيد أنا
ضائع كالفصول الشريدة
ان الرثاء انتهاء الحضارات
فلتربطوني الي شاهد القبر
كيما اغني
*****

تطلين يا عبل
يحتضر النبض
بين شفاه القبيلة
يخلع وجهك جلد الحريم
ويستيقظ الشبق المدلهم
وينبت في الطين حلم
ويذبل في الجو غيم
وتمتد بين السرات وبين الدخان
جسور من الوهم
هل أنت يا عبل وهم ؟

فالقصة هنا في توجهها العام رمز وظفه الشاعر مستقدما عنترة الفارس والشاعر والبطل الشعبي بديلا عن واقع الثمانينيات الذي ابتدأ بزيارة أنور السادات الى اسرائيل ومن ثم سلسلة الخسائر والانتكاسات العربية ، والشاعر رغم نجاحه من الناحية الموضوعية في التوفيق بين السياق والرمز والواقع ، إلا أنه يطلق حسرة كبيرة وهو يتساءل
جسور من الوهم
هل أنت يا عبل وهم ؟

أي إن الشاعر لم ينظر الى الواقع بيقين جاهز و ظل الشك ماثلا امامه ، وفي تقديري فإن هذا الشك هو موقف فلسفي ربما يجد تفسيره في الدراسة الجامعية الاولية له
وفي القصيدة يتوسع الشاعر متجاوزا عصر عنترة ليدخل التاريخ العربي الذي (يسبح ) خارج بحار التاريخ ليقول
السعاة الملاعين
قد أدمنوك
الصناديق
قد أدمنتك
الطوابع
ختم الحكومة
ثم يتابع بمرارة قاسية فيقول :
أيا عبل
لابدمن ليلة للخيانة
فالفجر ليس له موعد

وتكتمل الصرخة المفعمة بالمرارة القاسية
ومات النهار
تعالي نخون
تعالي نخون
تعالي نخون
تعالي نكون

انها صرخة الاحباط المحتج على الواقع الذي تمر به الامة احباط العقل العربي

أتيت ولم أر احياء في الأحياء
وذبحت مرارا وأنا أحصي الأسماء

وقد وجدت وأنا في موضوع التكرار عند الشاعر أنه كرركلمة الموت في قصائد مجموعته الكاملة الصادرة في عام 2012 بجزئيها ،149 مرة (كما سيرد لاحقا )

إن توظيف القص عند الصايغ يتماشى والاسلوب الحداثي الذي اعتمد على :

1/1-أحادية الصوت

فالشاعر هو الراوي وهو المحاور وهو الذي يقف وراء القناع متحدثا بصوت عنترة ، فاضحا الواقع الذي يرفضه ويسخر منه ومحرضا على تغييره

أوقفني مخبر عند بوابة السجن
ما كان عندي كتاب
وما كنت احلم

والشاعر خلف قناع عنترة يقدم صورة تنضح بالمرارة والسخرية ،فعند باب السجن يوقفه المخبر !! وباب السجن هنا هو باب الوطن العربي ، والمخبر يفتش عن كتاب ...وهو فعل يستهدف الثقافة الحرة ....ويفتش عن حلم ربما يخفيه الشاعر /عنترة ...حلم في الحرية والانعتاق والدخول في حركة التاريخ الانساني.

2/1-الدخول في قصص جانبية ،تماما كما في عمليات السرد الحديثة، ففي (هنا بار بني عبس ،الدعوة عامة ) نجد الكثير من هذه القصص الجانبية

كنت ابن ماجد ساعة القى الشراع
ففر القراصنة العاشقون
الى حبة القلب
واقتسموا فيئها
***
صبرا قليلا
فإن المكارات تغلق أبوابها
بعد حين
وإن الموانئ تغرق في البحر
صبرا قليلا
وسوف تكن غذاء سمينا لخلفان

3/1-استخدام الحوار

من المعروف ان الشاعر العربي القديم قد استخدم الحوار في القصيدة ، وربما يكون احسن مثال على هذا المنحى ما جاء في عدد كبير من قصائد عمر بن أبي ربيعة ،

وآخر عهدي بالرباب مقالــــها ألست ترى من حولــــــــــنا فترقبا
من الضوء والسمار فيهم مكذب جرئ عليــــــــــــنا أن يقول فيكذبا
فقلت لها في الله والليل ســــــاتر فلا تشعبي إن تسألي العرف مشعبا
فصدت وقالت بل تريد فضيحتي فأحبب إلى قلبي بها متغضـــــــبا

ويرى الشنطي (إن المزاوجة بين الغنائية والدرامية في النسق التعبيري للبناء الشعري تعد حداثة شعرية استطاعت أن تلغي المسافة بين الذاتي والموضوعي؛ حيث أصبح الموضوع "هو الحركة الداخلية التي تقسم الذات وتعيد توحيدها، إذ يلجأ الشاعر إلى الحوار المنكر للأطراف الذي يأتي على شكل تداعيات داخلية تقسم الذات على نقيضين متحاورين)
وعلى الرغم من أنه من حيث المبدأ يمكن اعتبار كل (خطاب /نص ) هو حوار ولكن البنية التركيبية للحوار الحديث توسعت في المفهوم وفي الدلالالة
ويقوم الحوار في قصيدة الصايغ على :
1-تداخل الاصوات في القصيدة الواحدة ، كما في قصيدة (التصريح الاخير للناطق باسم نفسه ) ، حيث يتنوع الحوار ويتشابك ..الراوي ....وقاضي محكمة العدل الدولية في لاهاي

يعاشرني الغيم في الليل...يسألني الستر
فهو يخاف من الذبح ثم يسافر عني ،
ويقطع عني المكاتيب والماء ...يذبخني
القحط ...
......
قال القاضي : انك مذنب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با