الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقترح تبديل كلمة (العلمانية) الى (التنويرية )

سلمان رشيد محمد الهلالي

2016 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مقترح تبديل كلمة (العلمانيه) الى (التنويريه) ...........
دعا المفكر المغربي (المعرفي ظاهرا) و(القومي باطنا) المرحوم محمد عابد الجابري الى اختيار مفردة (الديمقراطي) بدل كلمة (العلماني) لوصف النظام السياسي والاجتماعي او وصف الافراد والكتاب الذين يتبنون المفاهيم التغريبيه والتحديثيه , ويدعون الى فصل الدين عن الدوله , بدعوى ان كلمة العلمانيه قد تعرضت للرفض والتشويه في العالم العربي والاسلامي , واصبحت مرادفه للالحاد وانكار الدين , وبالطبع ان هذا الاختيار غريب وغير موفق , لان دلالة الديمقراطي تختلف عن دلالة العلماني كليا رغم بعض دعوات التلازم بينهما .... والذي اقترحه وادعو له (ان كان لي موقع من ذالك ) ان يتم اختيار كلمة (التنويري) بدل كلمة (العلماني) لوصف الافراد والكتاب والمثقفين والمتعلمين الذين يطالبون بفصل الدين عن الدوله وتبني المفاهيم العقلانيه والعلمانيه في الانظمه السياسيه والاجتماعيه والثقافيه في المجتمعات العربيه والاسلاميه المتاخره , ليس بسب تعرض كلمة العلماني للتشويه من قبل رجال الدين التقليديين والمتعصبين واتباع الاسلام السياسي فقط , لان هذا التشويه قائم لامحالة , وهو حاله طبيعيه من صراع المفاهيم بين التوجهات التقليديه والمنطلقات التحديثيه , وهو الجدل الطبيعي القائم على التناقض بين التيارات الفكريه الذي سيفرز يوما ما النمط الاصلاحي المتوازن و المعتدل , وانما يرجع الى ان اختيار مفردة او كلمة (العلماني)في هذه المجتمعات المتاخره او المتخلفه كان خطا تاريخيا ومنهجيا , لان هذه المجتمعات في الاصل لم تمر بمرحلة التنوير وانتقلت مباشرة من جيل النهضه (الافغاني والنائيني والشهرستاني والبستاني والكواكبي وعبده والتونسي وغيرهم) الى التوجهات العلمانيه المتطرفه -- وحتى الالحاديه -- والثوريه كالماركسيه والقوميه والوجوديه وغيرها , فاوربا والغرب بصورة عامه انتقل من النهضه (التي اكتملت في القرن الخامس عشر) الى التنوير (في القرنين السابع عشر والثامن عشر ) الى الحداثه (في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ) ثم بشر بعض الفلاسفه والمفكرين بعالم مابعد الحداثه امثال (فوكو وليوتار ودولوز وغيرهم) فيما اننا في العالم العربي والاسلامي لم نمر بمرحلة التنوير التي كان من المفترض ان تصادف في القرن العشرين (على اعتبار ان النهضه بدات عندنا في القرن التاسع عشر ) , وذالك بسب انحسار الليبراليه التي تسمح بانتشار التنوير في هذا القرن , بعد انتشار الفاشيه والنازيه والشيوعيه , وبما انا كنا نقلد الغرب في كل شيىء , فقد تبنينا تلك التوجهات العلمانيه المتطرفه واقصينا النمط التنويوي والليبرالي ......فيما ان التنوير (بحسب فهمي لمقالة الفيلسوف الالماني (كانت) مالتنوير التي نشرت عام 1784 ) هو تنوير الدين واستخدام العقل في التفسير والتحليل , وعدم الخضوع لااجتهاد وتفكير رجل الدين , بينما وجدناان التيارات العلمانيه الوافده في القرن العشرين , اعتمدت منهجية القفز على الدين , وتبنت نمط الالحاد صراحة , واعتبرت الدين مرحله من مراحل العقل – بحسب الفهم والتفسير الماركسي -- تجاوزته البشريه بفضل التطور والتقدم , ولكن ظهر لنا (وخاصة في المجتمعات العربيه والاسلاميه ) ان الدين يشكل بنيه من البنى الفاعله في العقل , ولايمكن بالتالي تجاوزه والقفز عليه , والافضل بدلا ن ذالك عقلنته وتنويره وتطويره , وهو الامر الذي حصل في اوربا خلال عصر التنوير... اذن ادعو الاخوه الذين اختاروا مفردة او كلمة العلمانيه الى اختيار كلمة التنويري بدلا عنها . في الكتابات والعناوين لانها الاصح في التعبير عن المراد والمآلات الذي تحتاجها المجتمعات المتاخره في هذا الوقت , لاسيما بعد انبعاث الحركات الاسلاميه الجهاديه والارهابيه و (المكبوت الديني ) , التي هى احدى افرازات ونتائج المنهجيه الاقصائيه ضد الدين الاسلامي , التي قامت بها الانظمة الثوريه والايديولوجيه القومية في العالم العربي , والتي تنبا بظهورها المفكر الامريكي (هنتغنتون) في كتابه (صدام الحضارات ) واسماها (انتقام الالهه ) ...............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي