الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للطفل في يومه العالمي

صبحي مبارك مال الله

2016 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تحية للطفل في يومه العالمي
إسترعى إنتباهي فديو يوتيوب إستغرق دقائق ، عرضه الأستاذ كمال يلدو مقدم برنامج أضواء على العراق من خلال الفضائية الآرامية ، حيث شاهدت ثلاثة أطفال وهم يهتفون (خبز ، حرية ، دولة مدنية ) في مكان قريب من ساحة التحرير التي أصبحت رمز لتجمع ومحتجي التظاهرات الشعبية والجماهيرية الكبيرة في بغداد العاصمة، كانوا آولئك الأطفال يعبرّون بحماس عن الصوت المدوي الذي يطالب الرئاسات الثلاث بلإصلاحات ومكافحة الفساد ، كانوا يرددون الشعارات عدة مرات (خبز ، حرية ، دولة مدنية ...جمعة بعد جمعة والفاسد نطلعّة ) لقد كان هذا النموذج البسيط يطالب بالنيابة عن أطفال العراق بحصته من الإصلاحات التي بالتأكيد تؤثر عليه وتحقق آماله وتحميه، لقد كان ظهور الأطفال مع آبائهم وأمهاتهم وهم يحملون الأعلام العراقية في التظاهرات السلمية منظر مثير ومؤثر. وفي يوم الطفل العالمي نستذكر ونستعرض وضع الأطفال في العراق ، وبداية نقول إن يوم الطفل العالمي أقره مؤتمر باريس للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والمنعقد في تشرين الثاني عام 1949م حيث أُحتفل به لأول مرة في الأول من حزيران (يونيو ) عام 1950 (الموسوعة الحرة ) ، وبعد ذلك تبنت الأمم المتحدة اليوم العالمي للطفل ، فأوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1954 ، بأن يقام يوماً عالمياً للطفل وأن يكون يوم للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين اطفال العالم ، وأصبح الخيار للدول في تحديد اليوم الذي يناسبها ، حيث نجد كل دولة أو مجموعة دول حددت لها أيام في معظم أشهر السنة ولكن المعروف عالمياً هو الأول من حزيران من كل عام .
وعند إستعراض أوضاع الأطفال في العراق ، من خلال التقارير والدراسات التي قامت بها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية سوف نلاحظ أن أطفال العراق تعرضوا إلى نكبة ومأساة كبيرة ، فهم ضحايا الحروب والإرهاب والرعب والعنف والنزوح من المدن والقُرى ، حيث لم يعيشوا طفولتهم كما يجب ، لقد عانوا من اليتم والتشرد والأمراض والجوع والحرمان من أبسط حقوق الطفل خصوصاً التعليم فضلاً ، عن القتل المباشر وغير المباشر لقد قُتلت فيهم الطفولة قبل أن يقتلوهم .الطفل مرآة للفرح أو للحزن ، فأذا كان الطفل الذي يعيش في ظروف إعتيادية يبكي على لعبة ، فلأطفال العراقيين الذين يعيشون ظروف الحرب والإرهاب والتفجيرات يبكون من معاناة الجوع والبرد في الشتاء والحر في الصيف ، وعندما ننظر إليهم نجدهم فاقدي الكساء حُفاة ، وصحتهم مُعتلة وهم بنفس الوقت إيتام فاقدي الأب أوالأم أوالأثنين معاً ، ينتابنا الحزن ونتسائل لماذا وصل الحال بأطفالنا الأبرياء إلى هذا المستوى؟. لم يحتفظوا الأطفال بطفولتهم عندما أستغلهم تنظيم داعش الإجرامي وحولهم إلى إنتحاريين وقنابل متفجرة دون أي رادع إنساني ، أو عندما يستغلون الصغيرات والصبايا عند إحتلال المدن والقُرى . لقد ذكرت لجنة المرأة والأسرة والطفولة النيابية في تقرير لها بأن وضع الطفل العراقي أسوأ مما تصفه الدراسات والحكومة تتحمل التقصير، وذُكر أيضاً بأن هناك واحد من كل ستة أطفال أصيب بسبب الحرب مقارنة بواحد من كل خمسين طفل مصاباً في العالم .كما ذكرت منظمة أطفال الحرب children of war المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال حول العالم، بأن وضع أطفال العراق يمثل واحدة من أكبر الأزمات المهملة في العالم ولخصت الوضع بما يلي، إزدياد أعمال العنف ، تراجع المتوسط العمري المتوقع للطفل ،تراجع المستوى التعليمي ، لاتوجد رعاية كافية ،منذُ كانون الأول تم قتل 692 طفلاً وشاباً وأصيب 1976 آخرون في أعمال العنف ، إستغلال الأطفال حتى سن 14عاماًفي تنفيذ هجمات إنتحارية، 25% يعانون إضطرابات ما بعد الصدمة ، تراجع في المستويات التعليمية .
الأطفال يشاركون في الحرب ، كما تشير التقارير الصادرة من منظمات حقوق الإنسان ، بأن الأطفال يجندون للمشاركة في الحرب فتنظيم الدواعش يجبر الأطفال في المناطق التي يحتلها على حمل السلاح والتدريب العنيف وكما وردت المعلومات عن معركة الفلوجة ، وكذلك تقوم بعض فصائل الحشد الشعبي على تدريب الأطفال وزجهم في القتال وكما شاهدت ذلك في أحدى معارك الفلوجة حيث كان المراسل يقابل أحد الأطفال المصاحب لأبيه .
من خلال متابعة معركة تحرير الفلوجة من قبضة الدواعش ، شاهدنا العوائل التي أستطاعت الهروب من جحيم المعركة عبر ممرات آمنة أستطاعت القوات المسلحة العراقية تأمينها لهم ، شاهدنا والألم يعصر القلوب ، العشرات بل المئات من الأطفال في حالة رعب وخوف ، يهرولون مثقلين بالأغراض البسيطة بإتجاه الجنود العراقيين و هم يصرخون (رحمة الله على والديكم) وبأنفاس متقطعة وعيون دامعة ، لم يصدقوا بأنهم بقوا أحياء وكان الظاهر على محياهم الجوع والألم والقهر النفسي ، أنه مشهد مخيف ، مشهد الطفل الخائف المرعوب .
إتفاقية حقوق الطفل : هي ميثاق دولي يحدد حقوق الأطفال المدنية السياسية ،الإقتصادية والثقافية ، تراقب تنفيذ الإتفاقية لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة المكونة من أعضاء مختلف دول العالم . صادقت غالبية الأعضاء في الأمم المتحدة على الاتفاقية بشكل كامل أو جزئي وقد وافقت الأمم المتحدة على إدراج الإتفاقية ضمن القانون الدولي في 20 تشرين الثاني /نوفمبر/1989 وقد دخلت حيز التنفيذ في 2أيلول /سبتمبر/1990 تحتوي الإتفاقية على 54مادة مع ملحق يشمل برتوكلان تبنتهما الجمعية العامة في آيار /مايو /2000م برتكول بشأن إشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة ، وبرتكول بشأن بيع الأطفال وإستغلال الأطفال في البغاء وفي المواد الإباحية. والإتفاقية تشمل تعريف الطفل ، والحقوق الأساسية وغير الأساسية والحماية والإلزام . وتؤكد الإتفاقية على أنها منطلقة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . كما نضيف بأن هناك الآلاف من الأطفال يعملون وهم في سن صغير تاركين مدارسهم لغرض إعالة عوائلهم وهذه مخالفة دستورية وقانونية ولكن ماذا تعمل العوائل التي فقدت معيلها ، نرى الباعة الصغار منتشرين على الأرصفة في المدن ، والشباب دون السن الثامنة عشر يهاجرون من مدنهم الصغيرة إلى المدن الكبيرة .
الملاحظ إن معظم الدول التي توقع على الإتفاقيات والمواثيق وخاصة التي تعني بحقوق الإنسان لاتطبق هذه الإتفاقيات بل تعمل على الإلتفاف عليها . ولهذا يتطلب النضال من قبل الشعوب بأحزابها الديمقراطية ومنظماتها المدنية أن تدافع عن هذه الإتفاقيات وعدم السماح بإختراقها . أن حقوق الطفل في العالم والدفاع عن هذه الحقوق هو واجب أممي .كما نلاحظ أن معظم الدول العربية لاتلتزم بهذه الإتفاقيات وأن ما يجري للأطفال في الدول العربية وخصوصاً البلدان التي تخوض حروب مع الإرهاب وفي مقدمتها العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ، أمرمريع وأعتداء على حقوق الطفل العربي والأطفال المتواجدين في المناطق الإقليمية وهي أيران وتركيا والجزيرة العربية ودول الخليج العربي .
الآن في العراق أكثر من أربعة ملايين من النازحين بضمنهم الأطفال ، يعيشون حياة صعبة محرومين من أبسط وسائل الحياة معظطهم يعيشون في خيم معرضين للأمطاروالبرد شتاءً والحرصيفاً ، تفتقد لأبسط الخدمات بالرغم من المساعدات القادمة من الأمم المتحدة . الأطفال حُرموا من الدراسة والحياة الهانئة ونتيجة لذلك سوف يظهر جيل أوأجيال تذكرنا بنكبة الشعب الفلسطيني . أن الوضع الأمني المتفجر وإحتلال المدن من قبل الإرهابيين وعصاباتهم وقتل الشيوخ والنساء والأطفال والرجال بسبب السياسة الرعناء للكتل السياسية الإنانية ، الكتل التي سارت على طريق المحاصصة الطائفية والإثنية والقومية بعيداً عن طريق المواطنة والوطن ، متمسكة بمكاسبها وفسادها ، فهي تتحمل المسؤولية الأولى وكذلك القوى الدولية والإقليمية المعادية لوحدة أرض وشعب العراق .
مع التحيات لكل أطفال العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات