الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشارات نقدية حول حاكمية العقل الاسلامي العراقي المعاصر.

وليد عبدالله حسن

2016 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحاول ان أذكر بعض النقاط النقدية السريعة حول العقل العراقي الاسلامي المعاصر وهي كمايلي:ـ
-حول العقل الاسلامي السني العراقي الذي يمارس اكثر ذكاءة في تحويل الفرح في اي مناسبة الى سخرية دائمة وتحويل المصيبة الى مؤامرة مقصودة بحقه ، وكذلك العقل الاسلامي الشيعي العراقي ذكي بشكل فني وتراجيدي في تحويل الحزن الى واقعة والواقعة الى مصيبة والمصيبة الى نص مقدس يتعّبد به مادام حي يرزق.
-والعقل الاسلامي السني العراقي يتعّبد في تطبيق الشهادة ويبالغ في تدمير الاخر وتطبيق كل النصوص العنفية بحقه ،ويسعى عقائديا الى تحقيقها تقربا الى الله وأنجاز الأصالة والشرف العروبي ، لكن العقل الاسلامي الشيعي العراقي يحب ويعشق الشهيد كذات ويقدسه ويحوله الى رمز مقدس، ويتباهى في الانتماء الى الشهيد كونه حقيقة متعالية، وباب للشفاعة ،والتقرب الى الله وحلم كل متدين شيعي ان يكون معمم( طالب علم) او سياسي ديني او شهيد او الجميع ،وذلك الفوز العظيم.
-والعقل الاسلامي السني العراقي يسعى الى جلد الاخر وتصفيته وأضطهاده وتحقيره واستعباده وحيازة كل شي على حساب الاخر، لانهم الاكثرية في العالم الاسلامي ولهم الاحقية الاولى في حيازة الحقيقة المقدسة.
-واما العقل الاسلامي الشيعي العراقي يسعى الى جلد الذات، واضطهاد نفسه ،وتصفيه الاقرب والاقرب من ملته، والتعالي الفارغ وحيازة الحقيقة ،والهوس في مطالبته بالحقوق التي لايعرف منها سوى حقوق ممارسة الطقوس و الشعائر الدينية، والمطالبة في حرية العقيدة والايمان حتى لو كان يعيش في سجون مؤبدة.
-واما العقل الاسلامي السني العراقي لايقبل بغير السلطة بديلا في الحياة،ولا يقبل بغير الحكم العسكري او القومي او الديني العشائري بديلا، ويمارس بلذه فائقة قتل الاخر المختلف وبتشفي يثير الاشمئزاز اكثر الاحيان.وكذلك العقل الاسلامي الشيعي لايقبل بغير المعارضة والمظلومية والقدرة والصبر العجيب على حفر وتهديم جبال من سلطة الاخر المختلف عقائديا وبأبرة صغيرة،واما اذا استلم السلطة و الحكم لايهتم بتطوير نفسه وخدمة بلده بقدر مايسعى لترضية كل الاطراف وتدميرهم في نفس الوقت، والاستمرار في رعاية حكم الاغبياء وتصفية الاذكياء، وممارسة كل انواع السرقة والفساد والصعود على جثث أبناءه ومنحهم صفات الشهادة المقدسة والحياة المؤجلة فقط.
-والعقل الاسلامي السني يصنع قادة عسكرين لايفهمون اي شي عن الحياة المدنية و لايقدرون ماهو انساني ويعتبرونه دلالة على الضعف، ويتسابقون في ممارسة الزهو والتفاخر في صناعة الحروب و التحديات التاريخية البطويلة الفارغة من اجل ان يشار لهم بانهم يتشّبهون بشخصيات تاريخية مقدسة تمثل البطولة والشجاعة والعسكرية والعروبة حتى لو كان على حساب التضحية بأنفسهم و كل أبنائهم من نفس الطائفة،المهم ان تبقى راية العز والكرامة تتمثل في الشعار الديني والقومي والعشائري والمذهبي والتفاخر الشخصي.
-واما العقل الاسلامي الشيعي يصنع قادة بارعين في النضال الطويل الأمد، وخاصة في بداية مشوارهم هم عبارة عن امثلة ملائكية كبرى، وعبارة عن مناضلين شرفاء، ومؤمنيين أبطال، وثوار شجعان لكن المصيبة الكبرى ينتهون الى زعماء مقدسين ومطهرين ولايمكن نقدهم او مسهم او حتى الاعتراض عليهم، وهم عبارة عن ثيران متوحشة تنطح الجميع بدون ذرة أخلاق ،وأكثرهم سراق محترفين في الباطن واتقياء في الظاهر، ويساهمون في نشر اليأس والتذمر والقلق والحسرات وتضخيم الندم في قلوب أبناء ملتهم وزيادة الترحم على الدكتاتورية التي ناضلوا على الاطاحة بها.
-لهذا:ـ يسعى العقل الاسلامي السني وبجدارة قل مثيلها على التباهي في خسارتة لكل شي من أجل هدف واحد هو خراب العراق بالجملة اذا لم يكون هو السيد والحاكم المطلق مع الشرط الاهم أن يبقى الشيعي هو العبد المطلق،وأما العقل الاسلامي الشيعي مستعد ان لايربح اي شي من أجل عدم رجوع اي قائد سني حتى اذا كان شريف ومخلص يحكم العراق من جديد، ولو تغرق كل السفينة بكل ماتحمل من الثروات والعباد، وحرق كل شي بفحر وجداره.
-أذن:يمكن أن نقول بأن العقل السني والعقل الشيعي أتقفا، وبشكل غريب هذه المرة في السعي الى تدمير الوطن والثروات والحياة والانسان في العراق من أجل أن لايربح أي طرف منهم أي شي، وان يخسر الجميع كل شي من أجل لاشي .
-أذن:ـ يمكن تعريف غباء العقل الاسلامي المعاصر اليوم والذي يتمثل في هذا التعريف البسيط وهو:- ان يخسر العامة كل شي ويربح الخاصة كل شي ،وفي النهاية لايربح اي طرف اي شي سوى الخسران المبين للجميع رغم وجود وتوفر كل عوامل الربح والنجاح وبسهولة فائقة.
-وأخيرا:- البحث عن الحلول ربما هي للوهلة الاولى تبدوا سهلة وشبه أمنية بسيطة جدا، لكنها عبارة عن حلم بعيد ومعقد وصعب المنال ،لان هذ العقول الاسلامية خاصة وفي العراق اليوم تمتّهن الغباء المقدس في حكم نفسها بشكل خاص وحكم العراق بشكل عام.
لكن اذا أردنا الوصول الى الطريق الصحيح الذي يجب ان تتفق عليه كل هذه العقول الأسلامية من كل المذاهب والملل والنحل والعناويين هو السعي في البحث عن حلول خارج دائرة ثقافة الاديان، والسعي الى التجريب والتصّديق بأن ((العلمانية الحديثة)) هي الحل الواقعي لكل مشاكل العراق، وهي التي يجب أن يطالب بها الجميع من أجل الحفاظ على الإنسان العراقي من الانقراض، والوطن من الضياع ،والحياة من التعاسة، وخلاص عقائدهم من الهلاك القريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53