الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الوحيد للتنوير والحداثه

سلمان رشيد محمد الهلالي

2016 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الطريق الوحيد للتنوير والحداثه
الرئيس الايراني السابق صاحب التوجهات الاصلاحيه والثقافيه محمد خاتمي (1997 –2005) رغم انه يكيل المديح لليبراليه في كتابه (مدينة السياسه ...) ويعتبرها اقرب الى الطبيعه الانسانيه , الا انه اخطا في طرحه نظرية امكانية تطوراوتقدم البلدان والمجتمعات الاسلاميه او العالم الثالث عموما بغير الطريق او المنهج العقلاني الذي سارت عليه الدول والمجتمعات الغربيه او الحضاره الغربيه الحاليه .....بمعنى ان خاتمي يعتقد ان بان طريق الحداثه والتنوير والليبراليه الحالي المعتمد في البلدان الغربيه ليس الطريق الوحيد للتقدم والتمدن والتطور .... وانه يمكن للمجتمعات الاسلاميه وغيرها ان تختط لنفسها طريقا متفردا او مختلفا للتطور ... ولاحاجة الى القول ان هذا الكلام ليس واقعي او عقلاني فحسب , بل هو كلام ايديولوجي يريد الايحاء بامكانية اتخاذ الايديولوجيات والهويات الفرعيه سواء اكانت اسلاميه او غيها مسارا خاصا للتطور والقدم ...نعم ان الليبراليه لها القابليه باحتواء وتحديث الهويات الفرعيه وحتى فوى ماقبل الدوله , ولكن ضمن خطوات اصلاحيه تدريجيه ...... وسبق ان رفض الكثير من المفكرين العرب وابرزهم المفكر السوري جورج طرابيشي وجود طريق ار مختلف للتحديث والتنوير والعقلانيه غير الطريق الذي اختطه الغرب او مانتجه العقل الغربي على اعتبار ان ذالك يورث الازدواجيه ..... ان مانريد ان نقوله لمن يريد تبني طريقا خاصا او مختلفا للحداثه والتقدم ..... ان الحضاره الغربيه الحاليه ليست ( اختيار) بل هى (قدر) لامناص منه ويجب الخضوع والاستسلام له كليا , وان الامم والايديولوجيات والاديان والمذاهب والدول التي لاتتكيف مع هذا الواقع فان مصيرها الانقراض , مثلما انقرضت النازيه والفاشيه والشيوعيه (والاسلاميه السياسيه في طريقها للانقراض ايضا).... وان الطريق للتقدم والتطور الوحيد هو الطريق الذي صنعته الحضاره الغربيه اوما اخترعه العقل الغربي الحديث
ان من اهم اسباب عدم تبني المجتمعات العربيه والاسلاميه للحداثه والحضاره الغربيه هو استقبالها (بوجه عابس) وليس بوجه ضاحك ومستبشر , كما فعلت باقي المجتمعات الاسيويه والافريقيه والامريكيه الجنوبيه في العالم , وهذا يرجع الى سبب اساسي وهو (الكبرياء الفارغه) , فالمسلم والعربي – بحكم الموروث الديني والبدوي – يعتقد ان نفسه افضل واطهر واحسن الناس مكانة وعزة وشرفا ودينا , و يعتبر الغرب المسيحي هو الكافر والنجس والمعادي تاريخيا ودينيا (واخرها الحروب الصليبيه) بمنزلة الادنى منه دينيا واخلاقيا وطهارة وشرفا , فكيف تغير الزمان ودارت الايام , واصبح هذا المسلم متلقيا وتلميذا وتابعا ثقافيا ومعرفيا وسياسيا لهؤلاء النصارى الكافرين ؟؟؟عندها اصيب العربي والمسلم بصورة عامه مااسماه فرويد ب(الجرح النرجسي) الذي يصيب الهويه والكينونه بالصميم , جراء تلقيها صدمة معرفيه كبيره , او نقدا وجوديا هائلا , فكان الحل الاوحد عنده الادعاء كذبا وزورا بان ماجاءت به الحضاره الغربيه موجود في التراث الاسلامي !!!!!!! فقام من جراء ذلك بعملية انتقاء لمكتسبات تلك الحضاره , فاخذ المنجزات الماديه والتكنولوجيه وترك المفاهيم الفكريه والثقافيه والانماط السلوكيه المدنيه , واصبح يعيش الازدواجيه , فمن جانب يعيش الانبهار والاعجاب بهذه الحضاره العظيمه , ومن جانب يعيش الاحتقار والاستهزاء والسخريه منها ( والاحساس بالنقص و الدونيه قد يورث احساسا وهميا بالعظمه ) كما يقول فرويد ... وهو مايعيشه العرب والمسلمين منذ عصر النهضه في القرن التاسع عشر....... .. وحتى اليوم ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر


.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري




.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد


.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ




.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف