الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثامنة /نوافذ دائرة الطباشير

ذياب فهد الطائي

2016 / 6 / 12
الادب والفن


نوافذ دائرة الطباشير
رواية
الحلقة الثامنة
ذياب فهد الطائي


يوم ولادتها حدث امران ...أعلن التلفاز في غرفتها أن (الكلي المعرفة ) تم اعلان جنونه رسميا ،وترك القطة الشامية عند باب خشبي في محلة الفضل ببغداد ...وبدت فراشة ملونة تجاهد في الدخول الى الغرفة فتصطدم بزجاج الشباك الذي تم تنظيفه بعناية فائقة
قالت :ربما يحتاج الامر الى تفسير ....(الكلي المعرفة ) يصاب بالجنون فيما ترف الفراشة حول الشباك .....
حين توجهت بنظرها الى التوأمين ،كانا يتطلعان الى بعضهما فيما لاح في نظراتهما لؤم غريب وكأنهما يتواطئان
قال الرجل :هل تعتقدين انهما يعرفانه ؟
قالت المرأة :لم أعد اعرف شيئا ...ساعد الفراشة على الدخول فقد نعرف منها.

بدت الفرشة سعيدة وهي تصفق بجناحيها عبر الغرفة المفعمة برائحة الدواء وبقايا الطعام في الصحون المركونة الى الحائط ، فيما أخذ التوأمان يبتسمان بحبور ،قالت الفراشة ... لنلعب في الممر !...تبعها التوأمان بفرح غامر محدثان ضوضاء ناعمة وهما ينسلان من سريرهما
قال الطبيب المناوب :لابد ان تخرجوا جميعا...لم تعد هناك من حاجة لبقائكم في المستشفى ...ستفسد الفراشة كل شيئ ....والكلي المعرفة أخرج من المستشفى الى السجن ...والفراشة تعرف ذلك لأن بريمر هو من اخبرها حتى قبل ان يأمر بإعلانه على التلفزيون العراقي
قالت المرأة :لم يعد الامر مهما
قال الرجل :من الافضل أن نذهب جميعا الى البيت
قال التوأم الاصغر :لن يكررها بريمر اللئيم
قالت الفراشة :انتبهوا ...الرغبات تتخفى وراء ضباب مبهم
لم يعلق احد
في الطريق ظل سائق سيارة الاجرة مبتسما
قالت المرأة : لاارتاح للرجل الأحول
قال الرجل :خلقة الله
قالت المرأة :اشعر انه يعريني ...عيناه تنظران باتجاهين مختلفين ،الاول الى الخارج والثاني الى الداخل
قرص التوأم الصغير أخيه الذي كان ينصت باهتمام فصرخ بغضب :انت وبريمر في جهنم
قال الصغبر :اية جهنم ؟...الحمراء ام الصفراء ؟
رد الكبير :الحمراء بلون وجهك الغبي

عند الباب كانت الغزالة تتطلع نحو السيارة بلا مبالاة وهي تدفع الكلب بالرجل الخلفية اليسرى
قال السائق :هل اساعدكم بحمل الطفلين الى الداخل ؟
قال الصغير:وهل تضمن انك ستصعد درجات الباب ؟
قالت المرأة :لا
كانت تتشائم من حوله فيما بدأت تقرأ ((قل أعوذ برب الناس ....))
اشعل الرجل الشمعة الوحيدة
لم يزرهم احد من القرية ، كان الجميع مشغولين بتفحص الجنود الأمريكيين الذين يتوددون بعصبية ويقدمون قطع البسكويت للأطفال
قال التوأم الصغير :لن اتناول البسكويت الامريكي
التفت الى أخيه ...وتابع هل ستأخذه ؟
-:لست جائعا
قال التوأم الكبير :سيعرضون الليلة (الكلي المعرفة )
-على التلفاز. ..هل سنشاهده ؟
قال الرجل –لا
قالت المرأة –كانت زوجته تقضي النهار باللعب معي ، ولكنها لم ترغب برؤيتي حينما زارت القرية قبل عامين!!!!!
قال التوأم الصغير-انا لم أره ....سأبقى وحدي
قال التوأم الكبير –سأكون معك
قالت المرأة –التلفاز لايعمل ...الكهرباء متوقفة !
قال الرجل :اللعنة .....سيعرضون (الكلي المعرفة ) مساء
قال التوأم الصغير :سأراه
قال الرجل :كان منذ الصغر شريرا ...انت تذكرني به ...
لمعت عينا التوأم الصغير بعدوانية وهو يضع السكين التي كان يقلّم بها رأس الغصن الجاف الذي يعمل على أن يصنع منه سهما للقوس الذي نزع من أجله الشريط المطّاطي من (لباس )ابيه الابيض الطويل
قال الرجل :ستذهب الى الملا
قال التوأم الصغير :ليذهب اولا ابنك الكبير ...ربما سأتعلم منه !

أضاءت الشاحنة الامريكية التي وقفت في أول الشارع ،الامتداد المستقيم ، وحفزت الصبية الى الخروج مستطلعين فيما كانت امهاتهم يحاولن بجهد شاق منعهم

وقفت الغزالة على قائمتيها الخلفيتين تتطلع من فوق السياج الى التوأم الصغير بارتياب ،شيء من القلق ساورها ،سألها الكلب الى ماذا تنظر ، ولكنها لم ترد ، قفز الكلب فوق السياج ولكنه لم يتمكن من التوازن فوقع،
قالت الغزالة :علينا ان نعود الى الصحراء !
قال الكلب : الامر لا يعنيني فهم لا يأكلون الكلاب
قالت الغزالة :ولكنهم يتلهون بتعذيبها
قال جندي امريكي اسود :نعم لقد خبرت ذلك
قال الرجل :اسمعي ...عليك ان تنتبهي الى إبنك ...كان الكلي المعرفة في الصف الاول الابتدائي يتلهى بتعذيب التلاميذ ...وقد عرفت لاحقا انه يتعلم ...
قالت المرأة :اسرع فهم يعرضونه !

توقف الرجل مبهورا ،كان (الكلي المعرفة ) يتطلع بعينين زائغتين لا تركزان ،وبدا كأنه يمشي نائما فيما يلفه ضباب متقطع يخفي معالمة التي شاخت خلال الاشهر الثلاث التي قضاها مختفيا
قال التوأم الصغير :لن اكون مثل هذا!
قالت الام :اعوذ بالله من شر ما خلق...لن تكون !
قال الرجل :من يصدق
قالت المرأة :السمكة في النهر تسبح بكل الاتجاهات ولكنها تتصرف ببلاهة في الصندوق الزجاجي
قال الرجل : ماذا
قالت المرأة :كان يصطدم بجدران الحوض الزجاجي ولكنه لم يدرك ان هذا سيقوده الى الجنون
قال التوأم الكبير :لن العب معه
قالت الام :افتح الباب ، شخص ما يلح بالطرق
كان جنديا امريكيا يضفي عليه شحوب المساء انطباعا حزينا بالغربة،يحمل كيسا ملونا قال انه هدية للصغيرين اللذين راهما عصرا يلعبان مع الغزالة امام الدار فذكراه ببنتيه، كان يتكلم عربية (مكسّرة). قال الرجل :شكرا

عاد الجميع الى التلفاز ....يقف( الكلي المعرفة ) مستغربا ولكنه يبذل جهدا للحفاظ على الانطباع المتعالي
قال الرجل : اعرفه حينما يكون مكابرا ...في بؤبؤ العين يستقر خوف مراوغ ليس بمقدره ان يحجبه
قالت المرأة :هل تعتقد أن توأمنا الاصغر سيكون بذات .....
قال الرجل :لا تكملي ...إنه لن يكون

قرأت المرأة سورة (أعوذ برب الناس )بصوت مرتفع ونفخت على رأس التوأم الصغير .....لم يعرها اهتماما ، وقال :لن يفلت هذه المرة ،السهم سينفذ حتى القلب !

تطلعت المرأة الى زوجها بارتياب فيما ساورها خوف مبهم ،ولكن تدفق موجات من الغيوم الداكنة والثقيلة شغلها عن متابعة التفكير وصرخت :لنجمع الاغطية في الخلف
قال الجندي الامريكي :هذا ما يحصل عندنا ايضا

اندفع مطر بقطرات كبيرة متلاحقة وبدت الهضاب الممتدة حتى ضفة النهر كأنها شواهد خرافية ، وعلى الجانب الاخر حيث تقف اشجار النخيل المتراصفة على امتداد الضفة الغربية والتي جاء بها (الكلي المعرفة )من مدينة الفاو في اقصى الجنوب العراقي ، بدا المنظر مغرقا بسريالية بلون واحد ،يكشف عن تواطؤ النخيل في التمنع بالحمل
قال الجندي الامريكي :سنتحرك غدا الى الجنوب
قال الرجل :لماذا ؟
قال الجندي :كنا نساعد في الكشف عن (الكلي المعرفة )...والان انتهى كل شيء ويوم العيد سيتم غلق القضية .....كنت استلقي على التلة الكبيرة حيث نام كلكامش وارقب النجوم ....لقد آمنت وانا في الجامعة ان كلكامش كان فلكيا وان كل الاديان السماوية او الارضية هبطت في الليل من ممرات النجوم ....وحينا عرفت الكثير ، كانت الأفعى تحاول القضاء علية ...كنت مستغرقا أقرأ في علامات النجوم حين شعرت بها تقضم حذائي العسكري السميك ...لم تقض عليها الاطلاقة الاولى فانتصبت كعصا من الخيزران المرن ، ذكرتني بعصى النبي موسى، كانت الرصاصة في منتصف الوجه....شعرت بسعادة غامرة فقد انتقمت لكلكامش ....
سحب التوأم الصغير ردن قميص ابيه
: هذا مجنون .....في التلة الكبيرة مئات ألأفاعي وهي تتوالد كأرانب ابو صنكور ...كيف عرف أفعى كلكامش ؟
قالت المرأة : ولكنه جندي ...كيف يكون مجنونا وهو يقود دبابة؟
قال الرجل :ولكن ماعلاقته بهذا الكامش
قال التوأم الكبير:ليس الكامش ...انه كلكامش ، ظل يومين ينام على التلة الكبيرة فسرقت الحية كنزه، وحين حضرته الوفاة كان حزينا لأنه لم يقتل الأفعى
قال الجندي : لابد أن اودعكم ...انتبهوا فقد يعود أنصار الكلي المعرفة الى قريتكم وربما يخربوا بيوت الحيات في التلة الكبيرة لتهاجم القرية وتاكل الصغار.....
قال الرجل :اولاد الكلب !

من وراء السياج المشيّد من البلوك الكونكريتي ، نبح الكلب بحرقة وحاول ان يتسلق السياج لكنه فشل
حين فتح الجندي باب السياج عائدا الى دبابته ، مرق الكلب الى الداخل وانتصب امام الرجل محركا رأسه ببطئ الى اليمين ثم الى اليسار
قالت المرأة : هل أطعمه ؟
قال الرجل : لابأس

أعاد التوأم الكبير فتح جهاز التلفاز ،كان الكلي المعرفة مكتئبا ، ولكن النظرة اللئيمة كانت ما تزال تملأ فضاء عينيه وتلتمع بطيف متوعد،قال بانه يملك السيطرة على الافاعي في الهضاب الممتدة مع مجري دجلة جنوبا وانها ستنطلق ،دونما تمكن اية قدرة على التحكم بها ،اذا تم قتله صباح يوم يتقدمه فرح مفتعل ، وحينها سيهرب الناس من القرى على امتداد النهر وستكون فوضى غير خلاقة ،فوضى هي جزء من طبيعة ثورة الطبيعة وهي تدفع مياه دجلة الى الشوارع والبيوت

قال الرجل :-يصنع الخوف من أجزاء الحقيقة التي فرطها في الكويت

سدت الغيوم فضاء القرية ،وفتح الجندي باب الدبابة ،هطل مطر صاخب وسرعان ما تشكلت مسارب مياه تتخلل الهضاب لتصب في النهر الذي بدا مغضبا بلونه الغريني ،ودفع بالمياه بوتيرة متسارعة ،

قالت المرأة :لقد تخلصوا منه !
قال الرجل :ربما وربما
قال التوأو الكبير :لنستعد لمواجهة الافاعي ،المياه ستعمل على اخراجها من بيوتها
قال التوأم الصغير:أنا والكلب سنحرس الباب
قالت المرأة :لولا المطر لأشعلت النار حول البيت فالأفاعي تخاف منها
قال الرجل :سننتقل صباحا

حين استيقظت الاسرة لم يك ضوء الشمس يجد طريقا يخفف به من عتمة سماء القرية ،ولكن صوتا حادا ومحشرجا كان يقطع الصمت والظلمة

قالت المرأة :خيرا ان شاء الله !
قال الرجل :سأعرف ما يجري ...ربما قرر بريمر العودة ثانية ،لم ارتح لما قاله الجندي الامريكي

المطر لم ينقطع طوال الليل ،عند الباب الكبيرة التي كانت مشرعة ،كان التوأم الصغير يدخل مسرعا فيما يسح من ملابسه الماء

:جرافة ترفع قبر أم (الكلي المعرفة )
:من يفعل ذلك.. قالت المرأة
اجاب التوأم الصغير بنبرة محايدة :ابناء الحاج عليان
قال الرجل :انهم يستردون أرضهم
قال التوأم الكبير :الجميع سيفعلوها

قال الرجل :اما نحن فسننتقل الى مكان آخر، فالأفاعي لن تترك القرية ودجلة لن يحمينا

ظل الفجر معلقا تذوب خيوطه الرقيقة في زخات المطر المتواصل وتتاكلها دكنة الغيوم الكثيفة ،فيما بدت الهضاب على دجلة شديدة القتامة، ولا يقطع الصمت الموشى بقطرات المطر إلا صوت جرافة أولاد الحاج عليان

أحرنت السيارة (البك أب) ، ولم ينفع معها محاولات ىدفعها ليدور المحرك ، وبدأ المطر يتسرب بفظاظة الى الاثاث فيما تعمل الريح الشمالية الباردة حد التجمد ،على تحويل الفرش والاغطية الى قطع صلبة مع مضاعفة وزنها ، وقد لحظ الرجل ذلك من عجلات السيارة،

قالت المرأة : لماذا لانستعين بسائق الجرافة
قال التوأم الاصغر :انه سلمان ابن عليان ...هل أناديه ؟
قال الرجل :لا ...سأذهب أنا اليه

كان سلمان الذي انهى دراسته الابتدائية وتفرغ للعمل في الزراعة مع أبيه قبل أن يستولي (الكلي المعرفة ) على أرضهم ليخصصها لقبر أمه التي كان زائريه ينتظرون دورهم على امتداد اكثر من مئة متر، وحين افترح الخبير الاقتصادي (حسن الجامع ) وضع سياج حلزوني لتنظيم الدخول واختصار المسافة ،(صمت الكلي المعرفة ) فمثل هذا الاقتراح بالغ الخبث ، يحاول ان يستبعد المنظر المهيب الممتد افقيا بمظر كاركتيري كما في مواقف انتظار زوار دور السينما امام شباك التذاكر ، أمر ان يجدوا له ما يتناسب وهذا التجاوز ...ويذكر سلمان ان الخبير لم يحصل على قبر بمتر واحد يمكن ان يظل فيه واقفا حتى الانتهاء من حساب القبر
توقف سلمان عن العمل في الزراعة وارسل الى الكلية العسكرية مع التوصية بتسريع تخرجه ليلتحق بالجبهة الشرقية ،وحين توقفت الحرب
تم تنسيبه الى جهاز الامن الخاص ،ولكنه لم يباشر في عمله ،وقال لصديقة انه سئم من رؤية الدم في الجبهة ،حين كان في فريق الاعدامات للمتخاذلين وأنه يرى ان الوظيفة الجديدة ليست بعيدة عن سابقتها

قال سلمان :يمكن تشغيل السيارة فهي بحاجة الى دفعة قوية لتحرك البطارية التي تأثرت بالبرد وبعدم التشغيل فترة طويلة.
توجه الى الرجل ولكن لماذا ترغب بالانتقال
قال الرجل :-توقف العمل وانا الان رب اسرة...وقد تندفع الافاعي من الهضاب المطلة على النهر
قال سلمان :انت فلاح قبل أن تتحول الى سائق ...ونحن سنعيد زراعة ارضنا وبحاجة الى خدماتك ...اذا وافقت سأدفع لك سلفة مقدما لتعيد ترتيب أمورك وأجزم انك في العمل منذ اليوم ... أما الافاعي فسنتعاون على اخراجها من مخابئها وندفع بها الى النهر ، حيث تموت
قال الرجل :-ولكنها لن تموت فأفاعي التلال يمكن ان تعبر النهر او او تذهب منحدرة مع الماء الى الجنوب ....كان الولي النوبي ،كما سمعت من أبي ، يقول افاعي التلال غير افاعي بيرة مكرون ، ومن اجل التخلص منها لابد من قتلها في مخابئها ،
قال سلمان :-نعم سمعت ذلك ،سأذهب الى الصيدلي ليصنع لنا السم المناسب وسندفع به الى مخابئها مع الفئران
قال الرجل :-يردد أبي دائما مقولة الولي النوبي "حينما تبدأ محاربة الافاعي عليك ان تقرر مسبقا ابادتها بالكامل ،لأنها خطر قاتل على كل ماهو متحرك من الطفل الى الشيخ !"
اما (الكلي المعرفة) فقد كان يؤكد على الحماية منها وليس القضاء عليها ،فهي ربما تشكل حليف ضد العدو....وحين استفسر ذو الوجه الاحمر المعروق "كيف يكون ذلك "؟ ...التفت اليه الكلي المعرفة قائلا ...لو تخلصت ولو قليلا من غباءك لعرفت كيف يكون ....حسنا نستدرج العدو الى مخابئ الافاعي ...هل فهمت ....قال الرجل ذو الوجه الاحمر "نعم سيدي "

تابع الرجل :هذا هو الفرق بين السياسة والدين ....في السياسة هناك مرونة موضوعية ، اما في الدين فالامر مختلف ، لأن اوامر الله يجب ان تطبق بدقة
قال سلمان: نحن سنقضي عليها كلية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر