الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي : تكثيف التعاون وتهميش الخلافات

فالح الحمراني

2016 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي
: تكثيف التعاون وتهميش الخلافات

فالح الحمراني

دشنت نتائج الاجتماع الوزاري الرابع المشترك الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس تعاون دول الخليج العربية الذي احتضنته موسكوفي 26 مايو الماضي مرحلة جديد من العلاقات بين الطرفين، حيث حددت اجندة التعاون وسبل تجسديها على ارض الواقع وارتسمت آليات تلافي تاثيرالتباين في وجهات النظر على التعاون في المجالات التي تخدم مصالح الجميع.
ان انعقاد الاجتماع الوزاري الرابع في اطار الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي واستمرار العمل في هذا الاطار الذي تشكل في 2011 يشير الى اهمية الشراكة بين القوتين النافذتين عسكريا واقتصادية، اللتان بامكانهما التاثير بجدية على تسوية المشاكل في الشرق الاوسط واخماد النزاعات الساخنة والمحتملة.
ان المتغيرات الدولية المتلاحقة، واعادة بعض القوى النافذة توجهاتها الجيو/ سياسية، والتحديات الجديدة سواء في المجال السياسي او الاقتصادي، تدفع الدول الى انتهاج سياسية جديدة تقوم على تعددية العلاقات دوليا وتنوع مصادر الاقتصاد وعدم حصرها في مورد واحد ( النفط مثلا).
وهناك فهم مشترك على ان التغلب على التحديات والاخطار المحدقة تتطلب البحث عن سبل مواجهتتها بصورة مشتركة، وتطوير الحوار وتوسيع الاتصالات على مختلف المستويات والاصعدة. ويهدف الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول الخليج لتحقيق هذه الاهداف. والاستنتاج المهم حسب الذي عبر عته وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف مفاده : ان الاطراف المشاركة في الحواراصبحت على مدى السنوات لا تفهم وحسب بعضها البعض الاخر بصورة افضل بكثير، وانما ارتقت الى مستوى فعلي جديد للتسيق في قضايا هامة.
وعكس الحراك الروسي الخليجي المشترك منذ بداية العام الجاري ذلك الاهتمام المشترك، وتجسد في تبادل الزيارات المسؤولين على ارفع المستويات بين الطرفين، التي وسعت نتائجها قاعدة التفاهم ورسمت افاق ومجالات التعاون واهتمامات الاطراف. وكان نتيجة لذلك ارتفاع مستويات التبادل التجاري بين روسيا ودول الخليج ودخول الاستثمارات الخليجة في الاقتصاد الروسي ووضع البرامج التي يعكف خبراء الطرفين لدراساتها لرفعها حتى سبتمبر المقبل على طاولة وزراء الخارجية في لقائهم المنتظر على هامش دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.
وتقف وراء خلفية الاهتمام الروسي بتوسيع جسور التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي جملة كبيرة الاهداف والدوافع. وترصد موسكو وجود قضايا مشتركة وحيوية مشتركة مع دول المنطقة، في مقدمتها مكافحة الارهاب الذي اكتسب ابعادا دولية ولم يعد يهدد بلدا او منطقة بعينها ويضع الخطط للامتداد الى مساحات واسعة وامتلاك اسلحة الابادة الجماعية، كما ان روسيا معنية اكثر من اية قوى دولية اخرى بأمن منطقة الخليج بحكم قربها من المنطقة وادراكها ان تداعيات زعزعة الاستقرار والتعرض لصدمات وهزات ستنتقل لمحيطها وتؤثر على اقتصادها.
وكانت روسيا قد قامت بتسليم في وقت سابق كافة دول المنطقة رؤيتها للأمن في منطقة الخليج. وتقوم تلك الرؤية على التنسيق الوثيق بين كافة اللاعبين على ساحة المنطقة. وعليهم تسوية كافة القضايا بينهم بطرق سلمية. وتقترح فيها ايضا ان تكون قضية امن الخليج مسؤوليته جماعية بين كافة دول المنطقة. وتشكيل في المستقبل "منظمة الامن والتعاون في منطقة الخليج" على غرار "منظمة الامن والتعاون في اوروبا" التي تأسست في سبعينات القرن الماضي. ويمكن ان تنضم روسيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الدول لهذه المنظمة بصفة مراقبين.
ان لهجة خطاب الحوار الودية والشفافة والنتائج التي عكسها البيان الختامي للاجتماع اظهرت ان تباين الرؤية لسبل تسوية بعض المشاكل القائمة في المنطقة بين روسيا وبعض دول مجلس التعاون، ولاسيما ما يتعلق بالازمة السورية وخاصة حول المستقبل السياسي للرئيس بشار الاسد ودوره في العملية السياسية والموقف، وحيال ايران وسياستها الاقليمية، لم تقف حجر عثرة امام الاتفاق على ملفات التعاون الاقتصادي والتصدي للتحديات التي تجابه الاطراف، ومواصلة الحوار حول القضايا الخلافية.
ان روسيا يمكن تكون احد مصادر تجسيد المشاريع الكبرى التي تجري او يخطط في بلدان الخليج لإرساء اقتصاديات لا تعتمد على موارد النفط وحسب في تمولاتها. وتعرض موسكو تبادل الاستثمارات والتنسيق في اسواق النفط والغاز والتعاون في مجال الطاقة بما في ذلك النووية وريادة الفضاء ومد سكك الحديد وتحلية المياه والبناء وغيرها. وكما قال مراقب صحيفة " برافدا .رو" الالكترنية: أن على روسيا تفعيل علاقاتها مع "مجلس التعاون الخليجي" كمنظمة للتكامل، وعدم حصرها على مستوى العلاقات الثنائية مع بلدانه، وتبادل افتتاح ممثليات مع المجلس وان تدرس بتمعن وجدية كيفية بناء العلاقات معه، " وطرح طيف واسع من المقترحات لتوسيع العلاقات بالمنظمة التي تكتسب وتائر تطور سريع ونفوذ واسعا."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف