الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة

مزوار محمد سعيد

2016 / 6 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


للحياة مباهجها الخاصة حصريـا، على حسب أدوات الزمن ومميزات الأقوام من سياسات وثقافات، وعليه فإنّ الإنسان عندما يسعى إلى التميّز فهو حتما يحترم ما تجود به قريحة عصره من فتون، محاولا بذلك أن يرسم ميزته هو، عبر ما يحدده الزمن وما يمكنه أن يجتهد في إقامته هو دون غيره. عندما تنظر إلى هذه الحياة مواجه لها في عيونها، فإنك ستجد أمران اثنان: المال (السلطة)، الجاه (الشهرة)، وكلاهما مطلوبان لكمال الإنسان، حيث إنه يشقى حياته كلها من أجل جمعهما في يده، ولنا في قصص العظماء والزعماء أمثلة كثيرة، حتى أنّ هناك منهم من وصل إلى ارتكاب جرائم لا حصر لها من أجل كسب المال أو الجاه، وصفحات التاريخ ملطخة بهذا.
العالم الأنديجاني في الجزائر يحفل بأمور مثل هذه أيضا، المـال مسكوت عنه، وهو يدور بطرق شرعية أو غير شرعية، التوحش فيه بلغ الزبـا، لكن قضية الشهرة بقيت مستعصية على كثيرين، فبعد المغنيين، أصحاب الكلمات النابية والتحرشات الجنسية الملهمة، نجد كتابا ومفكرين يخطون نفس الخطوات، من أجل استهلاك الرأي العام، حيث أنّ هناك منهم من يكتب في الطابوهات حتى يحظى بالمكانة التي يتمناها، خاصة الجنس والدين.
كلما أثرت الجدل حولك كلما زادت شهرتك، ستتكفل بذلك الأساطير التي ستحاك عنك، وقد يذهب البعض إلى كراهيتك، والبعض الآخر إلى تلفيق بعض القضايا الجنائية لك، وتتولّى الإشاعات فـي الصحف والمجلات الباقي، لتصبح معروفا لدى الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الشاب والعجوز.
الوسط الذي تكثر فيه هذه المحرّمات فإن العابث بها والمستهتر بجواهرها سيكون رمزا واضحا في سمائها الثقافية، الاضطراب الفكري هو السبب، حيث تبلغ بعض الأمور درجات أكبر مما تستحق، خاصة إن ما تم ربطها بقيم غالية جدا، أغلى أكثر من الروح البشرية ذاتها كالشرف مثلا.
أعود إلى الكتاب الجزائريين، لقد صاروا يتنافسون على إهانة المقدسات الجزائرية، سواء تلك التي أنتجها الدين أو تلك التي كانت نتيجة لعادات بالية وتقاليد مثقوبة، فقط ليكوّنوا نوعا من الصدمة عند الجماهير، ثم يدفعونها نحو الحركة باتجاههم، يمتطون بها التيار الفكري عبر الأخذ في الحسبان أعلى المبيعات ومعدلات الأناقة بشعارات الأدب والفن أو الثقافة والفكر.
الرأي العام الجزائري-الأنديجاني لا يعرف كيفية التعبير عن انفعالاته، ففرحته هي مظاهرات صاخبة الخاسر فيها هي الممتلكات العامة، وغضبه هو لا يختلف كثيرا عن فرحه، وهذا بالذات ملعب هؤلاء الكتاب والمفكرين.
أعتقد أنّ حكاية "أعلى المبيعات" هذه وفي ظل الرقمنة صارت أسطورة حية، لكنّ الصدمة لم تتوقف باعتبارها انتقلت إلى العالم الافتراضي، ولنا في تصريحات هؤلاء المفكرين والكتاب أمثلة كثيرة.
لقد كانت لي فرصة الالتقاء بأحد الروائيين الكبار من الجزائريين –أنا أحترمه للغاية- ولقد تبادلنا أطراف الحديث بشكل سلس، خاصة بعدما وجدني أحد قرائه المهتمين والشغفين بما يكتبه، لكن! ما يكتبه هو من الممنوعات طبعا، ولولا درجة احترامي للآخر الموجودة في ذهني بمستويات مرتفعة، والمتولدة عن اكتشافي لمآسي المفكرين، لما استطعتُ التركيز مع هذا الكاتب المحترم، ما يهمني هو أن هذا الروائي الجزائري يصدر روايات جنسية خالصة، سواء من حيث العناوين أو من حيث المضامين، وهذه ليست مشكلة بالنسبة لي، وإنما ما يهمني هنا، هو أنه بلغ شهرته من الخوض في مسألة الجنس، تحت عنوان مضمر هو: تحرير المرأة الجزائرية "جنسيا"، نعم! ومع تحفظي عما يصنع، إلا أنّ أسلوبه هذا في ادارة الرأي العام الجزائري-الأنديجاني كلفه انفجار قنبلة في سيارته كادت تقتله هو وأبناؤه لولا ستر الله له.
الشهرة هدف سامي في روح البشر لكنها قد تكون مدمرة بالنسبة للبعض، خاصة في الأوساط التي تتغذى على رواسب الأفكار الهجينة، والتي لا تستطيع انتاج فكرها المحض انطلاقا من قدرات أبنائها الذاتية.
([email protected])








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ