الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يكن انقلاباً .. ؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2016 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية





لم يكن انقلاباً .. ؟!







"يا خوفى من يوم النصر ترجع سينا و تضيع مصر"
مقدمة رواية "اطلال النهار"
"يا خوفى من يوم النصر لا ترجع سينا ولا ترجع مصر"
الروائى/ يوسف القعيد 2013(1)





سعيد علام
القاهرة، الاربعاء 8/6/2016




إن القول بأن ما حدث فى 3 يوليو 2013
هو انقلاب عسكرى، يعنى أن المسار السابق
عن هذا التاريخ كان مساراً ديمقراطياً تم الانقلاب عليه!.

ان كل الوقائع فى الفترة من 11 فبراير 2011 الى 3 يوليو 2013 تقول - لمن يرى - أن كل ما تم، كان التفافاً على "ثورة" 25 يناير!، كان مواجهة غير مباشرة "التفافاً"، على ملايين المصريين الذين خرجوا الى الشوارع والميادين، والذين يستحيل معهم المواجهة العنيفة المباشرة!.

الحراك الشعبى فى 25 يناير، العامل المفسر لكل التطورات اللاحقة..!
لم تكن مشكلة النظام المصرى فى 25 يناير 2011 مع القوى السياسية - اخوان، يساريون، قوميون، ليبراليون .. الخ -، كانت مشكلة النظام تحديدا، فى التقاء هذه القوى السياسية مع ملايين المصريين الذين خرجوا الى الشوارع والميادين فى 25 يناير ورفضوا الانصراف حتى 11 فبراير!.
للخروج من مأزق 25 يناير، ركز النظام على جماعة الإخوان المسلمين، كونها اكبر هذه القوى السياسية عدداً واكثرها تنظيماً، معتمداً عليها فى انصراف هذه الملايين من الشوارع والميادين الى ميادين ومزانق "السياسة"!، لقد راهن النظام فى كل ذلك على تاريخ هذه الجماعة من البراجمتية "الانتهازية السياسية"! وقد كان، وابتلعت الجماعة الطعم!
أسست الجماعة حزب الحرية والعدالة، وبدأت الدوامة السياسية، من تأسيس لجنة التعديلات الدستوريه والاستفتاء عليه فى مارس 2011، الى انتخابات مجلس الشعب، ثم تشكيل لجنة الدستور والاستفتاء عليه فى 2012، ومن بعدها انتخابات رئيس الجمهورية فى يونيو 2012 .. وكان الشعار الذى تبنته الجماعة، "الثورة فى البرلمان مش فى الميدان"! .. وكانت هذه المرحلة هى خريطة طريق للصراع السياسى، والانقسامات، واستدعاء لكل عوامل الفرقة والتناحر السياسى، والانتهازية السياسية لمعظم القوى السياسية، مرحلة الإيهام ب "تقسيم التورتة" لكل القوى السياسية، تلك القوى التى كان من المنوط بها قيادة ملايين المصريين الذين خرجوا من أجل التغيير!.

بدون خروج الملايين فى 25 يناير 2011 ما كان لمبارك ان يتنحى، وما كان للإخوان أن يصلوا الى الحكم!، – الوصول المؤقت والمحسوب - فلم يتمكن الاخوان منذ عام 1928 من الوصول الى الحكم إلا بعد 25 يناير 2011!، ان تاريخ الاخوان مع المؤسسة العسكرية هو تاريخ من الاستخدام ثم الاقصاء، من قبل 52، منذ تأسيس حركة الضباط الاحرار!، وهو ما يعنى ان المشكلة لدى النظام مع ملايين 25 يناير، وليست مع الإخوان المسلمين، فهم موجدون منذ 83 سنه، ولم يحكموا خلالها ولا ليوم واحد، حكموا فقط بسبب ملايين 25 يناير!.

كان إيصال الإخوان الى الحكم هو السبيل الوحيد لمواجهة ملايين 25 يناير، مواجهة غير مباشرة، بإلقاء "التورتة" (السلطة) الوهمية امام القوى السياسية، ومن المؤكد ان الجميع سيتصارع للإنقضاض عليها، لاغتنام أكبر قطعة منها!، وقد كان!، بدءاً من معركة "الدستور أم الانتخابات أولاً"، الى موقعة "الصناديق"، الى معركة "الشرعية فى الميدان ولا البرلمان" .. الخ .. وكان من المؤكد أيضاً أن الاخوان هم من سيحصلون على أكبر قطعة من "التورتة"، ومن المؤكد أيضا،ً ان ذلك سوف يقلب باقى القوى السياسية على الاخوان، ومع بعض التشجيع (المادى/ المعنوى)، يمكن ان ينقلب كل ذلك الى فرقة بين الاخوان وباقى القوى السياسية التى تحالفت معها فى 25 يناير، عندها يصبح من اليسير ازاحة الاخوان واسترداد قطعة "التورته" الكبيرة!، وايضا استرداد باقى القطع الصغيرة، وقد كان!.

"اللى كلف مامتش" .. !
هل المسار الديمقراطى يبدأ بأن يكلف المخلوع، - والذى ثار عليه ملايين المصريين فى 25 يناير، بعد 30 سنه فساد وقمع -، ان يكلف هذا المخلوع نفسه، من يدير شئون البلاد؟!، هل يمكن ان يفضى هذا الى اى مسار ديمقراطى؟!

تشهد ساحة التحليلات السياسية فى الفترة الاخيرة، سيلاً من التحليلات بشأن التطورات المفترضة لجماعة الاخوان المسلمين، وسياق عملها السياسى فى المرحلة القادمة، وهو النقاش الذى يتناول مدى امكانية فصل النشاط الدعوى للجماعة، عن نشاطها السياسى، وهى القضية التى سبقت فيها حركة النهضة التونسية خطوة الى الامام، عن جماعة الاخوان المصرية!، وهو ما يمكن ان يفسره فى جانب اساسى منه، هو انفتاح المجتمع التونسى عموماً على شمال البحر المتوسط الثقافة الاوربية، فى حين ينفتح المجتمع المصرى، خاصة بدءاً من سبيعنيات القرن الماضى، على شرق البحر الاحمر الثقافة الصحراوية!.

لم يكن هناك مساراً ديمقراطياً أصلاً ..!
للاسف، رغم مرور أكثر من 5 سنوات على 25 يناير، مازال هناك الكثير من المحللين السياسيين يلتبس عليهم الامر، فى رؤية حقيقة ما حدث بعد 25 يناير 2011،!، يرجع ذلك فى جانب منه، الى "خطة الخداع الكبرى" باستخدام السلاح الثلاثى (التضليل، التمويه، الإلهاء)، الذى تم استخدامه بشكل "مُلهم" فى مواجهة مأزق النظام مع 25 يناير!، هذا اللبس الذى جعل، -على سبيل المثال-، المحلل السياسى المتميز "عمر عاشور"، فى دراسته التحليلية القيمة الصادرة عن "مركز بروكنجز الدوحة" مارس 2015 ، تحت عنوان "من التعاون إلى القمع: العلاقات "الإسلامية-العسكرية" في مصر"، جعله، يتسائل باستنكار ودهشه!، فى اكثر من موضع من الدراسة، عن السبب الذى يقف وراء "الانقلاب العسكرى" فى 3 يوليو 2013؟! .. بل ويعدد ايضاً بعض النماذج التفسيرية له!. (2)

المشكلة انه حتى الان، لم يرى الكثير من المحللين السياسيين، ان ما جرى فى 3 يوليو 2013، كان مقرر وفقاً لاستراتيجية محددة سلفاً، بدهاء مذهل، فى تفاعل مع الاحداث والتطورات، كل ذلك قبل وبعد تولى "مرسى" الرئاسة،(3) وبهذا المعنى، لم يكن هناك مساراً ديمقراطياً اصلاً، وهناك عشرات الأدلة على ذلك، بدءاً من التصريحات العديدة المنشورة والموثقة، والتى اعترف فيها اصحابها بإقرارهم فى اتصالات مع مسئولين دوليين، بانتهاء حكم "مرسى" قبل 6 اشهر من يوليو 2013، اى قبل مرور نصف السنة التى تم فيها إجلاس "مرسى" على كرسى الرئاسة!، مروراً بكل إجراءات الإفشال التى تم ممارستها ضد حكم "مرسى" من كل اجهزة الدولة!، وصولاً الى مغزى حل مجلس الشعب، ذو الاغلبية الإسلامية، قبل ساعات من إعلان "مرسى" فائزاً !، انها خطوة ضرورية، وكاشفة، كخطوة تمهيدية أساسية فى عملية الإقصاء التالية، بحرمان "الجماعة" من قوة السلطة التشريعية، من ناحية، ومن ناحية اخرى، انتقال السلطة التشريعية للمجلس العسكرى، لاستخدامها فى الخطوات التالية!.

لم يكن هناك مساراً ديمقراطياً، كانت هناك خطة جهنمية للإلهاء، كان هناك دستوراً وهمياً، يمكن الغاؤه فى الوقت المناسب!، كان هناك مؤسسات تشريعية (شعب وشورى) وهمية، يمكن حلها فى الوقت المناسب!،كان هناك رئيساً وهمياً، يمكن أقصاؤه فى الوقت المناسب!، اذاً لم يكن هناك انقلابا، وانما كان هناك "خارطة طريق"، هدفها الاستراتيجى، والذى تحقق بالفعل، - حتى الان على الاقل -، هو استمرار سلطة يوليو 1952 فى نسختها الاحدث يوليو 2013!، أما وَهم المسار الديمقراطى، لم يكن سوى وسيلة للالتفاف على 25 يناير، ولكن عن "طريق رأس الرجاء الصالح"!، عن طريق "خطة الخداع الكبرى"، باستخدام السلاح الثلاثى (التضليل، التمويه، الإلهاء)!.

كل ذلك يجيب بشكل قاطع ولا لبس فيه، على السؤال لذى لم يتم الاجابة عليه من قبل:
لماذا لم يهرب مبارك وعائلته من مصر، كما هرب بن على وعائلته من تونس؟!

خلل النظر للأشياء بشكل عكسى..!
عندما ينظر الى عملية الالتفاف على ثورة 25 يناير، بتحريك "المسرح السياسى" وفقا لقواعد شديدة الضبط والسيطرة، لاجراء انتخابات نيابية او رئاسية، محددة السقف متى تبدأ ومتى تنتهى، او صياغة دساتير يجرى الالتفاف عليها او الغاؤها، مستخدما فى هذه العملية "خطة الخداع الكبرى"، باستخدام السلاح الثلاثى (التضليل، التمويه، الإلهاء)!، عندما ينظر الى كل ذلك على انه عملية ديمقراطية!، وان انهاء العملية فى الموعد المحدد لها سلفا هو انقلاب على الديمقراطية!، وكان المؤسسة العسكرية من الممكن ان تسلم السلطة اصلاً!، ان النظر بهذه الطريقة، يعنى النظر للاشياء بشكل عكسى!

"النوبه دى بجد مش حنسبها لحد" ..!
هل من استطاع ان يحافظ على سلطته المنفردة لاكثر من 60 عاما، ألا يستطيع ان يلتف على 25 يناير ممتطيا صهوة الاخوان!، ومستندا على انتهازية يساريين وقوميين وليبراليين!، ليتم الإقصاء العنيف للاخوان بعد استخدامهم!، محققا عدة اهداف بضربة واحدة، التخلص من الاخوان او اضعافهم لفترة على الأقل، وذبح القطة لكل من تسول له نفسه بحكم المحروسة، من خارج المؤسسة العسكرية وبإرادتها المنفردة، والتخلص من مشروع التوريث، وقبل كل ذلك، والأهم بما لا يقاس، الالتفاف على 25 يناير وإجهاض نتائجها المفترضة واكتمال "الثورة"؟!.(3)



من الاقوال المزمومة عن ثورة 25 يناير..!
من مزايا الثورة انه لم يكن لها قيادة! (قصر ديل ..)
فشل المجلس العسكرى فى ادارة المرحلة الانتقالية! (اللى مايشفش م الغربال ..)
صفقة مع الاخوان للخروج الآمن للمجلس العسكرى! (عشم ابليس ..)



سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل



المصادر:-
(1)
أدباء أكتوبر: حال سيناء أسوأ من أيام الاحتلال
المصرى اليوم
http://today.almasryalyoum.com/---print---erfriendly.aspx?ArticleID=355819
(2)
من التعاون إلى القمع: العلاقات "الإسلامية-العسكرية" في مصر(ص 13/16/ 17)
عمر عاشور
http://www.brookings.edu/~/media/research/files/papers/2015/03/10-islamist-military-relations-in-egypt-ashour/collusion-to-crackdown-arabic.pdf
(3)
خبرة يناير: بين "براءة" الثوار و"دهاء" النظام العتيق..!
سعيد علام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هو الانقلاب بعينه
أحمد عليان ( 2016 / 6 / 17 - 12:25 )
رغم اعتراضي على حكم الإخوان من حيث التوجه السياسي إلا أني واحد من ملايين الرافضين لانقلاب العسكر على شرعية الانتخاب .. فقد كان المطلوب من الجيش سياسيا هو حماية الدستور ، لا التدخل في إجهاض تجربة خيار ضمن بنود الدستور ..
و نحن نلاحظ الردة الحاصلة في التراجع عن مبادئ الثورة التي قام بها شباب متطلع لحياة أفضل

كان الأجدر بالجيش انتظار تمام العهدة المنصوص عليها في الدستور للتدخل الشرعي المؤيد بمنطق صندوق الانتخاب .. و ليس التدخل بتحريض الأقليةالنافذة في عالم المال و الإعلام.للعودة للحكم البائد . .

اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان