الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الصعب اقناع الذباب أن الزهور أجمل من القمامة

محمد الحداد

2016 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


هذا بالضبط ما يحدث مع من عاش تحت ظل الحكم الديكتاتوري، فحتى لو أعطي الحرية كي يتكلم وينتقد الحكم وهو في بلاد الحرية الأولى في العالم، فإنه يتبجح بحبه لوطنه بحيث انه لا يريد ان يشهر به.
هذا ما يدعيه.
وهو في داخل بلده لا يلوم نظامه الديكتاتوري بأن حاكمه تحت بند إزدراء الأديان، وحكم عليه بالسجن، بل يقول إن العقول المتحجرة استغلت ثغرة بالقانون كي يحاكم.
فالعيب عنده والسبب هو في المتحجرين، وليس في القانون الذي يتبنى فكر إزدراء الأديان كفقرة قانونية مهمة وليست ثغرة كما يدعي، حتى يحاكم بها العشرات من الكتاب والفنانين.
فكيف تكون ثغرة بالقانون والناس تحاكم يوميا بهذه الثغرة.
ولو لم يكن الحاكم السياسي المستبد مستفيد من هذه الفقرة، لغيرها من سنين.
ولكنه يريدها حتى يروض الكتاب، وها هو أو هي موضوع مقالتي هذه قد روضت تماما، بحيث تخاف من أن تنتقد أحدا بعدها، بل وبدأت تمدح دولة خليجية معينة، عسى ان تحميها تلك الدولة، فجعلتها من الدول المتقدمة في مقالها الأخير.

الذباب الذي أعنيه بمقالتي لهذا اليوم كاتبان من مصر، امرأة ورجل، لكل منهما اهتمامه، وكل منهما حاصل على تعليم جيد، وكل منهما له أدواته في توصيل رسالته لجمهوره.

تحدثت عن المرأة، ولن أسميها، فالحليم تكفيه الإشارة.
ومعرفتها ليست بالصعبة لكل مطلع على مقالات الحوار المتمدن.

واما الرجل فهو باحث وكاتب كبير في الإسلاميات، ولكن له خبوات وهفوات عديدة، آخرها بيانه العالمي، الذي ظننت انه سيدافع فيه عن المثليين وحريتهم في ممارسة ما يريدون من انحراف جنسي، او طعن بممارساتهم بالإعتماد على الإسلام وأدبياته ومحرماته كإختصاص يمارسه يوميا، ويوجع رأسنا بمقالاته عن سماحة الإسلام، حيث ينكر كل المقولات والأفعال التي تعج بها كتب السيرة والتأريخ بما يناقض ما يقول.

جاءت مقالته الأخيرة كمقال دعائي لموقعه، وكتبشير بشخصه، حيث الإسطوانة المكررة من سنين حول من هو، الذي سجن وطرد من وظيفته، والذي هاجر مضطرا لاميركا، الذي جاب جامعاتها العريقة ومعاهدها ومجالسها محاضرا واستاذا زائرا وخطيبا، وأنه هو الأجدر بمواجهة المؤوسسة الوهابية.

هذا الداعية ظهر من مقاله أنه يطالب بقناة تلفزيونية، وأدوات إعلامية عديدة حتى يواجه بها آل وهاب، وطأننا بحاجة لإضافة فرقة جديدة لفرق المسلمين العديدة المتقاتلة فيما بينها.

مع كل الأسف، لا ينفع أبدا أن تقنع هؤلاء أن الحرية أجمل من الميوعة والنبطاح التي تمارسه الأولى، والزعيق الذي يمارسه الثاني.

فالذباب لا يقتنع أبدا أن الزهور أجمل وأطعم من الأزبال.

تحياتي

محمد الحداد
19 حزيران 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى