الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دهشة الملائكة : هيفي

رويدة سالم

2016 / 6 / 20
الادب والفن


وجد نفسه، عندما استفاق من نومه، ممددا في سرير كبير اعتقد للوهلة الأولى والنعاس لا يزال يثقل جفنيه أنه سرير أمه. ابتسم وفاض قلبه فرحا. تذكر أنه، قبل أن يخلد للنوم، قد ذهب إلى غرفتها ليقبلها وأنها احتضنته بقوة ورغم الغضب البادي على محيا والده أصرت أن يبقى لحين من الوقت في حضنها تغني له وتداعب شعره. ربما نام وهو بين ذراعيها فتنازل له الأب عن مكانه وذهب إلى غرفة أخرى فنعم هو بقربها طوال الليل. كم هو سعيد. حمد ربه بكل قوته وشرع في تلاوة صلاة صامتة. حين انتهى من ذلك، تمطى في الفراش ورفع جسده قليلا لكن العجز الذي انتابه أجبره على أن يتهالك ثانية على السرير ويعيد سحب الغطاء محاولا أن ينام من جديد. شعر أنه منهك تماما وعاجز عن الحركة بشكل شبه كلي. ربما هو مريض وقد نسي ذلك وما سماح أمه له بالبقاء في سريرها إلا دليل على هذه الحالة الفريدة. ربما لم يمضي من الليل إلا بعضه فلم ينم بما يكفي ليقدر أن يستقبل يوما جديدا. لماذا يشغل باله بمثل هذه الأمور في حين عليه فقط كما يفعل كل الأطفال المطيعين أن يعود للنوم وينتظر أن تأتي وتحضنه وتقبله كما اعتادت أن تفعل كل يوم. (لماذا العجلة إذا هيفي؟ نم أيها الطفل الجميل. نم أيها الملاك السعيد. لو تعلم فقط مدى عذوبة حالة انعدام الوعي بما يحيط بنا. أيها البريء الصغير نم أكثر قليلا. أيها المحظوظ حاذر أن تصير مثلنا فنحن لم نعد نقدر أن ننعم بتلك المنة العظيمة. نومنا كابوس ويقضتنا معاناة. حتى المخدرات التي راجت بعد رحيلك لم تعد تجدي. لم نعد قادرين على بلوغ تلك الحالة من الانفصال ولو بشكل هزلي مثير للشفقة عن واقعنا البائس. نم. نم...). عادت فكرة المدرسة لتشحذ حواسه أكثر طاردة أي رغبة في النعاس. فكر أن موعد الذهاب إلى المدرسة لا يزال بعيدا لذلك لم تأتي بعد. لكن هل أنجز كل فروضه قبل أن ينام؟ إنه لا يتذكر ذلك. ربما ساعدته هيلين في ذلك كما اعتادت أن تفعل دوما. ترى أين توجد هيلين الآن وماذا تراها تفعل؟ ربما تغط في نوم هادئ عميق فليعد لنوم من جديد بدوره. لكنه عجز عن ذلك تماما كما يعجز عن الإتيان بأية الحركة. سيظل ممددا في السرير إلى أن تأتي أمه وحين تقترب من السرير وتلامس كتفه لتهزه قليلا راجية إياه ان يستفيق لن يظهر لها انه قد استيقظ منذ ساعات طويلة وبقي ينتظرها ويرسم في خياله وجهها الحنون. سيتثاءب ويتكاسل ويلح أن يبقى قليلا بعد في الفراش. ستحتضنه وتقبله ثم ستحاول رفع الغطاء لتقبل عيونه وتدعوه لترك الفراش حتى لا يغضب أباه. سيبتسم ووجهه تحت اللحاف الذي سيمسك بأطرافه جيدا وهو يغمغم أن الوقت لا يزال مبكرا. ستقول له أنه ولد مهمل وأن عليه أن يذهب إلى مدرسته ليصير رجلا مهما كأبيه. سيضحك حينها ويخبرها انه كان ينتظرها منذ زمن لا يعلم مداه وأنه لم يكن نائما وأنه سيصير أكبر مهندس معماري في البلاد كلها. ستضحك وسينعم بقبلات دافئة كثيرة.
سيغسل وجهه ويغير ثيابه بمساعدتها كالعادة كل يوم ثم يذهب ليقبل يد جدته ويتناول فطور الصباح معها. كم يحب تلك العجوز الطيبة التي تحميه من ثورات غضب أبيه كلما أسرف في العبث أو مضايقة أخواته. ستعد له شطيرة ليأخذها معه وستضع في جيبه بعض النقود ثم ستربت على رأسه كما اعتادت أن تفعل كل صباح داعية الرب أن يحميه من كل الشرور. سترافقه حتى الباب الخارجي للمنزل حاملة حقيبته بين ذراعيها كما لو أنها ترغب في مواصلة احتضانه هو حتى أخر دقيقة ثم ستناولها له وهي تطبع على خديه قبلة دافئة وتودعه وتبقى هناك في مكانها تتأمله وهو يمضي راكضا للمدرسة. غمره الشعور بالراحة والطمأنينة. إنه فتى سعيد. له كل ما يتمنى طفل أن يمتلك: أم جميلة جدا وأروع الجدات في الكون وهيلين. بدا له وجه هيلين الضاحك دوما منيرا في العتمة التي لا تزال تلف الغرفة. كم يحبها. إنها أفضل أخواته. لا تغضب منه أبدا حتى وان شد شعرها أو اغتصب منها لعبها. ستأتي أثناء الفسحة في المدرسة لتتفقده وتشتري له عصائر وحلوى. سيبدي تبرمه من اعتناءها المبالغ به والذي يثير ضحك أصحابه الذكور. لقد صار الآن رجلا ولم يعد يحتاج حمايتها لكن كل ما تقوم به يسعده داخليا ويجعله يشعر أكثر بأهميته: الولد الوحيد في البيت. رجل الدار كلما سافر الأب في بعض أشغاله خارج المدينة. هذا الأب الصارم عادة والذي يبتسم نادرا سيأتي لأخذه في سيارته حال انتهاء الدوام. يعلم أنه يحبه كثيرا ويعلق عليه أمالا لا تحد. سيكون ابنا للمستقبل وسيساهم في بناء كوردستان جديد مستقل لا يهدد حدوده عدو ولا يستهين بشعبه مغتصب. عندما سيكبر س... توقف عن التفكير في المستقبل وابتسم. لا يريد أن يكبر في الحقيقة ويترك العالم الرائع الذي تمنحه إياها مدرسته وصحبه وألعابه. لا يريد أن يسافر ويصنع حياة خاصة بعدا عن أمه وجدته وأخواته كما لا يحب أن يفقد أباه.
(ربما لا تريد أن تخوض صراعات لا تفهم جدواها وتجرب الفقد مثلنا لكن من أين أتت لعقلك الصغير أيها الملاك فكرة الفقد؟ من قال انك ستفقد أباك أو انه سيفقدك؟ لماذا تغزوك هذه الأفكار الحزينة؟ عد للنوم. تمدد في السرير. جيد. نم... نم...)
أغمض عينيه بكل قوته مستجديا بعض النعاس. لكن هذا الأخير، العنيد مثل بغل، رفض أن يعانق جفنيه. فلينتظر مجيئها، إذا. ربما لم يتبقى وقت كثير وستأتي أخيرا. سيقول لها حينها انه يريد أن يبقى طفلا ابد الدهر وستضحك من أفكاره المجنونة وستقول له أنها تحلم به شابا بطول أبيه. رجلا ناجحا ومميزا في كل شيء. تحلم، أيضا، أن تكون له حبيبة وأن يبوح لها كلما عاد للبيت بأسراره الصغيرة وأن يحدثها عن لقاءه الأول وقبلته الأولى. احمرت وجنتيه خجلا وغمر قلبه الصغير الحب. قال في سره : أعدك أمي أني سأحكي لك كل شيء وسأحدثك عن بهليس. همس:
- بهليس، هل تفكرين بي الآن ؟
برز وجه بهليس الجميلة ساطعا في ذاكرته. بنت شقراء وفي عينيها زرقة السماء. صوتها رقيق وجسدها الجميل في مثل طول جسده تقريبا. تجلس معه في نفس المقعد ويعملان معا وشاركا في مسرحية حفل أخر السنة الفارطة لاعبين دور روميو وجولييت. إنه يحبها كثيرا. حين همت برشق الخنجر في صدرها في ذاك اليوم ممثلة انتحار جولييت اندفع رغم انه من المفروض انه قد مات قبلها وامسك السكين راجيا إياها أن لا تموت في سبيل حبهما وان تختار بدلا عن ذلك الحياة وان تظل إلى الأبد ربة للحب والفرح مما أثار ضحك المشاهدين. خجل كثيرا عندها لكن فكرته حول استمرارها حية كانت راسخة جدا في أعماقه إلى الحد الذي احتمل فيه برباطة جأش تأنيب المعلمة.
(بهليس رحلت أيها الشقي الصغير. ألم ترى ذلك بعينيك وتبكي بحرقة وأمك تحضنك بقوة حتى لا تندفع نحوها لتحميها من قاتلها؟ ألم تراها من خلال أصابع أمك التي تحاول إخفاء المشهد عن عينيك تغتصب ثم تنحر؟)
قال لنفسه:
- بهليس لم تمت. إنه كابوس مزعج وحسب نتج عن خوفي المتعاظم من فقدها. حين سيحل النهار وأذهب إلى المدرسة سأبوح لها أخيرا بحبي فها أننا قد كبرا بما يكفي لنحب ونبوح بمشاعرنا.
سيخبر أمه حين ستأتي بعد قليل أنه يحب بهليس وأنه سيحبها إلى آخر يوم في حياته وستبتسم وسيغمرها الشعور بأن ابنها قد كبر.
لاحظ أن الوقت يمر وهي لا تأتي. لقد تأخرت كثيرا عن موعدها.
- ماذا تراها تفعل الآن ؟ هل هي مريضة؟
حالما جال هذا الخاطر بعقله رمى الغطاء ونزل من الفراش. حاول أن يقف لكنه سقط بذات السرعة التي قام بها. شعر أن جسده ثقيل وأن ادني حركة يأتيها مؤلمة فتمسك بكل ما طالته يداه ورفع جسده بكل ما أوتي من قوة ثم جلس على حافة السرير. فرك عينيه بقوة وفتحهما. أول ما رآه في وضعه ذاك كان مرآة معلقة على الحائط المقابل. بدا له مرسوما على صفحتها الصقيلة صورة طفل ذي اثني عشر ربيعا تقريبا يرتدي تبانا قصيرا وقميصا أبيض. كان ذاك الطفل يشبهه إلى حد كبير رغم أن رأسه كان مائل قليلا على كتفه الأيمن ويداه مسدلتين كما لو أنهما وضعتا هكذا عرضا ولا تربطهما به أية صلة. شعره كان مرتبا بعناية كما لو أنه لم يكن نائما وكان وجهه خال من أي تعبير. تلك الصورة الغريبة ملأت قلبه خوفها فحول عينيه عنها. بجوار السرير كان هناك كرسي قد وضعت فوقه ثياب نظيفة مطوية بعناية وتحته حذاء رياضي. بحركة آلية وقف من جديد. استجمع كل قوته وتقدم من الكرسي. حاول أن يسرع لكن لم تطعه قدماه. كانت حركته بطيئة على غير العادة. لاحظ انه يتحرك بشكل آلي كالروبوت الذي شاهده مع أبيه على اليوتيوب. دنا شيئا فشيئا من الكرسي ثم معتمدا على يد تناول بالأخرى الثياب ولبسها بتوءدة دونما تفكير. شعر أنها ليست ثيابه وأنها خشنة الملمس لكنه لم يشغل باله كثيرا بذلك.
فكر: ربما هو مريض وأمه تعلم بذلك. تركته ليرتاح لهذا لم تأتي لتوقظه رغم أن النهار قد غزى كل ظلمة الليل وحل محلها. ستكون راضية جدا لما تقع عيناها عليه. فها أنه رغم حالته الصحية ولأول مرة في حياته يرتدي ثيابه دون مساعدتها وبنظام يفوق ما تصرفه هي من صبر في الاعتناء بمظهره. لقد أعدت الطعام حتما وهم ينتظرونه لتناول فطور الصباح. ربما لن يسمحوا له بالذهاب للمدرسة لكنه سيلح فعليه اليوم أن يعترف بحبه لبهليس. عندما فكر أن عليه أن يتقدم من الباب ليفتحه، ابتسم وفي داخله تراقص فرح طفولي بهدية العيد. سيثبت لأبويه أنه قد صار رجلا قادر على الاعتماد على ذاته وإن كان مريضا منهكا. منذ اليوم لم يعد ذاك الولد المدلل الذي لا ينفك يثير غضب أخواته وحنقهن عليه وتعنيف والده وعدم رضاء أمه بسبب كسله في القيام بأي أمر مهما يكن تافها.
وقعت عيناه مجددا على المرآة فعاد يتأمل نفسه. لم يتغير الشيء الكثير في جسده خلال هذه الليلة لكن إحساسه بالأشياء بدا مختلفا جدا فها أن المرآة ذاتها تبدو متموجة هلامية كصفحة مياه البركة. جاهد للاقتراب منها. تلمسها بأصابعه فبدت له غير صلبة كما يجب أن تكون عادة. أصابعه تدخل بسهولة في نسيجها المرن صانعة دوائر تتسع ثم تتلاشى كما يحدث حين نلمس صفحة الماء. تموجات تسري عبر كل جسده فيغشاه الدوار.
(الحياة كلها أيها الصبي الصغير تموجات رتيبة لأحلامنا المجهضة. تحملنا في نسقها المتسارع نحو الحلم ثم ترمي بنا ما أن تتسع الدوائر وتتلاشى في قاع الإحباط والغربة. غربة واغتراب عن الذات والواقع والكون من حولنا. ففيما تختلف حياتك الآن عنّا وقد بلغت نقطة اللاعودة هذه مثلنا تماما؟)
وضع يديه على رأسه ليتحسس إن كان حقا موجودا كما توحي به الصورة المنعكسة على المرآة ثم رفع نظره وتأمل وجه مرة أخرى. هاله شحوبه وصدمته أثار قطرات دم متخثر متناثرة على وجه وقميصه. حاول إزالتها بأظافره لكنها كانت تبدوا ممتزجة بغرابة مثيرة مع نسيج الجسد والقميص. لم يشعر بالألم الذي يجب أن يسببه مثل هذا الاحتكاك للأظافر مع الجلد. تساءل إن كانت أظافره قد فقدت سماكتها الطبيعية خلال هذه الليلة أم أن جلده هو من فقد الإحساس بسبب المرض.
- رباه ما الذي حصل لي خلال هذه الليلة؟
هرش رأسه محاولا التذكر لكنه عجز عن ذلك. ذاكرته تبدو صفحة بيضاء خالية لم يشوها حرف واحد. لكنه لم يشعر أيضا بملمس الشعر حين لامسته أصابعه. توقف كاتما صرخة رعب. أصابعه كانت زرقاء ويديه أشبه بقطعتي خشب. ردد في أعماقه محاول تسكين روعه:
- يا له من كابوس بغيض. ها أني قد تحولت إلى بينوكيو. كل هذا لا يمكن أن يكون واقعيا.
(عليك أيها الصبي الصغير أن لا تفكر بشيء وأن تعود للنوم من جديد. لقد حان وقت العبور فما الذي تنتظره بعد. يكفي عذابا ولتذهب لحديقة الرب فهناك ستجد بهليس بانتظارك. إنها قد ضاقت بوحدتها وتترقبك على البوابة المقدسة. أرجوك عد لسريرك ونم. كم أنت عنيد ياهيفي. ياللا نم... نم...)
قال لنفسه:
- نعم يجب أن أعود للنوم. وفي الصباح عندما سأفيق سأحكي لأمي هذا الحلم الغريب وستحضنني وتعدني أن تحميني أبد الدهر حتى حين أكبر وأني سأكون أجمل شباب المدينة كلها وأكثرهم تميزا.
غالب نفسه حتى تمكن من العودة للسرير ثم جلس على حافته. إنه لا يشعر بأية رغبة في النوم ولا يفهم ما الذي يعتريه. لا وجود لأدنى ألم رغم ما صار عليه شكله الخارجي. حاول أن يجد تفسيرا مقنعا لهذا القدر الغريب من التحول خلال ليلة واحدة.
- ترى ما الذي حصل أثناء نومي؟
جال ببصره في أرجاء الغرفة. فجأة تنبه لشيء غاب عن عقله منذ أن أفاق. لم تكن تصرفاته وشكل جسده فقط الغريبين بل أن الغرفة نفسها بدت له مختلفة. غزته ثقة بأنها ليست غرفة نوم أمه ولا هي غرفته الخاصة ولا إحدى غرف أخواته.
كان المكان مختلفا كثيرا عن الغرف المألوفة. مربع الشكل تقريبا وناصع البياض حوى سرير كبير يحتل أغلب الفضاء فيه وقد وضعت فوقه أغطية بيضاء ناصعة وبجواره الكرسي وعلى الجدار المقابل له المرآة. لم يكن هناك أي أثاث آخر. الستائر المزدانة بورود حمراء صغيرة والتي تغطي تقريبا كل الجدران لا تحجب من النور الذي يغمر الغرفة إلا بعضه.
(ألا ترى النافذة التي يحجبها عنك ذاك الستار، أيها الملاك؟ ربما هي البوابة التي اختيرت لتقودك نحو حديقة الرب المقدس. البعض يلتقي بهم الرب في وسط الطريق والآخرون يعانون طويلا للمثول بين يديه فلتشكر ربك إن صنع لك منفذا وسطا. استجمع قواك وتقدم نحوها. افتحها على مصراعيها ثم حلق بالأجنحة التي ستنبت حينها في مكان ذراعيك الذين يتآكلان ويتساقطان الآن في فضاء ملكوت الرب المحب الرحيم.)
تنبه لوجود النافذة فوقف وتقدم ببطء شديد نحوها. صارع وهنه وهو يتقدم إلى الإمام محاولا أن تكون حركته طبيعية كما اعتادها لكن دون جدوى. ساقاه كانتا ثقيلتين جدا. استغرق المسير نحو النافذة وقتا طويلا. بلغها أخيرا. عالجها بعناية لكنه لم ينجح في فتحها. حاول أن ينظر من خلالها إلى الحديقة التي يجب أن تكون في الجانب الآخر من الحائط لكنه لم يتمكن من رؤية شيء إطلاقا. اكتشف أن البلور سميك إلى حد يستحيل معه معرفة ما تخفيه خلفها. عنت له فكرة كسره. حاول ذلك متسلحا بالسكين الذي وجده فوق الكرسي تحت ثيابه. أمسك السلاح بكلتا يديه وضربه بعنف. رغم الضربات المتتالية لم يتمكن من إحداث ولو خدش بسيط فيه عوضا عن ذلك ما كان يحصل هو ظهور تموج يتسع طرديا ثم يتلاشى مخلفا في جسد هيفي ألما أشد مع كل ضربة جديدة كما لو انه هو ذاته امتدادا له. احتمل الألم مواصلا الضرب بكل قوته. عندما تنبه إلى أن لا معنى لما يقوم به توقف. حينها تلمس أطراف النافذة فربما سيتمكن من نزعها دفعة واحدة وبذلك يكون منفذه على العالم الخارجي خلفها أرحب. عاين جوانبها جميعا بدقة. بدت له مرسومة بشكل متقن على الجدار أكثر من كونها نافذة حقيقية تفتح على ساحة البيت. أرعبه ذلك فتوجه نحو الباب.
عندما وضع يديه على المزلاج تساءل عن الوقت. لقد أفاق منذ زمن طويل، ورغم ذلك، لم يتبادر لذهنه أن يبحث عن ساعته التي اعتاد وضعها تحت الوسادة. ترى ما الساعة الآن بل ما هو تاريخ اليوم؟ هل يعقل أن يكون قد نام لأكثر من ليلة ثم لو حدث ذلك فعلا فلماذا لم تظهر أمه خلال كل هذا الزمن الذي قضاه هنا وحيدا في هذه الغرفة السجن؟ عاد له وجهها باسما. ابتسم لمرآها لكنه سرعان ما قطب جبينه حين فكر أن اكتشافها لجهله هذا سيغضبها وبالتالي ستضيع الفرحة التي ستولدها هذه البادرة الفريدة والتي يريد أن يثبت عبرها للكل أنه قد صار رجلا قادرا على الاعتماد على ذاته. إنه يتمنى حقا أن يثبت لهم أنه منذ اليوم لم يعد ذاك الولد المدلل الذي لا ينفك يثير غضب أخواته وحنقهن عليه وتعنيف والده وعدم رضاء أمه بسبب كسله في القيام بأي أمر مهما يكن تافها. قرر، إذا، البحث عن ساعته تحت الوسادة، رغم بطء حركته وتعثرها. لم يجدها هناك ولا في أي مكان آخر بل أنه لم يجد أيضا حقيبته المدرسية ولا حتى ساعة جداريه. ضغط على المزلاج، منكسرا وحزينا، فانفتح الباب. وجد نفسه في قاعة فسيحة شبيهة بالمسرح الصغير في مدينتهم حيث أخذته وزملاءه، معلمتهم يوما لمشاهدة عرض سينمائي حول حياة الأطفال في عدد من دول العالم.
لم يكن يوجد في تلك القاعة نوافذ ولا أبواب وكان كل الأثاث الذي تحويه طاولة كبيرة من اللوح محاطة بكراسي كثيرة وضعت في وسطها باقة زهور ربيعية جميلة متعددة الألوان ومرتبة بذوق رفيع بعناية بادية وعند طرفها صحن فيه شطيرة خبز وجبن وكأس حليب. حالما وقع نظره على طبق الطعام شعر بالجوع ينهش أحشاءه فجلس وتناول فطوره بتوءدة ناظرا حوله مستكشفا المكان الذي رغم غرابته البادية شعر بألفة تربطه به وبكل محتوياته.
حاول أن يجد ركنا ولو باهتا، في عقله، يربطه بما حوله. هرش رأسه مرارا بتلك الأصابع الزرقاء المتآكلة لكنه عجز عن التفكير أو التذكر. لم يجد شيئا يمكن أن يساعده على تحديد الإطار الزماني والمكاني. لم ينتابه الغضب كعادته كلما عجز عن فعل شيء ما. واصل تناول فطوره بهدوء مستغربا هدوءه وحين انتهى منه، بدا له فجأة طيف جدته منحنيا على شيء ما في أحد أركان القاعة. تناهى له صوتها مترنما بإحدى الأغاني القديمة التي يحب. ناداها لكنها لم تنتبه له. واصلت القيام بما هي منهمكة في فعله ولم تلتفت نحوه فقام واقترب منها محاولا الإمساك بأذيال ثوبها لكنها تبخرت بذات السرعة التي تبدت بها.
دار عدة مرات حول نفسه ثم، بإصرار طفل لم تشوه الحياة، حاول أن يقفز على ساق واحدة معتمدا على حواف الطاولة. ربما هو مريض وعليه أن يقوم بالحركات التي اعتاد القيام بها في القاعة الرياضية التي كان منتسبا لها. نجح بعد فترة من التمرين في السير بسرعة اكبر نسبيا. كان يشعر بأن الوقت يمر ثقيلا لكنه لم يعرف كم انقضى منذ أن استفاق. نسي، خلال التمرين، أنه يفتقد أمه وعندما تمكن من تحرير ساقيه من الخدر الذي كان يكبلهما عاد لعقله وجهها طاغيا ملحا.
حاول أن يناديها بصوت مرتفع حتى تسمعه وتأتي لتحميه كما وعدت دوما أن تفعل لكن ما سمعه كان همسا. شعر أن الاسم يعلق في حلقه ويخنقه ثم يتسرب من بين شفتيه تأتأة محزنة. عزَّ عليه أن تراه على هذه الحالة فأجل مشروع نداءها إلى أن يستعيد صوته الطبيعي. عندما ستأتي يجب أن يكون مستعدا وفي أتم صحة. لن يجعلها تحزن مستقبلا بسببه أبدا وسيعوضها عن كل ما سببه لها من ضيق وغضب. سيجعلها تفرح دوما وسيفعل كل ما تطلبه منه دونما تذمر. هذه الأفكار وغيرها ملأت قلبه الصغير طمأنينة فلم يسؤه أن يقضي بقية اليوم في محاولات بائسة للكلام وللتدرب على الحركة الطبيعية. لم يكلَّ ولم يستسلم وواصل القفز حول الطاولة بعزيمة وبأس شديدين.
فجأة، تعالى الصخب في القاعة الساكنة. دخل، من بوابة لم يتمكن من تبينها بشكل واضح، أطفال كثيرون ومروا راكضين عبر القاعة ثم خرجوا من باب فتح لاستقبالهم في الجدار المقابل للكرسي الذي جلس عليه بعد ساعات طويلة من التمرين. راقبهم وهم يعبرون أمامه من جهة إلى الأخرى. كانوا يشتركون في شيء واحد: شق كبير في الصدر يبرز قلوبا مكسورة دامية. رغم ذلك كان بعضهم يضحك والبعض الأخر يصرخ غاضبا أو باكيا. حاول أن يلمسهم لكنه لم يتمكن من إمساك ولا واحد من بينهم. كانوا يتملصون منهم ويهربون ثم يختفون ليظهر غيرهم. ناداهم لكنهم لم يلتفتوا إليه كما لو أنه هو الخيال وهم الواقع المحض. شعر أنهم لا يرونه.
- هل يمكن أن أكون قد تحولت إلى شبح؟
(وما الغرابة في ذلك أيها الملاك الصغير؟ نحن البشر قذرون جدا وعالمنا بائس أكثر مما تتخيل فكيف يمكن أن تمتلك فيه أيها الطاهر جسدا ماديا؟ ما الطاهرون الذين عبروا عالمنا إلا أشباح تأتي ثم تمضي سريعا دون أن ندرك أنها مرت ودون أن نقدر على استيعاب كلماتها أو أن نتنسم عبير الجنة الذي يعبق منها.)
قرر رغم أنه فهم أنه مختلف عنهم أن يتبعهم. عندما بلغ الباب الذي يخرجون منه اختفى كل شيء وعمّ السكون من جديد. انصهر الباب ذاته في النسيج العام للجدار ولم يبقى سوى ملمس خشن وساخن بشكل ملحوظ لما كان منذ قليل إطار بوابة العبور. إلا أن ذلك الباب الذي اختفى حالما بلغه هيفي ترك كوة صغيرة جدا في أحد جوانبه. تمكن هيفي بعد أن شحذ أطرافها بسكينه من أن يجعلها أوسع قليلا.
(أغلق الكوة وعد لمكانك. انتظر الغد. حين سيأتي الأطفال العابرون تسلل بينهم حتى وإن لم يلحظوا وجوك واعبر إلى حديقة الرب. توقف ولا تنظر. ابتعد حالا. هل تعتقد أنك سترى ملائكة تقطف الأزهار؟ لماذا تُضاعِف عذابك أيها الصبي الشقي؟)
تردد قليلا ثم غلبه حب الفضول. مسح الغبار ونظر من خلال الكوة التي صارت واسعة بما يكفي لتمكينه من رؤية العالم الخارجي. رأى مزار "بيري أورا". كان المشهد خاطفا لكنه فضيع جدا. أناس لا حصر لهم وبينهم يتكومون هناك منهكين وبينهم أربع شابات صغيرات قادمات من قرية " الزليلية" وقد اهلكهن العطش والتعب. رأى في عيونهن ما عجزت ألسنتهن عن وصفه: ذئاب تهاجم مزرعة عائلتهم وتقتل كل الرجال والوالدة العجوز. لا يعلمن في حالتهن تلك وقد فقدن القدرة على الكلام والبكاء كيف تمكنَّ من الفرار. ربما الصدمة أو الخوف أو هو الموت حين يستولي على القلب فلا يترك مكانا لأي مشاعر إنسانية طبيعية. ما بقي عالقا في ذاكرتهن هو الدم وشخير الوالدة حين ذبحت ونظرة عيونها التي تبحث عنهن. وجدن أنفسهن في طريق إحدى سيارات الإيزيديين الهاربين فحملتهن إلى هنا. صوت الرصاص كان يئز في كل مكان فتهتز أجسادهن مع كل طلقة. كانت هناك أيضا دماء تسيل على جوانب الصورة مشكلة نهرا للعهر البشري الخالد. في الجانب الآخر من المزار رأى رجالا يحفرون قبورا ويوارون جثثا عديدة. سمع أحدهم ينشج قائلا.
- يا الله. لقد أبادوا كل رجال "قنى".
عم الصمت ولم يعلق أحد على قوله. بعد برهة اقترب صوت الطلقات النارية فعم الهرج وبدأ الناس يهربون من جديد في كل صوب. عدد من كبار السن الذي عجوزا عن اللحاق بالجبل سقطوا مضرجين بدمائهم فلم يقدر الرجال حافري القبور على مواراتهم التراب واكتفوا قبل فرارهم بتغطية وجوههم بثيابهم او بمناديل صغيرة. هرب المشردون نحو "باب كورا ماري" ثم وصلوا إلى مزار شرف الدين وبعد يومين بلغوا نقطة "دوكري" الحدودية ثم دخلوا "سورية" لكن الفتيات الأربع لم يكن بينهم. إحداهن سقطت ميتة بسبب الظمأ واثنتان بقر بطونهم الرصاص والرابعة رآها تسير مقيدة نحو سوق بيع الرقيق. سوق انتهاك الكرامة والإنسانية. السوق الذي يعري بجلاء كبير إحدى الفضائل البشرية المقدسة.
شعر بالدوار فابتعد عن الكوة. وقف وسط القاعة الكبيرة وقد غزى المكان، فجأة، برد قارس. بدأ جسده يتجمد. كان ثوبه خفيفا ولا يناسب الطقس الذي تحول إلى شتوي قارص. ضم ذراعيه حول صدره وبدأ يرتعد ثم انهمرت دموعه. خفت النور تدريجيا فعاد لغرفة النوم وتمدد على الفراش بكامل ثيابه منتظرا مجيء أمه. إنها لم تخذله يوما وستأتي في النهاية. سيعز عليها أن تترك وحيدها في هذا المكان. بدأ يرسم وجهها في خياله إلى أن غرق في النوم من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - -محلى زينك-
أمازيغي تونسي ملحد ( 2016 / 6 / 23 - 18:12 )
تمنيت لو كنت تكتبين بتمازيغت ، وكنت أفهمها ، للأسف إغتصبها إلههم الوهمي ولغته الميتة التي يدعون أنها حية ، وهي كذلك حية ! كوبرا تبث سمومها في جسد شعبي الميت منذ قرون ، الوهم كبير والفرج بعيد بعيد ف -الشعب مسلم ولايستسلم- وهو فخور بانتمائه ل -الأمة العربية- ضمن إطار -المغرب العربي- !! دعيني أغرق في تفاؤلي فحتى الذين خرجوا من خرافة الدين جلهم لا يهمهم إن كانوا أمازيغا أو عربا أو حتى بوتساويين ! مثل ذلك كاتبنا مالك صاحب الملايين على موقع -العلمانيين- !
دعوة للكتابة عن الوطن المحتل (تامزغا والأمازيغية) : عن تاريخه القديم الذي يدعي الخونة أنه بدأ بجلد ثور ، إلى أن إحتله العربان حاملين الحضارة والعمران ! (قرأت ما كتبتي سابقا هو جيد جدا لكنه غير كاف)

أخيرا ، محلاها التونسيه العزيزه الغاليه كي تتحرر م الوهم وأكاكه ما تنجم كان تقوللها محلى زينك ومليون بوسه على يدّك وجبينك

أمازيغي تونسي ملحد


2 - شكرا لمرورك استاذي الفاضل
رويدة سالم ( 2016 / 6 / 24 - 17:07 )
أنا أمازيغية لكن لا اعرف من لغتنا الأم الا بعض الكلمات البسيطة اضافة للكلمات العامية ذات الاصل الامازيغي
تعلم كيف تم جعل التوانسة ينسون اية علاقة مع امازيغيتهم القديمة عبر التعليم بالعربية حصرا وبرامج التلفزيون الخ من سياسة التعريب
سأحاول أن أكتب في الموضوع الذي طلبته كلما سمح الوقت بذلك
يشرفني كل ما قلته استاذي
مودتي


3 - كل هؤلاء -الأعلام- ليسوا قدوة لنا
تونسي من تامزغا ( 2016 / 7 / 10 - 21:55 )
جل كتاب الحوارمستعربون لا يهمهم إلا الإسلام،الإستثناء تجده عند قلة من الوطنيين،كذلك اليهودية والمسيحية فهم يطبعون مع هذه الإيديولوجيات الإستعمارية لكن الكل تحت ضلال العروبة.لم لا يصرخ الكتاب الأمازيغ الأحرار بأن هؤلاء ليسوا قدوة لنا؟بل لم لا يقولون بأنه لا علاقة لنا بهؤلاء المستعربين وخصوصا الملحدين منهم؟أمثلة من عندنا:أنظري إلى مسيرة العفيف الأخضر وتلاميذه،تأملي مايكتبه مالك بارودي وتساءلي معي:أين الأمازيغية؟أمثلة من المشارقة:محمود درويش وسجل إنه عربي،أدونيس،نوال السعداوي،جواد علي،طه حسين،فرج فودة وغيرهم ممن يسمونهم أعلاما:أين الكلام عن أصول شعوبهم في كتاباتهم؟ كلهم مستعربون!حتى الجليل محمود محمد طه لم تستثنه هذه القاعدة! كلامي هو رسالة من عقل رجل علم تجريبي إلى عقل كاتبة وطنية:عزيزتي الوطنية على أرضنا هي الأمازيغية:الأمازيغية لايمكن إطلاقا أن تكون لا يهودية لامسيحية لا إسلامية لا رأسمالية لا شيوعية ولاغيره:لسنا في حاجة لنستورد إيديولوجيات إجرامية لا من سماء وهميةولا من أرض غير أرضنا:أهلا بالعلوم الحقيقية فقط وما عدا ذلك فالعقل الأمازيغي عندما يتحرر من كل قيوده قادر على كل شيء.


4 - تعليقاتي مستقبلا ستكون من قبيل...
تونسي من تامزغا ( 2016 / 7 / 10 - 22:56 )
قال المستعمِر-صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ،قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا- وقال أيضا-وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ-.قال الأمازيغي التونسي-صوت وطني صارخ للحرية أعدوا طريق النهضة الأمازيغية،قوموا في القفر طريقا لشعبنا،كونوا شموعا تضئ له المسار،لا تتخلفوا وتحيدوا عن ركب أمازيغيته حتى لا يسجلكم تاريخه مع أهل الخيانة والعمالة والصغار
-
أينما شممت رائحة أمازيغية تحركت،تكلمت،كتبت،علقت،صرخت وربما بالغت: سيجد أصحاب العقول والعارفون بالعشق عذرا لي، أظن ذلك . كل مودتي


5 - شكرا استاذي تونسي من تمازغا على مرورك والكلام
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 12 - 11:04 )
والكلام الجميل الذي سجلته
اتفق معك في جله لكن سيدي انا اجد العذر لمن ذكرتهم حضرتك من الكتاب فلإن لم لا يذكرون انتماءاتهم الاثنية فليس لانهم ينكرونها لكن لأن الاستعمار الثقافي العربي كان ممتمكنا جدا فضيَّع اللغة : اهم وسيلة للحفاظ على الرباط بالاصول
نحن أمارزيغ رغم انكار المستعربين ولا يهمنا الدين الذي يرتفع صوته لاننا نؤمن ان الدين حرية شخصية لا يمتلك احد ان يتدخل فيها لكن الارض هي دمنا وهي ماضينا ومستقبلنا ولن ياخذها منا احد ابدا
شكرا على مرورك الكريم
مودتي


6 - أرجو أن ُيفهم قصدي وشكرا
تونسي من تامزغا ( 2016 / 7 / 12 - 13:33 )
عندما أرى كاتبا كل كتاباته لاتتكلم إلا على الإسلام فقط، لا يذكر العروبة أصلا وإن ذكرها يكون ذلك كإطلاق المسلمات من قبيل وطن عربي ودول عربية إلخ لا يتكلم أصلا عن بلده وتاريخه وإن تكلم عنه فلغاية وحيدة هي الإسلام،يتكلم عن فلسطين وكأنها مسألة أمن قومي لبلده: أختي العزيزة هؤلاء ليسوا عواما لنجد لهم أعذارا،أيضا رقابهم ليست تحت السيف وإلا لما تكلموا عن الإسلام مباشرة،هؤلاء ليسوا جهلة بل جهابذة يقرأ لهم الملايين؛هؤلاء وبكل بساطة عروبيون يسيرون وفق منهج القوميين العرب.


7 - رويدك يا رويدة!
نعيم إيليا ( 2016 / 7 / 20 - 13:19 )
الله عليك! فعلاً أنو الإبداع الحقيقي في الأدب هو كسر المعتاد
ولقد كسرت طوق ما اعتاد عليه أدباء العربية من العناية المركزة بقضايا من مثل: السلطة والشعب، السلطة والمثقف، المجتمع وما يدور فيه من المفاسد والبلاوي، العلاقات العاطفية... الخ ورحلت رحلة موفقة إلى قضية الأقليات المضطهدة التي قلما تناولها أدباء العربية حتى الذين ينتمون من أدبائها إلى هذه الأقليات.
حنا مينه على سبيل المثال، لا تجدين في أدبه شيئاً من ذلك، كما لا تجدين من ذلك شيئاً في أدب أفنان القاسم
أتابع فصول روايتك بشغف واهتمام.
وأنا أطالع هذا الفصل للمرة الثالثة، ترقرقت صورتك في خيالي، وهمى فجأة هذا المطلع فيك:
خَوْدٌ تَأَطَّرُ مِنْ رِيٍّ وَمِنْ لِينِ
زَيَّتْ حِجَاها بأنْفَاسِ الرياحين



8 - الغالية رويدة أنت تجمعين بين أدب بروست والأدب:
أفنان القاسم ( 2016 / 7 / 20 - 16:33 )
الروسي، فالتحليل النفسي لديك ينضاف إليه الحوار الداخلي، الأول من سمات الكاتب الفرنسي، والثاني من سمات الواقعية الروسية، فانساب أسلوبك انسيابًا رقيقًا لا يثقل القراءة، إضافة إلى ذلك يحتوي التوتر على بنية في التعبير مركبة: ستأتي أمه؟ لن تأتي؟ الآن؟ فيما بعد؟ لتكون الإبادة، البنية النموذجية للنص... أريد فقط أن أرحب كتير كتير كتير بنعيم إيليا، وأقول له اشتقنا لك، لم اقرأ كل روايتك، قرأت بعض فصولها، وكم تمنيت لو فتحت باب التعليقات، فهناك الكثير من الأشياء التي كان يمكنك أن تتلافاها من ناحية اللغة خاصة... بخصوص قضية الأقليات أردنا أنا وحنا مينا أن نتلافاها ودافِعنا الإنسان لا الطائفة، ثقافتنا هي هكذا، ألا نفرق بين مسيحي أو يهودي أو مسلم، أمازيغي أو كردي أو علوي، كلهم تجدهم عندي، ولكن تحت هويتهم الإنسانية، وفي خضم الصراع الاجتماعي. في قصصي الأولى، في الأعشاش المهدومة مثلاً هناك مُحَنْد البربري، لكنه هناك تحت شخصيته كطيار في الجيش الفرنسي، أو هناك مارجو اليهودية الإسبانية، ولكن تحت شخصيتها كعاملة في أحد البارات، وهناك الأرمنية في قصة الصفر، عاهرة للواحد ومناضلة للآخر، وهكذا في كل رواياتي...


9 - أستاذنا الغالي أفنان القاسم
نعيم إيليا ( 2016 / 7 / 20 - 21:22 )
! لو علمت، كم كانت بهجتي عظيمة عندما تلقيت كلماتك الراقصة
بمرارة أخبرك أيها الأستاذ المبدع أن روايتي طويلة والفصل الذي نشرته، لم يحظ بإعجاب القراء، ولذلك أحجمت عن متابعة النشر. سأراجعها بهدوء، ثم أعدها للنشر على الورق.
سأفشي لك سراً له علاقة بلغتي. أنا دائم النظر في كتب التراث العربي. الجاحظ وابن سينا والفارابي والقالي وغيرهم، يؤنسون وحدتي. وقد أمضيت سنوات من عمري في تدريس الأدب العربي وعلوم اللغة العربية واللغات السامية، ولهذا السبب أتقعر أحيانا. وقد تنبهت لهذا، إلا أنني فكرت في نفسي وقلت لها، لما لا يكون إحياء اللفظ القديم تجديداً وخروجاً على المألوف من لغتنا اليومية السهلة؟
سأسكت عن تنكبك عن قضية الأقليات، لأن لي فيك وفي حنا مينه وغيركما رأياً مختلفاً عن رأيك، أخاف إن أنا أبديته أن يقودني الإبداء إلى مشاكستك وإرهاقك وأنت عزيز من أعزائي.
ولكن، بالله عليك، قل لي ولو في سرك: أليست رويدة غير لائق بها إلا ما كان من الألفاظ فاخراً فخماً؟


10 - استاذي الفاضل تونسي من تمازغا
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 21 - 00:17 )
استاذي تونسي من تامزغا اذا حاولت ان تجد العذر لكل موقف لرأيت انهم غير مقصرين وان اقتصر نقدهم فقط على الدين لانه يعتبر من العوامل المفرقة للشعوب
ربما تشاطرني الرأي ان البشرية بدأ انحدارها منذ ان اعتنقت المبدئين المهدمين لانسانية الانسان نحو شبيهه الا وهما -الدين والوطن- الدين باعتباره تكتل حول عقيدة واحدة ترفض قطعا اي مختلف غير منتم لحضيرتها والوطن الذي يدفع الانسان للانحشار في بوتقة تكتل من نوع أخر
اعتقد ان ايجاد مساحة من التقارب الانساني دون الغرق في بؤر الدين والوطنية المفخمة بكل المعاني الجميلة لكن الخادعة هي الاجدى مهما تكن انتماءاتنا الدينية والاثنية
الدفاع عن الانسان في المطلق ومناصرة المظلوم اينما كان والدفاع عن كل صاحب حق سليب
مودتي


11 - تخجلني استاذي الفاضل نعيم إيليا
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 21 - 00:26 )

لكم اغبطك على زادك اللغوي الثري والذي لا اجد منه في قاموسي المعرفي شيئا يذكر
ولكم اتوق لقراءة بقية فصول المسرحية التي حجبتها عنا لموقف غبي من بعض منتقديك
وانت تعلم اني انتظر ايضا بقية الرواية التي توقفت عند الجزء التاسع وانتظر اين سيتقر المطاف بالروح التائهة التي تراقب كل شيء دون ندم ولا خوف من الاتي
نصوصك تمتعني جدا فلا تبخل علينا بها استاذي نعيم ارجوك
مودتي وخالص احتراماتي


12 - منكم نتعلم استاذي الفاضل افنان القاسم
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 21 - 00:34 )

يسعدني جدا استاذي العزيز رايك في خربشاتي والتي اتمنى ان تبلغ يوما مستوى كتاباتك
ما انا الا مبتدئة (كما كنت دوما) على سلم درجاته وعرة ابحث لديك وامثالك عن معين يساعدني على التقدم بعض الخطوات نحو الامام
ارجو ان اظل دوما في مستوى توقعاتك
خالص المودة والاحترام


13 - نعيم إيليا أنا مرهق من عينيّ الباقي كله:
أفنان القاسم ( 2016 / 7 / 21 - 08:19 )
شاب في العشرين، وأنا أحزر ما ستقوله سلفًا عن قضية الأقليات، لهذا على الماشي أضيف أن هذه القضية كمحور للإثنية (أعتقد أن هذا ما تريده) ركزت عليها وأفضت عندما يكون اللون أو الأصل للبطل شرطه الوجودي، كونه أسودَ أو كونه فلسطينيًا أو كونه هنديًا وكل ما يترتب عن ذلك، في أمريكا (الاغتراب) وفي إسرائيل (المسار) وفي أمريكا من جديد (هاملت) هاملت روايتي لا هاملت شكسبير... أتفق معك حول إحياء اللفط القديم، ولكن في دينامية تنسجم مع المضمون كما فعل الغيطاني، رويدة مثلاً لماذا انساب نصها؟ لأنها عملت بنصيحتي عندما لم تعد تقرأ أي كاتب تونسي همجي اللغة، وتخلت عن المصطلح الجاهلي الذي يمتلئ به الأدب الحديث عندهم، وحتى في نصها هذا الانسيابية لم تمنع العديد من المفردات الثقيلة بعض الشيء والتي كنت أتمنى أن تتفاداها...


14 - العزيزة رويدة سالم
نعيم إيليا ( 2016 / 7 / 21 - 09:20 )
إي لا..! ما بيحئلك كل هالشي تتواضعي. يعني هيك كأنك يدك أستاذنا القاسم وبدك ياني من بعدو، نكون على غلط في تقويمنا وتقييمنا لأعمالك، صح؟
بالنسبة للتمثيلية: الحقيقة كانت نهايتها عجيبة غريبة وكان فيها شخصيات كتيره متل السيدات: منى حسين، فؤادة العراقية، فاتن واصل، والسادة محمد زكريا توفيق وعلاء الصفار وجمشيد ابراهيم وغيرهم. خليني فكر بالموضوع بعد ما أنجز مهمة دمها تقيل.
عزيزتي في عندي غلط وقع في هذه العبارة ( لما لا يكون إحياء اللفظ القديم تجديداً) والصحيح لماذا؟
دي يالله! هاتي.. شو في عندك شي جاهز للنشر؟
مع خالص المودة


15 - زقزقة العصافير!!
ابن أبي زندقويه ( 2016 / 7 / 22 - 00:32 )
أنا لست أديبا ولكن زنديق:يضحكني هذا المصطلح وفي نفس الوقت يذكرني بأمجاد أناس شرفاء حاربوا الوهم حسب القليل الذي توفر لهم،إستوقفني تعليقك (والوطن الذي يدفع الانسان للانحشار في بوتقة تكتل من نوع أخر):هذه صفحتك أنت وأنت رويدة الأمازيغية التونسية،رأيت تعليقات مختلفة كل حسب توجهه بأسلوب محترم ومتحضر وقد أجبتي أيضا بنفس الأسلوب الراقي،لنفترض أن ألفا علقوا فأجبتي وأجابوا وتعلمتي منهم وتعلموا منك:هل ستصبح صفحتك صفحتهم؟هل ستتحولين لرويدة البرتغالية أو الأمريكية أو... العربية؟أم أن الصفحة ستبقى ملكك (وحدك) لكنها ستكون ملتقى للجميع؟ ماذا لو قرصنت صفحتك وكتبت آلاف المقالات أمجد فيها الله ورسوله وأصحاب خرافة الله ورسوله وبعد ذلك قلت لك تعالي ل (صفحتنا) وإن كتبت شيئا عما كنت تكتبين قتلتك ثم بعدين إحنا أخوة تعالي لنكتب عن أمجاد أجدادنا البرتغاليين أو الأمريكيين أو...العرب ودعك من الترهات التي كنت تكتبين فهي تدفع الانسان للانحشار في بوتقة تكتل من نوع أخر؟أو ما رأيك ألا نتكلم عن الماضي أصلا ولنتكلم في (صفحتنا)عن أم كلثوم وعبد الناصر وإخواننا في فلسطين؟أو لنتكلم عن الطيور وزقزقة العصافير؟ !


16 - استاذي نعيم انت واستاذي الفاضل القاسم على راسي
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 22 - 15:04 )
وعيني يسعدني الحوار معكما ويثريني ويمنحني ثقة أكبر تقييمكما وتقويمكما لخربشاتي
هالايام كلها بحر وفسح مع اخوتي واخواتي وابناءهم يعني ما فيش وقت فاضي للكتابة وانا من العالم اللي تكتب في الوقت الضائع فقط
خالص المودة والاحترام


17 - شكرا استاذي الفاضل ابن أبي زندقويه
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 22 - 15:38 )
تعليقك أشاع الفرح في نفسي مع اني لم افهم جيدا ما أردت حضرتك قوله
يا سيدي هذا الموقع لم انشئه انا بل خصصه المسئولون عن الحوار لما أكتبه لذا يمكن اعتباره موقعا خاص باسم معين لكنه ليس ملكية شخصية فأنا لا اؤمن بالملكيات ولا أمتلك في الواقع باستثناء لابي ولا حتى سلسلة فضية
اعتقد ان ما اثارك هو قولي ان -الوطن الذي يدفع الانسان للانحشار في بوتقة تكتل من نوع أخر- يا سيدي الانسان ليس هوية جغرافية او عقائدية او اثنية بل هو انسان لا يختلف عن نضيره في اي بقعة من العالم في شيئ سوى ما حشر به عقله عند الصغر
ما يصنع الحروب ومآسي البشر هو هذا التكتل في مجموعات الذي يجعل ممن لا ينتمي اليها عدوا مختلفا دخيلا ملعونا
لو كنت طبيبا وتقدم اليك مريض عاجز عن الكلام مما يعني انك لن تعرف هويته الن تقوم بمعالجته لكن اذا حشرك وطنك او عقيدتك او المجموعة التي تنتمي اليها اي كانت في حرب ضد مجموعة اخرى فهل سترضى ان تعالج مريضا من الفصيل المعادي؟
انا اؤمن بالانسان اولا ويهمني تحريك برك الماء الاسن الذي يغطي قضايا المهدرين فيمكن صوت آخر في البرية يمكن ان يمنحهم بعض الامل في مستقبل افضل
خالص الموده


18 - وداعا
ابن أبي زندقويه ( 2016 / 7 / 22 - 21:58 )
أسّرني أن تعليقي أشاع الفرح في نفسك مع أنه يعارض رأيك المثالي الذي يستحيل أن يطبق أو حتي يُفكّر فيه في عالم تحكمه الوحوش،المهم ألقي نظرة على الروابط واعذريني فأنا لست أديبا ولا أريد أن أكون،يكفيني معرفة التاريخ:
(عملت بنصيحتي عندما لم تعد تقرأ أي كاتب تونسي همجي اللغة) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=524185
يعني أنا أرى أن لغتك المنطوقة أروع مليون مرة من لغة السيف والنهب والسبي، مثلا
https://www.youtube.com/watch?v=rTrajsirAn8
أو https://www.youtube.com/watch?v=OQ6Wu8o-i9A
أو http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=524544
ياريت تنظرين لأدباء وطنك مثلا https://www.youtube.com/watch?v=_ECSzI3PiCkعوض شَرْقِ الخرافات الدينية ولغته البائسة الدموية لغة الصعاليك الغزاة التي يدّعي لها العظمة ويتشبث بها (اتحاد صانعي النكسات)


19 - الاستاذ الفاضل ابو زندقة
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 24 - 08:28 )
اشاطرك الرأي سيدي ابو زندقة فيما يتعلق باللهجة التونسية والاغاني التونسية وسيدي علي الرياحي وعلية ونعمة وصليحة والجاموسي وادب خريف والمسعدي وبن سلامة وشارنا الفذ ابو القاسم زجعفر ماجد وغيرهم كثيرون وقد قرأت اغلب كتاباتهم قبل ان أمر لأدب عرب المشرق والادب الغربي الفرنسي والانجليزي والروسي والامريكا الجنوبية
لا احب ان اناقش أحد اعلم ان النقاش معه لن ينتج عنه تغيير في افكاري او في قناعاته
لا احب مناقشة الاستاذ افنان في بعض النقاط الخلافية لاني احترمه جدا ولا اريد ان انجر معه الى جدال لن يؤدي الى نتيجة
اعتقد انك تفهم الان احجامي عن التعليق عن ملاحظة الاستاذ افنان
مودتي واحتراماتي سيدي


20 - إلى الأستاذ أفنان القاسم، لا إلى رويدة سالم
نعيم إيليا ( 2016 / 7 / 24 - 10:21 )
ومع ذلك لا أملك إلا أن أقول لكِ أيتها الجميلة لفظاً ومعنى: نهارك سعيد، أيامك حلوة، وعيشي مع متع الصيف!
أنا وأستاذنا القاسم والزمن طويل!
عزيزي الأستاذ، سلامة عينك! أعلم من تجربتي مع العين ما معنى أن يشكو المرء منها.
شكراً على الرد. في الجزء الثاني من قصتي التحولات الفجائية (غير منشور) حديث للكاتب عن قضية اللغة، فيه أشياء لا أظن أنها مألوفة ألفة لامبالية. سأحاول أن أصوغ أفكاره بإيجاز في ورقة مستقلة تحت عنوان. الرد على أفنان القاسم أو شيء من هذا القبيل.
تحياتي لك وللعزيزة رويدة وللأخوة المعلقين


21 - رسالة خاصة
رسولُ تانيت للأمازيغ ( 2016 / 7 / 24 - 10:45 )
قلت أنك أمازيغية إذا أنت ملزمة بالإيمان برسالتي وإلا وقع عليك غضب تانيت!أنا رسول تانيت للكتاب الأمازيغ في هذا الموقع : رسالتك كُتب فيها : كفاك كسلا يا بنيتي!



22 - استاذي الفاضل رسولُ تانيت للأمازيغ
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 24 - 18:12 )
شكراااااااااااا استاذي على التعليق الجميل والكلمات المشجعة
أعتقد اني سمعت كلام الربة تانيت واجتهدت اليوم أكثر من اي يوم آخر
مشغول بترجمة كتاب للماركيز دي ساد وبعض نصوص جورج بطاي لهذا لا أجد الوقت للكتابة ولا للتعليق
أرجو ان أكون عند حسن ظن حضرتك
احتراماتي ومودتي


23 - هجوووووووووووووم على صفحة رويدة سالم !
إيما زيغن ( 2016 / 7 / 24 - 20:34 )
هجوووووووووووووم على صفحة رويدة سالم ! دكتورنا ابن أبي زندقويه قاللنا قبل رحيله عن الموقع : فمه سيت إسمو الحوار المتمدن أدخلولو وعلقو على فلان وفلان و...أما ركزو على فلان وفلان ورويدة سالم بعد ماتقراو صفحات من تونس،ياخي قرينا المقال وهانا جينا ههههه
ركزي في التعليقات مستقبلا سترين تقريبا نفس الفكر من نيكنايمات كثيرة كلهم ملحدون أمازيغ توانسة مغاربة ودزيرية يحبوك برشه أما باش يلومو عليك زاده،علاش؟ على خاطر يحبو وطنهم برشة ويحبوك تكون خير! وطنهم رويدة موش أوطانهم : يعني اللي يسميو فيهم الخونة العملاء والمستعمرين أكالجماعة المتعصبين العرقيين الشوفينيين الي يقولو أحنا أمازيغ ماعناش عرب على أرضنا موش كيما قال ناجي جلول الي أحنا التوانسة -...- جايين م البره!!
آما يلزمنا موافقتك إيذا تحب،خاطر كلامنا أونقدنا باش يكون صعيب:اللي نحبوه ما نافقوشو أما ننننننننن....هههه
نستناو ردك وتانميرت
إممممممممممم محلاها لوغتي أحسن لغة ف العالم حتى لين ترجع تامازيغت!


24 - مربحا استاذي افاضل إيما زيغن
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 24 - 21:13 )
مرحبا بيكم يا سادة يا مادة ويدلنا ويدلكم على ثنية الخير والسعادة ومرحبا بنقدك مهما كان صعيب
يجمعنا الكثير احنا سكان شمال افريقية الخليط من حضارات مختلفة سكنت او مرت على ارضنا بدا من الانسان المشتاوي مرورا بالوبيين والامازيغ ومن بعدهم الفينيقين والرومانيين والبيزنطيين والفنداليين والموريسكيين والعرب ومش توانسة بركه او دزيرية او مغاربة او ليبية
لذلك نحتاج نتناقشوا ونتعلموا من بعضنا ونحتاجوا لنقد بعضنا باش نصلحوا رواحنا
مودتي


25 - رويدة الأمازيغية العنصرية الشوفينية ههههه
إيما زيغن ( 2016 / 7 / 24 - 22:25 )
علقت على سناء بدري مشا في بالها إيمازيغن مرا،هشام حتاته ماعرفش راجل ولا مرا، وكيفاش رويدة عرفت اللي آنا راجل؟هي تجاوب (احنا سكان شمال افريقية) ونزيد عليها أحنا الأمازيغ نشمو ريحة بعضنا!شعب الوهم المختار؟لا،ملح الأرض؟لا،خير مجرمين أخرجوا للناس؟لا، فقط إيمازيغن ! إي إي ونقولوها وبالصوت العالي إيمازيغن!
مشكورة عزيزتنا رويدة مع إنو عنا برشة كلام على -الخليط من حضارات مختلفة- وخصوصا الفينيقيين وحضارتهم المزعومة وخلي عاده العرب! قبل ما نقلك ليلتك زينة:زعمه بالحق جاونا ناس إسمهم فينيقيين وعملولنا حضارة عظيمة إسمها قرطاج؟وهل الكلام هذا تاريخ حقيقي ولا كي سيدي كي جوادو الكلو كذب في كذب المهم يلزم يطلعو جدودنا الأمازيغ متوحشين وكالحيوانات كيما قال سلوس آكالصعلوك الروماني في القرن الأول قبل وقتنا، وصاحب خرافة عليسه والفينيقين متاعها وهجرتهم المزعومة لبلادنا؟زعمه القرطاجيون فينيقيون ولا....؟
https://www.youtube.com/watch?v=ZJQe9Yaxjo0
تحياتي


26 - استاذي الفاضل إيما زيغن حول الفينقيين اتحدث
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 25 - 05:35 )
في التاريخ الذي درسناه اتى الفينيقيون الى تونس واسسوا مدينة قرطاج (قرط حدشت) واوتيكا وغيرها من المدن الساحلية كموانئ بحرية تجارية تصل شرق البحر الابض المتوسط بغربه واختلطوا بالسكان المحليين وكونوا العنصر البوني الذي اشتبك فيما بعد مع الرومان الذين احتلوا قرطاج وردموها بالملح
توجد قرطاجنة (Carthago Nova: وهي كلمة لاتينيّة أصلها فنيقيّ قَرْط حَدَشْتْ: المدينة الحديثة) في اسبانيا الحالية وفيها نشأ حنبعل ومنها انطلق في حربه ضد الرومان
هل حقا اتى الفينيقيون الى تونس وهل اسسوا قرطاجا هنا وهناك في اسبانيا؟
نظرية التقويم الزمني الحديثة تشكك في ذلك بل في التاريخ الذي نعرف جملة وتفصيلا


27 - عزيزتي الغالية : طلب
إيما زيغن ( 2016 / 7 / 25 - 09:52 )
ياريت يا رويدة لوكان تعرف مختص شريف في التاريخ القديم ولا الآثار يكتبلنا هنا ! عندي قريب بعيد، كلمتو مره قلي اليوم في تونس تنجم تتكلم حتى في القرآن آما الفينيقيين لا أما نأكدلك إللي التاريخ الكلو مزيف! هكه قال. واحد آخر قريب مباشر يكتب كتب ركز في كتبه على البايات وخصوصا التاريخ المعاصر قتلو إكتب على الفينيقيين قالي بالحرف -خنوصل ولادي الساعة-!قتلو باهي تنجم تعرفني على واحد من les assisantsاللي عندك قاللي زايد خاطر لكلهم ُمسلمين ومْسَلّمين بالتاريخ إلي قراوه
قريبي هذا الكاتب وآنا صغير هو اللي شد في دارنا باش ما نقراش آثار قلهم طبيب خير!وانا صغير كان ديما يقلي رد بالك يجد عليك إلي أحنا عرب ولا تاريخنا بدا مع عليسة
حسب مافهمت إنت تقري أدب موش تاريخ،تنجمشي تلقى حل؟ ياريت!
ثم كان ريت الفيديو خونا شوقي قالك مافماش هالهجرة المزعومة متاع الفينيقيين واستحالة إنو إمبراطورية كي قرطاج تتأسس بهذه الطريقة الأسطورية اللي يوصف فيها التاريخ الرسمي يعني هاو واحد مختص ينسف كل اللي قراوهولنا!
!


28 - ساحاول استاذي ايما زيغن
رويدة سالم ( 2016 / 7 / 26 - 02:23 )
كل فكرة جديدة تناقض المتعارف عليه تخيف الكل
الانسان لا يطمئن الا للمعتاد من الاشياء والاشخاص لذا لا يمكن هز القواعد الثابتة التي بنى عليه حياته وفكره بسهولة
مودتي

اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي