الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفريات في التراث (1) : بيف و هركول ( تكالب هررة الحاكم على الكلب )

الياس ديلمي

2016 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هـذا الطرح سيكـون سخيفاً سطحياً لا يرتقـي لعقول المتعمــقين ، و لهذا فانّنا نوجِّــهه الــى الأطـفال السُّذج هواة الكرتونيات المُتحرّكـة …
” بيف ” ذلك الكلب الطيّب رقيق القلب ..
” هركول ” الهـرّ الشرير الذي يعمل على ازعاج ” بيف ” و يكيـد له ..
يُشاهد الطفل ذلك الفلم الكرتوني و هو يُحاول جاهداً فهم تلك الجدلية الكرتونية التي تُصوّر له الصراع القائم بين الهرّ و بين الكلب و الذي يعتمد على مشاهد تعكس له رقّة الهِـررة و شراسة الكلاب بالرغم من أنّ الطفل يكاد يجزم أن الفِلـم يحمـل بـين طـيّاته حقيقةً مطموسة لغايـة في نفْس يعقــوب ..
يُنهي الطفل مشاهدة فِـلمه الكرتوني المُفضَّل لينـام استعداداُ للذهاب الـى المدرسة لمزاولة دروسه في اليوم المُـوالي ، على أن تكون أوّل مادة صباحيّة ما تُسمى ” التّربية الاسلاميّـة ” .
بدأ المُعلِّم يشرح الدرس فقال لهم : درسنـا اليوم يا أعزّائي يـدور حول الكلب في ديننا الاسلامـي .. الكلب في الاسـلام هو نجٍـس … الكلب في الاسلام اذا كان أسودا يجب قتله ..
الكلب في الاسلام منبوذٌ و مكروهٌ من طرف المـلائكة لدرجة أنّها لا تدخل مكاناً يكون متواجداً فيه .. الكلب في الاسلام قذرٌ من اقتناه نُزعت من حسناته قراطان ..
نظر الطفل الى معلّمه محدّثاً نفسه : ( الأستاذ هذا اليوم أشبه بالهـرّ ” هركول ” ، لماذا كلّ هذا التحامل علـى الكلب ” بيف ” ؟ ) .. بقـي المُعلّم يسرد للتلاميـذ كل مساوئ وعيوب ذلك المخلوق الذي يُسَمّى ” الكلب ” مبيّناً موقف الاسلام منه مُمَثّلاً في شخْص نـبيّه محمّد الذي أمر بقتل الكلاب سوداء اللّون و هذا حسب ما أخبرهم به .
غضب ذلك الطفل الذي صورة صديقه الكلب ” بيف ” تهتز أمامه فهو لا يدري ماذا يفـعل ، هل يقاطع مشاهدة فِـلمه الكرتوني المُفضّـل أم يستمر ..
فـجأةً طرأت في ذهنه فكرة ، رفعه يده قائلاً : ( أُستـاذ عندي سؤال ) ، قال الأستاذ : ( نعم تفضّل اطرح سُؤالك ) ، قـــــــال الطفل : ( لماذا يتناقض الله في أوامـره ؟ كيف يأمرنا بعدم اقتناء الكلب لنجاسته ووسخه و لم يأمـر الفِـتية الــذين هربوا الى الكـهف بعدم اصطـحابهم للكلب ؟ كيف قامـت المـلائكة بدخول الكـهف و الكلب بالوصيد باسـطٌ ذراعيـه ؟ ) . اشـتاظ المُعلِّم غضباً و اخذ يصــرخ : ( يا كلـب كيف تقول عن الله عز ّ و جلّ أنّه متناقضٌ ؟ انت كلب ابن ستّين كلب ، أهلك الكلاب لم يعرفوا كيفية تربيتك ، أُخـرج من الفصل يا ابن الكـلب ) …
أصاب المُعلّمَ داءُ الكَـلَب فأُستُكلِب و تكالَب على الطفل المِسكين بسبب أنّه بيّن له تناقض درس مـادّة التربيّة الاسلاميّة ، فكـان جزاؤه الطّـرد .. رجع الطفل الى بيته باكياً حزيناً مُنهارا ًبسبب صديقه ” بيف ” الكلب ، فهو حائرٌ ، كيف لفِتية الكـهف التجرّؤ على اصطحـاب صديقه ” بيف ” دون أن يغضب الله منهم و لا يُنقص من حسناتهم قِراطين ؟ كيف للملائـكة أن تدخل الكهف و الـكل متواجدٌ فيه ؟ يا تُـرى هل بامكاني مَنع ” عزرائيل ” قابض الأرواح من الاقتراب مِنّي اذا قمت بمصاحبة كلبٍ طـوال الوقت ؟ هل مشاهدة فلْمـي الكرتوني ” بيف و هركول ” يمنع المـــلائكة من دخـول المنزل ؟ هل عليّ كُره الكلب ” بيـف ” و مَحبّة الهِـرّ ” هركـول ” ؟ قرّر الطفل البحث عن الحقيقة ، فتح حاسوبه و ربطه بالانترنت ، لعلّه يأتي من المُنقذ ” جوجل ” قبساً من نارِ تُحرق أسـئِلته التّي نَغّصت أشواكُها حياتَـه ..
بــدأ يبحث في مواقـع الشبكـة العـنكبوتية عن الأحاديث المنسوبة للنبـيّ محمّد التّـي تـذكر نجاسة الكلب و وجوب غسل الانـاء الـذي يشرب منه و ضــرورة عدم تربيـته أو مصاحبتـه ، فوجد أن أغلبها يرويها شخــصٌ يُدعـى ” أبو هريـرة ” ، حيث تروي المصادر التاريخية سبب تسميته ، حيث كانت له هريرة ” قطة صغيرة ” تلازمه في كل مكان وكل حين فاشتهر بذلك …
تعجّب الطفل من هذه الصدفة الغريبة و العجيبة ، راوي تلك الأقــوال يُكنّى بأبي هُريرة و مضمون ما جاء فيها يجعل من الكلب حيواناً قذراً نجساً غير مرغوب فيـه ، و كأن ” هركول ” يروي كلاماً يـذمّ فيه ” بيف ” .
استمر الطفل في البحث ، فهو مصمّمٌ على اثبات بـراءة صديقه ” بيف ” من تلك التُّـهم ، حيث أنّه تذكّر قصّة الفتية و كلبهم فشـرع في البحث في القُرآن الكريـم لعلّه يجد ما يُبرئ به الكلـب ” بـيف ” …
وجد في سورة المائدة آية قرآنية تقول ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) ، لماذا يكون الكلب نجسا وهو الذى نأكل مباشرة مما يصطاده لنا بأسنانه ؟ توصّل الطفل الى نتيجة مفادُها أن مرويات أبي هريرة تُخالف ما جاء به القُرآن الكريــم ، فأين الخـلل ؟ هناك ارهاصات و اشاعات تقول و لأسباب نفسيّة اخترع أبو هريرة تلك الأحاديث و نسبها للنبيّ محمّد بسبب كرهه الشديد للكلاب و حبِّه الأشدّ للهررة ، و بالرغم من منطقيّة هذا الطـرح الاّ أن الطفل لم يقتنع بِها و أعتبرها سطحية …
فكيف لرغبات شخص نفسية أن تكون ديناً يتداوله النّاس ؟ ما الفائدة من المحافظة على تلك الأحاديث بعد وفاة أبي هريرة ؟ ما هي العوامل التي ساعدت على تداول تلك الأحاديث و ساهمت في تراكمات رسخت في العقل الجمعي للمجتمعات مصطلحات السبّ و الشّتم و الانقاص من قدر الآخرين ( كلب – ابن كلب – كلاب – اولاد كلب …الخ ) ؟ كيف لمن نصّب نفسَه ملكاً على العرب أن يسمّي نفسه بـكُليب ( على وزن فُعَيْل ) و ابنـه بـالجـرو ؟ كـيف انتـقل اسـم ( الكلب ) من مصّاف اسماء الفخر الى مصّاف أسماء الهِجاء ؟ شرع الطِفل المِسكين المَصدوم في البحث بين أوراق كُـتب التّاريـخ لعلّه يأتي بقبسٍ من نور يضيئ ظلمات العالم الذي يعيش فيه .. لنترك لسان التاريخ بغثّـه و سمينه يخاطب الطفل الذي حُمِّل مسؤولية الدِفاع عن صديقه الكـلب ..
يروي الحاكم في مستدركه قولاً منسوباً للنبي محمد قائلا : ( يخرج رجلٌ يقال له : السفياني في عُمق دمشق وعامَّة من يتبعه من كلب فيَقتُل حتَّى يبقر بطون النساء ، ويَقتُل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها ، حتَّى لا يمنع ذنب تلعه ، ويخرج رجلٌ من أهل بيتي في الحرَّة فيبلغ السفياني ، خروجه فيبعث إليه جُنداً من جُنْدِه فيهزمهم ، فيسير إليه السفياني بمن معه ، حتَّى إذا صار ببيداءَ من الأرض خسُِف بهم فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر عنهم ) ، فالمروية هنا تخبرنا أن بني كلب قبيلة عربية تُناصر السُفياني و تُعادي اهــل بيت النبوّة ..
يقول الباحث المحقق روكس بن زايد العزيزي : ( كان بنو كلب في زمن من الازمان هولاً من الاهوال فعليهم كان بنو أمية يعتمدون في الدفاع عن ملكهم وقد صاهرهم معاوية بن ابي سفيان ليضمن ولائهم ) ، ويقول مصطفى مراد الدباغ : ( و في الاسلام كانت الرياسة لبني بحدل من كلـب ولما وُلــيّ معاوية الخلافة تـزوّج ” ميسون بنت بحدل بن انيف الكلبية ” و هي ام ولده يزيد ) ، و انطلاقاُ من هذا تتوضح لنا صورة ما أورده الحاكم في مستدركه و نصل الى نيجة مفادها أن قبيلة بني كلب كانت على تحالف متين مع الأمويين و من هنا يتضح أن القبيلة هم أخوال يزيد بن معاوية بن ابي سفيان, وقد كانوا عوناً لبني لأمية في صراعاتهم كما نقل لنا ذلك الطّــبري ..
يكمل التــاريخ سرد قصصه لنا حيث ينقل أحداث ما بعد القضاء على بني أمية من قبل بني العباس ، حيث عــاد ” آل أبي سفيان ” للظهور من جديد من خلال بوابة أخوالهم ” بني كلب ” حتى أصبح آل أبي سفيان مخلّصي بني كلب ، ان أول ظهور للسفياني المنتظر [كما أسمته كلب] في بلاد الشام مع بداية الخلافة العباسية، وذلك من خلال الثورة التي قام بها أهل قنسرين ، وما كاد الجيش العباسي ينتهي من ثورة أهل قنسرين وأتباعهم من بني كلب حتى قامت ثورة سفياني آخر: هو العباس بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان، الذي كانت ثورته في حلب ، ويبدو أن بني كلب لم ييأسوا من البحث عن ذلك السفياني الذي- يعتقدون أنه- سيعيد إليهم مجدهم الضائع، حتى أصبح ذلك السفياني أسطورة بني كلب في ذلك الوقت.
فبعد مرور فترة من الزمن ظهر في عهد الخليفة الأمين العباسي (193- 198هـ) أحد السفيانيين سنة (195هـ/ 810م) ويدعى علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية، ويلقب بـ ” أبــي العميطر ” وكان دائماً يفتخر قائــلاً : ” أنا ابن شيخي صفين “، يعني علياً ومعاوية ، إذ أنه كان يُنسب لبني أمية من جهة أبيه، ولآل علي بن أبي طالب من جهة أمه . عندما اشتد الصراع بين الأمين والمأمون حول الخلافة ، أرسل الأمين عبد الملك بن صالح إلى الشام والجزيرة والياً عليهما سنة (196هـ/ 811م)، وكلفه بتكوين جيش من عرب الشام ليحاربوا معه المأمون الذي كان يكره عرب الشام (فهو فارسي النزعة)، فانضم إلى هذا الجيش بعض بني كلب من الذين وقعوا في خلاف مع أبي العميطر الذي أساء معاملتهم، ولكن هذا الجيش الذي كان يتكون من العرب والخراسانيين لم يكن متماسكاً بالشكل الذي يُعتمد عليه، فقد كان يتكون من جنسيات مختلفة، ولهذا فسرعان ما وقع الخلاف بين العرب والخراسانيين، مما أدى إلى عودة بني كلب إلى بلادهم وهم نادمون على مناصرتهم لبني العباس.
يدلنا على ذلك قول رجل منهم وهو ينادي عشيرته للانسحاب من جيش العباسيين: ” يا معشر كلب، إنها الراية السوداء، والله ما ولت ولا عدلت، ولا ذلَّ ناصرها ولا ضعف وليُّها، وإنكم لتعرفون مواقع سيوف أهل خراسان في رقابكم، وآثار أسنتهم في صدوركم، فاعتزلوا الشر قبل أن يعظم . في عــهد الخليفة المأمون (198هـ- 218هـ) قامت فتنة جديدة لرجل من بني أمية يدعى (سعيد بن خالد الأموي) ، تعصيت له بنو كلب وكان هدفها هو محاربة الخلافة العباسية والقضاء عليها من أجل عودة الحكم الأموي .. في عهد الخليفة المعتصم العباسي (218هـ- 227هـ) فقد قامت ثورة أموية أخرى ضد الخلافة العباسية وسياستها ، و كالعادة المُشارك الفعّال في هذه الثورة قبيلة ” بنو كلب ” ..
تكرر الأمر مرة أخرى في عهد الخليفة الواثق العباسي (227-232هـ) …
بعد هذا السرد لتاريخ قبيلة كلب وصراعها مع نظام الحكم العباسي يتبين لنا ان السفياني كلبي الانتماء القبلي وسفياني النسب وذلك لعدم وجود إمتداد طبيعي لأسرة آل أبي سفيان ..
لقد قام التاريخ بتصوير صراع طويل حدث بين بني كلب و بني العباس فتح لنا شاشة كبيرة تقدم حصة ناشيونال براكين التاريخ … بعد أن انهى التاريخ مخاطبة الطفل ، وجد هذا الأخير نفسه غارقاً في بحار تلطمه امواجُها يميناً و يساراً ، فقد أتضح المبهم ، و رفع الستار ، و انجلت الغيوم عن الأخبار ، و اصبح الليل مثل النهار .. انت كلب ، هذا كلب ، هم كلاب ، هو كلب ابن كلب ، شتائم و قذائف لفظية في ثقافتنا الحالية كانت في الثقافة العباسية مجرد تسميات لأناس ينتمون الى قبيلة كلب المعارضة لنظام الحكم العباسي ، فلما يكون الشخص معارضا لحكومة عباسية معينة فهو على الاغلب من أبناء كلب العربية ، و على هذا الديدن تطوّر اللفظ ليصبح فيما بعد احد مصطلحات الشتم و الذم و القدح و الهجاء . ما ساعد في ترسيخ هذا التشويه الاعلامي القذر لقبيلة ” كلب ” الممارس من طرف السلطة العباسية هي السلطة الدينية الكهنوتية التي صنعت أحاديث نسبتها زوراُ للنبي محمد و ثم قامت بتجنيد ترسانة من القصاصين و الرواة لبث هذه المرويات بين الناس على انها نبوية المنبع من أجل ضرب البنى التحتية للمعارضة اعلامياً تمهيداً للضربات العسكرية . بعد هذه النتائج الصادمة التي صدمت الطفل أدرك و تيقن و فهم سبب كل هذا التحامل على الكلاب هامة و على صديقه ” بيف ” خاصة ، فقد توصل الى الفهم الحقيقي السياسي لهذه المرويات :

( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرار).
(إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات).
(طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)

و كأن بيان رسمي من طرف النظام العباسي الحاكم يشدد على تهميش و ابعاد كل كلبيّ من قبيلة كلب المعارضة عن الحياة العامة للمجتمع و المساهمة في عزلهم حصارهم و محاربتهم نفسياً ..

بعد هذه الأمواج المتلاطمة يقف الطفل حائراً عاجزاُ عن فهم و ادراك كل هذه التعقيدات ..
ان كان ابا هريرة يمقت الكلاب فما شأننا به ؟
ان كانت كلب اخوال السفياني فما شأننا بذلك ؟
ان كانت بنو العباس تمقت بني كلب فما شأننا بهما ؟
ما شأننا ان تكالبت هررة الحاكم على أحد الكلاب المعارضة ؟
لماذا لا تتصالح الهررة مع الكلاب و ينتهي الصراع ؟
ما دخل الفقه في هذه المماحكات التاريخية ؟
ما دخل الدين في هذه الصراعات السياسية القديمة ؟

يحضر الطفل كلمات أغنية فلمه الكرتوني المُفضّل و هي على شكل حوار بين ” بيف ” و بين ” هركول ” على الشكل التالي :

هركول : من مثلي أنا هركول ، قط شرس و أكول ؟
بيـف : أنا بيف ، أنا مزعج و أكول ، دوما في الساحة أجول .
هركول : لا تغضب يا صديق .
بيـف :لا تثرثر يا صديق .
هركول : بيف صديقي .
بيـف : هركول عدوي .

و على الحان و كلمات هذه الاغنية الكرتونية نتحسس حجم ذلك الصراع التاريخي الذي زكّم انوفنا و أنف ذلك الطفل الذي كافح من اجل تبرئة ذلك المخلوق الاليف الوفيّ من ادّعاءات ذلك الدّين الهركولي الذي ورثه آباؤه و دافع عنه هررة الكهنة الذين كافحوا من أجل جعل الكلب الحديث يدفع ثمن ممارسات أجداده الكلاب القدامى ، ليتكالب عليه الجميع برواتهم و فقهائهم و أطبائهم و كتبهم التاريخيّة و اصنامهم البشريّة ، لينهض الطفل من أمام حاسوبه و هو يردد فرحاً واثقاً هذه الابيات الشعرية :
لماذا نرى الكلبَ فيه الوفاء **** و فيه الثباتُ و فيه الولاء
و أمــا ابنُ آدمَ أو بنتُــــــــــــــه **** فإنهما في الخطايا سواء
وثقتُ بكلبٍ شريدٍ أتانــــــي **** ليطلبَ بعض بقايا الغذاء
و لما استجبتُ و أطعمتُـــــــه **** و رويتُه بعد هذا بمــــــــاء
تكلّم ذيلٌ له شاكــــــــــــــــــراً ****فقلت: نعم إنّنا أصدقـــــاء
و حين تأكّـــــــــــد أنّي كريم **** و أني سمحتُ له بالبقـــــاء
تقلّد منصبَ حارس بيــــــتي **** و هددّ من يعتدي بالجزاء
و رحّبَ بالزائرين جميعـــــــاً **** و ويلٌ لمن يستثيرُ العــــداء
و ظلّ و فياً لآخر يـــــــــــــــوم **** و حين أنادي يجيبُ النداء
و لما مضى سالَ دمعي و ذابت ***حشاشةُ قلبي و غابَ الضيـاء
و لم يأنفَ الشّعرُ من مدحـــه**** فكلبي يستحقّ الرثـــــــــــــاء
و أما ابنُ آدمَ لما أطعمتُــــــه **** وقلت: أخٌ يستحقّ العطــــــاء
فلما تخلّص من جوعــــــــــــه **** و آنس في بطنه الامتـــــــــلاء
تحولَ من جائع بائــــــــــــس **** إلى ذئب بر كثير العـــــــــواء
و عضّ ذراعي التي أطعمتـه **** فلما رأيتُ نزيفَ الدمــــــــــاء
تذكرتُ كلبي الوفيّ و هبّتْ **** على نار حزني رياحُ الشقـــــاء
لماذا ؟؟ يظلّ السؤالُ و تبقى**** علامته في جبين الصفـــــــــــاء
لماذا عن الناس أبعدَ حــــب **** و خانوا و لم يشعروا بالحيــــاء
كأنّ الخيانةَ صارت لديهــــــم**** طريقَ المعالي و دربَ العُـــلاء
لماذا ؟؟ سألتُ السماءَ و إنّــي **** قريباً سأسمعُ ردّ السمـــــــــــــاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53