الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانظمة الثيوقراطية وأغلال العبودية ..والاستبداد السياسى

خالد كروم

2016 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لم يأبة بكلامي الذي لو صــب على صخر لأذابتة ؛ فأني له أن يترك ما شب عليه؟!

قال لي صاحبي يومًا: اكتب ما تريد، قلت له يا صاحبي: أنا ممن لا يحسنون الكتابة، فقال: اكتب فكل إنسان بداخله كلام، فسايرته وأمسكت بقلمي لأكتب..

لكن كتبت بقلم رصاص على ورق لا يثبت عليه كلام، ها هو حالي وحال من كتب وتكلم في غير فيه وزرع في غير أرضه، فعمله كالنقش على الرمال .....


ما حدث أمس كان شيئاً مهولاً فوق قدرة التوقع،وفوق قدرة الاحتمال،موقفاً شديد الغرابة، لقد قدر لي أن أحضر موقفاً شديد الغرابة، لا زلت ذكراه في أعماقي،ولكن هذا الموقف الأبلة الذي سمعت عنه البارحة جعلني أنتفض واختطفتني وزلزلتني وطاردتني حتي فى أحلامي ..


اكتسى وجهها بشيء مما كان على وجهي من الارتباك يوم أن أخذت تشفو من القدرة الهائلة للصدمة على الإيهام، كأنها بدأت تشك فيما رأت،هذا الحلم المزعج يؤرقني دائما" وانا أحس بنبض قلبي يتساقط مثل قطرات المطر وهي تنهمر من السماء ..

قيل: (عقول الرِّجال في أطراف أقلامِها). انظر: عيون الأخبار" لابن قُتَيبة ربما لا يشاركني الكثير ممن حولي تلك الرغبة في محادثة الملائكة أو تخيل الملائكة، لقد استحق لقد استحق أن يخرج من أغلال العبودية ويكافح من أجل الحرية عبر تاريخ طويل، فقد سقطت الدولة او السلطة السياسية الضرورية لاقامة وتنفيذ احكام الشريعة الدينية على الشعب وسقط معها ايضا مفهوم الامة ومفهوم الزعيم والقائد المبارك او الملهم.

أقول: مهما تحرك القلم وكتب، تبقى أمورًا حبيسة لا يستطيع القلم البوح بها أو: التعبير عنها.

يقول جون إسبوزيتو في كتابه "التهديد الإسلامي: خُرافة أم حقيقة؟!": يُشكِّل الإسلامُ القوة الأممية الأكثر نفوذًا وقدرة على لَمِّ الشَّمل في العالم؛ إذ يَبلُغ عدد المؤمنين بالإسلام أكثر من بليون مُسلِم مُنتشِرين في أرجاء الدنيا، ويُشكِّل المسلمون أغلبيَّة في حوالي 56 بلدًا تَمتدُّ ما بين إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، كما أن وجودهم يَنمو، وأعدادهم كبيرة..

لقد نجحت العلمانية فى فصل سلطة الحاكم عن كل سلطة أخرى أخلاقية أو عرفية أو دينية تؤدى الى تضخم سلطته ضد شعبه الامر الذى يخلق منه طاغية وسيد على عبيده.

اذن نحن اذاء عملية تهذيب وتقنين وتحديد وتخصيص ورقابة لسلطة الحكم وهذا باختصار ما قدمته العلمانية للانسان وجعلته يسترد حريته وينطلق فى طريق الحضارة والتقدم.

في سنة 2006 ميلادية بدأت ندوة حوار بين الأديان بجامعة واترلو بكندا، لقد لقد ظهرت من المؤلفات الإلحادية المتنوعة، ولها عناوين واضحة وفاضحة لمحتواها: "وَهْم الإله، نهاية الإيمان...، وعناوين أخرى كثيرة يُستحيا من ذِكرها؛ لقبحِها وجرأتِها على الخالق جل في علاه، وتعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا، وعظمت دهشته حين علِم عظم الاحتفاء بأحد هذه الكتب (وَهْم الإله) ومؤلفه: Richard Dawkins، فلقد تصدَّر هذا الكتاب - بلا منافس - سنوات عديدة قائمةَ صحيفة نيويورك تايمز للكتب الأكثر رواجًا.


قيمة الحرية


كيف لشعب منَّ الله عليه بنعمة الحرية بثمن زهيد جداً لا يكاد يذكر إذا ما قورن بالثمن الذي لا يزال يدفعه الشعب المصري في سبيل الحرية، ثم يظهر حنيناً إلى عهود الاستعباد المظلمة، ويؤثر دكتاتورية العسكر على ديمقراطية تأتي بخصم سياسي إن حكم فلن يحكم أكثر من أربع سنوات ثم يذهب بعدها من خلال صندوق الاقتراع..

إن قيمة الحرية لمن لامست شغاف قلبه وتذوق حلاوتها لا تقبل المساومة بأي ثمن، فلا المال ولا الرفاه الاقتصادي ولا الأمن ولا الاستقرار يبرر التخلي عن الحرية، فالتطلع إلى الحرية أكثر مظاهر الإنسانية التصاقا بالإنسانية كما قال إريك هوفر، أما مالكوم اكس فيقول "لا يمكنك فصل السلام عن الحرية ، لأنه لا يمكن لأحد أن يكون مسالماً ما لم يكن حراً".

إن حياة بدون حرية يعني أن تعيش عبداً ذليلاً لا تملك رأياً ولا قراراً يوجهك السادة والكبراء كيفما يشاءون، إنها تعني حياة الأنعام "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام"..

أن الصبر على الظلم خير من مقاومته استشهادا بحوادث تاريخية جزئية دون إدراك خطورة الظلم ذاته وأن ما يترتب عليه من نتائج أشد على المدى البعيد من الآثار السلبية التي تنتج عن مقاومته ومن ينظر في تاريخ الأمم يجد ذلك جليا واضحا وكل الأمم اليوم التي تنعم بالحرية والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان لم يتحقق لها ذلك إلا بعد الثورة على الظلم ومقاومته ورفضها له وعلى العكس من ذلك حال الشعوب التي لم تتصد له إذ ما تزال ترسف في أغلال العبودية للانظمة الاستبدادية ولا يمكن للشعوب المستعبدة أن تحقق نهضة أو تحمل رسالة تذكر ..؟؟!!

إن الاستدلال بفشل بعض الحركات الثورية على عدم صحة هذا الأسلوب في تغيير الواقع دون إدراك السنة الاجتماعية التي تؤكد أنه لم تنجح حركة تغييريه إصلاحية بغير هذا الطريق وليس كل حركة تغييريه نجحت به بل الثورة الفرنسية سبقها عدة ثورات كلها فشلت غير أنها أخيرا نجحت وكذا الثورة الأمريكية والثورة الروسية ...

الأنظمة العميلة _

أن ارتهان الخليج والجزيرة العربية وشعوبها ومعها مصر وبعض البلدان الأخري وأرضها وثروتها لصالح الاحتلال الأجنبي وقواعده العسكرية ونفوذه الاستعماري، من خلال تحالفه ودعمه للأسر التي فرضها لتحكم شعوب المنطقة! ففرطت باستقلالها وأمنها، بدعوى أحقيتها المزعومة في الحكم دون إرادة شعوبها!

لقد أصبح الخليجيون اليوم يتطلعون إلى تتحرر أوطانهم وشعوبهم من الاحتلال الأجنبي والوجود العسكري الاستعماري، وهو ما تعبر عنه حركات الرفض والاحتجاج التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من ثلاثة عقود...

وكما يقول فرد هاليداي حين تحدث عن ضعف النظم السياسية في الخليج العربي خاصة(هشاشة ما تبقى من حلفاء للغرب في المنطقة، فكل حلفاء الغرب حول الخليج عبارة عن أنظمة ملكية تحكم دون موافقة شعوبها بفساد هائل وتوزيع للثروة غير متكافئ، وقد أوضحت أحداث إيران أن الأنظمة التي تبدو مضمونة في الظاهر قد يطاح بها بسرعة عندما تبدأ الحركة الشعبية في النمو) ..

لقد ظن كثير من الخليجيين بأن الغرب قد يساهم في تعزيز الحريات العامة في المنطقة، دون أن يدركوا بأن السبب وراء سجن عشرات الآلاف من الأبرياء بذريعة الاحتياط الأمني هو الاحتلال الأجنبي، الذي سيطرت قواعده العسكرية على المنطقة سيطرة كاملة بعد احتلال العراق،وتدمير سوريا واليمن والتأمر على ليبيا وغيرها _ وبدل أن تستخدم الولايات المتحدة الأسلوب الاستعماري القديم في نفي المعارضين للجزر في البحار، اكتفت بقيام حكوماتهم بسجنهم دون تهمة ودون محاكمة ولسنوات طويلة، أو بفرض إقامة جبرية عليهم، أو بمنعهم من السفر والتنقل، حتى لا يكاد يوجد في الخليج عالم حر أو سياسي حر أو كاتب حر إلا وتعرض لشيء من ذلك في كل دول الخليج العربي!

لقد كانوا جميعا ضحايا المشروع الاستعماري الأمريكي للمنطقة، والحكومات الخليجية ليست سوى واجهة لتنفيذ ما يمليه سفراء أمريكا في الخليج بما في ذلك انتهاك حقوق الإنسان، مقابل حماية مصالحها الإستراتيجية!

لقد جاءت الولايات المتحدة لا لتحرر المنطقة بل لتحتلها، وبشكل مباشر باسم الاتفاقيات الأمنية، والقوات المشتركة، وباسم الحلفاء الاستراتيجيين، وللحيلولة دون حدوث أي تغيير سياسي فيها لصالح الشعوب، حتى اعترف بوش الابن بأن الولايات المتحدة دعمت الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة مدة ستين سنة!

الخاتمة :_

سألني صديقي: ألا تشعرك أحداث الفوضى في مصر بالندم على عهد مبارك؟؟ قلت له: لا ولو للحظة واحدة، قال لي: ولكن كان هناك استقرار في عهد مبارك، وشعوبنا لا يصلح معها إلا رجل كالحجاج.. قلت له: إن قصارى ما يمكن أن أتفق معك فيه هو أن الواقع الحالي سيء، لكن سوء هذا الواقع لا يبرر أبداً الاستبداد، ولو مكثت بلاد العرب في فوضى عارمة مائة عام مقبلة لما أعطى ذلك شرعيةً لاستعباد الناس ومصادرة حريتهم.

إن ما نشهده من فوضى في بلاد الثورات هو نتيجة من نتائج عهود الاستبداد الطويلة، ولا معنى لاستقرار في ظل نظام استبدادي لأنه استقرار خادع يخفي وراء السطح الظلم والفساد والكبت والقهر، أما واقع اليوم وإن لم يكن هو الواقع المفضل بالتأكيد فإن ميزته تكمن في أنه يظهر كل أمراضنا التي جاهدنا لإخفائها وإنكارها يظهرها على السطح، وهو ما يعطينا فرصةً تاريخيةً لمواجهتها والبحث عن حلول لها..إن الحرية قيمة أساسية ومن ذاق طعم الحرية فلن يقبل عنها كل متع الأرض بديلاً؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر