الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحدث في ليبيا (4)

إسلام أبو العلا

2016 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا يحدث في ليبيا (4)
في المقال الرابع سنواصل سرد و تحليل الاحداث التي نامل ان تساعد القارئ في فهم تعقيدات السيناريو الليبي و كما وعدتك يا قارئي العزيز فسوف نناقش عملية الكرامة و عملية فجر ليبيا و نشاة الدولة الاسلامية و نرجو من القارئ ان يراجع الحلقات الثلاثة السابقة لكي يستطيع ربط الاحداث هنا و يفهمها جيدا و هو فضلا و ليس امرا ايها القارئ العزيز.
عملية الكرامة :-
تخبرنا السيرة الذاتية للفريق اول خليفة بلقاسم حفتر الفرجاني انه احد القادة العسكريين التابعين للقذافي و قد كان قائدا عسكريا في حرب تشاد و تم هزيمته و اسره في انجامينا علي ايدي القوات التشادية و حلفائها الفرنسيين و قد تنكر له نظام القذافي وقتها و انكر وجود شخص بهذا الاسم و بعدها تم الافراج عنه و ذهب الي الولايات المتحدة و اصبح معارضا للقذافي و قد عاد ادراجه ليخوض القتال ضد القذافي و من المفارقات انه كان في جبهة مصراتة وتم تكريمه من المدينة التي اعلنت الحرب علي الجميع رافضة له !!
وجد خليفة حفتر نفسه تقريبا بعد انتهاء احداث فبراير بلا منصب حقيقي و كيف و هو القائد العسكري المخضرم – علي حد تصوره- يخرج من المولد بلا حمص ؟ فقبع في الشرق الليبي منتظرا الفرصة و مادا اتصالاته مع الحانقين و المهمشين من المشهد و كل معادي للاخوان و المقاتلة حتي لو كان من الاسلاميين الاخرين كالسلفيين , و قد سال لعاب الانظمة في مصر و الامارات و السعودية "بشكل اقل" لدعم ذلك الرجل و خلق حالة مشابهة للحالة المصرية بشكل او باخر كما سنري.
قبع الرجل في معسكر الرجمة متظاهرا بقبوله بدور هامشي او لا دور في ظل حالة السيولة في المؤسسات الليبية التي يمكنك ان تري حالة المؤسسات العسكرية و الامنية خصوصا مثال علي ذلك فهناك معسكرات بلا عسكريين و عسكريون بلا معسكرات و اموال تصرف بالمليارات علي سيناريوهات وهمية من تدريب و دورات و خلافه و لا ضابط او رابط فقوة السلاح و ارادة مليشيات ال(ثوار) تستطيع توليد الاموال من الحكومة بالقوة و مؤسساتها اما بالخطف او التهديد او المحاصرة او الاقتحام .
تلاقت رغبات حفتر مع جهات عدة اولهم اهالي بنغازي الذين عانوا من سطوة مليشيات الاسلاميين الارهابية و الاغتيالات الممنهجة للمدنيين و العسكريين و الناشطين و قد لعب حفتر و ماكينة داعميه الدعائية علي هذا السبب جيدا و قدم نفسه باعتباره المخلص و المنقذ لاهل بنغازي و دعاهم للوقوف و مساندة (القوات المسلحة) حسب بياناته و هو ما دفع الاهالي لتاييده حتي قبل وصول طلائع قواته الي ضواحي بنغازي حيث خرج اهالي بنغازي يقفلون الشوارع و ينظمون الاستيقافات و التفتيشات باسلحتهم الصغيرة و هو ما ساهم في انجاح عمليته في البداية بعد ان فشلت ابان بيان القاه حفتر صبيحة يوم جمعة وضح انه دون تنسيق مع احد من الاطراف الداخلية او لم يطمئن مخاوف الكثيرين وقتها. و قد ساهم الاهالي في احتضان قوات حفتر و دعمها ضد المليشيات الاسلامية و كان اخطر تلك المجموعات مجموعة الموقعون بالدم – تبرا حفتر منها مؤخرا – و هي مجموعة متعصبة قبلية و جهويا و اجرامية و ارهابية الي اقصي حد تمارس الانتهاكات بالتهجير و القتل و حرق المنازل و هدمها و تشريد اصحابها لتورط احد ابناء العائلة مع الجماعات الارهابية المحمدية او لدعمهم المادي و المعنوي لهم او للانتماء القبلي و الجهوي و خاصة التنكيل بابناء مدينة مصراتة المقيمين في بنغازي و هو ما ادي الي هروب الكثير من الاسر و العائلات خوفا من استهدافهم لاصولهم او لتورطهم بدعم الجماعات الارهابية الاسلامية سواء ايدولوجيا او لوجيستيا او لاسباب قبلية قدموا لهم الدعم.
ذكرنا ان الشرق الليبي كانت به بقايا كتائب نظامية كقوات الصاعقة و بعض كتائب الجيش الليبي التي انتشقت علي القذافي و ساندت المحتجين و قد تنادت التاييدات من تلك القوات لعملية الكرامة و قائدها خليفة حفتر الذي كان لواء وقتها قبل ان يتم ترقيته من قبل البرلمان لاحقا. و قد ساهم ذلك التاييد في انهاء حالة الصداقة اللدودة بين الاسلاميين و بقايا الجيش و صعد حالة العداء بينهم للسطح و قد ظلت تلك القوات محتفظة بمعسكراتها قبل ان تتركها بعد معارك مع الاسلاميين ليستولون عليها و يفجرون بواباتها و مبانيها و يذيعون تسجيلا و في الخلفية رايتهم السوداء , صعدت تلك القوات لمعسكر الرجمة بعد ان يئست من نجدة حفتر لها و هي داخل بنغازي و بذلك ضمن حفتر بحركة ذكية كامل الولاء له من تلك القوات و قطع الطريق علي اي محاولة للصلح او استمالة تلك القوات مع الاسلاميين تحت غطاء ال(ثورة) .
و قد توزعت القوات في بنغازي بين قوات حفتر مدعومة بالجهويين و الفدراليين و اهالي بنغازي و بعض السلفيين و بين الاسلاميين و يخطئ من يظن ان المعركة مع هؤلاء الارهابيين سهلة اذا وضعنا في الحسبان معدات حفتر القديمة رغم دعمه السخي من قبل الامارات و مصر اعلاميا و لوجيستيا وهو مالم يتحقق بسلاح نوعي متطور نتيجة لقرار حظر التسليح المفروض امميا و كفاءة مقاتليه فهم في الاغلب من المدنيين تحت قيادات عسكرية بالاضافة الي الدعم اللوجيستي و المالي و الاعلامي و السياسي المقدم للارهابيين من المليشيات في الغرب و من المؤتمر الوطني الذي يسيطر عليه الارهابيين من الاخوان المسلمين و الجماعة الليبية المقاتلةو تمرس عناصرها في القتال في سوريا والعراق و ليبيا.
و لنعود بالذاكرة قليلا فبعد انتخابات المؤتمر الوطني و فوز التحالف الوطني بقيادة محمود جبريل بالاغلبية خرج اغلب الاعضاء من تحت التحالف و اصبحت الهيمنة لكتلة الوفاء للشهداء و هي تضم الارهابيين من الاخوان المسلمين و المقاتلة و تحت سلطة روحية للمفتي الصادق الغرياني و قد وجد التيار (المدني) اذا جاز التعبير نفسه عاريا من دون اي غطاء عسكري فتلاقت مصالحه مع مصالح حفتر في الشرق و الزنتان و من معها في الغرب و املوا ان يكون اعطاء حفتر لغطاء سياسي مقدمة لكسر شوكة الاسلاميين في ليبيا و لكن الاسلاميون اصعب من ذلك بكثير في الغرب خصوصا حيث يتحالف الاسلاميون مع مليشيات كبيرة كمصراتة و مليشيات من مدن كالخمس و زليتن و زوارة و الزاوية و غريان و الامازيغ في كتلة واحدة تحت قيادة المؤتمر الوطني.
و كانت واقعة اختطاف علي زيدان حين كان رئيس وزراء من غرفة نومه و تصويره بالجلابية او (سورية النوم) كما يطلقون عليها واقعة كارثية علي التيار (المدني ) ككل حيث وقع الاختطاف من قبل المليشيات التابعة لدار الافتاء و قد اختطف و هو علي راس السلطة التنفيذية مما غذي ضرورة وجود جسم عسكري للتيار المدني بقيادة محمود جبريل و تلاقت المصالح و خاصة بعد يوم 7 فبراير حيث خرجت مظاهرات عارمة (بالقياس لتعداد الشعب الليبي و من تبقي منه داخل البلاد) ترفض التمديد للمؤتمر و خاصة بعد خروج اعضاء التحالف الوطني و بقاء الاسلاميين و حلفاءهم ايدولوجيا او جهويا او طمعا في منصب او مال او تسهيلات.
و من حسن حظ المتظاهرين ان تلك الاحداث وقعت قبل طرد مليشيات الزنتان من طرابلس و قد امنت لهم فرصة التظاهر و الاعتراض حيث بعد ان سيطرت مليشيات فجر ليبيا اقفلت العاصمة علي راي واحد فقط هو رايهم و ساد الخوف و الرعب للمعارضين و الاهالي وحيث يسود القتل و الخطف و التهجير و الحرق للمنازل سواء للمعارضين او من ينتمون لمدن معادية لهم كالزنتان مثلا.
النتيجة النهائية التي نصل اليها هي ان عملية الكرامة و سيناريو صنع حفتر كانت ضرورة مركبة اقليمية لنظام السيسي و ال زايد , و رغم اختلافنا مع نظام السيسي الا ان الموقف المصري الداعم لقوات موالية له علي الحدود الغربية لمصر يعتبر قرارا صائبا حيث ساهم بشكل كبير في تقليل التهريب و العمليات علي الحدود الغربية بالاضافة الي يقظة رجال حرس الحدود و المنطقة الغربية عامة و هذا ليس رايي بالمناسبة فقد سمعت من تجار و مستوردين ليبيين يشتغلون بالتجارة الشرعية و الغير شرعية مع مصر علي الحدود الشرقية لليبيا او الغربية لمصر قبل و ابان و بعد 17 فبراير حيث كانوا يشتكون من تعطل تجارتهم و انشطة التهريب اذا جاز التعبير , و لكن ليست الرغبات الاقليمية هي العامل الاهم فالعامل الداخلي و خاصة في بنغازي و تاييد اهلها لحفتر و رغبتهم في الخلاص من سطوة الاسلاميين كان العامل الحاسم بجانب تاييد القوي ال(مدنية) و البرلمان الليبي له ليكون جسمهم العسكري يحميهم ضد الاسلاميين الذين يملكون القوة و السلطة و المؤسسات .
فجر ليبيا :-
قلنا سابقا ان مليشيات الزنتان ( القعقاع و الصواعق) كانت تسيطر علي المطار العالمي في طرابلس وهو نقطة قوة كبيرة لهم و قد ارق ذلك اعداؤهم من اصدقاء الامس اللدودون و خاصة بعد اتضاح الانقسام بتاييد الزنتان و الرجبان و ورشفانة (بدرجة اقل) لعملية الكرامة و رفضهم لتمديد المؤتمر الوطني و تاييدهم للبرلمان الليبي المنتخب حديثا وقتها . و قد كان لزاما علي المؤتمر و المتحالفين معه كما عددناهم سابقا السيطرة علي طرابلس و طرد الزنتان و كل مؤيد مسلح لحفتر و البرلمان منها حتي تستتب لهم الامور و كانت عملية فجر ليبيا لهذا الغرض و حدثت اشتباكات عنيفة بين الجانبين سقط فيها عشرات القتلي من الجانبين و من المدنيين و تدمير البنية التحتية كخزانات النفط و شبكات الكهرباء و تدمير منازل الاهالي الذين ساقهم حظهم العاسر للسكن في مناطق الاشتباكات و تبادل القصف بالصواريخ حول المطار او في الاجزاء الغربية من طرابلس التي طالتها الاشتباكات , و كانت نتائج العملية انتصار تحالف فجر ليبيا و اخلاء المطار و تدميره بشكل شبه كامل و خروجه عن العمل حتي الان منذ قرابة العامين.
و هناك سبب اهم و هو فقدان الاسلاميين للاغلبية في انتخابات البرلمان الليبي حيث ارادوا تحقيق ما لم يحققوه بالانتخابات حيث ان المفترض ان يسلم المؤتمر السلطة للبرلمان الجديد و هو ما سيفقدهم سطوتهم و كانت عملية فجرليبيا هي المنقذ لهم و قد سارع المؤتمر الوطني ليلة الانتصار بانعقاده و تلي البيان ( عمر احميدان) و هو ما يؤكد الهدف من عملية فجر ليبيا و بعدها تم تكليف عمر الحاسي احد ارهابيي المقاتلة بتشكيل الحكومة و لم تكتفي تلك المليشيات بذلك بل توجهت قواتها الي تخوم طرابلس الغربية او منطقة ورشفانة التي تقطنها قبيلة بنفس الاسم او (السبع طبول) كما يسمون انفسهم و معروفة بتاييدها للقذافي منذ زمن و بالفعل سيطروا عليها و كالعادة حدثت الانتهاكات من قتل و تعذيب و نهب ممنهج (تمشيط) و قتل للحيوانات و تعذيبها ايضا و قد كانت ورشفانة في تحالف اضطراري مع الزنتان حيث ان الزنتان معارضة للقذافي و نظرا لتعنت ورشفانة في رفع الاعلام الخضراء و شارات القذافي فقد تركتها الزنتان وحيدة تواجه مصيرها المحتوم بعد ان صمدت فترة اقل من صمود الزنتان في المطار و كانت حركة اجبرت بها الزنتان ورشفانة علي اللحاق بها في الجبل و الانضواء تحت قيادة العميد ادريس مادي المكلف من قبل حفتر و البرلمان الليبي و اصبح المسمي الجيش الليبي و القوة المساندة لها و قد حدثت معارك في مدن صغيرة كالجميل و رقدالين و ابو كماش و العجيلات و ككلة ( التي سيطر عليها الجيش الليبي) و قد تبادل الطرفان (فجر ليبيا او الجيش الليبي) السيطرة علي المناطق الاخري و كذلك علي محاور في الجبل حيث حدثت الاشتباكات كراس الافعي و حرف (t) و حوصرت الزنتان حصارا نقصت بسببه المواد الغذائية و الدوائية في الزنتان و لكن نظرا لوجود مطار بمدينة الزنتان و الدعم الاقليمي الاماراتي خاصة و اعتراف البرلمان بقوات الزنتان ادي لوجود قرار دولي بعدم السماح لقوات فجر ليبيا بدخول الزنتان و ظلت قوات الجيش الليبي محتفظة بقاعدة (الوطية) بكسر الواو و تسكين الطاء او كما يطلق عليها عقبة بن نافع في الغرب رغم محاولات الاقتحام الفاشلة المتكررة لها من قبل مليشيا فجر ليبيا.
و توجهت مليشيات فجر ليبيا شرقا و كانت القوات مكلفة من المؤتمر الوطني و قوامها الاكبر من مصراتة و طردت بقايا المشكوك لولائهم لحفتر من قوات في سرت و كان الهدف هو السيطرة علي الهلال النفطي و طرد البرلمان و حفتر من الشرق كما توهموا و لكن كانت الاتصالات و الحوارات قد حصلت و تم وضع الهلال النفطي كخط احمر لن يسمح المجتمع الدولي او الاطراف الاقليمية لقوات الشروق بالسيطرة عليه ولذلك لم تحسم تلك المعركة رغم حدوث معارك ضارية بين حرس المنشات النفطية بقيادة الجضران و بين قوات عملية الشروق مما ادي لاندلاع النيران في خزانات النفط و هنا لابد ان نشيد بدور رجال الاطفاء و سيطرتهم علي حرائق خزانات النفط سواء في طرابلس او الهلال النفطي رغم معداتهم المحدودة و هو دور لابد ان يقدر و يشاد به .
الدولة الاسلامية في ليبيا :-
قلنا قبل ذلك انه من اكبر الاخطاء في حق البشرية اعطاء غطاء سياسي للاسلاميين او الدفاع عن حقهم في التمثيل السياسي و هو الدرس الذي لم يستوعيه اغلبية قوي ( التغيير الشبابية) في مصر اذا جاز التعبير ممن يحنون للتحالف مع الاخوان ضد السلطة الحالية في غباء ملحوظ بعد ان اسقط الشعب المصري الاخوان بلا رجعة و لعل درس الدولة الاسلامية في ليبيا يكون معينا لهم لفهم تبعات ما يصبون اليه او يفكرون فيه .
الدولة الاسلامية لم تخرج فجاة كما يدعي البعض او انها نتاج مؤامرة ماسونية صهيونية كما يحلو للبعض ان يقول ليريح مخه من التفكير و التحليل , انها عملية مركبة ساهم فيا النظام القومجي و ساهم فيها ال( ثوار ) اثناء و بعد احداث 17 فبراير كما سنري
* الدولة الاسلامية بنت الانظمة القومية و جنينها الشرعي:-
ربما يختلف معي الكثير من القراء القومجيين او الرفاق ذوي الميول القومية او ابناء المرحلة القومية في الحركة الشيوعية و لكن عليهم ان يجمعوا ما ساكتبه و يضعوه الي حقائق العراق و سوريا و ستتضح لهم الصورة اكثر اذا حكموا بتجرد علي الامور.
من المعروف ان الانظمة القومية حاولت تاميم الدين لصالحها و عادت الشيوعيين و الشيوعية و العلمانية و خوفا علي نفسها من الثورة و نظرا لافلاسها الفكري من الاساس او افلاس مشروعها البرجوازي البيروقراطي بعد هزيمة يونيو / حزيران 1967 فقد وجدت نفسها في مهب الريح فتحالفت مع الاسلاميين او قامت بدور الاسلاميين نفسهم فشجعت علي الخرافة و الوهم و الميثولوجيا و التجهيل المتعمد و شجعت السلطة الروحية الدينية الرجعية و افردت مساحات من الحرية و الدعاية للغيبيات و جماعات الاسلام السياسي او جماعات دينية مرتبطة بالسلطة نفسها و قدمت الدين للتعويض عن هزيمتها الداخلية او الخارجية او الافلاس الفكري او المادي لتلك الانظمة و انحازت للدين بدرجات مختلفة و حافظت علي تقديسه و مكانته في مجتمعات الشرق الاوسط كافة .و نظرا لخيانة البرجوازية البيرقراطية القومجية لدورها فقد سادت الميثولوجيا في العقول و توارت العقلية النقدية و اصبحت الغوغائية الدينية هي السائدة سواء تحت وطاة البترودولار كما في مصر و تونس او رغبة الانظمة نفسها كما في ليبيا و سوريا والمغرب بدرجات اقل.
* اثناء احداث 17 فبراير :-
كان من الواضح اثناء احداث 17 فبراير وجود الاسلاميين علي الجبهات براياتهم السوداء و لحاهم الطويلة و ايدولوجيتهم الارهابية الا ان توحيد الهدف - وهو النضال ضد القذافي - قد ساهم في غض البصر عنهم و كانوا يقولون طالما انهم ضد القذافي ( بينه) او- وماله او فيها ايه - بالمصري و استمر التواجد بعد 17 فبراير في الكتائب و الدروع بل و السيطرة عليها و علي مؤسسات الدولة نفسها.
* بعد 17 فبراير :-
كانت في مصراتة كتيبة تسمي كتيبة الفاروق و هي كتيبة ارهابية شاركت مع قوات مصراتة براياتها السوداء و شعارات لا اله الا الله علي الاعلام و بعد ان توجهت قوات عملية الشروق كما اسلفنا الي قتال حفتر و السيطرة علي الهلال النفطي كان حينها ان بدات الحوارات و اللقاءات بين الفريقين المتحاربين فكان ان كفر هؤلاء مليشيات مصراتة نفسها التي احتضنتهم سابقا لحوارهم مع الطاغوت حفتر علي حد قولهم و امعنوا فيهم قتلا و تفجيرا الي ان انسحبت قوات مصراتة من سرت و كانت مصراتة تنكر الي ذلك الوقت وجود الدولة الاسلامية في سرت و لكن الطامة الكبري كانت في تاييد اهالي سرت في مجملهم و خصوصا مؤيدي القذافي من قبيلته القذاذفة للارهابيين و ذلك نكاية في مصراتة التي انتهكت مدينتهم و ارتكبت جرائم كما ذكرنا سابقا , ايد هؤلاء كتيبة الفاروق التي بايعت البغدادي و زوجوهم من بناتهم و اعدوا لهم الوجبات ( الكسكسي و الارز و المبكبكة) املين في استخدامهم ضد مصراتة و لكن هيهات فقد قامت تلك الكتيبة بفرض الشريعة الاسلامية من قتل و صلب و تقطيع و حرق و رجم و غيرها من جرائم القرون الوسطي و احالت حياة المواطنين لجحيم لا يطاق بعد ان هللوا لها و فرحوا بها , و بعد ان قويت شوكتها و تداعي اليها ملبيا النفير ارهابيون ليبيون من داخل ليبيا و عرب من الدول المجاورة و افارقة من افريقيا جنوب الصحراء و فارين من سوريا و العراق عن طريق تركيا او مواطنين اوروبيين اتوا لحلم تطبيق الشريعة والعيش في كنف الخلافة .
و قد رايت راي العين نازحين من سرت و سمعت منهم قصص لا تختلف عن افلام الدولة الاسلامية الدعائية او اخبار الرقة او الموصل او ما جاء في التراث الذي تستند عليه تلك المليشيات المحمدية الارهابية. و عندما حاولت مصراتة ذرا للرماد في العيون معالجة اخطائها بعد ان طالت التفجيرات بواباتها و داخل المدينة نفسها بتكليف الكتيبة 166 من قبل المؤتمر الوطني للسيطرة علي سرت كان الاوان قد فات و تمكنت الدولة الاسلامية من سرت بجانب الرفض من قبل من تبقي من الاهالي لاقتحام سرت مرة اخري تحت وطاة ذكرياتهم المريرة لانتهاك المدينة من قبل مصراتة سابقا بل ان اهالي سرت قالوا لهم ان هؤلاء ابناءنا و سنحل مشاكلنا معهم و لكن مع اشتداد قبضة الدولة الاسلامية اصبحوا يستغيثون باي احد لينقذهم من جحيم الشريعة و قوانينها القروسطية وهؤلاء من تبقي بعد ان فرضت الدولة الاسلامية علي الاهالي البقاء و عدم المغادرة ليكونوا دروع بشرية اما الاغلبية فقد هربت تاركة منازلها و اثاثها و املاكها و اصبحوا يتسولون المساعدات بعد ان تحولوا لنازحين و اصبحوا يتباكون علي اللبن المسكوب بلا فائدة بعد ان كانوا يقابلون كل رافض لهؤلاء الارهابيين بالعبارة الشهيرة ( خيرك ما تبيش الشريعة ؟! نحنا كلنا مسلمين ليش منحكمش الشريعة ؟! بمعني لماذا لا تريد حكم الشريعة ؟ و نحن كلنا مسلمون فلم لا نطبق الشريعة؟
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح