الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا فيروس الخيانة الكبرى

نجم الدليمي

2005 / 12 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ترجمة وتعليق
مقدمة
نشرت مجلة " المواطن" الروسية في عددها رقم 2 لعام 2000مقالة عن غورباتشوف بعنوان " كان هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية ".ويمكن أن يقال عنها وثيقة هامة عكست موقف وسلوك وتفكير ميخائيل غورباتشوف من دولته العظمى الاتحاد السوفييتي ، وموقفه الآيدولوجي ، ونظراً لأهمية الوثيقة ، تم نقلها للعربية آملين أن تحقق الفائدة للقارئ الكريم .

أولاً : غورباتشوف - هدفي القضاء على الشيوعية ؟!.

يؤكد ميخائيل غورباتشوف ،أن هدفي في الحياة كان القضاء على الشيوعية ، وإن زوجتي ( رايسا مكسيموفنا ) ساعدتني وأيدتني بالكامل من أجل أن أحقق هذا الهدف ، أي بمعنى آخر، إنها فكَرت بهذا الهدف قبل أن أفكر أنا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف ( أي القضاء على الشيوعية ) إستخدمت كل ما لديَ من إمكانيات سواء على صعيد الحزب أو الدولة من أجل أن أحقق هدفي، وإن زوجتي كانت تدفعني وبإستمرار لأن أكون فاعلاً ونشطاً في تأدية مهامي الحزبية داخل الحزب ومن أجل كسب ثقة قيادة الحزب ومن ثم الحصول على الترقية الحزبية وإحتلال المركز القيادي في الحزب والدولة ,
وقال غورباتشوف ، عندما تعرفت بشكل خاص ومباشر على الغرب ( المقصود نمط الحياة السياسية والاجتماعية – الاقتصادية والآيديولوجية ...) أدركت بأنني لا أستطيع أن أتراجع عن تحقيق هدفي ، ولكي أنجز هذا الهدف ، كان لابد أن أقوم بتغييرات جذرية في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي وكوادره أولاً ، ومن ثم في السلطة السوفييتية ( المقصود بالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والسلطة الرابعة ، كما يقال .أي ميدان الإعلام ) وفي الوقت نفسه لابد من القيام بالاسلوب نفسه فيما يخص الأحزاب الشيوعية الحاكمة في بلدان أوربا الشرقية سابقاً . ويؤكد غورباتشوف إن مثله الأعلى وهدفه في ذلك الوقت كان نموذج تطَور بلدان الإشتراكية الديمقراطية .
ويؤكد ميخائيل غورباتشوف ، أن الاقتصاد المخطط في البلدان الإشتراكية لم يكن فاعلاً في تعبئة وإستثمار تلك القدرات والموارد ( المقصود الموارد البشرية والمادية ) التي في حوزة شعوب البلدان الأشتراكية ، ويعتقد إن التحوَل الى إقتصاد السوق ( أي إقتصاد السوق الرأسمالي )هو الذي يستطيع تعبئة وإستثمار الموارد البشرية والمادية ، وبالتالي يتم تحقيق التطَور الناجح لبلداننا ( أي الاتحاد السوفييتي وبلدان أوربا الشرقية ...).
يقول غورباتشوف ، إنه إستطاع أن يجد له أنصارأً يؤيدونه في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي من أجل تحقيق هدفه ( أي القضاء على الشيوعية ) وذكر على سبيل المثال الكساندر ياكوفلوف ، وأدوارد شيفارنادزة .

1- ميخائيل غورباتشوف مواليد 1931 ، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي منذ عام 1950 إلى عام 1991 ، السكرتير الأول للّجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي ورئيس دولة إتحاد الجمهوريات السوفييتية الأشتراكية لفترة 1985-1991، عضو " اللجنة الثلاثية" الماسونية منذ عام 1989 ، مستشار في مجلس العلاقات الدولية، ورئيس فوند (صندوق) غورباتشوف ورئيس منظمة موندياليسيتسكوي "ميروفوي فورما".

2- ألكساندر ياكوفلوف ، مواليد 1923 ، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي منذ عام 1944 وحتى عام 1991 ، " طابور خامس "، ومنذ نهاية الخمسينات كان يعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، وعمل سفيراً للاتحاد السوفيتي في كندا لمدة 14 سنه ، وتم إستدعاؤه في زمن أندروبوف ، وعندما تسلّم غورباتشوف قيادة الحزب والدولة في آذار 1985 ، أصبح عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي ، ومسؤول لجنة العلاقات السياسية الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي مع الحركة الشيوعية العالمية ، ومسؤول الجانب الآيديولوجي وعرّاب " البريسترويكا " وعضو النادي الماسوني " ماغيستروم " منذ عام 1992 ، وفي فترة حكم الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن ، تم تعيينه مديراً عاماً للمحطة التلفزيونية – القناة الأولى أستانكينا، وأحد أهم المؤسسين لحركة " خيار روسيا"واليوم ، يعد الكساندر ياكوفلوف أحد أهم الناشطين في إستمرار عملية التخريب الإجتماعي – الإقتصادي والآيديولوجي ضد الشعب السوفييتي- الروسي وضد الحركة الشيوعية العالمية .
3- إدوارد شيفارنادزه : مواليد عام 1928 ، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي من عام 1948 الى عام 1991 ، السكرتير الأول للكمسمول في جمهورية جورجيا ، والسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الجورجي سابقاً ، عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي السوفييتي ، جنرال في المخابرات السوفييتية ، وزير خارجية الإتحاد السوفييتي سابقاً عضو النادي الماسوني " ماغيستروم" منذ عام 1992 ، والرئيس السابق لجمهورية جورجيا .وكما هو معروف أن ياكوفلوف وشيفارنادزه وبوريس يلتسن، ويفغيني بريماكوف ، ومدفيدوف ، ويوري أفاناتسييف....كانوا أعضاءاً في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي ، وأندريه كوزوروف ، وغافريل بوبوف ، وغينادي بوربوليس ، وأنوتولي سوبجاك ، ويغور غيدار ، وغورغي يافلينسكي ... هم كوادر متقدمة في الحزب الحاكم ، إن جميع هؤلاء وغيرهم كانوا في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي ونفَذوا بوَعي وإخلاص " البريسترويكا " في خلال الفترة 1985- 1991، ونتائجها معروفة للجميع ولا تحتاج الى تعليق أو توضيح ، وهم وغيرهم اليوم ، ومنذ عام 1992 ينَفذون وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين ، أي سياسة " الإصلاح الإقتصادي " وهم أعضاء في محافل ونواد مختلفة للماسونية العالمية . ويؤكد ميخائيل غورباتشوف أن جهد وخدمات هؤلاء ( المقصود ياكوفلوف وشيفارنادزه ) لا يمكن أن يوصف أو يعَوض !.

ثانياً : - غورباتشوف – العالم بدون الشيوعية سيكون منظره أفضل وأحسن ؟!.

يقول غورباتشوف: إن العالم بدون الشيوعية سيكون منظره وشكله أفضل وأحسن ، وبعد عام 2000 سيشهد العالم مرحلة من السلام والاستقرار والازدهار . ( نقول أي سلام وإستقرار في ظل هيمنة القطب الواحد ؟ ماذا حدث للشعب العراقي والافغاني والفلسطيني واليوغسلافي ....وماذا يحدث اليوم لهم في ظل مايسمى بالنظام العالمي الجديد ؟ إنها سياسة قهر وإذلال وإبادة الشعوب ) ولكن مازالت توجد في العالم قوَة تعرقل حركتنا ونشاطنا نحو تحقيق السلام والإزدهار على الصعيد العالمي ، وأقصد بهذه القَوة هي جمهورية الصين الشعبية . لقد قمت بزيارة الى جمهورية الصين الشعبية اثناء " الانتفاضة الطلابية" خلال تلك الفترة تبيَن وكإنما الشيوعية في الصين الشعبية قد سقطت أو هي على وشك السقوط ، وكنت مستعداً لإلقاء خطاباً أمام الطلبة الصينيين المتظاهرين في تلك الساحة الكبرى لأعبَر لهم عن مساندتي وتضامني وتعاطفي ! وكنت أرغب في إقناعهم وأؤكد لهم بأنه يجب أن يستمَروا في نضالهم هذا ، ومن أجل أن تبدأ بلادهم بعملية " البريسترويكا " !
يشير ميخائيل غورباتشوف ، الى أن القيادة الصينية لم تساند " الحركة الطلابية " ، بل إستخدمت القوَة والعنف ضدها ، ويَعد هذا الموَقف خطأً كبيرأً قامت به القيادة الصينية ، ثم يؤكد غورباتشوف ، لو إنتهت الشيوعية في الصين أو وضع لها حد حازم أي تصفيتها، لتنفس العالم الصعداء وإتجه نحو المصالحة والعدالة القانونية . ( نقول ماذا حصلت شعوب العالم وخاصة شعوب البلدان النامية مما يسمى بالنظام العالمي الجديد؟ حصلت على الفقر والجوع، وتفشي البطالة والجريمة والمخدَرات وخاصةً وسط الشباب ، تعَمق في التفاوت الإقتصادي – الإجتماعي لصالح مايسمى النخبة البيروقراطية الحاكمة . وماذا حصل للشعب السوفييتي – الروسي من خلال تنفيذ ما يسمى بعملية التغيير والاصلاح الإقتصادي ؟)
( نعتقد إن هذا النهج هو نهج التخريب الإجتماعي – الإقتصادي والثقافي والآيديولوجي والعسكري . إذ لم يحصل الشعب السوفييتي – الروسي ، إلا على الكوارث والمآسي الإجتماعية والإقتصادية التي عجز هتلر عن تحقيقها . إن هذا النهج يخدم فقط مصالح " القطط السمان " والبلدان الرأسمالية وخاصةً الولايات المتحدة ).
يقول ميخائيل غورباتشوف : كانت رغبتي وعزيمتي هي المحافظة على الإتحاد السوفييتي ! ولكن تحت إسم جديد ، وهذا الإسم الجديد يجب أن يعكس شكل ومضمون التحولات الديمقراطية ! ولكن لم أستطَع تحقيق ذلك ، والسبب يعود الى أن بوريس يلتسن كانت لدية رغبة جنونية للإستيلاء على السلطة بأي طريقة أو وسيلة او ثمن ، وإنة لا يمتلك أي تصَور عن الدولة الديمقراطية ! وهو بالذات الذي عمل على تفكيك الإتحاد السوفييتي ، وبالنتيجة عمَت الفوضى السياسية في عموم البلاد ويتحمل بوريس يلتسن وفريقه كامل المسؤولية عن الصعوبات والمشكلات التي واجهت الشعب السوفييتي – الروسي ، وتواجهه اليوم . أن سيناريو تفكيك الإتحاد السوفييتي السابق ساهم فيه كل من غورباتشوف وفريقه وبوريس يلتسن وفريقة ، ولكن رُسم لكل منهما دور محدد ومكمل أحدهما للآخر، وإلا فماذا يفسر موقف غورباتشوف ويلتسن عندما جرى أستفتاء شعبي عام وهم في قمة السلطة في آذار سنة 1991 حول بقاء الإتحاد السوفييتي ، أو عدمه إذ صوَت الشعب السوفييتي بنسبة 67,6%لصالح بقاء دولة الإتحاد السوفييتي ، إلا أن غورباتشوف ويلتسن وفريقيهما والقوى الأجنبية الغربية لم يأخذوا بتلك النتيجة الحرة والديمقراطية مائة بالمائة !! واليوم وحسب إستطلاعات الرأي العام الروسي الذي يقوم به الإعلام البرجوازي الروسي ، فأن أكثر من 85% من الشعب السوفييتي – الروسي يؤيدون عودة الإتحاد السوفييتي ، وعلى ما يبدو هناك " فيتو" داخلي – خارجي لن يسمح بتحقيق ذلك . وكما نعتقد فان أحداث آب عام 1991 كانت "خطة" معَدة مسبقاً ساهم في إعدادها غورباتشوف وفريقه ويلتسن وفريقه وقوى غربية ، وإن غورباتشوف هو الذي قدَم ووافق على مقترح تشكيل لجنة الدولة للطوارئ ....وبالنتيجة تمت الإطاحة بأعضاء لجنة الطوارئ وهم أعضاء في قيادة الحزب والسلطة التنفيذية والتشريعية وتم التخلص منهم ، وأن غوباتشوف قد تنحى سلمياً من رئاسة الحزب والدولة، و لم يحاكم على ماقام به من جرائم بحق الشعب السوفييتي ، لأن دوره قد إكتمل ونفذ بقدر ما إستطاع أن يقوم بتنفيذة ، وتم تفكيك الإتحاد السوفييتي الى دويلات ضعيفة ومتصارعة وغارقة في مشاكلها الداخلية ، وأصبح بوريس يلتسن رئيس جمهورية روسيا الإتحادية المستقلة !!).
يؤكد غورباتشوف بأن روسيا لا يمكن أن تكون دولة عظمى بدون أوكرايينا وكازاخستان وجمهوريات القفقاز ، الا أن هذه الدول قد إختارت طريقها الخاص في التطوَر ، وأن آلية وحدة هذه الدوَل اليوم ليس لها أي معنى والسبب يعود الى الفوضى الدستورية ! ( نعتقد إن غورباتشوف وفريقة وبوريس يلتسن وفريقة كانوا ولا زالوا " يناضلون" بكل ما يملكون من قوى سياسية وإقتصادية من أجل عدم عودة الإتحاد السوفييتي ) و ينظر غورباتشوف اليوم الى أن رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الإتحاد السوفييتي سابقاً ) يمكن أن تتوحد فقط على أساس الفكر السياسي ، ( أي آيدولوجية البرجوازية ) ، وإقتصاد السوق ( أي إقتصاد السوق الرأسمالي ) ، والديمقراطية ( أي ديمقراطية البرجوازية التي تعكس مصالح الأقلية أو ديمقراطية النخبة الحاكمة -5%)والمساواة بين الشعوب ( أي تعَمق التفاوت الإجتماعي – ألإقتصادي ، من خلال تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوَليين والتي تقضي بتخلي دور الدولة الإجتماعي والإقتصادي وفسح المجال أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي والقيام بتحرير الأسعار والتجارة وتنفيذ برنامج الخصخصة )، وبالنتيجة فان تحقيق كل ذلك سوف يؤدي الى تراكم الثروات لصالح البرجوازيةالإداريةوالطفيلية والمافيا بشكل غير قانوني، أي بمعنى آخر الغني يزداد غنا والفقير يزداد فقراً وهذا ما حدث ويحدث اليوم في روسيا وغيرها من جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق ...

ثالثاً:- يلتسن – يبلغ جورج بوش الأب بقرار تفكيك الإتحاد السوفييتي !!.

يقول ميخائيل غورباتشوف :- عندما أقدم بوريس يلتسن على تفكيك الإتحاد السوفييتي ( بتأريخ 8-9/12/1991 ) عقد في مدينة مينسك عاصمة جمهورية بيلورسيا إجتماع ضم الرؤساء الثلاث وهم بوريس يلتسن رئيس جمهورية روسيا الإتحادية ، وكرافجوك رئيس جمهورية أوكرايينا ، وشوشكييفج رئيس البرلمان البيلوروسي ، واتخذ الرؤساء الثلاث قراراً وبمعزل عن مواطنيهم بإعلان إستقلال جمهورياتهم عن الإتحاد السوفييتي ، وبنفس اليوم قام يلتسن بإبلاغ الرئيس الأمريكي جورج بوش تلفونياً بمحتوى وقرارات الإجتماع )عبَر بعض الصحفيين ، كما يروي غورباتشوف ، عن وجهات نظرهم وطرحوا بعض الإحتمالات فيما يخص موقفي من تفكك الإتحاد السوفييتي ، ، فبعد هذا الحادث إعتقدوا انني سأقوم بالبكاء ولكنني لم أبك أو انني سأنتهي ، المقصود النهاية السياسية ، مع نهاية الشيوعية في أوربا أو في آسيا ... أو يظهر المقصود غورباتشوف ، ممثل أساسي و رئيسي من أجل تحقيق المثل الإنسانية العليا ، والوفاق والسلام في العالم .
يشير غورباتشوف ان تفكك الإتحاد السوفييتي بهذا الشكل أو ذاك لن يجلب الفائدة للولايات المتحدة الأمريكية ( نعتقد إنه كلام غير موضوعي ... بدليل إنه بعد عام 1991 طرحت أمريكا و لأول مرة وبشكل واضح فكرة النظام العالمي الجديد ، وإن جوهر هذا النظام هو تحقيق مبدأ الرئيس الأمريكي ترومان الذي يؤكد بانه "يتوجب على أمريكا أن تقود العالم " وكانت أحدى أسوأ" ثمار" هذا النظام هو الهجوم العدواني غير المبرر على الشعب العراقي من أجل تحقيق أهداف سياسية وإقتصادية لصالح " الديمقراطيات الكبرى " ونتائج هذا العدوان ولا زالت كارثية على شعبنا العراقي . إنها البدعة" الأمريكية في نهاية القرن الماضي) مبررا ذلك ، إن أمريكا اليوم ليس لديها شريك مكافئ لها . المقصود من الناحية العسكرية والاقتصادية بالدرجة الأولى . من أجل خلق التوازن على الصعيد العالمي ، وكان يمكن أن يكون ذلك الشريك هو الأتحاد السوفييتي الديمقراطي ، ولكي نحافظ على الاتحاد السوفييتي الديمقراطي ، كان لابد من إجراء تغييرات جذرية في مختلف الميادين ومنها على سبيل المثال تغيير إسم الدولة السوفييتية من إسم ( إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية )الى اسم ( اتحاد الجمهوريات المستقلة الحرة ) ، " حقاً إن الشكل يعبَر عن المضمون في هذا التغيير " ولكنني لم أستطع تحقيق ذلك .
يقول ميخائيل غورباتشوف : في ظل غياب المساواة في الشراكة ، وغياب التكافؤ في الميادين الرئيسية ، طبيعياً تظهر لدى الولايات المتحدة الأمريكية رغبة في الإستئثار بدور قيادة العالم ، وفي حالة تحقيق ذلك فإن أمريكا لن تأخذ بعين الإعتبار مصالح الآخرين وخاصةً الدول الصغيرة ، ويعد هذا خطأًوخيماً لأمريكا والعالم أجمع .
يؤكد ميخائيل غورباتشوف : إن طريق الشعوب من اجل التحرر والإنعتاق الحقيقي هو طريق صعب وطويل ، لكن في النهاية فإن طريق الشعوب سيكون حتماً مكللا بالنجاح وشرط هذا النجاح ، هو أن يتحرر العالم من الشيوعية.. !!
( نعتقد إن البرجوازية والمرتدين ...من أمثال غورباتشوف وغيره يخشون الرقابة والحساب على سلوكهم غير القانوني واللصوصي من قبل الجماهير) ، ومما يؤكد ذلك وفي مقالة مجلة " المواطن " العدد الثاني عام 2000 صفحة 49- 52 ، تبيَن أن ميخائيل غورباتشوف وفريقه البريسترويكي وخلال الفترة 1985-1991، قد باعوا 1555 طناً من الذهب و200 كيلو غراماً في السوق الخارجية ، وتبقى لروسيا من الاحتياطي الذهبي 250 طناً لغاية 1/1/1992 ، وكذلك قام غورباتشوف وفريقة ببيع الأحجار الكريمة بمبلغ أكثر من مليار دولار ومن أهم هذه الأحجار الكريمة هي " الماس " كمادة خام أولية ، وبرليانت ، وينتار، وروبين ...وفي الفترة خلال 1990-1991 تم تهريب عملة صعبة وأحجار كريمة قدرت بأكثر من 100 مليار دولار إلى الخارج ، وخلال 7 أشهر من عام 1991 قدَم الغرب لصالح " الشؤون العامة " ( نعتقد ان الشؤون العامة هي التجسس ، شراء الذمم ، التخريب السياسي ، الآيديولوجي ، الإقتصادي ...). 60 مليار دولار ، ( هذا هو ثمن بخس من أجل تفكيك الإتحاد السوفييتي ) وهذه الإستثمارات " الغربية شكلت حصة الأسد في ديون الإتحاد السوفييتي السابق ، وتحَملت بعد ذلك ، روسيا هذه الديون ، وتبيَن المقالة أن الإحتياطي الحكومي لمادة البلاتين " الذهب الأبيض " إختفت منها ما قيمتة 250 مليار دولار . إن هذه المبالغ المهَربة في زمن غورباتشوف وفريقة ، معروفة وبشكل دقيق في أسماء محددة في البنوك الغربية وخاصة ً الأمريكية لصالح قادة " البريسترويكا " وعندما بٌحثت هذه المسألة من قبل الإدعاء العام الروسي وعرفت كل المعلومات وبدقة ، وبأمر من بوريس يلتسن تم إغلاق الموضوع !

رابعاً :- دور قوى الثالوث العالمي في تقوَيض الإتحاد السوفييتي!!

أن الهدف من تهريب الأموال الصعبة للخارج هو إفراغ خزينة الدولة السوفييتية من الإحتياطي النقدي من العملة الصعبة والاحتياطي من الذهب والاحجار الكريمة ، و من خلال مايسمى " بالبريسترويكا" تم أيقاف أكثر من 50% من المؤسسات والمشاريع الحكومية وخاصةً الإنتاجية منها و مشاريع الصناعات الدوائية ومشاريع إنتاج السلع الغذائية الضرورية بحجة " التجديد" . والتجديد لم يعد أصلاً . وبالنتيجة تقلص إنتاج السلع الضرورية والرئيسية وبدأت تظهر شحتها في المخازن الحكومية كخطوة اولى ، وبعد فترة إختفت هذه السلع تقريباً من المخازن الحكومية ، وبدأ يظهر نشاط " الاقتصاد اللصوصي " أي إقتصاد السوق السوداء للوجود وبشكل شبة علني وبدأت تظهر عملية المضاربات بقوت الشعب وخاصة السلع الغذائية الدوائية ، مما أدى الى فوضى سياسية وأزمة إقتصادية – إجتماعية داخل المجتمع السوفييتي ، وظهر نظام البطاقات التموينية ( إستخدم هذا النظام خلال فترة الحرب العادلة التي خاضها الشعب السوفييتي ضد الفاشية الألمانية ) وبدأ يظهر التذمر والسخط والاستياء الشعبي على قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي الحاكمة ( وهذا هو بيت القصيد ) .
خلال الفترة 1989- 1991 ، كانت معانات الشعب السوفييتي كارثية ومأساوية حقاً ، إذ لم يعان الشعب السوفييتي من مثل هذه المآساة حتى في ظل حربة العادلة ضد الفاشية الألمانية ، وفي خلال الفترة المظلمة أي " البريسترويكا " بدأت الاموال وبشكل غير شرعي وغير قانوني تتراكم لدى قادة " البريسترويكا " من البرجوازية الحزبية والبرجوازية الإدارية والطفيلية والمافيا ، وبدأت تظهر وبشكل ملموس الفوارق الإجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع السوفييتي التي لم تكن مألوفة سابقاً وبالتالي يمكن القول ، لقد حقق قادة " البريسترويكا" سيئة الصيت مالم يستطع تحقيقة هتلر في حربة غير العادلة ضد الشعب السوفييتي والسلطة السوفييتية .
ان نهج ما يسمى بالبريسترويكا ، لم يكن وليد صدفة ، بل كان سيناريو مخططا له ومرسوماً بدقة وتم التعاون والتخطيط بين الاطراف المخططة والمنفذة لهذا السيناريو وهم : غورباتشوف وفريقة، ( الطابور الخامس ) في الحزب الحاكم والسلطة التنفيذية والتشريعية ، والمؤسسات المالية الاقتصادية الدولية والمخابرات الغربية وخاصةً وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، والماسونية والصهيونية والرجعية العالمية ، إنها فعلاً مؤامرة دولية كبرى، وتحالف دولي لعبت كل من واشنطن ولندن وبون وباريس، دوراً هاماً في هذا التحالف ، ومن أهم أهداف هذا التحالف الدولي هو :
1- القضاء على النظام الاشتراكي كنظام سياسي واقتصادي – اجتماعي قائم .
2-القضاء على الاتحاد السوفييتي كدولة عظمى اقتصادية وسياسية وعسكرية.
3- القضاء على الحركة الشيوعية العالمية من خلال إضعاف ثم تفتيت الأحزاب الشيوعية على الصعيد العالمي والإقليمي وعلى صعيد كل حزب شيوعي .
ومما يؤسف له، ان ما حدث في الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي ( الاتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية سابقاً ) يؤكد ما ذكر أعلاه ، إنه" إنتصار" مؤقت لايمكن ان يستمر طويلا فالبشرية التقدمية ترفض الرأسماليةكنظام يكَرس العبودية والحروب غير العادلة ، والاستغلال والقهر والتخلف ، والأزمات الإجتماعية والإقتصادية والإخلاقية المتمثلة بالبطالة والجوع والفقر وتفشي الجريمة والمخدرات والتلوث الاجتماعي ...
لقد نفذ ميخائيل غورباتشوف وفريقة أحد أهم أهداف هذا السيناريو المتمثل في إختفاء الجزء الهام من المعسكر الإشتراكي ، وهو يواصل وينسق عمله اليوم ( كأي مشَرد ومتسوَل سياسي )مع الدوائر الامبريالية ومؤسساتها المالية والاقتصادية ومع الصهيونية والماسونيةالعالمية لإضعاف ثم تفكيك وتخريب الأحزاب الشيوعية سواء في الاتحاد السوفييتي ودول اوربا الشرقية سابقاً أو الاحزاب الشيوعية في البلدان الرأسمالية والبلدان النامية .

خامساً:- غورباتشوف داعية ومروَج لـ "ماكدوبيتزا"

أصبح غورباتشوف يشبه أبن بطوطة مع فارق الهدف بينهما ، فأمريكا وحلفاؤها لن ينسوا او يتجاهلوا الخدمات الكبرى التي قدَمها غورباتشوف لهم . طبعاً بالمجان ومنها تفكيك دولتة العظمى ، وحل حلف وارسو ومجلس التعاضد الاشتراكي (سيف) ، واختفاء دول اوربا الاشتراكية ...وبالتالي يمكن القول ان غورباتشوف قد حقق ماكان يصبوا الية الرئيس الامريكي ترومان حول ضرورة قيادة امريكا للعالم .
ان الغرب الرأسمالي ومؤسساتة الدولية يوجهون لغورباتشوف باستمرار الدعوات الرسمية وغير الرسمية لحضور المؤتمرات الدولية والاقليمية والقاء المحاضرات واجراء المقابلات التلفزيونية والصحفية. ان كل هذة الانشطة السياسية والاعلامية ماهي إلا مكافأة امريكية غربية لغورباتشوف من اجل الحضور السياسي الدائم سواء على صعيد بلادة او على الصعيد الدولي.
ان هدف الجولات المكوكية التي قام ويقوم بها غورباتشوف في العواصم الغربية وغيرهامن العواصم ، هو جمع المال والتخريب الآيديولوجي ضد الحركة الشيوعية . فهو يشبة "المشرد" السياسي الذي ينتقل بين الدول من اجل مواصلة عملية التخريب والتشوية للفكر الاشتراكي .
يمارس ميجائيل غورباتشوف عمل البزنس السياسي والمالي . فعلى سبيل المثال قيامة بالدعاية للاكلة الامريكية " ماكدوبيتزا"على انها" شهية وطيبة "!!وحصل مقابل جهده الدعائي على مليون دولار امريكي ، كما اشارت الصحف الرسمية في حينها ، وبرر غورباتشوف نشاطة البزنسي هو الحاجة"للمال" وعمل رئيس مجلس استشاري – اجتماعي ، في الاذاعة التلفزيونية الروسية " المستقلة" ن .ت. ف ولكن لم يعلن كم هو مرتبة ؟!.
في عام 1994 ، اصدر الرئيس الروسي بوريس يلتسن قراراً بتاسيس محطة الاذاعة والتلفزيون المستقلة ، التي تعود ملكيتها للملياردير اليهودي غوسينسكي ، ويحمل هذا القرار هدفاً أيدولوجيا واقتصاديا وسياسيا ، فخلال فترة حكم يلتسين تمتع الملياردير غوسينسكي وبيرزوفسكي بنفوذ سياسي واقتصادي هام ومؤثر على نظام يلتسين وفريقة ( علما انهم يحملون الجنسية الروسية والاسرائيلية )،اذ امتلك كل واحد منهم امبراطورية اعلامية خاصة بة وخلال فترة قصيرة قدَرت ثروة كل واحد منهم ب(3)مليار دولار. ان تراكم هذة الثروة وبشكل غير شرعي جاء بسبب تنفيذ برنامج الخصحصة .ففي روسيا ومن خلال تنفيذ هذا البرنامج فان كل شيء يباع ويشترى لصالح الفئة الحاكمة من الاداريين والبيروقراطيين والطفيليين والمافيا .
ان قرار يلتسين بتاسيس ن .ت .ف ولصالح غوسينسكي لم يكن وليد الصدفة ، لان غوسينسكي رئيس المجلس اليهودي الروسي ، ونائب رئيس نادي " روتاري"منذ عام 1991 ، وعضو منظمة " بناي بربت " الماسونية . ان هدف ن. ت .ف خلال الفترة 1994 ولغاية ابريل 2001 يتمثل بالتشوية والتخريب الآيديولوجي والسياسي للفكر الاشتراكي ، والهجوم على كل منجزات الاشتراكية التي تحققت في خلال 70 عاما ، ومحاولة زرع نمط الثقافة والاستهلاك الامريكي الغربي للشعب السوفييتي الروسي وممارسة سياسة الدجل والتضليل على الشعب السوفييتي الروسي اي التجهيل السياسي ...، وبالنتيجة فان سياسة ن. ت. ف منذ تاسيسها ولغاية اليوم كانت في خدمة اهداف الماسونية العالمية وكذلك خدمة المصالح السياسية والاقتصادية والآيديولوجية للولايات المتحدة .
ان غورباتشوف قد خان شعبة وفكره وحزبة ، وخان الاحزاب الشيوعية الحاكمة في دول اوربا الشرقية سابقا ،وخير دليل على ذلك ما حدث من تآمر قذر وخسيس من قبل غورباتشوف وياكوفلوف...ضد رئيس جمهورية المانيا الديمقراطية هونيكر ، ورئيس دولة بلغاريا جيفكوف ، ورئيس دولة رومانيا شاوشيسكو ، ورئيس جمهورية افغانستان الديمقراطية نجيب الله ،وغيرهم من الرؤساء في البلدان الاشتراكية والبلدان النامية .ان الحقيقة مرة ولا بد من الاعتراف بها لانها تعد المفتاح الرئيسي الذي يمكن من خلالها ان تتم دراسة الماضي وبروح ديمقراطية ومبدئية ونقدية صريحة وسماع اراء الاخرين وباذن صاغية والابتعاد عن التعصب والتخلص من عبودية الفكر . ان كل هذا وغيرة يساعد على وضع الحلول السليمة من اجل عدم تكرار الماضي .
ان التاريخ لايمكن ان يشوه مهما ضخت له من الاموال القذرة ، ومهما حاولت الاقلام الصفراء من تزوير وتشوية الحقائق . فمصير المرتدين والتحريفيين والخوَنة سيكون مزبلة التاريخ ، وان عجلة التطوَر الاجتماعي الاقتصادي لا يمكن ارجاعها الى الخلف مهما حاولت قوى الامبريالية العالمية ، وان ما حدث من بعض الاخفاقات بالرغم من جسامتها ومرارتها فانها مؤقتة ، فالنظام الرأسمالي غير مؤهل لانة مصاب بامراض مزمنة وخبيثة اجتماعية واقتصادية ...،وان البشرية توَاقة الى مجتمع تسودة العدالة الاجتماعية والاقتصادية ، مجتمع خال من استغلال الانسان للانسان ، مجتمع خال من الحروب ، مجتمع يسودة السلام والاستقرار والديمقراطية ، هذا هو مستقبل البشرية ، وهذه هي حتمية التطوَر اللاحق .
واخيراً هل كان غورباتشوف شيوعياً؟!!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا