الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الحاكم والانتخابات القادمة

سامر أبوالقاسم

2016 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


وصول حزب العدالة والتنمية إلى قناعة أن حظوظه في تبوء الصدارة في الاستحقاقات التشريعية القادمة تكاد تكون منعدمة، وبداية تحسسه لسكرات موت أي أمل له في الاستمرار في تدبير الشأن العام من الموقع الحكومي، جعله يختار العمل على ثلاث واجهات: تأخير كل ما يتعلق بإصدار القوانين الانتخابية، والتشكيك القبلي في سلامة ونزاهة الانتخابات، أما الواجهة الثالثة: "إن كان ولابد من عدم تصدر حزب العدالة والتنمية للانتخابات فلن يكون حزب الأصالة والمعاصرة هو الأول في هذه الاستحقاقات".
ومنذ أن تحمل حزب العدالة والتنمية قيادة العمل الحكومي، وهو يثبت عن جدارة عدم معرفته بمؤهلات المجتمع وإمكانات تقويتها واستثمارها. ومنذ 2011 ورئيس الحكومة يبرهن عجزه عن توضيح أفكاره التي تستند عليها قراراته، ويصر على اعتبار أي مناقشة هي مضيعةً للوقت، ويفضل بروز الأزمات والمخاطر حتى يبقى هناك مسوغ لوجوده.
ومنذ أن استلم عبد الإله بنكيران رئاسة الحكومة، وهو يخلط بين حياته الشخصية والحزبية وبين موقعه في الدولة، بحيث يتدخل الاضطراب العاطفي الشخصي والحزبي لديه في إدارة العمل والبشر، فيقع المزيد من استنزاف الموارد، والانصراف إلى الجدل العقيم، وتحقير أي إبداع أو تطوير، وانتظار التغيير بدل صنعه وإدارته.
ومنذ أن صار عبد الإله بنكيران متحكما، بدا واضحا للجميع غياب الشجاعة من حيث تحمّل مسؤولية الأخطاء الفادحة والقرارات الجائرة في حق المواطنات والمواطنين، وعدم الاهتمام باختلال حياتهم، وإضاعة حقوقهم وحرياتهم، واستبعاد النظر إلى المستقبل البعيد للبلاد والعباد.
وعلى الرغم من أننا كنا على دراية بافتقاد حزبه لأي تصور أو برنامج من أجل إصلاح أحوال البلاد والعباد، وعدم التوفر على أطر سياسية قادرة على مواكبة المسار والوقائع والأحداث، والعجز عن التواصل مع مكونات الحقل السياسي المغربي، وعدم قدرته عن الفصل بين الدين والسياسة؛ غير أننا لم نكن نتوقع الوصول إلى نتائج محبطة لعموم المغاربة إلى حدود هذه الدرجة، من قبيل: الفشل في توفير شروط الانسجام بين مكونات الأغلبية الحكومية، والفشل في الانفتاح على مكونات المعارضة، والفشل في تدبير العلاقة مع مختلف الفرقاء: الاجتماعيين والإعلاميين والاقتصاديين... والإصرار على التقيد بالطابع التحكمي، واستنزاف الاقتصاد الوطني والمالية العامة، وضرب القدرة الشرائية للمواطنين وتجريدهم من كل أشكال الدعم الاجتماعي، والحصول على نتائج وحصيلة مخيبة للآمال، والإخلاف بالوعود المسطرة في البرنامج الانتخابي للحزب، ووضع البلاد في وضعية تراجع ونكوص عما تم إنجازه في العقد الأول من هذه الألفية، وتأثير هذا الأسلوب العنجهي في التدبير على باقي المؤسسات، خاصة في تدبير العلاقات الخارجية، سواء في إطار التعامل مع بعض القضايا أو البلدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية