الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الشَخْر و الشِخِير

أيمن غالى

2016 / 6 / 25
كتابات ساخرة


يقول الكاتب الساخر يوسف معاطى فى كتابه " كلام أبيح جدا "؛ إصدار 2011:
حدث هذا منذ حوالى عشرين عاماً ..
كنت عند السيد حمدى سرور مدير الرقابة عل المصنفات الفنية فى مكتبه .. و فجأة دخل [ المخرج العالمى ] يوسف شاهين مستاءً منفعلاً كطفل أخذوا منه لعبته .. و قال لحمدى سرور:
- بَوَّظْتُولى الفيلم .. أنا .. أنا .. أحسن لى أسيب البلد دى خالص ..
إبتسم حمدى سرور و قال له:
- أقعد يا جو .. أقعد بس .. زعلان ليه ؟
قال يوسف شاهين شاكياً .. موجها كلامه لى برغم أنه لا يعرفنى:
- تصور حضرتك .. شالولى الشَخْرَة فى الفيلم !! البطل بِيُشْخُر, و ما فيش أى حاجة ممكن يعملها غير أنه يُشْخُر .. يرضيك إنهم يشيلوا لى الشَخْرَة ؟
و تركت مكتب مدير الرقابة و أنا أفكر ..
ما الذى يجعل الشَخْرَة شيئا قبيحا ؟! إنها صوت يصدر من الأنف و الفم معاً, ينُم عن إستهجان الشَاخِر لما يسمع أو لما يرى ..حالة من حالات التعبير الإنسانى يُقال إن موطنها الأصلى الإسكندرية ثم صارت سائدة فى القطر المصرى كله .
ثم نحن نشخّر و نحن نائمين .. و تجيزها الرقابة .. فما الذى يجعلها تحذفها و نحن مستيقظون ؟! فهل هى قلة أدب و أنت صاحى .. و شئ عادى مُهذب طالما أنت نايم ؟!

و من خلال بحثى عن تاريخ " الشَخْر " فى مصر, و عند مطالعتى لكتاب " تراث العبيد فى حُكم مصر المعاصرة, دراسة فى علم الإجتماع التاريخى ", لأستاذ جامعى ع. ع, المكتب العربى للمعارف, القاهرة ( من إصدارات تسعينيات القرن الماضى )
و من خلال ما ورد من دراسة بالكتاب يمكننا نفى أن أصل " الشَخْرَة " إسكندرانى كما قال يوسف معاطى, و إنها من موروثات العبيد المماليك و إنعكاسا لتردى خلقى عُرفوا به, و لعادات مُشينة عُرفوا بها مرتبطة بعاداتهم فى سباقاتهم و نزالاتهم من تحرش الفائز بالمهزوم جنسيا .. و مش حا ينفع أشرح أكتر من كده علشان عيب ..

و فوجئت و أنا أتابع الفيلم المصرى فيلا 69 - إصدار سنة 2013, إخراج آيتن أمين - ببطل الفيلم " الفنان خالد أبو النجا " و هو يستخدم " الشَخْرَة المملوكية " فى حواره مع أخته " الفنانة لبلبة " , و من قبلها إستعماله لكلمة أبيحة - منتشرة فى الشارع المصرى بين السوقة - لممرضته ..
يعنى جواز الرقابة " للشخرة المملوكية " فى الفيلم مع الكلمة الأبيحة إياها؛ معناه تكريس جهود الدولة من خلال أهم مؤسساتها فى فرض تراث المماليك العبيد بما فيه من عفن و تردى أخلاقى

يعنى يوسف شاهين لو كان لسة عايش النهاردة؛ كان إستعمل " الشَخْرَة المملوكية " براحته بدون قيود من إدارة الرقابة على المصنفات الفنية فى زمن أصبحت الأباحة و الكلام الأبيح شئ عادى جدا ..
و فى إنتظار أن نرتقى و نعود إلى ما كان عليه أجدادنا يوم أن نتخلص من كل تراث عَفِن غزا مجتمعنا و منها تراث العبيد و من هم أدنى منا أخلاقاً و حضارة ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا