الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لمجموعة (مظلة من كلمات) للشاعر فارس عدنان

علاء هادي

2016 / 6 / 26
الادب والفن


قراءة لمجموعة (مظلة من كلمات) للشاعر فارس عدنان
هي قُداس جديد لمحتضرٍ خذله ملاك الموت مراراً...من سنين، وتركهُ يهيم منذ عقدين ونيف يبحث لنفسه عن ذاتٍ وموطن يخلو من ذكرياتِ آلات تحقيق أدمنت صعق الكهرباء ورائحة الدم المحترق.
ومابين تقارير ابو عليوي وسِفر المقابر الجماعية يختزلني فارس عدنان بترنيمة مُحرمة لدرويش سكير عن طقوس منسية للطم سومري ماآن له ان يكتمل،وعن دمٍ لم يتخثر بعد في اراضٍ حرام سرقت مني ابي، اخي، عمي، وجاري المفقود منذ الثمانينات...
وتحت مظلة فارس يحكي لي كاهن دغاري عن نيران تحرق بذور اشجارٍ ماشاء لها ان تَنبُث في اهوار ستجفف بعد حين لاسباب تؤرق الرئيس او ربما سَتُحرَق بالجملة كي يعتاد سكان المدن المعزولة في مابعد، على رائحة الحرق الجماعي...
ومابين فاتورة الحرب واخطاء يمكن تدوينها يحاول فارس ان يلملم ماتبقى من ذكريات تقصم الظهر ليرسم صورة جيل شاء له ان يُدمن انفعلات الزعيم وبصاق السيد الآمر..صورة بلون السخام لأمسي وأمسه وأمسيات هراوة شرطي ادمنت تضاريس ظَهري .. يحاول بمظلته ان يرسم صورة تَعّي بعض ماكان عن جيل جاء ومات وماكان لديه مايكفي من الوقت ليمر، ليكتمل، او يموت ببطء كأبناء المدن الآمنة..وبعد مطالعتي لذاتي والبقية في تخطيطات فارس لنا اراني اسائل نفسي:أتُراني ومن شاركوني زقوم الحرب نحضى بان نسمى ( جيل) او هي مجرد مغالطة اعتراضية في زمن لايقوى على الاعتراض، على الرد، على الوجود، على التسمية... جيلُ الحرب ياسيد عدنان...ترى كيف سولت لك نفسك في غفلة مني ومن ادعية امي وامك وامهات المفقودين ان تصورني كما انا وكما لااريد ان يراني الاخرين: خائفا، هاربا، لاهثا الملم بصاق السيد الامر والقاضي والمحقق من وجه جدي واعتذر لهم عن نياح امي على اخي المقتول بالغلط....
كيف سمحت لنفسك ياسيد عدنان ان تراني خانسا في اخر الحانة او المسجد اعد لموتي اربعينية توافق نبوءاتك عني بميتةِ جماعية بسيارة مفخخة سيركنوها لي في الشارع الغلط كي يُسجل في ملف موتي "حادث عرضي" او "موت بالغلط"..ترى كيف لك بعد خمسين سنين ان تكتب عني في قداسك و سفر احتضاري انني وانت وذلك القابع في الارض الحرام لم نكن سوى صدفة او حادث عرضي او موت بالغلط..اتراني وخمسينياتك وادعية امي وملف التحقيق وسيارة الدورية لم نك قط غير موقف عرضي و جيل غلط؟ ام انها كوابيس لابد منها دَونتها عني في نوبة صَرَع بجرعةِ من مخدرٍ مغشوش يُريكَ ذكريات لاتقوى على البوح بها في حضرة السادة العسكريين منهم والمُعممين عن امانٍّ محرمة بنهار يفتقر الخازوق..وترنيمة ليست على عجل على روح شاعر مات ميتّة...جاهلية!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا