الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2016 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تعد غالبية الشّعب السّوري قادرة على احتمال الوضع المعيشي، كما أن غالبية السّوريين لم يغادروا إلى الغرب لأنّ التكاليف كبيرة، وذلك المعلم، أو الطبيب لا يعرف كيف يؤّمن رغيف الخبز لعائلته ، ولا يغامر بأولاده حتى لو مات تحت القصف.
غادر الفقراء سورية إلى الدّول المجاورة، وأكبر نسبة من اللجوء كانت في تركيا، أما من ذهب إلى الغرب، ورغم تهويل الإعلام للموضوع فهم لا يتجاوزون المليونين مهاجر مقابل عشرة ملايين الموزّعة بين الدّول المجاورة، والمتنقّلة من مكان إلى مكان. المشكلة في سورية اليوم هي تنامي الشّعور الطّائفي، والقومي، وازدياد ثقافة الكره، فذلك الحد الأدنى من التعايش في طريقه إلى الزوال.
لو دخلت على صفحات التّواصل الاجتماعي وقرأت عن العرب المسلمين لاعتقدت أنّك أمام لصوص وقطاع طرق. يقول الكثير من العنصريين أن الغرب يخاف من المسلمين لأنّهم إرهابيين. فهل يخاف الغرب فعلاً من الإسلام؟
يتعامل الغرب مع أهمّ دولتين إسلاميتين في العالم، وهما السّعودية التي تتزعّم الشّق السّني، وإيران التي تتزعم الشّق الشّيعي، بكلّ ودّ. علاقة الغرب مع السّعودية على سبيل المثال في أحسن حالاتها، ولن تتأثر على المستوى القريب لأنّ العلاقات مبنية على مصالح الطرفين دون الأخذ بالاعتبار مصلحة الشّعوب، وهذا يدل أن الغرب لا مشكلة له مع الإسلام الغنيّ الذي يخدم المصلحة الرّأسمالية بل هو يفتح أبوابه ويرحب به، وحتى المسلمين العاديين لم نجد حركة في الغرب تعاديهم إلا بعض العنصريين الذين يعادون الأجانب بشكل عام.
لن ندخل في تحليل سياسة الغرب، هي سياسة الرأسمالية بشكل عام، لكن من حقّنا أن نسأل ذلك السّوري الذي يشتم العرب المسلمين ليل نهار هل كان هو على مستوى إنساني أكبر؟ وهل تاريخه مشّرفاً أكثر؟
لو تعمّقنا قليلاً لرأينا أنّ المعادين للمسلمين هم أكثر عنصريّة من أغلب المسلمين، وهذا لا يعني أنّ الاستبداد ليس له يد في تجييش الحقد الطّائفي والمذهبي، لكن الكثيرين لديهم استعداد لذلك الشّحن.
غير النّظام الاستبدادي أسماء بعض القرى الكرديّة على سبيل المثال وعرّبها، واليوم يتم تكريدها . ما لفرق إذن ؟حتى القرى الآشورية الغارقة في القدم تم إعطاؤها أسماء جديدة. أي أنّنا أمام ظاهرة خطيرة وهي طمس معالم الحضارة الإنسانيّة وهي جريمة. وليس العرب المسلمين بأقل من غيرهم اليوم في التّقوقع والتّوجّس من الآخر، لكنّهم أكثر من وقع عليهم الظّلم فإذا كان حزب البعث عربي قومي، فهناك أحزاب قوميّة مشابهة له في الإيدلوجيّة في القوميات الأخرى.
بقي أمر هام وهو أنن الغرب ينظر إلى المصالح المادّية. إن كنت تؤمّنها له فأهلاً وسهلاً بك حتى لو كنت مسلماً ، وإلا فلتذهب إلى الجحيم، ولو نجح ترامب في الانتخابات الأمريكية لا ختار بعض مساعديه مسلمين من أصحاب الثروة . لدى الغرب بعض القوانين الإنسانية لكنّه ليس جمعيّة خيرية. يحتاج السّوريون اليوم إلى تخفيف اللهجة الطّائفيّة، واللهجة القومية، ونشر ثقافة التعايش جديد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك