الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكارثية فى مصر

شريف مانجستو

2016 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


وفقاً للموسوعة الحُرة يتم تعرف المكارثية كالآتى : " المكارثّية (بالإنجليزية: McCarthyism) هو سلوك يقوم بتوجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون الاهتمام بالأدلة. ينسب هذا الاتجاه إلى عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي اسمه جوزيف مكارثي. كان رئيسا لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس واتهم عددا من موظفي الحكومة وبخاصة وزارة الخارجية, وقاد إلى حبس بعضهم بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة الاتحاد السوفيتي. وقد تبين فيما بعد أن معظم اتهاماته كانت على غير أساس. وأصدر المجلس في عام 1954 قرارا بتوجيه اللوم عليه. ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجة ضد المثقفين.". لكن الذى يحدث فى مصر للأسف يُعتبر مكارثية الجميع ضد الجميع . فإن لم تكُن معى فأنت عدوى وعليك لعائن التأريخ والجغرافيا وحساب المثاثات !!.و تستقر تلك الظاهرة للأسف وتبيض بين أوساط السياسين والنشطاء . والسبب هو فقدان الثقة فى أحد وغيلب مفهوم العدل الناجز ، وتحديداً الشعور بالعدل الاجتماعى . والسُلطة الحاكمة أيضا تقع فى هذا الأمر ، فأبواقها أحياناً ترتكب حماقات إعلامية فجة ، فكانت الاتهامات تنهال على الشباب بالخيانة والتعاون مع جماعة الإخوان المُسلمين أو بالانتماء لما يُسمى الطابور الخامس . وحتى جماعة الإخوان المُسلمين أثناء ثورة 25 يناير ، بدأت فى طرح مصطلحات جديدة على الأُذن المصرية ، مثل : هذا من الفلول ، وهذا ليبرالى ، وهذا شيوعى . فبدأ للأسف التمزق ينهش فى محيطنا الاجتماعى . فأصبحنا بلا قُدرة على التواصل ، ولا نقدر على إدارة الاختلافات فيما بيننا من منطلق أرضية مُشتركة ، وهى الحُب والانتماء لهذا الوطن العزيز الغالى . علماء الاجتماع عليهم أن يدرسوا الظاهرة بشىء من التروى ، لثبر أغوارها السحيقة . ولنعرف كيف نتخلص من هذا الامر الذى يدفع البعض للإساءة إلى الآخر بدون دليل ملموس أو حُكم قضائى واجب النفاذ . فما يجرى من حولنا من شد وجذب فى الإقليم الجريح قد يكون سبباً رئيساً فى ازدياد المكارثية أو الديكتاتورية فى معالجة الأمور . فالتحطيم الذى يحدث فى ليبيا وفى الشرق فى سوريا ، ومع الثورة التكنولوجية العظيمة التى تنقل صور الدماء والجُثث والأشلاء ، دفع البعض للخوف على نفسها فى الفناء ، فيبدأ فى طرح مخاوفه جانباً باتهام الآخر بأفظع الاتهامات وأسوء الأوصاف الأخلاقية . هذا تفسيرى الخاص الذى يستند لملاحظة مُباشرة لأحوالنا البائسة فى النقاش . وهُناك تفسير أيضاً قاله لى أحد المُتخصصين فى علم النفس الاجتماعى ، حيث قال أن كثرة المظالم والرغبة فى الانتقام تدفعان المرء لخوض غمار التكفير والتخوين والتفسيق وأحياناً تقوده تلك الحالة للابتزاز الأخلاقى مع خصمه السياسى أو غريمه العاطفى . فكُل هذا الكلام يُعتبر جُزء من تحليل الإشكالية التى تعصف بنا جميعاً . ولكن ما العمل ؟. هذا السؤال يطرحه دائماً لينين وخصوصاً بعد ثورة 1905 الروسية ( التى أصابها الإخفاق لاعتبارات موضوعية ) . أرى أن العلاج الناجع هو التخلص التدريجى من العادات السلبية ، وذلك بطرح أفكار جديدة على المواطن . بالتوعية الحقيقية بأهمية الاختلاف ، وأن التنوع الإنسانى هو الذى يصنع التراحم والثراء الفكرى والوجدانى ، وأن التوعية تكون داخل المدرسة والجامعة وفى أماكن العمل ، والدور الأبرز سيلعبه أهل الفن والأدب لترسيخ مفاهيم التآخى والتآلف . مع طرح برامج مُكثفة للشباب الجامعى تحديداً تُحدثهم عن فلسفة الجمال وقوانين الجدل وبعض الدراسات الخاصة بديفيد هيوم وبرتراند رسل وغيرهم من الفلاسفة الكبار ، والهدف ليس طمس الهوية المصرية ، ولكن طرح أفكار جديدة وتوضيح الجوانب المُشرقة فى حياتهم . مع دفع المجتمع المدنى دفعاً لمعالجة مشكلات الطفل والمرأة والحق فى السكن وغيرها . فتلك الآليات مع وجود فاعل لدولة القانون ولدولة العدل الاجتماعى والتنوير الفاعل . ستختفى المكارثية والكراهية التى تبنى للمجتمع قبور من بؤس وضياع . وسيعود من جديد السمت الحضارى لمصر الذى يحمل الأمل والعطاء فى قارب من التعاون ، سابحاً على نهر الإخلاص والمودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة