الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواسب نظام البعث في شخصية الفرد العراقي

احمد عبدول

2016 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا يخفى على احد منا ان شخصية الفرد تتأثر بعدة عوامل , ابتداء من عامل الوراثة , مرورا بما يتعرض له وهو جنين ,قابع داخل رحم والدته , لما يعتريها من حالات ضعف وقوة , حتى اذا ما ابصر النور وجد هنالك الاسرة ومحيطها , والمجتمع وتقلباته وتناقضاته , وما يتميز به من عادات واعراف وتقاليد .كل تلك العوامل وغيرها هي من تصوغ ما نطلق عليه بالشخصية .ولا شك ان هناك عوامل اخرى لها تأثير مباشر في صياغة الشخصية , الا انها بقيت بعيدة عن التناول الدقيق والمباشر , ولعل اهما هو عامل النظام السياسي الذي يخضع له الواحد منا لمدة زمنية معينة لا سيما اذا كان هذا النظام نظاما ديكتاتوريا مستبدا ,قد جثم على صدر الامة لعقود من الزمن , كما هو حال نظام البعث المقبور, الذي كرس كل جهوده , لغرس قيم وتأصيل قناعات وافكار داخل بودقة العقل الجمعي للعراقيين ,كانت في مجملها قيم وافكار سلبية وضارة .
لقد حكم نظام البعث العراق والعراقيين , لاكثر من ثلاث عقود عمل خلالها جاهدا , على تثبيت مفاهيم ضيقة ما نزال نتلمس اثارها داخل شخصية الفرد العراقي , بشعور منه وبغيره , بل ان الامر يتعدى ذلك عندما نقف على اثار تلك المفاهيم وتداعياتها لمن هوعلى قدر عال من الثقافة والمعرفة ,لا سيما اولئك الذين يرفعون شعار اليسار والليبرالية والمدنية .
نستطيع وباختصار ان نلخص بعض تلك الرواسب التي خلفها نظام البعث المقبور داخل شخصية الفرد العراقي بالنقاط الاتية , وهي رواسب تحتاج منا جهد جهيد لتجفيفها والتخلص من اثارها السامة .
1 ـ ان العراقيين لا يمكن ان يحكموا الا من قبل حاكم يعرف بدمويته وبطشه وتسلطه (سياسة السوط والنار والحديد)
2 ـ ان العراقيين ليسوا اهلا لخوض غمار التجارب الديمقراطية التي تعتمد التعددية فالعراقي لا يصلح له الا الحكم الشمولي الاستبدادي .
3 ـ ان العمامة (الشيعية حصرا ) لطالما ارتبطت بالعمالة والتبعية كما حصل مع الراحل السيد (مهدي الحكيم () (رحمه الله ) في العام 1970
4 ـ التركيز على عامل النسب بالنسبة لكبار علماء الطائفة الشيعية والتقليل من شان كل من ينتسب الى هوية غير عربية (ايرانية ) وهو وتر عزف عليه (صدام حسين ) بنفسه في تسعينيات القرن الفائت
5 ـ ايهام الجماهير بان كل ما يقع من حروب ونزاعات انما تعود لدخول الدين على الخط السياسي وليس بسبب الاستبداد والعسف الذي تمارسه سلطة البعث بحق ابناء المجتمع .
6 ـ العمل على اقناع الفرد الشيعي على انه غير مؤهل للحكم والترويج لشعار (للسنة الحكم وللشيعة اللطم )
7 ـ تقديم القيم القبلية والمناطقية على القيم المجتمعية والوطنية . فقرية مثل (العوجة ) كان يراد لها ان تصبح منافسا للعاصمة بغداد وهذا ما وجده العراقيون خلال تسعينيات القرن الفائت واناس مثل (التكارته ) كانوا ينظرون الى انفسهم على انهم (جنس مفضل )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على